شهدت العلاقات المصرية الامريكية خلال الايام الاخيرة محطات مهمة، سيكون لها ما بعدها، ليس فقط في رسم مسار التحالف القديم بين البلدين، بل ابعد، على مستوى التوازنات الاستراتيجية والازمات الاقليمية.
ومن اللافت ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قدم في جولته الاقليمية انعكاسا حقيقيا لما تعانيه السياسة الخارجية الامريكية، من حالة نادرة من الارهاق والاضطراب، وهو ما فشل حتى بخبرته الواسعة في ان يخفيه، اثناء مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري سامح شكري، ثم في مؤتمر باريس، قبل ان يدلي بشهادته في جلسة الكونغرس، للاستماع بشأن «استراتيجة مواجهة داعش» في نهاية اسبوع صعب، ان لم يكن كارثيا للدبلوماسية الامريكية. وهذه قراءة سريعة لأهم تلك المحطات:
اولا- فشل كيري في الحصول على دعم مصري واضح للتحالف الدولي الذي اعلنته واشنطن لمحاربة «داعش»، اذ اعلنت القاهرة انها لن تقدم اي مساعدة عسكرية في هذا الاطار، ثم لقنت كيري درسا قاسيا عندما نبهت الى غياب البعد الاستراتيجي في «الاستراتيجية» التي اعلنها الرئيس الامريكي باراك اوباما الاسبوع الماضي لمواجهة «داعش». وشددت على ان المطلوب لمواجهة ظاهرة كونية عابرة للحدود، مثل الارهاب المستند الى التطرف الاسلامي، هو استراتيجية كونية لا تعنى فقط بشن «عملية محدودة لمحاربة داعش». ومما يؤكد هذا ان كيري اكتفى في المؤتمر الصحافي في القاهرة بالحديث عن «دور مصري رائد لمحاربة الارهاب ثقافيا»، وليس عسكريا او حتى لوجستيا.
وكان لقاء كيري مع الرئيس المصري قد تأجل الى السبت، بعد ان رفض السيسي ان يستقبله يوم الجمعة (كما قرر الوزير الامريكي من طرف واحد)، منبها الى ان الجمعة يوم عطلة رسمية في مصر. اما الرسالة ما بين السطور فكانت واضحة: ان الزمن الذي كان يستطيع فيه اي وزير امريكي ان يدفع الباب بقدمه ويلتقي رئيس مصر وقتما يشاء قد ولى.
وهكذا فانها المرة الاولى منذ حرب تحرير الكويت في عام 1991، التي ستخوض فيها الولايات المتحدة حربا اقليمية بتحالف يفتقد الى وجود مصر. وهذه محطة تاريخية مهمة.
ثانيا- اجمع حقوقيون واقارب للناشط السياسي علاء عبد الفتاح على ان زيارة كيري لم يكن لها اي علاقة بقرار المحكمة الافراج عنه بكفالة، والتنحي عن نظر القضية. واكدوا ان الاسباب تتعلق بمخالفات اجرائية ارتكبتها النيابة في الجلسة السابقة، وان قرار المحكمة قانوني متعارف عليه في هذه الظروف. اما المعنى فهو ان واشنطن لم تعد تملك القدرة او الرغبة في الضغط على القاهرة بشأن الافراج عن اي متهمين في اي قضية، مهما كان انتماؤهم.
كما انها لا تغلق الباب بانتظار ان يأتي كيري المرة المقبلة ومعه مشروع استراتيجية كونية حقيقة لمكافحة الارهاب، بكافة تنظيماته وتنويعاته، وليس مجرد مشروع «حلف امريكي» للانتقام من منظمة ارهابية اثر قيامها بذبح رهينتين امريكيتين.
ثالثا- جاء الاعلان عن توقيع مصر وروسيا صفقة اسلحة هي الاضخم منذ اكثر من اربعين عاما، وتشمل منظومات صاروخية ومدفعية حديثة بقيمة ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار، ليعلن عن محطة تاريخية اخرى. اذ انها تمثل تغييرا استراتيجيا في هوية تسليح الجيش المصري، قد يشبه صفقة الاسلحة التشيكية الشهيرة التي عقدها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع موسكو، في منتصف خمسينيات القرن الماضي، وكانت تدشينا لحلف استراتيجي مع الاتحاد السوفييتي. وجاء الاعلان عن الصفقة، فيما لم تقم القاهرة بعد باستعادة طائرات الاباتشي المهمة لمكافحة الارهاب من الولايات المتحدة، رغم قرار الادارة بالافراج عنها منذ نحو اسبوعين، بعد ان كانت علقتها احتجاجا على احكام قضائية بحق قيادات في جماعة «الاخوان». وكأنها تقول لواشنطن ان لمصر حلفاء قادرين على تنويع مصادر تسلحها.
رابعا- اصبحت الولايات المتحدة في وضع يضطرها الى اعادة تقييم استراتيجية لسياستها الاقليمية، بعد ان جعلت المحطات السالفة الذكر في علاقاتها مع احد اهم حلفائها في المنطقة، مصر تبدو اقرب الى معسكر (روسيا – ايران)، بكل ما يمكن ان يعنيه هذا من تبدل في التوازنات والمسارات. وحتى مع وجود العديد من القواعد التي بدأت الولايات المتحدة في استخدامها بالفعل لشن حربها الجوي على «داعش»، فان عدم وجود مصر في التحالف يمثل انذارا اضافيا بفشل تلك الحرب، وهو ما اشار اليه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان امام الكونغرس، مؤكدا انه قد يضطر لتوصية اوباما بنشر قوات امريكية على الارض ليتمكن من تحقيق المهمة الموكلة اليه. والمؤكد ان واشنطن لا تتحمل فشلا اقليميا اخر يقوض نفوذها الاقليمي الضعيف اصلا، ويفقدها الغطاء المعنوي الذي طالما وفره التحالف مع مصر، وهو ما سيقوي تلقائيا من الهيمنة الاقليمية لخصومها وتحديدا روسيا وايران.
واخيرا فان ادارة اوباما الضعيفة والمرهقة كوزير خارجيتها، سيتعين عليها ان تجري اعادة حسابات شاملة وسريعة، ان هي ارادت ان تكون عودتها الى الشرق الاوسط، اكثر من استئناف لمسلسل الفشل، ناهيك عن ان تنقذ ما تبقى لها من نفوذ او تحالفات.
٭ كاتب مصري
خالد الشامي
لحد الآن يعيش جيش السيسي من المعونة الأمريكيه
وصفقة روسيا تمت بموافقة الأمريكان وبتمويل السعوديه
وطائرات الأباشي الأمريكية توقفت سنة كاملة لولا داعش بسيناء
السيسي يحاول أن يحسس المصريين بأنه مستقل عن تبعية أمريكا
ولا حول ولا قوة الا بالله
لهده الدرجة انتم مهوسوون ومعقدون من السيسي؟ لايجرمنكم شنان قوم علي الا تعدلوا
سياسة الأهداف الإستراتيجية الكبرى البعيدة المدى . ما الذى تريدة مصر من الولايات المتحدة ؟ هو الذى يحدد السياسات والمنهج الفعال الكفيل بإنجازة فى أسرع وقت ممكن , وكان مطلوب تحقيقة بالأمس . لصالح الوطن وليس أحد .