انتهت «الدولة» (داعش)، عسكريا في بلاد الشام والعــــراق، مثلما جاءت بشكل فجــــائي، أو هـــــي في طريقــــها إلى ذلك. قال الرئيس الأمريكي يوم بدء الظاهرة إن العالم يحتاج عسكريا إلى ثلاث سنوات لإنهاهها، مما يفترض أن هذه «الدولة» أو الخصم، يملك من الوسائل العسكرية ما يؤهله لمجابهة أكبر دولة عسكرية في العالم، أمريكا، بل حلفا عربيا اشترك فيه العرب والغرب.
وكان لأمريكا في العراق ما وعدت به، فسقطت دولة «داعش» الكارتونية بعد ثلاث سنوات، مهما تبدت ظاهريا، بعد أن انتهى مرحليا، دورها الاستراتيجي الذي أنشِئَتْ من أجله.
فقد كانت «داعش» آلة حرب وأكثر، وليست مشروع مستقبل الذي حرم منه العربي الذي كلما رفع رأسه قليلا ليحتج أو يطالب بحق إنساني في التطور والنمو، جاءه من يذكره بأنه لا حق له، ومن يسرق منه فرحه وثوراته الحية ورغبته المشروعه في التغيير ليعيده إلى البركة الآسنة التي تم حفرها له منذ اتفاقية سايكس بيكو، في ظل تخطيط جهوي من خلال أنظمة دكتاتورية فشلت في كل ما افترضته مشاريع تنموية، وغطاء دولي صهيوني متغول عالميا لن يسمح أبدا للعرب بالتنفس خارج إرادته.
استعملت «الدولة» (داعش)، لتدمير الحاضر العربي بتفكيكه وإنهاكه وإنهاء الدولة فيه، ومحو ذاكرته وكل ما يعطيه مشروعية تاريخية حتى حولت المدن العربية العريقة إلى غبار، لا حياة فيها. يكفي التذكير في هذا السياق بتدمير تماثيل الموصل القديمة يوم دخلوها، وتخريب آثار مدينة تدمير.
ساعدها على ذلك أنظمة عربية بائسة لم تعرف كيف تحمي ميراثها الإنساني وشعوبها. فقد اعتمدت «داعش» على إسقاط «الدولة» أولا أو بقاياها التي انتهت كفاعلية منظمة للحياة والمؤسسات لتترك كل شيء يدور في الفراغ والصراعات الداخلية والموت بلا وازع قانوني أو إنساني.
ندرك اليوم أن «داعش» لم تأت لقلب الأنظمة الدكتاتورية ولا لإصلاح أوضاع حقوق الإنسان العربي، ولكن لقتل أية بذرة حية، وتدمير الدولة كيفما كانت مؤسساتها، والارتكان إلى الفوضى التي لم تخلق شيئا إلا الخراب المستشري.
ولأن وظيفة «داعش» انتهت اليوم مؤقتا في العراق، وستنتهي في سوريا عندما ترضى القوى الدولية التي خلقتها، أصبح من الضروري طرح سؤال النهاية، هل انتهت حقيقة؟ أي هل تم محو هيكلها وبنيتها وقوتها العسكرية؟ وهل انتهت الإيديولوجية الإجرامية التي تتخفى وراءها التي خربت الزرع والضرع؟ وهل توقف من أذكاها ويذكيها؟ لا أعتقد.
ستظل قوتها الضاربة قائمة، يستعملها من يحتاجها مثل المقاولة التي تقدم الخدمات مقابل اشتراطات مالية. للأسف، لقد انتهى العراق كقوة عربية قائدة عسكريا ولم تعد قادرة على تهديد إسرائيل كما كانت. انتهى التوازن العسكري بين مصر وإسرائيل، سوريا لم تعد قادرة حتى على الرد على الاعتداءات بالصواريخ والطيران ضد إسرائيل في اعتدات سافرة وعلنية. التخلص من «داعش» ولو مؤقتا، قبل أن تتغول، أصبح ضرورة عملية في انتظار مساحات أخرى، ووظائف جديدة ستوكل لها أو لنواتها التي ستبقى حية.
وقد تكون الدول المغاربية ميدانها الأساسي في المستقبل المرئي. هناك سابقة يمكن الاستفادة منها في التحليل. بعد أن انتهى دور القاعدة التي دُرِّبت أمريكيا وبريطانيا، عسكريا، تم توجيه مجموعاتها العسكرية المشردة في الجبال نحو بلدان عربية وغير عربية أخرى، ومنها الشيشان والجزائر التي وجدت نفسها في حرب أهلية ضروس استمرت قرابة عشر سنوات، وربع مليون ضحية، سُميت بالعشرية السوداء. الحديث عن الإرهاب اليوم مهم جدا، بل وضروري، لأنه أصبح ظاهرة دولية تحتاج إلى مؤتمر دولي حقيقي تشترك فيه الدول التي سهلت له السبل قبل أن ترى فيه خطرا يمسها في العمق، والدول المتضررة منه، التي دفعت ثمنا غاليا بشريا وماليا وعسكريا. الأمر ليس عبثا، فالضحايا يعدون بالآلاف، بالملايين إذا جمعنا بين المقتولين والمشردين والمهجّرين.
نحتاج حقيقة إلى تجمع دولي symposium تتم فيه مناقشة الإرهاب وتعريفاته بشكل دقيق، وتوصيفه وتحديد أماكنه والحديث عن المساهمين في انتشاره، وتوسعه غربيا وجهويا، مع ضرورة التفريق بين المقاومة التي لا تستهدف الآخرين، ولكن لا تمنع نفسها من حقها في وطنها وأرضها ورد الاعتداءات في ظل قوانين مجحفة واشتراطات دولية لا يحترمها حتى الذي كتبها. من خلق القاعدة؟ من دربها؟ من سلحها؟ من أين جاءت «داعش» بكل تلك القوة العسكرية المفاجئة والمدمرة؟ أين ولدت؟ أي مختبر نشأت فيه؟ لماذا العراق؟ من استفاد من عمل «داعش» التدميري في النهاية؟ أسئلة كثيرة شديدة التعقيد، لا تجيب عنها دولة أو دولتان، ولكن العالم كله، إضافة إلى المتضررين بالمعنى الشعبي، الذين لا يتحدث عنهم أحد؟ الظاهرة الإرهابية ليست صناعة عربية ولكن أجنبية أيضا، صرفت من أجلها المليارات من الدولارات لتحويل كل ما كان واقفا إلى رماد.
الاعترافات البريطانية والأمريكية في مجال التدريب لا تخفى على أحد. لهذا، «داعش» لم تنزل من السماء، هناك من كونها وفكر فيها جديا وفي أدوارها، قبل أن يحولها إلى حقيقة مرئية، بجرائمها الكبيرة المنقولة على الشاشات، بقوة عسكرية غير مسبوقة وعلى رأسها خلفاء وقادة لم يسمع بوجودهم أحد من قبل، كالبغدادي مثلا الذي لم يكن في النهاية إلا شبحا سرعان ما غادر المشهد عندما أريد له ذلك وانتهى دوره، مثل بن لادن الذي غادر المشهد بشكل درامي غير مسبوق ورميه في أعماق البحار في مشهدية تراجيدية إغريقية، عندما انتهى دوره.
ماذا ينتظر العالم العربي الآن يا ترى؟ أي وحش آخر يتم تصنيعه في المخابر المعقدة التي تم التفكير فيها طويلا لتفكيك عالم أصبحت أمواله خطيرة، وعقوله التي تكونت في النصف قرن الأخير، أيضا خطيرة إذ يمكنها أن تغير الأوضاع في بلدانها إيجابيا، باتجاه ما هو إنساني، للإجهاز على بقايا البقايا.
آلة التفكيك الداعشي خُلقت من الخيبات المتراكمة وحالات اليأس المتجددة باستمرار، وأدت دورها التدميري كما يجب، ولابد أن تصل إلى منتهاها الذي مؤداه المحو العربي الكلي، وسرقة أمواله ومصادرها الأساسية ووضعه تحت وصاية غربية وحشية هذا إذا لم يتم تقسيم منابعه النفطية والغازية، وستكون إسرائيل شريكا للحصول على حقها من «الغاتو» العربي. «داعش» مثل العنقاء، تموت وتُستعاد قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بلباس جديد وآلية أكثر فتكا من سابقاتها.
واسيني الأعرج
هناك الكثير من الدواعش بمنطقتنا العربية بألوان ومشارب ومذاهب مختلفة,
بعضها إختفى وبعضها موجود وبعضها الآخر خلايا نائمة تنتظر الوقت المناسب للظهور
ولا حول ولا قوة الا بالله
طرح موضوعي ورصد منطقي للاحداث بحاجه أن يقرأه صناع القرار في العالم العربي لأنهم سبب الخراب الذي يعاني منه العالم العربي عبر دكتاتوريتهم وتبعيتهم للخارج الذي يحيك المؤامرات ضدنا عبر مسميات شتى ومنها القاعده وداعش
لا نحتاج لتجمع دولي symposium تتم فيه مناقشة الإرهاب وتعريفاته بشكل دقيق، وتوصيفاته وتحديد أماكنه والحديث عن المساهمين في انتشاره، وتوسعه غربيا وجهويا لأن الغرب لا يريد ذلك ..!! هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها و الخطو فوقها . و بعبارة موجزة فالتعريف قد يصب في ملتقاه الكامل في تجريم صانع هذا الوحش و الذي لن يكون بالطبع خارجا عن أروقة النظام العولمي المتجبر و أنصابه ..!!
ان داعش ظاهرة ظهرت بعد الربيع العربي كي تفسد هذا الربيع لأنه كما قلت سيدي الكريم استاذنا الكبير لا يريدون للعرب ان يصنعوا ربيعا، ولو انهم ارادوا ذلك لكانوا فعلوها بعد الحرب العالمية الاولى ولم يخونوا الشريف حسين بمعاهدة سايكس بيكو ولا بوعد بلفور ولا بسان ريمو. خوازيق ثلاثة نجروها للعرب، وهناك معادلة لا يمكن للغرب ان يسمح بها وهي اذا تعادلت قوتان متضادتان فالحصيلة تساوي صفرا، وبالتالي لايمكن للعرب ان يكونوا قوة تعادل قوة اسرائيل لان الحصيلة ستساوي صفرا وتنتهي اسرائيل فما بالك لو ان العرب باتوا قوة اكبر من قوة اسرائيل .. لذا لابد من ضرب قوة العرب من الداخل لانه ليس من الممكن الاستمرار بالحروب الاسرائيلية العربية لان النتيجة ستكون بغير صالح اسرائيل لانها ستجيش العالم العربي والاسلامي وتتخلى عنها الكثير من الدول واولها امريكا التي لم تعد تتحمل مموناتها ومن هنا لا بد من صنع جرائيم مخبرية كداعش وحالش وفاطميون وزينبيون وحشد شعبي وكل ميليشيات ابو شحاطة لتدمير هذه الامة العنيدة بنفسها
أخيرا وجدت مقالا ينبض بالحق بخصوص داعش و القاعدة، هذا التحليل الذي يستخلصه كل ذي عقل نزيه و منطق سليم، بوركت يا أستاذ و أتمنى أن يترجم مقالك و ينشر في الصحف الاوروبية و العالمية ليتبين لهم الحق من الباطل و يعلموا انّ العرب لدهيم عاقل رشيد لا تنطلي عليه الحيل و الدسائس و تعرف الشعوب المنضوية تحت ألويتهم أننا مجرد ضحايا مؤامراتهم الفتاكة و تحالفاتهم مع القوى الطاغية و المستبدة في أرض العرب التي تتغذى و تدوم على الجثث و الدماء، حسبنا الله و نعم الوكيل
لا حاجة للعرب الى من يتآمر عليهم……فهم لا يتقنون الا التآمر بعضهم على بعض….التاريخ قائم الحجة علينا…
ألم يقال فى الاثر عن العرب …..” كلما اجتمعوا أضروا و كلما تفرقوا أحسنوا…”
الغرب يستغل ” عقلية العرب ” و لا ملام عليه….
لابد من توضيح ان النظام السوري وبالتالي روسيا وايران من اكثر من دعم تشكيل داعش بحجة محاربة الاحتلال الامريكي للعراق وحيث ان عناصر من حزب البعث العراقيث انضموا الى دا عش وهم صلة الوصل بين النظام السوري ومخابراته مع داعش ومما بؤكد ذلك دخول داعش الى سورياً بسهولة حيث كانت قوات النظام عادة تنسحب دون قتال مع داعش وطبعا مان المقصود ان تضرب داعش الجيش الحر وهذا وحصل حيث ان داعش والنظام كلاهما اراد ضرب الثورة وهما ليسا. الا وجهين لعملة واحدة عمليا