وفد إسرائيلي جديد يزور مملكة البحرين خلال الأيام القليلة المقبلة، ليشكل حلقة جديدة في مسلسل التطبيع العربي المجاني مع إسرائيل، في الوقت الذي يتم فيه عزل دول عربية عن محيطها وعمقها القومي، بما فيها السلطة الفلسطينية ذاتها التي باتت تعاني من حالة مقاطعة صامتة، وبات رئيسها في «عُزلة» غير معلنة بسبب أنه يرفض «صفقة القرن».
الوفد الإسرائيلي الرسمي سيزور البحرين يوم الأحد المقبل من أجل المشاركة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونسكو»، أما اللافت في الأمر والغريب فيه هو أن الإعلان عن المشاركة الإسرائيلية تم من خلال صحيفة بحرينية حكومية محلية، وهي جريدة «أخبار الخليج»، ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن مسؤول رسمي في البلاد.
الغريب أيضاً أن المسؤول الحكومي البحريني، الذي أعلن صراحة زيارة وفد إسرائيلي إلى المنامة، وأكد مشاركته في هذه الاجتماعات ليس لديه أي علم عما إذا كان وفد من دولة قطر سوف يشارك أم لا، ما يعني أن التأكد من زيارة الوفد الإسرائيلي أصبح أسهل وأوضح من الوفد القطري، وأن وصول الوفود الإسرائيلية إلى بعض الدول العربية بات أسهل من وصول القطريين.. بالاضافة طبعاً إلى أنه لا يوجد حالياً أي طريق بري أو جوي أو بحري يربط بين الدوحة والمنامة اللتين تبعدان عن بعضهما بعضا عشرات الكيلومترات فقط!
العالم العربي يشهد حالة غير مسبوقة من التردي والارتماء في الحضن الإسرائيلي، والكثير من الأنظمة العربية أصبحت تُجهد نفسها في إقناع شعوبها بأن إسرائيل أفضل من بعض الأشقاء العرب، وهي نظرية منافية للعقل والمنطق والفهم السليم للإنسان السوي والطبيعي. في العالم العربي نجد دولاً تستضيف وفوداً إسرائيلية، بينما تغلق أبوابها وحدودها وأجواءها ومطاراتها أمام وفود عربية شقيقة، وفي العالم العربي صوتت بعض الدول لصالح الولايات المتحدة ضد المغرب في «الفيفا»، وثمة أنظمة عربية تُقدم الدعم والتمويل لمشروعات تخريبية خارج وداخل العالم العربي، بينما تستكثر على بلد مثل الأردن أن يحصل على مساعدات تنموية تؤدي إلى إنعاشه اقتصادياً! كيف يُفكر العرب وكيف تفكر أنظمتهم؟ ومن أين جاؤوا بعقول تنتهي إلى محاربة أصحابها؟ وإذا كان للعرب أنظمة تنتهج هذا النهج البائس، فمن أين تأتي هذه الأنظمة بشعوب تُطبل لها وتهتف باسمها وترقص من أجلها؟
وبالعودة إلى الوفد الإسرائيلي الذي يزور البحرين، فالسؤال الذي يبدو ملحاً هو: لماذا تتعمد السلطات أن تعلن وعبر صحفها الحكومية بأن وفداً اسرائيلياً يزور المنامة؟ هل سيفرح سكان البحرين بهذه الزيارة؟ أم سيخرجون لاستقبال الوفد بالورود والأزهار؟ بكل تأكيد لا، والجواب على هذه الأسئلة بسيط، بل بسيط جداً، وهو أن الأنظمة التي تقيم علاقات سرية مع إسرائيل تريد الآن أن تخرج بها إلى العلن.. وتتعمد تسريب هذه الأخبار للتحول إلى العلانية.
السؤال التالي إذن: لماذا يريدون تحويل العلاقات السرية مع إسرائيل إلى علنية؟ وما الذي سيختلف عليهم ما دامت مصالحهم ومصالح الإسرائيليين متحققة؟ الجواب هنا هو المهم في كل ما يجري، وهو أن المنطقة برمتها يُراد لها الوصول إلى ترتيب جديد، وما نخشاه هو أن يكون الترتيب الجديد تمهيدا لإجبار الفلسطينيين على تسوية جديدة تتجاوز الثوابت التي لم يقبل لا الرئيس الراحل ياسر عرفات ولا من سبقوه أو تبعوه التفريط بها، بما في ذلك ما يتعلق بمدينة القدس المحتلة وستة ملايين لاجئ فلسطيني وغير ذلك من القضايا الاستراتيجية المهمة.
والخلاصة هنا، هو أن الحديث عن زيارة وفد رسمي اسرائيلي بشكل علني لعاصمة عربية لا يمكن أن يظل في إطاره السطحي والظاهر، وإنما نحن أمام واقع عربي وإقليمي جديد يتم تمريره تدريجياً عبر مناسبات مثل اجتماع لجنة التراث العالمي أو غير ذلك من المناسبات التي لا تهمنا بالمطلق.. وإنما ما يهمنا أن ثمة غزو اسرائيلي تطبيعي لعواصم العرب تمهيداً لتحويل العلاقات السرية إلى علنية.
كاتب فلسطيني
محمد عايش
اليس عدم الاعتراض موافقة
استاذ محمد عايش المسألة ليست جديدة فنظام الممانعة والمقاومة السوري طبع مع الكيان الصهيوني الفاشي منذ أن باع له الجولان في حرب حزيران، والنظام المصري طبع معه في كامب ديفيد والأردن في وادي عربة، ولبنان الحرب ومابعده كان يرسل قوات للتدرب عند هذا الكيان الغاصب بل جيش لحد كان يحمي الجبهة الشمالية، والمغرب لديها علاقات متميزة معه منذ فترة طويلة واليوم ما بقي من انظمة الخنوع والركوع ” يصفون على الدور” لإرضاء نتن ياهو مجانا.
عندما طرد السادات الخبراء السوفييت من مصر قال هنري كيسنغر في مذكراته لو أن السادات أعلمنا بقرار الطرد قبل تنفيذه لكنا وهبناه مئات الملايين من الدولارات، هكذا هي انظمة رؤساء خريجي بكالوريا تشحيط والكليات العسكرية يهبون أعداءهم هدايا مجانية. اليوم لم يعد يقف في وجه التطبيع سوى الشعوب عبر المقاطعة واستمرارية الربيع العربي
بالأمس شارك وفد رياضي إماراتي وآخر بحريني ف سباق للدراجات في إسرائيل ولم يتجرأ أي مواطن إماراتي أو بحريني على استنكار ذلك. اليوم يزور وفد إسرائيليلي البحرين على عينك يا تاجر. غدا يتم إبرام صفقة القرن علنا سواء من قبل الأنظمة العربية سواء رضيت شعوبها المغيبة أم لم ترضى وبعد غد يتم إقامة سفارات إسرائيلية في كل العواصم العربية كيف لا والشعب العربي في غفوة كغفوة أهل الكهف … إذا لم تستح فاصنع ما شئت ..
هل تطبيع بعض الدول الخليجية مع مغتصبي فلسطين سيحمي عروشهم؟وهل أن شعوبهم موافقة على ذلك التطبيع المتصاعد بروزه للعلن ودون شروط بما فيها الواردة في مبادرة الملك عبدالله؟.وهل للشعوب ذرة من وزن عند حكام تلك الشعوب؟ التي ما زالت تعتبر أن فلسطين قضيتها الأولى.هل التطبيع يصب في مصلحة إيران أو ضدها؟ذلك ما سوف تكشفه الأيام القريبة.