تونس ـ «القدس العربي»: قال رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنّوشي إنه قد لا يترشح مجددا لرئاسة الحركة، مشيرا إلى أنه سيبت في هذا الأمر خلال المؤتمر العاشر للحركة الذي يفترض عقده في منتصف العام الحالي.
وأكد في تصريح صحافي على هامش ندوة فكرية للحركة أن «النهضة» بصدد «بلورة المفاهيم الرئيسية لمضامين المؤتمر، وتحديد صيغة أوضح للعلاقة بين الشأن الديني والسياسي، وهوية الحركة في علاقتها بالمجتمع من جهة وبالدولة من جهة أخرى».
وتدخل الندوة التي تحمل عنوان «حركة النهضة: الآفاق الفكرية والسياسية»، في إطار الجهود التي تبذلها الحركة للإعداد لمؤتمرها الاستثنائي العاشر الذي يفترض عقده في النصف الثاني من العام الجاري. وقال الغنوشي «دعونا عددا من خبراء الحركة الإسلامية ومفكريها من أجل دراسة النماذج الأخرى في المغرب والسودان والجزائر و دول عربية وغربية عدة، ونريد قبل أن نقرر طبيعة العلاقة بين الشأن الديني والسياسي، أن نستوعب هذه التجارب».
وحول العلاقة بين حزبي نداء تونس والنهضة، قال «تجربة التوافق متواصلة وهي التي مثلت أهم ركن في الاستثناء التونسي، حيث تعيش بقية تجارب الربيع العربي أُتونا من الفتن، فيما تعيش تونس هدوءا وسلاما وديمقراطية من خلال إحلال منطق التوافق مكان التنازع والصراع والتنافي، لأن الديمقراطية العادية يمكن للحكم فيها أن يقوم على 50 + 1، ولكن الديمقراطيات الناشئة مثل ديمقراطيتنا تحتاج إلى إجماع وتوافق واسع وحكومة، كحكومتنا، تستند إلى أغلبية 76 بالمئة».
وفيما يتعلق بوضع حركة النهضة قياسا بالحركات الإسلامية في العالم، أكد الغنوشي أن النهضة جزء أساسي من المشهد السياسي التونسي، و «طالما تونس بخير فالنهضة بالضرورة هي بخير، وتونس تعيش حالة سلم وتنتقل خطوة ديمقراطية هائلة، بنينا الديمقراطية في تونس والآن نتهيأ لتحقيق الهدف الثاني والأساسي لثورتنا المباركة وهو التنمية وتوفير الشغل».
من جانب آخر، أكد رئيس مجلس شورى النهضة فتحي العيادي أن الندوة الحالية للنهضة ستتوقف عند القضايا الاستراتيجية للحركة لتحديد هويتها وموقعها في المرحلة القادمة. وأضاف «الحركة تحتاج للتطوير والتجديد وإعادة النظر بمشروعها السياسي وعلاقته بالأبعاد الأخرى الفكرية والثقافية، والتوقف عند التجارب الأخرى المشابهة التي انتقلت من إدارة المعارضة إلى إدارة الحكم»، مشيرا إلى أن النهضة «انتقلت من الاتجاه الإسلامي المدافع عن الحرية إلى طور جديد عنوانه: المساهمة في المشروع الوطني عبر المساهمة في الحكم». وكان القيادي في «النهضة» العجمي الوريمي أكد في حوار سابق لـ «القدس العربي» أن المؤتمر الوطني القادم للنهضة سيتضمن «تقييم المرحلة السابقة وتقديم رؤية للمستقبل، وسيكون ثمة مجال لمن يريد أن يعدل في الخط السياسي أو في موقع الحركة أو تحالفاتها أو من يريد إحداث تغيير في قياداتها وهياكلها».
حسن سلمان