القائمون على المهرجانات السينمائية في مصر يؤكدون نجاحها وللنقد رأي آخر: ما زالت قليلة وعشوائية وغير جاذبة للجمهور

حجم الخط
0

القاهرة – «القدس العربي» : رغم أن مصر من أوائل دول العالم التي دخلت اليها السينما مبكرا، إلا أن المهرجانات السينمائية ظلت لسنوات طويلة قليلة ومحصورة في ثلاثة مهرجانات فقط، هي مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي»، ومهرجان «الاسكندرية لدول البحر المتوسط»، ومهرجان «الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة»، إلا أن السنوات القليلة الماضية شهدت انطلاق عدد كبير من المهرجانات بدأت بمهرجان «الأقصر للسينما الإفريقية»، ومهرجان «الأقصر للسينما الأوروبية»، الذي انتقل هذا العام إلى شرم الشيخ، وأخيرا مهرجان «أسوان لسينما المرأة «، الذي سينطلق خلال أيام، «مهرجان الغردقة لأفلام الكوميديا»، الذي يتم التحضير له حاليا، وكذلك مهرجان «بورسعيد للفيلم العربي»، الذي سينطلق قريبا.
إضافة لبعض المهرجانات الصغيرة، مثل مهرجان «كام» ومهرجان «فاتن حمامة» ومهرجان «راس البر» ومهرجان «الاسكندرية للسينما التسجيلية».
فهل أضافت هذه المهرجاات إلى السينما المصرية وساهمت في تطورها وعادت بالفائدة على السينمائيين وعلى الجمهور، أم أنها مجرد فعاليات تمر دون أدنى تأثير؟

أباظة: «الإسكندرية» حقق 80 % من أهدافه

في البداية قال الناقد السينمائي الأمير أباظة، رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، إن المهرجان يحقق 80 % من أهدافه وهي التواصل بين مصر ودول البحر المتوسط، والتبادل الثقافي والسينمائي من خلال الأفلام المهمة التي يعرضها المهرجان والندوات والمؤتمرات الصحافية والضيوف الذين زادوا في السنوات الأخيرة من 20 إلى 120 ضيفا عربيا وأجنبيا، والدول المشاركة التي زادت من 14 إلى 33 دولة، كما أن اسم مصر أصبح يتردد في دول البحر المتوسط والدول العربية وزاد الاهتمام بالسينما المصرية. أما الـ 20% التي يعجز المهرجان عن تحقيقها فهي استضافة النجوم اللامعين من دول البحر المتوسط، الذين يحتاجون إلى أموال كثيرة من أجل الحضور، وأضاف أباظة، إن ميزانية المهرجان ثابتة منذ فترة طويلة وهي مليون و200 ألف جنيه، وهي ميزانية ضعيفة جدا خاصة بعد تعويم الجنيه حيث أنها اصبحت توازي 50 ألف دولار فقط وهو مبلغ زهيد جدا، خاصة أن المهرجان يتحمل أعباء استضافة الفنانين والإعلاميين المصريين على عكس مهرجان القاهرة، الذي لا يتكفل سوى باستضافة الأجانب فقط.

سيد فؤاد: «الأقصر» أعاد مصر إلى القارة الإفريقية

بعد خمس دورات من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يرى السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، أنه حقق أهدافه كاملة، وهي إعادة التواصل مع السينمائيين والمثقفين وأصحاب الرأي في قارة إفريقيا، وإعادة إسم مصر إلى دول القارة الإفريقية، ويظهر ذلك واضحا في عودة مصر إلى المهرجانات الإفريقية مثل «فيسباكو» و»قرطاج» وغيرها، إضافة للمهرجانات الخاصة بالسينما الإفريقية في دول العالم مثل «ميلانو»، كما أن حجم الأفلام الذي يأتي للمشاركة في مهرجان الأقصر يصل لـ570 فيلما أي ما يوازي 90 % من المنتج السينمائي لدول إفريقيا، مشيرا إلى أن صندوق الاتصال الذي تشرف عليه المخرجة عزة الحسيني، مديرة المهرجان، يعمل على التعاون الاقتصادي المصري الافريقي، ومؤخرا افتتح ناد للسينما الأفريقية لأول مرة في مصر في مركز الهناجر في دار الأوبرا لعرض الأفلام الأفريقية على الجمهور المصري كله وليس جمهور المهرجان فقط.

عبد الخالق: مهرجان أسوان يسعى لنشر الوعي

محمد عبد الخالق، رئيس مهرجان أسوان لأفلام المرأة، قال إن فكرة المهرجان نبعت من تتبع تاريخ السينما المصرية، حيث كانت سينما نسوية في الأساس، وكانت تقوم على مفهوم الأسرة، لذلك كانت سينما جاذبة للجمهور، ولكن مع مرور الزمن، فقدت السينما العنصر النسائي وأصبح هامشيا، مما أبعد الأسرة عن مشاهدتها وأصبح الأبناء يذهبون إلى دور العرض، دون علم أسرهم وكأنها شيء مسيء، لذلك فإن مهرجان سينما المرأة، كما يقول عبد الخالق يهدف إلى نشر الوعي وتنمية المجتمع وعودة المرأة إلى السينما حتى يعيد جمهورها، مشيرا إلى إقامة عدد من الورش السينمائية لأهالي أسوان، منها ورشتان للنساء فقط، واحدة منهما للإخراج مما سيعطي فرصة للنساء للتعبير عن قضاياهن بلغة سينمائية، إضافة إلى الندوات التي تناقش قضايا المرأة ويشارك فيها عدد من نساء أسوان، كما أن الجامعة سترسل الطلبة والطالبات لمشاهدة أفلام المهرجان، وسيعمل المهرجان على اجتذاب أهل أسوان حتى يحقق المهرجان أهدافة في الوعي والتنمية.

زايدة: هدفنا التبادل السينمائي والثقافي بين مصر والدول الأوروبية

الكاتب الصحافي جمال زايدة رئيس مهرجان «شرم الشيخ للسينما الأوروبية»، قال إن المهرجان يهدف إلى التبادل السينمائي والثقافي بين مصر والدول الأوروبية وكذلك العربية، مشيرا إلى اقتصار السينما الأجنبية في مصر على السينما الأمريكية فقط، لذا يهدف هذا المهرجان إلي التعريف بالسينما الأوروبية، كما يحرص المهرجان أيضا على تقديم الأفلام المصرية الحديثة المتميزة لإتاحة الفرصة أمام الضيوف العرب والأجانب لمتابعة السينما المصرية وانتاجها الحديث، بالإضافة إلى الإطلاع على إسهامات مصر في تاريخ السينما.

للنقاد رأي آخر

القائمون على المهرجانات يرون أنها تحقق أهداف نشر الوعي والتواصلن إلا أن الناقد كمال رمزي له رأي آخر، حيث يرى أن المهرجانات في مصر ما زالت قليلة، بالنسبة إلى عدد السكان والمساحة، مشيرا إلى أن الدول المتقدمة مثل أسبانيا وفرنسا تقام فيها مئات المهرجانات، كثير منها نوعي وغير متكرر، مثل مهرجانات أفلام المرأة أو أفلام الحب أو العنف وغيرها، وكل اقليم ومنطقة يقام بها مهرجان أو أكثر، أما في مصر فما زالت هناك مناطق محرومة من المهرجانات مثل المنصورة والشرقية وغيرها، وطالب رمزي بزيادة عدد المهرجانات لأنها تساهم في محاربة الإرهاب ونبذ العنف، ولكن يشترط أن تكون المهرجانات منظمة وليست عشوائية وغير جاذبة للجمهور، كما يحدث الآن، لأن هناك شروطا عديدة لنجاح المهرجانات أهمها الميزانية المناسبة ووجود مكان ملائم واستشاريين للمهرجان طيلة العام وليس التحضير قبل المهرجان بأسابيع كما يحدث حاليا، إضافة للدعاية لجذب الجمهور خاصة جمهور الجامعات لأنه هو الجمهور المستهدف من السينما.

القائمون على المهرجانات السينمائية في مصر يؤكدون نجاحها وللنقد رأي آخر: ما زالت قليلة وعشوائية وغير جاذبة للجمهور

فايزة هنداوي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية