هذا هو عنوان قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب، التي كل حرف فيها ينطبق علينا جميعا حكاما ومحكومين، وكل ما فيها يؤكد للمرة المليون بأننا لا نفقه في التاريخ ولا الجغرافيا، كما لا يفقه ولاة أمورنا من السياسة شيئا. فأجعلوها نشيدكم الوطني في زمن ضياع الأوطان وبيع المقدسات.
أحرقوا الأعلام واضربوا صور ترامب بالأحذية، استنكروا وارفضوا وافعلوا ما شئتم، واظهروا على مسارح مواقع التواصل الاجتماعي كل بطولاتكم، لكن لا تنسوا إعلان ترامب بأن شرف عروبتكم وإسلامكم عاصمة لاسرائيل سيطويه النسيان، ويصبح حدثا عابرا كاحتلال فلسطين وغزو واحتلال العراق وليبيا وحرب سوريا واليمن. فالذاكرة العربية فقدت صلاحيتها ولم تعد تستطيع تخزين مآسي الأمة في العصر الحديث. لكنها ذاكرة طرية فقط حينما يتعلق الأمر بالخلاف حول من كان أحق بالخلافة من غيره في عصر الراشدين، ومن كسر ضلع من، ومن هم النواصب والروافض، ومن في معسكر يزيد ومن في معسكر الحسين، ومن عملاء إيران وعملاء السعودية وتركيا، وما هي الوهابية والخمينية والخامنئية.
هذه الاحداث وحدها هي التي تستفز النخوة لدينا فنخرج بالملايين في ذكراها سيرا على الأقدام لآلاف الاميال، وهي وحدها من تبعث البطولة فينا فنقتل بعضنا بعضا على الهوية. وهي من نقدم أوطاننا قرابين لها ونتخلى إكراما لذكراها عن وطنيتنا، فيبحث كل واحد منا عن حيز ذليل كي يتخذه وطنا، ولافتة مشوهة اسما وعنوانا لنا.
في السجن تكون الصفعة الأولى مُدوّية، والبصقة البكر في الوجه مرفقة بأنواع الشتائم مُذهلة، وأول تماس كهربائي بالجسد مُرعدا، وكشف العورات والاغتصاب وسط قهقهات السجان والمحققين كارثيا، حتى أن المُكلفين بالتعذيب يساورهم القلق من أن يقوم السجين بفعل مضاد، أو أن يحاول الانتحار ثأرا لكرامته، لكن كل هذه الافعال يمكن أن تخف وطأتها على الجسد والمشاعر والأحاسيس، فتصبح بمرور الأيام فعلا روتينيا، خاصة عندما يكون السجناء عددهم كبيرا، وكل هذه الممارسات تشملهم جميعا بالتساوي. لقد كنا في كل الاقطار العربية نخرج بالملايين ونُسقط الحكومات حين يرفع الحاكم أسعار الخبز أو الوقود، أو حين نسمع أن دول الانتداب تروم بناء قاعدة عسكرية على أراضينا، حتى بات التاريخ يسجل لنا صفحات باسم إضراب البنزين، وانتفاضة الخبز، وثورة التحرير. كانت البرلمانات والصحافة وأحزاب المعارضة والموالاة على حد سواء، جميعها تُجرجر المسؤول إن ابتلع درهما أو منح أولاده وحاشيته شيئا من قوت الشعب. أما فلسطين فبضياعها سقطت عروش وكراسي وحكومات، لأن الكرامة كانت عندنا في أوج حالاتها، وأن الوطن كومضة معنوية كان فعالا في تأجيج الفعل في الضمائر والنفوس، حتى كانت دماؤنا وأموالنا وأولادنا وكل أيامنا لفلسطين، لكن ولاة أمورنا عرفوا كيف يدخلوننا السجن ويدجنوننا ويبصقون في وجوهنا كل ساعة، ويُعرّضون الملايين منا للصدمات الكهربائية ومثلهم للتغييب والاجتثاث والرمي على قارعة الطريق، وينهبون ثرواتنا ويتملكون أوطاننا فتصبح مُلكا شرعيا يتصرفون به كما يريدون.
كما ظهر لنا رجال دين ينصحوننا بحرمة الخروج على الحاكم لأنه خلاف للدين، وأن لا نلقي أنفسنا إلى التهلكة بالخروج على الغزاة المحتلين مقاومين. وأن موالاة الحاكم الجائر هي درء للمفاسد وهي متقدمة على جلب المنافع، ثم سلك مسلكهم زعماء القبائل والعشائر، فراحوا يرقصون في حضرة الحاكم السجان، ويقولون الشعر والنثر في مناقبه ومحاسن أفعاله، على الرغم من أن حبله السري مربوط بالولايات المتحدة وإسرائيل. كلها أفعال وممارسات وتثقيف وعمليات غسيل للادمغة قتلت الإحساس فينا بالوطن، ومزقت مشاعر العروبة والدين لدينا، وداست على كرامة كل مقدس حتى باتت قيمته لا تساوي شيئا عندنا. قد نخرج من أجله في مظاهرة يتيمة هنا وهناك، لكن يقينا سيطويه النسيان، فيلتحق بسجل المنسيات من المقدسات والأوطان انتظارا للحل السلمي أو مكرمة من السلطان.
نعم هذه القدس عروس عروبتنا، لكن أنظروا كيف اكتشفناها لأول مرة، وخرجنا في مظاهرات وعقدنا الاجتماعات من أجلها، على الرغم من إنها تصارع الطغيان وطمس الهوية منذ سبعين عاما. بينما نحن نسير على طريق عبيدالله الصغير في الأندلس، الذي اشترى أياما كي يطيل من عمر سلطته، وحين انتهت راح يبكي مُلكا ضاع لم يحافظ عليه مثل الرجال. وها هم حكامنا يشترون أياما وشهورا من الصهاينة والامريكان، من أجل الاستمرار في السلطة، مقابل بيع أقطارنا الواحد تلو الآخر ومقدساتنا الدينية والوطنية. ونحن كشعب عربي من المشرق حتى المغرب، ما زلنا ملتزمين بحرمة الخروج عليهم، حتى اعتدنا سجونهم التي هي أوطاننا، وباتت كل ممارسات السجانين علينا جزءا من شخصياتنا، التي أعادوا صياغتها كي تقبل العار خبزا والإذلال هواء والدونية مسكنا. حتى أكفنا باتت لا تتوقف عن التصفيق لمناسبات جلوسهم على الكراسي والعروش، والأيام الوطنية للسجون، وراح يملأنا الخشوع لألقابهم التي تشير إلى أنهم خدم للحُرمات أو من سلالة الأنبياء أو أمراء للمؤمنين. لكنكم ستكتشفون غدا بأن كل بياناتهم واجتماعاتهم من أجل قدس عروبتكم ودينكم، مجرد دعابة وضحك على الذقون. فقد أتفقوا على طمس هويتها مع ساكن البيت الابيض، وفوقها دفعوا المليارات كي يتخلصوا من هم قدسيتها، فنحن لسنا في عصر المقدسات التي تعرقل الصفقات، وإقامة الصلات والعلاقات مع الكيان الصهيوني، لان كامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو والمبادرة العربية كلها لم تعد تكفي طموحاتنا السلمية مع إسرائيل، التي أكتشفنا من كوشنر بأنها أفضل حليف.
لكن في خضم كل هذه المأساة، على شعبنا العربي أن لا يقنط من رحمة محور المقاومة. فعشرات بل مئات الصواريخ ستنطلق قريبا من طهران وجنوب لبنان وحدود الجولان. هكذا وعدنا الجنرال سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، الذي لم يدع شبرا عربيا من الأرض إلا وزرع فيه صاروخ زلزال وفاتح وفجر وسجيل وقدر وعاشوراء وسومار. وهذه كلها لتحرير القدس والجولان وكل مدن فلسطين من البحر حتى النهر. فقط عليكم أن تنتظروا إتمام الصفقة وإغلاق البازار المفتوح لبيع الاوطان والمقدسات بين الحكام العرب والاتراك والايرانيين.
يقول الزعيم الهندي غاندي (إنك تستطيع أن تقيدني بسلاسل وتعذبني وتدمر هذا الجسد، ولكنك لن تستطيع أبدا أن تسجن عقلي ). ولم يعد لنا كشعب عربي في هذا الزمن الصعب، سوى المراهنة على العقل وحده. فلنشرع عقولنا لصنع أرضية فكرية جديدة تنقذنا وأوطاننا ومقدساتنا ومستقبلنا من هذا الضياع.
باحث سياسي عراقي
د. مثنى عبدالله
” فلنشرع عقولنا لصنع أرضية فكرية جديدة تنقذنا وأوطاننا ومقدساتنا ومستقبلنا من هذا الضياع.” إهـ
ومن أين للعقل أن يعمل وسط هذه الخيانات والخيبات والنكسات التي مرت على الأمة ؟
أصبح المواطن العربي متآلف مع ما يريده السلطان ويردد جبان جبان بس أعيش
لم يتم السماح بالمظاهرات بالخروج للشارع خوفاً من الخروج على الحاكم
لا أدري لماذا تكديس الطائرات الحربية الحديثة مع كامل عتادها؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
ستعود فلسطين للفلسطينيين ؛ وسيعود كل شبر من ترابها الطاهر للعرب والمسلمين جميعا ؛ لكن شرط أن نحرق شركة المقاولات هذه التي تبيع وتشتري بما لاتملك ؛ وسيستفيق البائع والمشتري على صوت الثورة العربية الكبرى التي ستعيد الأمور الى نصابها وليعرف المشترى أنه دخل سوقا وهمية وأن ماكان يعتقد انه بات ملك له ليس سوى حبر على ورق ؛ينقعه في ماء دافء ليرتوي به في بلاده التي هاجر منها…
#القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
نوّرت جريدة القدس اليوم أستاذنا الكبير د.مثنى عبدالله بعد غياب…
تحية مني اليك أستاذي الفاضل….
وتحية لقدسنا الغراء بيتنا الثاني ؛ وتحية للقراء الكرام ولشيخ المعلقين الكروي داود.
انه المقدس يا دكتور مثنى,فلو تخلصنا من وضع القضية الفلسطينية كلها برمزية القدس لكانت الامور قد حلت من زمان,وما تدخل فيها الحق مع المقدس فالقضية تتصاعد وتيرتها وتنخفض مع ما يحدث للقدس وبهذا ابتعدنا عن الحق الكامل للقضية,فكل الامر ان هناك محتل لوطن اسمه فلسطين وتم تشريد شعبه والحل هو بطرد المحتل واعادة الحق لاصحابه.فاليهود الصهاينة استخدموا المقدس كحق لهم في فلسطين ونحن وقعنا في الفخ واستخدمنا المقدس كمقابل,والقوميون العرب استخدموا العروبة كلافتة لفلسطين وكذلك وقعوا بفخ العبرانية ,والامر لا يحتاج لكل هذا فهو واضح محتل وشعب تحت الاحتلال
عجيب أمرك يا عزيزي سلام ! بعد التحية والمحبة والإحترام أقول :
القدس مقدسة عند اليهود والنصارى وهم ينادون بقدسيتها والحج إليها وأقاموا بسببها الحروب الصليبية !
ثم لا تريد منا أن نقدسها وقد وصفها الله في كتابه الكريم بالأرض المقدسة وهي أول قبلة للمسلمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا حول ولا قوة الا بالله
حياك الله دكتور مثنى عبد الله والعود أحمد, وحيا الله دكتورة المستقبل الأستاذة منى مقراني
وحيا الله صمود الشعب الفلسطيني الذي يذكرني صموده بصمود الشعب الجزائري
الذي دحر المستعمر الفرنسي بعد قرن وثلث قرن من الإحتلال البغيض
وتحية موصولة للغائبة الغالية الأخت العزيزة غادة الشاويش
ولا حول ولا قوة الا بالله