بيروت- أ ف ب: تضم محافظة القنيطرة في جنوب غرب سوريا هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل القسم الأكبر منها، ويقطعها خط فض الاشتباك بين البلدين اللذين لا يزالان في حالة حرب.
وتعد هضبة الجولان المشرفة على الجليل وبحيرة طبرية من الجهة التي تحتلها إسرائيل استراتيجية بالنسبة لسوريا، لأنها على الطريق المؤدي إلى دمشق.
واحتل الجيش الإسرائيلي في حزيران/يونيو 1967م غالبية هذه الهضبة التي قصف الجيش السوري مواقع إسرائيلية على سفحها. وضمت إسرائيل مساحة إضافية تبلغ نحو (510) كيلومترات مربعة من الهضبة خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973م، لكن تمت استعادتها عام 1974م، إضافة إلى جزء صغير من الأراضي التي احتُلت عام 1967م.
ثم أنشئت منطقة عازلة منزوعة السلاح بموجب الاتفاقية التي تم التوصل إليها عام 1974م. وكلفت قوات فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة مسؤولية رصد حسن تنفيذ الاتفاق.
وضمت إسرائيل نحو (1200) كيلومتر مربع من هضبة الجولان المحاذية للأردن عام 1981م، لكن هذا الإجراء لم يحظ باعتراف المجتمع الدولي.
ومنذ آذار/مارس 2013م، شنت فصائل مقاتلة معارضة للنظام السوري هجمات منسقة، وتمكنت من السيطرة على عدة بلدات في محافظة القنيطرة.
وفي آب/أغسطس 2014م، سيطر مقاتلو الفصائل، بينهم جهاديون من تنظيم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) قبل أن يغير اسمه إلى «فتح الشام»، على عدة مناطق في المحافظة بما فيها الممر الواصل بين الجزء السوري والجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة.
وتم احتجاز خمسة وخمسين عنصرًا من القبعات الزرق من فيجي والعاملين ضمن قوات فض الاشتباك، إثر المعارك التي اندلعت بين الفصائل المقاتلة والجيش السوري، وأطلق سراحهم بعد أسبوعين.
وأصبح الوضع متوترًا في المنطقة الفاصلة بين الأراضي السورية وهضبة الجولان المحتلة مع اندلاع النزاع في عام 2011م، وشهدت عمليات تراشق بالأسلحة الخفيفة وسقوط قذائف قام الجيش الإسرائيلي غالبًا بالرد عليها.
في آذار/مارس 2014م، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع للجيش السوري بعد بضع ساعات من انفجار قنبلة في هضبة الجولان.
ومذاك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات في محافظة القنيطرة استهدفت قوات موالية للنظام، بينها عناصر من «حزب الله» الشيعي اللبناني أو الحرس الثوري الإيراني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في 11 تموز/يوليو 2018م، إسقاط «طائرة سورية بدون طيار غير مسلحة يبدو أنها كانت في مهمة استطلاعية» وذلك في المجال الجوي الإسرائيلي. وفي 13 من الشهر نفسه، أعلنت إسرائيل أنها أطلقت صاروخًا على طائرة بدون طيار كانت تحلق فوق المنطقة المنزوعة السلاح بين إسرائيل وسوريا، «ومن المرجح» أنها أسقطت الطائرة.
تعد محافظة القنيطرة – إضافة إلى محافظتي درعا والسويداء – إحدى مناطق «خفض التوتر» الأربع التي تم تحديدها بموجب اتفاق بين روسيا وإيران حليفتي النظام السوري، وتركيا التي تدعم المعارضة. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار، في تموز/يوليو 2017م، حيز التنفيذ بمبادرة من روسيا والأردن والولايات المتحدة.
لكن النظام شن، بمساعدة روسيا في 19 حزيران/يونيو 2018م، عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة للفصائل المقاتلة في درعا. وفي 12 تموز/ يوليو رفع الجيش العلم السوري في مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في آذار/مارس 2011م.
وبعد استعادته الجزء الأكبر من محافظة درعا، فتح النظام جبهة جديدة في محافظة القنيطرة المجاورة، معززًا بهذا الانتصار. وأطلق نحو (800) صاروخ وقذيفة على عدة بلدات فيها إلى جانب المعارك الميدانية، ما أسفر عن مقتل (43) عنصرًا مواليًا، و(48) مقاتلاً من الفصائل المعارضة، أغلبهم ينتمون إلى تنظيم «هيئة تحرير الشام».
وفي 17 تموز/يوليو، قتل (15) مدنيًا، إثر غارات على أطراف بلدة عين التينة. وفي 19 تموز/يوليو، أعلن عن التوصل إلى اتفاق تسوية ينص على عودة انتشار القوات الحكومية في القنيطرة.