دمشق – «القدس العربي» : ارتكبت القوات الروسية والسورية التابعة للنظام مجازر عدة بحق المدنيين راح ضحيتها العشرات بينما تشهد مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالقرب من مدينة دمشق، مواجهات عنيفة بين الفصائل المسلحة التي تبدي مقاومة واضحة للحفاظ على مواقعها في آخر معاقل المعارضة شرقي العاصمة، امام تقدم ملحوظ حققته قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي وحشد بري ضخم ضم عشرات الميليشيات المحلية والأجنبية.
يجري ذلك في ظل حملة شرسة من قصف جوي وصاروخي ومدفعي عنيف بمختلف صنوف الأسلحة، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً للقوات الروسية والنظام، وسط اقتحامات برية أسفرت عن إفراغ بلدات عدة من سكانها، وذلك في أعقاب سنوات من الحصار والقصف والحملات العسكرية المتكررة، ولعل أبرزها المواجهات التي تدور اليوم هي في مدينة حمورية التي يحاول كلا الطرفين انتزاع السيطرة عليها، حيث تمكنت القوات المهاجمة امس من بسط سيطرتها على المدينة قبل هجوم معاكس شنته كتائب فيلق الرحمن «الجيش الحر» وتمكنت من استعادة مساحات واسعة منها.
مصدر عسكري خاص من «حركة أحرار الشام» أكد لـ«القدس العربي» ان فصائل المعارضة تمكنت امس من استعادة السيطرة على كامل مدينة حمورية في الغوطة الشرقية بعد ان خسرتها بالكامل، واستدرك المتحدث بقوله «لكن قوات النظام والميليشيات الإيرانية حققت خلال ساعات فجر يوم الجمعة تقدماً في بعض احياء المدينة، ونعمل على إجبارها على التراجع والانسحاب منها».
وافاد عضو مجلس محافظة ريف دمشق من مدينة حمورية عبد الله الغوطاني في اتصال مع «القدس العربي» ان أهالي البلدة اكتشفوا صباح أمس مجزرة مروعة بحق 100 مدني من اهالي حمورية، قتلوا قبيل انسحاب قوات النظام من المدينة، مضيفاً «كنا صباح اليوم في الطريق الرئيسي الذي يصل حمورية بسقبا ووجدنا على الشارع العام أشلاء لأكثر من 100 بينهم نساء وأطفال، وهم عائلات كاملة».وبلغ عدد الضحايا في الغوطة الشرقية منذ بداية الهجمات إلى الآن أكثر من 1500 وأكثر من 4000 جريح، وأوضح ان من بين القتلى «مشاة وعائلات قضت داخل حافلاتها الخاصة، والآن وثقنا مقتل اكثر من 60 مدنياً في مجزرة قضت فيها عائلات بأكملها في احد الأسواق الشعبية في مدينة كفربطنا المجاورة».
فيما خرجت مئات العائلات من بلدة حمورية عبر المعبر الذي افتتحته قوات النظام، خلال تقدمها الأخير في الأحياء الشرقية للبلدة وإعطائها مهلة ساعة للمدنيين المتبقين في الأجزاء الأخرى، لإخلاء الأقبية والملاجئ التي يتواجدون فيها.
الدفاع المدني السوري في ريف دمشق وثق بدوره مقتل احد أعضائه في فريق «الخوذ البيضاء» في بلدة سقبا، كما احصى مقتل أكثر عن 200 مدني خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، قتلوا جمعيهم في ظروف متشابهة جرّاء حملة القصف الجوي والمدفعي العنيف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق.
مجزرة زملكا
كانت المجزرة الثالثة في مدينة زملكا التي شهدت مقتل 21 مدنيا نتيجة القصف العنيف بنحو 16 غارة للمقاتلات الحربية وقصف جوي بـ18 برميلا متفجرا إضافة لقصف بأكثر من ستين قذيفة مدفعية وصاروخ، مضيفاً أن القصف تخلله استهداف بصاروخَين محملَين بقنابل عنقودية وآخر بمادة «النابالم الحارق، واسفر ذلك عن جرح أكثر من سبعين مدنياً بينهم نساء وأطفال، مشيراً الى أن من بين القتلى عشرة أشخاص من نازحي الغوطة الشرقية الواصلين إلى زملكا.
ووجه الدفاع المدني عبر حسابه الرسمي رسالة صوتية طالب خلالها المجتمع الدولي بالضغط على النظام السوري وموسكو من اجل «وقت مستقطع» لإنقاذ الأطفال والنساء العالقين تحت الأنقاض في حمورية، وسحب جثث الضحايا من السوق الشعبية في كفربطنا، وباقي مناطق الغوطة الشرقية.
مقتل 100 جندي للنظام
من جهة أخرى أعلن «جيش الإسلام» أمس الجمعة، عن قتل 100 جندي لقوات النظام السوري في الغوطة الشرقية، خلال الـ24 ساعة الماضية، وقال المتحدث باسم أركان «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار عبر حسابه على «تويتر» إن قوات النظام حاولت الاقتحام من نقاط عدة لها عند بلدة الريحان، لكن المدفعية والرشاشات الثقيلة وقناصة «جيش الإسلام» تصدت لها، ما أدى لمقتل أكثر من مئة عنصر وتدمير دبابتين، وذلك خلال محاولات الأخيرة اختراق بلدات الغوطة الشرقية من محاور عدة أهمها بلدة «الريحان» و «حمورية «.
عجز طبي
وقال الطبيب «محمد كتوب» من مدينة دوما ان نحو 300 مدني من الغوطة الشرقية، بينهم 60 مريضاً خرجوا من الغوطة الشرقية مع عائلاتهم، مشيرا الى انه من المفترض ان تستمر منظمة الهلال الأحمر الدولي عملية الاجلاء بالمعدل نفسه لمدة أسبوعين، عازياً السبب الى وجود 1034 مريضاً في الغوطة الشرقية بحاجة للإخلاء الطبي من بينهم 78 بحاجة إلى إخلاء فوري.
وأضاف لـ«القدس العربي»: رافق كل مريض مرافق واحد الى مشافي دمشق، فيما ساق النظام السوري العائلات الى أحد المخيمات شمال الغوطة، مشيراً الى عدم وجود أي ضمانات على حياة المرضى او عائلاتهم، انما تم القبول بإجلائهم نظراً لحالاتهم المرضية الحرجة.
ونقل الطيب «كتوب» عن احد زملائه العاملين في مدينة حمورية، قوله «السادسة صباحاً، لم يبق ملجأ في حمورية لم يتم قصفه وتدميره، خرجت مع عائلتي من بين الركام، ضحايا من تحت الأنقاض، أصوات تنادي …دكتور دكتور، عجزت عن تقديم أي شيء، لملمت جراح البعض ليأتي صوت ينادي من الملجأ المجاور يا دكتور ساعدنا، إصابات في كل مكان معظمها نساء وأطفال، شيء لا يوصف، لا يمكن نقل أي جريح لأي مكان فالقصف لا يتوقف، لا طعام لا دواء لا شيء سوى رحمة الله». مضيفاً: تعاني الغوطة الشرقية من عجز طبي كبير بسبب القصف الشديد الذي تتعرض له من قبل النظام السوري منذ الثامن عشر من شهر شباط /فبراير الى الآن حيث راح ضحية هذا القصف أكثر من 1300 ضحية أكثرهم من النساء والأطفال، وتم استهداف 28 مستشفى وبلغ عدد الاستهدافات 34 مرفقاً طبياً، منا فقدنا من الكوادر الطبية 15 شخصاً.
فيما وجهت الكوادر الطبية العاملة لدى الجمعية الطبية السورية الأمريكية- سامز رسالة بهدف تشكيل جبهة واسعة من أجل إيقاف حملة الإبادة الحالية التي يتعرض لها المدنيون، دعوا خلالها الجميع للاتحاد كمجموعات ومؤسسات ومنظمات وفرق تطوعية في وجه الإبادة الحاصلة بحق حوالي 400,000 إنسان في الغوطة الشرقية، وللوقوف في وجه محاولة فرض التهجير بذريعة الحرب على الإرهاب، جاء فيها: خلال ثلاثة أسابيع فقط، فارقَ ما يقارب ألف شخص حياتهم، وأُصيبَ الآلاف، جراء القصف العنيف الذي استهدف الأحياء والمباني السكنية. وبين الضحايا والمصابين مئات الأطفال والنساء والشيوخ، بالتزامن مع استهداف عشرات النقاط الطبية والمشافي وسيارات الإسعاف ومراكز الدفاع المدني، في سلوك يتعمد عرقلة إنقاذ المصابين وانتشال جثامين الضحايا، حيث رفضَ النظام السوري وحلفاؤه الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2401، القاضي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوماً، وتسهيل العمل الإنساني ورفع الحصار وفتح الممرات لإيصال المساعدات، وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أن النظام قام بسحب المعدات والمواد الطبية من قافلة المساعدات التي دخلت الغوطة الشرقية يوم 4 آذار الماضي. يشير هذا السلوك دون لبسٍ إلى نوايا خطيرة، تتمثل بالسعي للتضييق على السكان إلى أقصى حد ممكن، وصولاً إلى تكرار سيناريو أحياء حلب الشرقية في الغوطة، إي ارتكاب جريمة التهجير القسري بحقهم. وتابعت الرسالة الطبية: يعيش عشرات آلاف المحاصرين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في مدن وبلدات الغوطة الشرقية ظروفاً كارثية، فهم يقطنون في أقبية لا يصلها ضوء الشمس منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص حاد في الغذاء والمواد اللازمة للتدفئة، وفقدان شبه كامل للمستلزمات والمعدات الطبية والأدوية. وفيما يفارق كثيرون ممن يغادرون الأقبية لتأمين المستلزمات الضرورية حياتهم يومياً، تجتهد فرق الإسعاف والدفاع المدني في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإمكانيات بسيطة، وقد دفع كثيرون من كوادرها حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني، وإن إخضاع السكان لظروف كهذه هو جريمة إبادة جماعية، لا يتم بذلُ جهودٍ جديةٍ لإيقافها. وخاطب الأطباء القائمون على الحملة «باسم قيم العدالة والإنسانية، كي تساهموا معنا في الوقوف ضد هذا الخراب العظيم، وترفعوا أصواتكم عبر برلماناتكم ومجالسكم التمثيلية، ليس فقط لمحاولة إنقاذ حياة عشرات آلاف المهددين الآن بالإبادة والتهجير القسري في سوريا، بل لإنقاذ القيم الإنسانية ذاتها، لأن السماح بمواصلة هذه الجرائم العلنية يشكل خطراً داهماً على مستقبل العالم». قالت ماريكسي ميركادو المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم أمس إن المنظمة مستعدة للتعامل مع 50 ألف شخص يخرجون من الغوطة الشرقية بسوريا، حسب رويترز، وقالت خلال إفادة أمام الأمم المتحدة بجنيف «نعمل ونخطط للتعامل مع عمليات الإجلاء منذ فترة وتحديداً من أجل توفير ملاجئ تشمل مساعدات للطوارئ… تغطي خططنا ما يصل إلى 50 ألف شخص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن عدد قتلى ضربات جوية على قرية كفربطنا بالغوطة الشرقية في سوريا ارتفع إلى 31 مدنياً على الأقل، كما إن ضربات جوية كثيفة استهدفت منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في مدينة سقبا، وأضاف رامي عبد الرحمن مدير المرصد «هناك ما لا يقل عن 31 قتلوا في الضربات الجوية الروسية بينهم ستة أطفال».
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس الجمعة إن المدنيين يواصلون مغادرة جيب الغوطة الشرقية الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا، وضاف ان ما يربو على 12 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا يوم الخميس، كما إن تهديد الولايات المتحدة بضرب العاصمة السورية دمشق غير مقبول.
فيما عبر رئيس أركان الجيش الفرنسي، فرانسوا ليكوانتر، عن قدرة بلاده على القيام بعملية في سوريا بشكل منفرد في حال استخدام الأسلحة الكيميائية، وأضاف ليكوانتر أن الرئيس ماكرون ما كان سيقول «فرنسا ستتصرف على الفور إذا استخدمت سوريا أسلحة كيميائية»، إذا لم يكن لدينا الوسائل للقيام بذلك. وأوضح بقاء بلاده في حالة اتصال بالولايات المتحدة، حليفها الاستراتيجي: «هناك فكرة تضامن مع الحليف الاستراتيجي الرئيسي لفرنسا».
الثبات الثبات يا ثوار الغوطة الأبطال
فإما نصر يسركم بالدنيا و إما ممات يسركم بالآخرة
لا تتخلوا عن مبادئكم ولا تتنازلوا عن حقوقكم ولا تخافوا إلا من ربكم
ولا حول ولا قوة الا بالله
على قد ما قتل بشار من شعبه ودمر بلده تقوى لبنان والاردن اللتين كانتا بنظر الحكام السوريين لاشيء
الان الاردن ستكون اقوى من سوريا والعراق لعشرات السنين القادمه ونتمنى من دولتنا تجنيس كل العرب الذين على ارضنا حتى نصبح بقوة السعوديه
الى متى يبقى النظام والمعارضة السورية تحت رحمة الاجنبي تركيا ستحتل عفرين وغيرها مع الجيش الحر وروسيا وايران تحتل اجزاء اخرى مع الجيش السوري ,بارك الله بكما من جيشين ومعارضة متناحرة مع بعضها