نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أنهت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بميانمار، كريستين شرانير بورغيرين، زيارتها الرسمية الأولى إلى ميانمار في الفترة من 12 إلى 21 حزيران / يونيو وشملت زيارتها ولاية يانجون وراخين حيث ارتكبت المجازر بحق المسلمين الروهينجا، كما جاء في بيان صادر صباح أمس الخميس عن مكتب المتحدث الرسمي.
واجتمعت المبعوثة الخاصة مع مجموعة من المسؤولين في ميانمار من بينهم مستشارة الدولة أونغ سان سو كي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنرال آونغ أونغ هلاينغ، والرئيس ورئيس لجنة الشؤون القانونية لتقييم القضايا الخاصة ورئيس لجنة الانتخابات، ومسؤولين من حكومة ولاية راخين بما في ذلك رئيس الوزراء والمجتمعات المحلية والأسر المتضررة في الولاية والأشخاص المشردين داخلياً، والنازحين حالياً على طول الحدود الدولية بين ميانمار وبنغلاديش، وممثلي المجتمع المدني في ميانمار، وأعضاء الرابطات النسائية، وكذلك مع فريق الأمم المتحدة القطري والمجتمع الدبلوماسي والمنظمات غير الحكومية الدولية. وشددت في جميع الاجتماعات على الحاجة إلى حلول شاملة تدمج وجهات النظر والأصوات الهامة للمرأة.
وفي هذه الزيارة الأولى، ركزت المبعوثة الخاصة على الاستماع إلى جميع الأطراف من أجل فهم وجهات نظرهم المتنوعة بشكل أفضل بغية بناء الثقة بين مختلف الأطراف المعنيين وإقامة علاقات إيجابية مع الجميع وتعزيز المبادئ الرئيسية للأمم المتحدة. وشددت على أهمية تقييم الخطوات الإيجابية الأخيرة التي اتخذتها حكومة ميانمار.
كماعقدت بورغيرين مناقشات بناءة مع جميع المحاورين، مع التركيز على الحالة في ولاية راخين، والحاجة إلى تقصي الحقائق على نحو موثوق وإرساء الديمقراطية والانتخابات، والسلام وﺗﻨﻔﻴﺬ اﺗﻔﺎق وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر. وأكدت المبعوثة الخاصة على استعداد الأمم المتحدة لتعزيز دعمها لميانمار بما يتماشى مع قيم المنظمة، بما في ذلك تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها.
وجاء في البيان أن جميع المحاورين أعربوا عن رغبتهم في السلام والتنمية في ميانمار، وتقاسموا تقييمهم الصريح للتحديات التي يواجهونها وأكدوا استعدادهم للعمل عن كثب مع مكتب المبعوثة الخاصة والأمم المتحدة. وأكدت المبعوثة الخاصة أنها ستهدف إلى العمل كجسر بين الأمم المتحدة وميانمار وكذلك بين مختلف أصحاب المصلحة، والمساعدة في صياغة حلول يمكن أن تستفيد من التجارب والخبرات المقارنة للمنظمة.
وفي جميع المناقشات أبرزت المبعوثة الخاصة أهمية المساءلة، التي أبرزت أنها ضرورية للمصالحة الحقيقية وحثت على اتخاذ تدابير موثوق بها لتقصى الحقائق، وسلطت الضوء على استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتعاون في هذا الصدد.
واعترفت المبعوثة الخاصة بالخطوات الإيجابية الأخيرة في ولاية راخين، ولا سيما التوقيع في 6 حزيران / يونيو 2018 على مذكرة التفاهم بين حكومة ميانمار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبينما لاحظت تعقيدات الوضع على الأرض، وأعربت بورغيرين عن أملها في أن الجهود الحالية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية، بما في ذلك من خلال تنفيذ توصيات اللجنة الاستشارية بشأن ولاية راخين ـ ولا سيما إنهاء القيود المفروضة على حرية التنقل ومنح المواطنة إلى أولئك المؤهلين ـ سوف يؤدي قريباً إلى بيئة تفضي إلى العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة للنازحين واللاجئين إلى مكانهم الأصلي. كما أعربت عن دعمها لتنفيذ مذكرة التفاهم في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بين بنغلاديش وميانمار وتعتزم المبعوثة الخاصة السفر قريبا إلى بنغلاديش حيث تنوي زيارة مخيمات اللاجئين.
وقد شملت زيارة المبعوثة الخاصة مخيمات المشردين داخلياً خارج سيتوي وماونغداو، فضلاً عن النازحين حالياً على طول الحدود الدولية بين ميانمار وبنغلاديش وشددت أثناء هذه الزيارات الميدانية على الحاجة الملحة إلى حرية التنقل، والتنمية الاجتماعية ـ الاقتصادية، وسيادة القانون غير التمييزي والسلامة العامة، لا سيما فيما يتعلق بمعالجة المخاوف وانعدام الثقة بين المجتمعات المحلية في ولاية راخين وفي جميع الأماكن وقالت: «تحدثت إلى المجتمعات المحلية المتضررة من النزاعات والضحايا، وتأثرت بشدة بقصصهم الشخصية، التي أكدت على ضرورة إنهاء الحلقة المفرغة للعنف». ولتحقيق هذه الغاية، أعادت المبعوثة الخاصة التأكيد على أهمية إدانة التحريض على الكراهية والعنف العنصريين، واتخاذ جميع التدابير لنزع فتيل التوترات بين المجتمعات.
وأكدت مجدداً على دعوة الأمين العام السابقة، واقترحت أنه بالإضافة إلى الجهود الحالية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وإعداد الظروف المناسبة لعودة المشردين، فإن الاجتماعات العامة بين المجتمعات المتضررة والسلطات ستقطع شوطا طويلا لتشجيع المصالحة والمعافاة.
وأضاف البيان أن المبعوثة الخاصة قد شاركت في مناقشات موضوعية بشأن عملية السلام وسلطت الضوء على استعدادها للمساعدة في بناء الثقة بين أصحاب المصلحة وأضافت أن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في بناء زخم إيجابي من حيث تعزيز نهج شامل، وأعربت عن قلقها إزاء تصاعد العنف في ولايتي كاشين وشان وتأثيرها على المدنيين، وقالت إنها تتطلع إلى زيارة هذه المناطق في زيارة قادمة كما أثنت على استعداد حكومة ميانمار لإشراكها في محادثات السلام المقبلة.
وأعربت عن تقديرها لاتفاق حكومة ميانمار على إنشاء مكتبها الرئيسي للدعم في ناي بي تاو. وتشمل خطط سفرها زيارات إلى تايلند والصين وبنغلادش قبل مشاوراتها المقبلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتتطلع إلى مواصلة هذه المناقشات مع حكومة ميانمار وأصحاب المصلحة الآخرين.