المبعوث الدولي الخاص لعملية السلام: لا نمانع التعامل مع حكومة تشارك فيها حماس وفق قواعد المنظمة… وزيادة الفرص الاقتصادية تحدّ من التطرف

حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: أكد المبعوث الدولي الخاص لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف، أن الأمم المتحدة لن تمانع التعامل مع حكومة فلسطينية تكون حركة حماس شريكة فيها، شرط أن تكون مبنية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وشدد على ضرورة استمرار واستتباب الأمن ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإعطاء السكان الأمل، للحد من التطرف.
وقال ميلادينوف في رده على سؤال لـ «القدس العربي» خلال مؤتمر صحافي عقده بعد يوم من وصوله إلى قطاع غزة، حول ما إذا كانت الأمم المتحدة ستدعم وتعترف بحكومة وحدة فلسطينية تكون حماس شريكا فيها، خلافا للاعتراض السابق، «لن تكون هناك ممانعة طالما أن هذه الحكومة مبنية على قواعد برنامج منظمة التحرير». ودعا إلى ضرورة توحد حماس وكل الفصائل الفلسطينية في برنامج الوحدة الفلسطينية. وأعرب عن أمله في نجاح جهود المصالحة القطرية الأخيرة، وأن يكلل الاتفاق بحكومة تليها انتخابات فلسطينية.
ولم يكشف المبعوث الأممي عن نتائج لقائه قبل المؤتمر الصحافي بوفد قيادي من حماس، وهو السؤال الثاني لـ «القدس العربي»، لكنه رد بطريقة دبلوماسية قال فيها إن»الأمم المتحدة شريكة مع الحكومة الفلسطينية الشرعية، لكن لديها لقاءات مع الجميع لدعم جهود الرئيس محمود عباس».
وأكد خلال تطرقه لملف المصالحة، أنه يعد ملفا مهما، وأن الأمم المتحدة تحاول حل جميع الأمور التي تعترضه، خاصة ملف الموظفين في غزة الذين عينوا خلال فترة حكومة حركة حماس. وقال إنه تواصل مع رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، وبحثا المقترحات المطروحة للحل. وأضاف «من المهم أن نرى غزة والضفة تحت حكومة شرعية واحدة»، مؤكدا على أن ذلك يتطلب من الفصائل الفلسطينية العمل للوصول إلى الوحدة. ودعا إلى تطبيق بنود اتفاق المصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في عام 2011 في العاصمة المصرية القاهرة.
وبخصوص ملفي الإعمار والحصار، اللذين من بين ملفات أخرى، جاء إلى غزة من أجل مناقشتها، قال ميلادينوف إن «تطور غزة مرتبط بالهدوء». وأكد أنه يتوجب على الجميع فهم أن غزة إذا أرادت أن تتطور يجب أن يكون هناك هدوء، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.وقال»من المهم أن نرى البضائع تدخل إلى غزة، وأن نرى لدى الناس أموالا من أجل تغيير بناء حياتهم».
وبرغم عدم إعلانه بشكل صريح خطة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتطوير غزة بعد الحرب، إلا أن مجمل حديثه حول الملف، خاصة في ظل تكراره لموضوع بناء غزة وتطويرها يأتي في سياق الخطة الدولية «التنمية مقابل الأمن.»
وأكد ميلادينوف أن الأمم المتحدة ترى أن الوصول إلى الأمن في قطاع غزة، يكون من خلال توسيع عملية إعادة الإعمار، وتوفير فرص اقتصادية للسكان. وقال «الحد من التطرف يكون من خلال زيادة الفرص الاقتصادية في قطاع غزة».وأشار إلى ضرورة إعطاء سكان غزة «الأمل في الحياة»، من خلال «بناء غزة للمستقبل»، مشيرا إلى أن هذا يتطلب التركيز على حل مشاكل المياه والكهرباء في القطاع، وكذلك تسهيل عمليات دخول الشاحنات المحملة بالبضائع للسكان، وخروج الشاحنات التي تقل مواد مصدرة من القطاع.
وفي هذا السياق رأى أن عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وكذلك حفر أنفاق أسفل الحدود «لا يساهم في استقرار الأمن في غزة». وأشار إلى أن الأمم المتحدة تناقش دوما مع إسرائيل ملف الإغلاق والحصار، وأنها تسأل دوما عن السبب في بقاء قائمة السلع الممنوع وصولها لسكان غزة.
وبخصوص ملف إعمار غزة، قال إن هناك نقصا كبيرا في تمويل مشاريع بناء المنازل المدمرة، مشيرا إلى أن ما وصل من أموال المانحين التي أقرت في مؤتمر القاهرة الذي جاء بعد الحرب الأخيرة، بلغت فقط 20%، وشكر المبعوث الدولي خلال حديثه الرئيس عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، لسعيهم الدائم لتوفير الدعم لإعمار غزة.
ورغم هذه النسبة القليلة من أموال الدعم، إلا أنه قال إنه رأى «نجاحات» في مجال إعادة الإعمار، خلال جولته في حي الشجاعية أول من أمس، وتحدث عن تشييد منازل جديدة وأخرى قيد البناء. وقال المسؤول الدولي الرفيع إن «الجهد المبذول وخاصة من قبل دولة قطر، ساهم في بناء منازل ومستشفيات في غزة .»وأشار إلى أن هناك 150 ألف مواطن من غزة، استلموا مواد بناء لترميم أو بناء منازلهم التي أصابها ضرر جزئي أو هدمت كليا.
وفي الحرب الأخيرة على غزة دمرت قوات الاحتلال عشرات آلاف المنازل بشكل جزئي وكلي، ولا تزال عملية الإعمار وفق الخطة الدولية سارية في غزة.
وتطرق ميلادينوف إلى خطة إعادة الإعمار التي وضعتها الأمم المتحدة زمن سابقه في المنصب روبرت سيري، فقال إن الفلسطينيين ينتقدون هذه الخطة، وإنهم يعملون مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل على تحسينها. وأكد أنها لم تأت لتحل مكان رفع الحصار، بل هي آلية وضعت لتكون حلا مؤقتا»، مضيفا «مهمتنا أن نساعد غزة في التعافي مما حصل عام «2014.
وفي الموضوع السياسي، قال إن الأمم المتحدة وشركاءها، ترى أن حل الصراع يكون من خلال «إقامة دولتين لشعبين، يعيشان بسلام». لكن»استمرار الطعن وإطلاق النار لا يساهم في إعادة الثقة والأمل في انطلاق عملية سلام.» وأضاف «استمرار بناء المستوطنات وهدم منازل سكان الضفة، يقف عائقا أمام حل الدولتين»، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تطلب من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إعادة الوضع لما كان عليه قبل اندلاع موجة المواجهات الحالية.
يشار إلى أن ميلادينوف بدأ حديثه عن الصحافي المضرب عن الطعام لليوم الـ 85 على التوالي محمد القيق، وأكد رفض الأمم المتحدة لعمليات الاعتقال الإداري، وهو الاعتقال الذي أودعت بموجبه إسرائيل القيق في السجن، مؤكدا أن هذا النوع من الاعتقالات مخالف للقانون الدولي. ودعا إلى إطلاق سراحه» لمنع حدوث تدهور على صحته، والذي وقتها سيؤدي إلى العنف».
وكان مبعوث الأمم المتحدة قد وصل مساء أول من أمس الثلاثاء إلى قطاع غزة بشكل مفاجئ، برفقة خمسة من كبار مساعديه.

أشرف الهور

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية