المتمردون الجدد… ومبادئ الأندية المفقودة!

حجم الخط
0

ربما أكثر ما يميز سوق الانتقالات الحالية، الاعداد الكبيرة من النجوم الراغبين في الراحلين عن أنديتهم، ما قاد الى نوع من الزوبعة وعدم استقرار في عدد من الأندية، بسبب هؤلاء النجوم، الذين باتوا ينعتون بـ»المتمردين الجدد».
منذ رحيل نيمار الى باريس سان جيرمان بدون رضا برشلونة، فان الأخير استشرس برد الصاع صاعين، فهو العملاق الكتالوني الذي لا يرحل عنه نجومه بدون اذنه وموافقته، فرفع دعوى قضائية ضد نيمار، فقط للتشفي وليس أكثر، وبدل اعتراف ادارته العقيمة بخيبتها وسوء تعاملها مع الأمر، فانها تمادت بضرب مبادئها العامة عرض الحائط، وباتت تؤرق وتهز استقرار، ليس نادياً واحداً، بل اثنين في وقت واحد، كي تخرج ببعض ماء الوجه من نافذة الانتقالات هذه. فضغط على ليفربول ووكيل اعمال كوتينيو، كي يحظى بالنجم البرازيلي، حتى وصل الأمر الى درجة الوعيد بأنه اذا لم ينتقل كوتينيو اليه في هذه السوق فانه لن يعود لضمه في المستقبل، طبعاً مثل هذا الفعل سمم العلاقات بين اللاعب وناديه، وحتى اليوم لم يخض اي مباراة مع ليفربول هذا الموسم، في حين يظل يرفض ناديه كل عروض البارسا المخيبة، والتي وصف آخرها بـ»المهزلة»، كون النادي الكتالوني لم يعرض سوى ثلثي المبلغ وسيدفع البقية بشروط تعجيزية مثل فوز كوتينيو بالكرة الذهبية. طبعا ادارة باروتوميو لم تقف عن هذا الحد، بل أفسدت استعدادات بوروسيا دورتموند أيضاً بالمطالبة لضم نجمه عثمان ديمبيلي، وطبعا المشكلة ان دورتموند وضع مبلغا كبيرا مقابل التخلي عن نجمه الفرنسي، لانه يعلم أن البارسا حصل على أكثر من 200 مليون يورو من بيع نيمار.
طبعا خيبات ادارة باروتوميو لم تتوقف عند حد العقم في جلب اللاعبين المناسبين للفريق، بل بات النجوم يرحلون ويطيرون، فبعد نيمار صدم عشاق الفريق بان ميسي، الذي افتخرت الادارة قبل اسابيع باعلان موافقته على تمديد عقده، انه لم يوقع بعد على عقد التمديد، والأنكى أنه بعد نحو 3 شهور، في مطلع العام، سيكون بامكانه التفاوض مع أي ناد في العالم للانتقال اليه مجانا، وهنا رأينا أرقاما خيالية يطرحها مانشستر سيتي، مثل 275 مليون يورو، وطبعا هي ليست لبدل انتقال ميسي، بل لميسي نفسه، لانه سيضمه مجانا الصيف المقبل.
طبعاً برشلونة ليس وحده الذي تخلى عن مبادئه الكروية، فليفربول لا يستطيع انتقاد أفعال برشلونة في محاولة خطف كوتينيو، لانه قام ويقوم بالامر ذاته، حيث هز استقرار ساوثهامبتون في مطلع الصيف عندما فاوض نجم دفاعه فيرجيل فان دايك من خلف ظهره، قبل ان يكتشف أمره، ليعلن انسحابه من الصفقة، لكن حتى اللحظة لم يشارك فان دايك مع فريقه.
النجم الايسلندي سيغوردسون الذي سجل هدفا خرافيا في الدوري الاوروبي مع فريقه الجديد ايفرتون، لم يلعب أي مباراة هذا الموسم، مع فريقه السابق المكافح سوانزي، كونه كان يريد الانتقال. واليوم سنجد أيضاً بين المتمردين الجدد لاعب ايفرتون روس باركلي، واليكسيس سانشيز مع أرسنال، الذي في الواقع يعاني الأمرين، فبالاضافة الى انتهاء عقد سانيشز الصيف المقبل، وبامكانه الرحيل مجانا بعد شهور، فان نجمين آخرين في الفريق مثل حالة سانشيز، وهما النجم الالماني مسعود أوزيل ونجم انكلترا اليكس أوكسليد تشامبرلين، وقد يسمح فينغر للأخير بالرحيل الى تشلسي قبل غلق سوق الانتقالات الحالية.
حالة عدم الاستقرار التي عاشتها الأندية، قادتها الى الاعلان عن اجتماع في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، لمناقشة اقتراح لغلق سوق الانتقالات قبل بدء منافسات الدوري، بدل نهاية الشهر الجاري مثلما هو معتاد، رغم ان الفكرة تنص على عدم شراء الاندية الانكليزية أي لاعب قبل اسبوع من بدء الدوري، لكن بامكانها البيع، وطبعا هذا لن يمنع برشلونة من هز استقرار كوتينيو.

twitter: @khaldounElcheik

المتمردون الجدد… ومبادئ الأندية المفقودة!

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية