لندن – «القدس العربي»: أثار تحطم طائرة الركاب الماليزية بواسطة صاروخ في شرق اوكرانيا على الأرجح، غضب الأسرة الدولية وطرحت تساؤلات من قبيل هل الأمر ناجم عن خطأ ارتكبه الإنفصاليون الذين اعتقدوا انهم يستهدفون طائرة اوكرانية أم هو خطأ لا يمكن تفسيره من قبل اوكرانيا أو موسكو؟
وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا بوقف دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا بعد إسقاط طائرة ركاب ماليزية بصاروخ أرض جو قال إنه أطلق من أراض يسيطر عليها متمردون مما يزيد احتمال فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
وأضاف أن أمريكيا واحدا على الأقل بين نحو 300 قتلوا. وقال أوباما إن الحادث أثار «غضبا» لا حدود له لكنه أحجم عن لوم روسيا مباشرة ونبه الى أنه مستعد لتشديد العقوبات الاقتصادية. وكرر الدعوات الدولية الى إجراء تحقيق سريع وله مصداقية مستبعدا تدخلا عسكريا امريكيا.
وفي إشارة الى الأثر الدولي لحادث التحطم الذي سقط خلاله ضحايا من 11 دولة من أربع قارات قال أوباما إن المخاطر كبيرة بالنسبة لأوروبا في دعوة واضحة لها لتفرض عقوبات على روسيا من مستوى العقوبات التي تفرضها واشنطن.
وعبرت روسيا التي قال أوباما إنها تسمح للمتمردين بإدخال الأسلحة عن غضبها من تحميلها المسؤولية قائلة إنه يجب عدم إصدار أحكام مسبقة على نتيجة التحقيق.
واذا توصل التحقيق الذي بدأ للتو الى تحديد هوية المسؤول فان ذلك سيكون له عواقب حاسمة على النزاع الذي تشهده اوكرانيا منذ ثلاثة أشهر بين السلطات في كييف والإنفصاليين المدعومين من موسكو.
وتشير رسائل نشرت ثم أزيلت على مواقع يديرها الانفصاليون ومكالمات رصدتها أجهزة الأمن الاوكرانية ان الطائرة اسقطت بصاروخ أطلقه الانفصاليون عن طريق الخطأ ظنا منهم انها طائرة عسكرية اوكرانية.
ومثل هذه الفرضية لن تضعف موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حمل كييف مسؤولية تحطم الطائرة والتي وصفها بانها «مأساة رهيبة».
وأكدت موسكو ان منظومة الصواريخ الاوكرانية كانت مفعلة ملمحة الى ان كييف يمكن ان تكون هي المسؤولة عن تحطم الطائرة.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان «وسائل الرصد الروسية سجلت في 17 تموز/يوليو نشاطات فوق محطة كوبول للرادار التي تعمل مع منظومة الصواريخ بوك ام 1».
جاء ذلك فيما استبعد أحد قياديي الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا التوصل الى وقف لإطلاق نار كما تطالب واشنطن والدول الاوروبية بعد حادثة سقوط الطائرة الماليزية.
وفي مؤتمر صحافي في دونيتسك قال رئيس الحكومة في «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد الكسندر بوروداي ان «وقف اطلاق النار ليس مطروحا ولكننا سنسمح للخبراء بالوصول الى مكان الكارثة».
ورفض بوروداي تحميل المتمردين مسؤولية الحادث مؤكدا ان الأسلحة التي يملكونها لا تسمح لهم بإطلاق النار على طائرات تحلق على إرتفاع أعلى من اربعة آلاف متر بينما كانت الطائرة الماليزية تحلق على ارتفاع عشرة آلاف متر. ومن بين الصواريخ المشتبه في استخدامها لإسقاط الرحلة 17 الصواريخ الروسية «اس-200» S-200 التي تستخدمها القوات الأوكرانية كذلك، بجانب الصواريخ الروسية الأخرى «اس-300» و»اس-400» والأخيرة هي الرديفة لبطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية الأمريكية.
وأستبعد خبير في الصواريخ لشبكة «سي ان ان» امتلاك الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا مثل هذه الصواريخ المتقدمة واستخدامها لإسقاط طائرة مضيفا: «تحتاج للكثير من التدريب والتنسيق لإطلاق واحدة وضرب هدف».
وخلص رايان إلى أن الطائرة أسقطت بواسطة قوات عسكرية محترفة، إما عمدا أو عرضا، مضيفا: «هذا نوع من الأسلحة لا يمكن لأي كان إطلاقها من أي مكان».
وذكرت مصادر في الاتحاد الأوروبي انه من المبكر للغاية بحث فرض عقوبات إضافية بعد سقوط الطائرة، مضيفة ان وزراء خارجية التكتل سوف يناقشون الحادث الأسبوع المقبل كما سيلتقون نظيرهم الماليزي .
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بيا اهرينكيلد «قبل إستنتاج أي نتائج من المهم معرفة الحقائق … والحصول على نتائج هذا التحقيق الذي تم فتحه» .
وقال دبلوماسيون إنه يجب ان يطبق الاتحاد الأوروبي أولا العقوبات الجديدة التي تمت الموافقة عليها في قمة الأربعاء، قبل التطلع إلى المزيد من الإجراءات.
ولم ينج أحد من حادث تحطم الطائرة الماليزية التي كانت تقوم بالرحلة إم.إتش 17 من امستردام الى كوالالمبور. وقالت الأمم المتحدة إن 80 طفلا من جملة 298 شخصا كانوا على متنها. وتحدثت متقاعدة عن دخول جثة من سقف منزلها. وقالت ايرينا تيبونوفا (65 عاما) «كانت هناك ضوضاء وبدأ كل شيء يهتز. بدأت الأشياء تتساقط من السماء ثم سمعت ضجة وسقطت في المطبخ.»
وتأكد وجود شخص يحمل الجنسيتين الأمريكية والهولندية على متن الطائرة. وأكثر من نصف من قتلوا من هولندا. وقال مسؤول إن محققين أمريكيين يستعدون للتوجه الى أوكرانيا للمساعدة في التحقيق.
وزار موظفون من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الموقع لكنهم اشتكوا من عدم تمكنهم من الوصول لكل المناطق التي أرادوا زيارتها.
وربما يمثل مدى هول الكارثة نقطة تحول بالنسبة للضغوط الدولية لحل الأزمة في أوكرانيا التي راح ضحيتها المئات منذ أطاحت الاحتجاجات بالرئيس الأوكراني الذي تسانده موسكو في شباط/فبراير ثم ضمت روسيا منطقة القرم الى أراضيها بعد ذلك بشهر.
ويقول محللون إن رد المانيا وغيرها من القوى الأوروبية على الحادث والتي يحتمل أن تفرض المزيد من العقوبات يمكن أن يكون حاسما في تحديد المرحلة التالية من المواجهة مع موسكو.
ودعا مجلس الأمن الدولي الى إجراء «تحقيق دولي شامل ومتعمق ومستقل» في حادث إسقاط الطائرة والى «محاسبة ملائمة» للمسؤولين.
احمد المصري