القاهرة ـ «القدس العربي»: أجمعت الصحف المصرية الصادرة أمس الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول وكذلك الأغلبية الساحقة من المصريين على أهمية مباراة منتخب مصر لكرة القدم مع الكونغو الأحد، ستكون فاصلة لتأهل مصر للمشاركة في بطولة العالم في مونديال روسيا العام المقبل إذا فاز فيها،
لدرجة أن الرسام عمرو سليم أخبرنا في «المصري اليوم» أنه كان في زيارة مسؤول كبير فسمعه يتكلم في الهاتف مع مدرب المنتخب ويقول له: الآمال كلها معقودة عليك مستر كوبر أنت اللي حتحل لنا النهارة مشاكل البلد كلها.
كما أبرزت الصحف أنباء الجولة المفاجئة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي فجرا لتفقد عدد من مشروعات الطرق والكباري العملاقة في القاهرة، وذلك في إطار الاحتفالات بالانتهاء من عدة مشروعات، بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، التي تهم أبناء عدد من المحافظات وكذلك النقل والأفراد، والقضاء على اختناقات المرور في عدد من الأماكن.
أيضا استمر التركيز على ذكريات انتصارات الجيش في حرب أكتوبر في جميع الصحف والفضائيات المصرية، وقصص البطولات وذكريات من تبقى من القادة والضباط والجنود عنها. واستمرار الخلافات والجدل حول دور عبد الناصر والسادات، بالاضافة طبعا إلى استمرار الشكوى والصراخ من ارتفاعات الأسعار بالنسبة للسلع الغذائية وكروت الشحن. وحدث ارتياح كبير بعد أن لم تعلن الحكومة زيادة أسعار الوقود وتذاكر المترو يوم الخميس، كما توقع البعض لجوءها إلى هذه الإجراءات.
وتواصل اهتمام العاملين في السياحة بالقرار الذي اتخذه بابا الفاتيكان فرانسيس وضع رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والأماكن التي أقامت فيها على خريطة المزارات السياحية للكاثوليك، على أمل أن يتدفق السائحون إلى مصر ويعوضون عدم مجيء السائحين الروس حتى الآ.ن وأفردت الصحف مساحات أيضا لمعركة ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب لمنصب مديرة اليونسكو التي ستجري انتخاباتها اليوم الاثنين. كما عرضت الصحف مشروعات القوانين المقدمة لمجلس النواب لتعالج قضايا استحوذت لفترة على اهتمامات الأغلبية مثل قضية الفتاوى ووضع تشريع يحدد جهات إصدار الفتاوى، واتخاذ إجراءات عقابية ضد الذين يفتون بفتاوى مسيئة للإسلام، أو يحرضون على كراهية اهل الديانات الأخرى، بالإضافة إلى القانون العام وكذلك تشريعات مغلظة ضد احفاد قوم لوط الذين كشفوا عن أنفسهم في حفل «مشروع ليلى» اللبنانية. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة.
ذكرى حرب أكتوبر
ونبدأ بأبرز ما نشر عن الذكرى الرابعة والأربعين من انتصارات الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973 حيث قال في «الأهرام» الشاعر فاروق جويدة في عموده «هوامش حرة» في الصفحة الأخيرة تحت عنوان «السادات والتاريخ»: «لم يأخذ الرئيس أنور السادات حقه التاريخي أمام نصر أكتوبر، وربما كان السبب في ذلك أن كامب ديفيد ظلمت السادات ومعه الحدث الأكبر في تاريخ العرب الحديث، وهو نصر أكتوبر. إلا أنني اعتقد أنه سيجيء الوقت الذي يأخذ فيه السادات مساحة كبيرة من التاريخ الحديث، لأنه كان صاحب أكبر إنجاز فيه. إن انتصار أكتوبر سوف يبقى صفحة مضيئة في تاريخ أنور السادات، صاحب القرار وقيادات الجيش التي شاركت في هذه اللحظة التاريخية الفريدة، ولولا نصر أكتوبر ما كان اتفاق كامب ديفيد الذي أعاد لمصر كل جزء من ترابها المقدس. في يوم من الأيام سوف ينصف التاريخ أنور السادات الذي لم يأخذ حقه حتى الآن لقد استطاع أنور السادات أن يسترد سيناء في معركتين، كانت الأولى هي انتصار أكتوبر/تشرين الأول وكانت الثانية هي كامب ديفيد والسلام مع إسرائيل والمهم في النهاية انه أعاد سيناء إلى مصر».
دولة العلم والإيمان
وفي الصفحة الثانية والعشرين من «أخبار اليوم» شن عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد عبد القدوس في عموده «حوار مع حائر» هجوما عنيفا على الزعيم جمال عبد الناصر، واتهم نظامه بالكفر، ولذلك تمت هزيمة مصر في حرب يونيو/حزيران سنة 1967، بينما انتصرنا في اكتوبر بسبب عودتنا للإيمان قال تحت عنوان «دولة العلم والإيمان وبناء المستقبل»: «أظن أن البعض قد يسخرون من عنوان مقالي هذا قائلا: دولة العلم والإيمان إيه يا عمنا هذا شعار مستهلك أطلقه السادات لمواجهة اليسار المصري، وكان معارضا له ومن فضلك لا تتحدث كثيرا عن الإيمان، فقد أدى ذلك إلى التطرف، ومستقبل مصر يبنيه أبناء بلدنا بسواعدهم بالعمل والجهد وليس بالشعارات. وهذا الكلام أراه غريبا حقا وفي يقيني أن بلادي لن تنهض إلا بالعلم والإيمان، وأشرح ما أعنيه في نقاط محددة. هذا الشعار رأيناه في حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، كان التخطيط للحرب في أعلى مراحله والعبور تم بشعار «الله أكبر» وهكذا اجتمع العلم والإيمان في كبرى إنجازات مصر، فكيف يقال بعد ذلك إنه شعار مستهلك لا يسمن ولا يغني من جوع؟! ومن فضلك قارن الأداء المصري في العبور وتحرير سيناء عام 1973 بما جرى في الكارثة المروعة التي وقعت سنة 1967 لتتأكد من صدق كلامي فلم يكن هناك علم ولا إيمان، بل شعارات فارغة وجعجعة».
هل تعرف 6 أكتوبر؟
تقرير فيديو ضاحك دفع وائل لطفي في «الوطن» إلى حالة تشبه البكاء، التقرير أذاعه الموقع الإلكتروني لجريدة «أخبار اليوم»، وفيه يسأل المحرر شباباً كثيرين (متى وقعت حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول؟)، ورغم أن السؤال جاد جداً، فإن الإجابات كانت دائماً ضاحكة.. ساخرة.. لاهية ورقيعة.. أحدهم قال وقعت سنة 1424!، وقال آخر 1953! وقال ثالث إن ما دار في 6 أكتوبر هو مباراة كرة بين مصر وإسرائيل. الإجابات تنوعت وكانت كلها غير جادة، وبعضها لم يستطع أن يحدد في أي شهر وقعت حرب أكتوبر. في النظرة الأولى، يبدو التقرير كوميدياً يبعث على الضحك، لكن الحقيقة إنه عكس ذلك تماماً (على الأقل بالنسبة لي) أمر يبعث على البكاء.. أنا من مواليد حرب أكتوبر، وُلدت بعد الحرب بثلاثة شهور، كان الاحتفال بالحرب يزيد كلما تقدمت بي سنوات العمر.. كان عمرها من عمري، رغم كل محاولات نسبة الانتصار لشخص واحد هو الرئيس الأسبق مبارك، كنا نعرف أن هناك شيئاً كبيراً وجليلاً قد حدث، كانت هناك روايات أخرى، وكان هناك دائماً مكان دافئ في القلب لذكرى 6 أكتوبر/تشرين الأول، حتى الأفلام التي عالجت الحدث رغم سذاجة معظمها كان لها مكان كبير في القلب وربما حتى الآن. فما الذي حدث حتى تتحول آخر لحظات الإرادة في حياة هذه الأمة إلى مناسبة تثير الضحك الرقيع؟ مَن المسؤول عن هذه المسوخ التي كانت تسخر من ذكرى النصر، أين تربوا؟ ومَن المسؤول عن هذه الجريمة؟ هل هو النظام السياسي الذي ظل يحكمنا ثلاثين عاماً قضى ثلثها الأخير في حالة من الغيبوبة، هل تغيّرات المجتمع، هل نحن المسؤولون؟ هل هؤلاء الضاحكون من ذكرى النصر هم المسؤولون؟ هل هم مجرمون أم ضحايا؟ القضية بكل تأكيد ليست أن يتذكروا تاريخ الحرب أم لا؟ القضية هي أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا الوطن ولا لماذا حاربنا؟ وبالتالي لا يعرفون من أجل أي شيء يمكن أن نحارب في المستقبل. أتخيل أن تقريراً مصوراً مثل هذا، كان يجب أن يقلب الدنيا رأساً على عقب، أتخيل أنه كان يمكن أن يهز جنبات مجلس النواب، وأن يتم استدعاء وزراء التعليم والثقافة والأوقاف، ليس لحسابهم عن الماضي، ولكن لسؤالهم عن خطتهم للمستقبل حتى لا نفاجأ بأن هناك من الأجيال الجديدة من لا يعرف ما هي مصر من الأساس! أتصور أن يستشعر سيادة الرئيس الخطر، وأن يطلب على الفور تأسيس مجلس أعلى للإصلاح الاجتماعي والثقافي لهذا المجتمع الذي تم تخريبه على مدى عقود.. حتى لا تتوه مصر من مصر.. وحتى لا يهرب المستقبل من بين أيدينا».
عبقرية السادات
ثم نتحول إلى الصفحة العشرين من مجلة «روز اليوسف» ومقال طارق مرسي بعنوان «عبقرية السادات» وقوله فيه: «بين ذكرى النصر والعبور الثاني تتجمع صورة الزعيم الخالد أنور السادات. وأذكر في الثانوية العامة اختياري خوض امتحان المستوى الخاص في اللغة العربية، ووقتها كنت ولوعا بعبقريات عباس محمود العقاد وفي هذه السنة درسنا عبقرية عمر، وفي امتحان المستوى الخاص اخترت كتابة سؤال المقال ووضعت له عنوان «عبقرية السادات». هكذا توغل عشقي وأبناء جيلي لسيرة ومسيرة هذا الرجل، رغم الانتقادات المسمومة والطعنات المشبوهة أحيانا والتجاهل المتعمد له في أحيان أخرى خلال سنوات ليست قصيرة لهذا الفلاح المصري الأصيل الذي عشق تراب مصر حتى تحول إلى أيقونة النصر المبين، بل من أولياء الشعب الصالحين الذي تتعاظم سيرته بتزايد أعداد الحريصين على إحياء ذكراه في قبره من أنحاء العالم، على جناح حلم مراوغ تسلم السادات الحكم بعد رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في مهمة شاقة وشبه مستحيلة».
روح أكتوبر
وفي الصفحة الأخيرة من «الدستور» تحسرت منى رجب على اختفاء روح أكتوبر/تشرين الأول قائلة بأسى: «ويا كل من تشككون الشباب في قدرات الجيش المصري وتهاجمون رجالًا وهبوا حياتهم فداء لمصر، فإنني أقول لكل شاب وشابة ممن لم يعاصروا انتصارات أكتوبر المجيدة: إننا سننتصر مهما طال المشوار، ومهما كان صعبا، لأن لدينا رجالًا هم خير أجناد الأرض. إنهم نذروا أنفسهم لحماية الأرض والعرض، ومن واجبنا أن نقف معهم وأن نساندهم وأن نكرّم شهداءهم لقد قهر أبطالنا المستحيل في حرب أكتوبر المجيدة التي تدرس في العالم والتي أعادت العزة والكرامة لمصر العريقة، لذا أؤكد على أن أبناء هؤلاء الأبطال سيقهرون الإرهاب وسينتصرون كما انتصروا من قبل، في حروب شهد بها العدو قبل الصديق. إن مصر ستستكمل مشوار البناء والتنمية بروح أكتوبر المجيدة، التي أحسسناها ونعرفها ونكتب عنها للذين لم يعاصروها. إن حرب أكتوبر/تشرين الأول تستحق أن تنتج وتقدم عنها أفلام ليشاهدها الشباب الذين لم يعاصروها ليحسوا بالفخر بجيشهم وبلدهم ويحسوا بالانتماء والولاء له، وأن يشاركوا في العمل والبناء لمستقبل أفضل لها. إننا مهما قدمنا من تضحية ومهما اجتهدنا لخدمة مصر فلن نكون مثل رجال قدموا ويقدمون حياتهم في كل يوم فداءً لأرض مصر وشعبها اللهم ارحم شهداءنا وأدخلهم فسيح جناتك وكل عام ومصر بخير».
مشاكل وانتقادات
وإلى المشاكل والانتقادات وأولها في «الأخبار» لأحمد جلال وقوله في بروازه «صباح جديد» في الصفحة الثالثة عشرة عن منع طالبات الجامعات من ارتداء ملابس غير لائقة فقال: «القرار الذي أصدرته بعض الكليات بمنع الطلبة والطالبات الذين يرتدون البنطلونات «المحزقة» والمقطعة قرار سليم، ويجب تعميمه، فالجامعة مكان للعلم له قدسيته واحترامه ولا يصح أن يسمح بدخول فتاة ترتدي ملابس تكشف عن أجزاء من جسدها، وتضع مكياجا صارخاً وكأنها تعمل في ملهى ليلي. ولا يليق أن يكون شكل الطلبة بهذا المنظر المقزز من حلاقة شعر غريبة وملابس لا يرتديها إلا البلطجية و»الصيع» لذلك يجب أن يصدر قرار من المجلس الأعلى للجامعات بمنع دخول أي طالب للحرم الجامعي، إلا إذا كان مظهره محترما، خصوصا بعض الطالبات اللائي – للأسف- لسن طالبات علم لكن طالبات الحلال».
عاد وكأن شيئا لم يكن
يقول عباس الطرابيلي في «الوفد»: «عاد البرلمان إلى الانعقاد.. فهل عاد تنفيذاً للقرار الجمهوري الذي ينص عليه الدستور بدعوته إلى الانعقاد؟ أم عاد لأمر جلل يجري في مصر الآن. يحتاج إلى فكر وعقل برلمان الأمة؟ ولا أدري هنا ـ للأسف كيف ولماذا ربطت بين ذلك وبين أغنية المغردة نجاة التي لم تعد صغيرة عندما تشدو بأغنيتها الشهيرة: اليوم عاد.. كأن شيئاً لم يكن.. اليوم عاد وبراءة الأطفال في عينيه وعذراً، 1000عذر.انفض البرلمان.. وعاد البرلمان إلى الانعقاد، وكنت أظن أن أموراً خطيرة جرت، كانت تستدعي أن يتداعى النواب إلى الانعقاد، وما أكثر القضايا الخطيرة التي عاشها الوطن في فترة الغياب البرلماني، كانت تقتضي الدعوة لدورة انعقاد غير عادية للنظر في هذه الأمور الخطيرة، التي عاشها الوطن وكل المنطقة من حولنا.. فهل فوض البرلمان الأمر تماماً للحكومة؟ وهل بسبب ذلك يفوض الشعب نفسه أمره إلى الله؟ هل أدى البرلمان دوره الرقابي على أعمال الحكومة وبالذات في التصدي لمشاكل الغلاء والبحث معاً عن حلول للتخفيف منها؟ وهل أجبر البرلمان الحكومة على مواجهة قضية آلاف المصانع المتعثرة سواء القديمة أو الحديثة وما أكثرها الآن؟ أم أن الحكومة تركز كل جهودها على انشاء المصانع الجديدة، لأن القديمة تحتاج إلى معجزات؟ أم نحن نحتاج الآن إلى «لافتات» تقول وتشيد بعدد المصانع.. الجديدة؟ وهل يصمت البرلمان ـ في دورته الجديدة ـ كما صمت في دورتيه السابقتين عن تفشي الفساد.. وما أكثر القضايا التي كشفتها أجهزة الرقابة في الفترة الأخيرة، ليس فقط في المحليات، ولكن أيضاً في غيرها، وإذا كانت للحكومة وجهة نظر الآن في «تأخير» إعداد قانون جديد يحمي المحليات من وباء الفساد، بسبب العجز التشريعي، فلماذا لا يأخذ البرلمان المبادرة ويتقدم «هو» بمشروع قانون جديد تلتزم الدولة بالعمل به.. فهذا هو أهم مهام البرلمانات. وهنا يجب ألا يتحدث أحد عن استقلال السلطات، أو يرهبنا بتعبير التعدي على السلطات حتى البرلمانية. فالهدف هو بناء وطن.. ولكن على أساس سليم. ترحمت على برلمانات زمان عندما كان نائب في حزب الحكومة يعارض وزيراً في الحكومة، ومن الحزب نفسه الذي يمثله، أم يا ترى هذا زمن انتهى؟».
الديون
أما هشام عطية في عموده «قلب مفتوح» في جريدة «أخبار اليوم» فقال: «هذه الكلمات ليست محاولة لنشر غيوم سوداء في سماء صافية ولكنها محاولة مواطن يشعر بالقلق يريد أن يطمئن. أرى المشروعات القومية الكبرى رأي العين، أفرح وأزهو أعود وأقرأ أرقام الدين الخارجي التي وصلت إلى 79 مليار دولار، والدين الداخلي الذي تضاعف إلى ما يزيد على 3 تريليونات جنيه، أجدني احبط. لست أدعي نبوغا في علم الاقتصاد، ولكن الأرقام مفزعة تنطق بأن مصر في حالة اقتراض غير مسبوقة ودوامة السلف تعني مزيدا من الغرق في بئر الديون وفوائدها المفزعة، التي لا نهاية لها. الحكومة ادعت وتدعي أنها رفعت الدعم والأسعار، وألقت بالمصريين في نوبات غلاء مجنونة من أجل تقليل العجز في الموازنة، والأرقام التي أعلنها وزير المالية تكشف بما لا يدع مجالا لمراوغة الأرقام أن العجز زاد حوالي 40 مليارا عن العام الماضي. وعلى الرغم من كل هذه التساؤلات المقلقة ليس لديّ أدنى شك في صدق نوايا الدولة وسعيها الحقيقي للانتقال بمصر من شبه الدولة إلى مرحلة الدولة، ولكن المصريين في حاجة إلى قدر من اليقين والمصارحة يحتاجون إلى جرعات أمل وطمأنة حتى لا يقعوا في براثن متاهات الأرقام المفزعة يكفي الأسعار الجائرة وما فعلته فينا».
تعديل وزاري
وفي الصفحة «الثانية عشرة من «الأخبار» أكد عبد القادر محمد علىي على أنه سيحدث تعديل وزاري قريب وكان دليله في بروازه «صباح النعناع»: «أؤكد أن هناك تعديلا وزاريا قريبا جدا وتسألني ما هو مصدر هذا الخبر المهم أجيبك، مصدره الدكتور شريف إسماعيل ريس الوزراء شخصيا، فقد أكد أمام مجلس النواب أن ما يتردد بشان تعديل وزاري أمر غير مطروح حاليا يعني بلغة الحكومة أمر مطروح حاليا».
الشقة «الآدمية»
وفي «الجمهورية» أشاد السيد البابلي بالحكومة وإنجازاتها في بابه «رأي» قائلا: «صحيح أن هناك شعوراً عاماً بالقلق من الغلاء وارتفاع أسعار السلع والخدمات، إلا أن هناك مع ذلك نوعاً من التسليم بأن الخطوات الاقتصادية التي تم تطبيقها كانت ضرورية للحد من مخاوف أكبر كانت تتعلق بإفلاس دولة بأكملها. ورغم أن هناك شكوى مستمرة على كل المستويات من المتاعب الاقتصادية والحياتية، إلا أن هناك مع ذلك قناعات بأن الدولة تتحرك إلى الأمام، وأن الرئيس الذي اتخذ موقف المصارحة مع شعبة يمضي في خطوات محسوبة لمشروعات هي الأكبر والأضخم في تاريخ مصر الحديث، ولا يمكن لأحد إنكار ما تشهده مصر من مشروع هائل للإسكان الاجتماعي في كل محافظات مصر، وهو مشروع يتكلف 185 مليار جنيه في إنجاز ضخم خلال سنوات قليلة، بحيث لم يعد الحصول على الشقة «الآدمية» حلماً مستحيلاً وإنما أصبح واقعاً وحقيقة لم يكن هناك مَن يعتقد في إمكانية تحقيقها. ومررت فوق محور شبرا بنها بامتداد 42 كيلومتراً في طريقي من القاهرة إلى طنطا وأشهد أنها معجزة إنشائية وثورة في الطرق لم نكن نتوقع رؤيتها أو تنفيذها».
في بلادي التي كنا نتغني برجالها ورموزها، كما يرى محمد عبد العليم في «الوفد» كانت سيارات المرسيدس الفارهة وخلفها سيارات الحراسة المدججة بالسلاح، تنطلق مسرعة غير عابئة بالتراب الناتج عن سرعتها، الذي أصبح يزكم أنوف البشر الجالسين على المقاهي وغيرهم من الباحثين عن كوب ماء نظيف، أو الساعين للخروج على مركب، ليجدوا لقمة العيش في شوارع أوروبا أو حواريها. كانت السيارات في طريقها إلى شمال الدلتا، حيث أراضي مطوبس وسيدي سالم وبلطيم، لتقسيم تورتتها باسم أبنائهم وبناتهم.. كانت سيارات الدولة المصرية المشتراة من أموال الشعب دافع الضرائب في مهمة سرقة.. وارتكاب جرائم تحملها سيارات الدولة وفي حراسة الشرطة وفي انتظارها المحافظون ورؤساء المدن وانتظار النواب لنيل الشرف بتقديم التحية للسادة الوزراء، والمحافظين واللواءات اللصوص. كان معظم أبناء الدائرة يشربون مياهاً مخلوطة بماء المجاري، خاصة خط الساحل في مطوبس من ترعة الرشيدية أو خط الخليج من ترعة الخليج، أو القومسيونات، وكان حظ قريتي الداويدة أنها تشرب مياها من محطة فوه التي كانت تغذي يوماً الإسكندرية والبحيرة. كان مجلس الوزراء في هذه الأيام يجتمع تقريباً بمعظم أعضائه، تحت رئاسة رؤساء المدن في الوقت الذي كان يتخلف بعضهم عن الحضور في اجتماعات القاهرة في مجلس الوزراء باعتذار، لأن الاجتماع كان في مطوبس لتقسيم التورتة.. تورتة أراضٍ في أجمل بقاع الدنيا على مقربة من البحر المتوسط، وفي أحضان بحيرة البرلس. في هذا الوقت لم أكن قد دخلت البرلمان وكان عملي الصحافي المكلف به من إدارة جريدتي هو تغطية بعض قطاعات الوزارات ومحافظات القاهرة الكبرى، أي بعيداً عن المحافظة. وبالفعل قررت خوض هذه المعارك صحافياً، رغم أن هؤلاء كانوا قد تمكنوا من تقنين الباطل في شكل جمعيات هلامية.. ولم يكتف هؤلاء بهذا، بل استولوا على مخصصات مجالس المدن والقرى من كهرباء ومياه وطرق، وتحويلها إلى هذه الأراضي ليتضاعف سعرها تمهيداً لتسقيعها. وجاءت الأيام وترشحت للبرلمان وكنا أثناء الدعاية نجد عربات الكارو وغيرها في طريقها إلى رشيد حاملة الجراكن وصفائح فارغة، ويقوم أصحابها بالطرق عليها معلنين عن مشكلتهم.. وعندما وضعت قدمي في البرلمان في أول أيامي أعلنت في لجنة الإسكان حينها وفي الجلسة العامة أن لدينا وزراء ومحافظين ولواءات لصوصاً سرقوا أراضي مطوبس وتركوا الناس يشربون مياه المجاري، وهنا تحديداً وفقط قطعت أي رجل لوزير أو لواء أو محافظ لسرقة الأراضي.. وفي عام 2009 تغير ثوب اللصوص والمافيا بالمشاركة مع بعض العاملين في هيئة الأوقاف لتسليم أكثر من 40 ألف فدان لمافيا من نوع جديد، وبالفعل وفي جو أكثر إجراماً من أساليب المافيا تبدأ في تحرير العقود، وهنا يصلني الأمر وتفاصيله فأتقدم بطلب الإحاطة رقم 259 في 13 مايو/أيار 2009 موضحاً وطالبا بسرعة التصدي لخطورة سرقة 40 ألف فدان، وتتحول قاعة البرلمان ولجانه والفضائيات والصحافة لفضح أكبر جريمة من خلال التفاصيل الموثقة في طلب الإحاطة، ويأمر حينها الدكتور أحمد فتحي سرور بأهمية وسرعة المناقشة وأثناء وجودي في أحد البرامج تأتي صرخة اللواء أحمد زكي عابدين ليؤكد صحة كل ما قلته وأعلنته متضامناً معي في هذه القضية. وبعد مشادات ومعارك في البرلمان والفضائيات، يساندني فيها المهندس حافظ عيسوي سكرتير عام المحافظة مؤكداً صحة الجريمة.. كان توفيق الله لي في إعادة هذه الأرض. إذن تذكروا جيداً أنه بدون تفاصيل الجريمة في طلب الإحاطة رقم 259 في 13 مايو 2009 بقوة منحها الله لنائب عندما كان يقف في البرلمان، كان يجد الوزراء أصفاراً. أمام قوة الحق وأمام حق الأمة. لكانت هذه الأراضي لحقت بأراضي الجمعيات وما كان لمشروع أن يقام عليها».
مصر ورحلة العائلة المقدسة
وإلى الحدث الذي بدأ يشغل جانبا من الرأي العام ورجال الأعمال والحكومة أيضا، والذي نتوقع أن يدر على مصر دخلا ماليا ضخما وينعش السياحة واقتصادها وهو إعلان بابا الفاتيكان أثناء استقباله وزير السياحة يحيى راشل، اعتماده مسار العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر والاماكن التي توقفت فيها حتى وصلوها للجنوب ثم عودتها إلى فلسطين مرة أخرى واعتبارها مزارات مقدسة للمسيحيين الكاثوليك في العالم. وقالت عنها في «الأهرام» سناء البيسي في مقالها الأسبوعي: «خلد إنجيل متى رحلة العائلة المقدسة بوصف ما حدث مع يوسف النجار: «إذا ما ملاك الرب قد ظهر ليوسف في الحلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك إن هيرودوس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرفا إلى مصر» (إنجيل متى 13: 2) وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر العريش ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بمصر القديمة، ثم اختبأوا في الصعيد، ثم عادوا للشمال مرورًا بوادى النطرون واجتازوا الدلتا مرورًا بسخا وواصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ليعرف خط سير هذه العائلة برحلة العائلة المقدسة التي سكنوا فيها مصر لمدة أربع سنوات، وعادوا وعمر عيسى ست سنين لتنزل به مريم قرية الناصر من جبل الجليل لتستوطنها ثلاثين سنة ليسير بعدها عيسى مع ابن خالته يحيى بن زكريا عليهما السلام إلى نهر الأردن، وليغتسل فيه عيسى لتهل عليه النبوة. وكما ذكر المقريزي في القرن الـ15 الميلادي، أن العائلة المقدسة حطت رحالها في مصر بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء وغسلت فيها مريم ثياب المسيح وصبت بماء الحموم الأرض فأنبتت نبات البلسان، الذي لا يعرف في أي مكان آخر، وكان يستخرج من النبات عطر البلسم أثمن هدايا العطور للأباطرة والملوك، وظلت حديقة المطرية أحد المعالم المقدسة في الشرق لعدة قرون، وهناك شجرة العذراء المحاطة بهالة قدسية، حتى أن جنود الحملة الفرنسية اجتمعوا من حولها ليحفر كل منهم اسمه بسيفه للذكرى فوق لحائها لتظل الأسماء ظاهرة حتى الآن، وبالأمس يبارك بابا الفاتيكان فرنسيس الأول في القداس الذي أقامه أيقونة رحلة العائلة المقدسة لمصر «الأرض المباركة عبر العصور بدم الشهداء والأبرار» لتصب المباركة مباشرة في وريد السياحة الدينية في مصر».
عاشق مصر
أما مريد صبحي فقال في عموده « كلام والسلام « في الصفحة الخامسة من «الأهرام» تحت عنوان «حج الباب إلى مصر»: «لم تحظ مصر بدعم شخصية دولية مرموقة ومؤثرة عالميا خلال العام الحالي مثلما حظيت بدعم البابا فرنسيس، فهو عاشق لمصر محب للسلام ورسول للإنسانية، وقد عبر عن ذلك صراحة خلال زيارته التاريخية لمصر نهاية أبريل/نيسان الماضي، وتحدى موجة الإرهاب الغاشم في ذلك الوقت الذي كان قد ضرب ثلاث كنائس متعاقبة راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات المصابين، ورفض استقلال سيارة مصفحة للتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان، ليواصل بابا الفاتيكان دعمه لمصر السلام وحاضنة الأديان الأربعاء الماضي ويبارك «أيقونة» رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في قداس حاشد، أي اعتمادها ضمن المقاصد السياحية الدينية لدى الفاتيكان، ما يعني توجية نحو ملياري مسيحي كاثوليكي حول العالم «للحج» إلى مصر، وذلك لقناعة البابا فرنسيس بمكانة مصر الروحية والدينية، وهو الهدف الذي لو أنفقنا المليارات من أجله ما تحقق مثلما تحقق على يد «بابا السلام». وللحقيقة فقد اعتبر البابا زيارته إلى مصر بمثابة «الحج» إلى الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة، وذلك في رسالته التي بعث بها للمصريين قبل الزيارة مباشرة، وقال فيها «يشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة آتي كصديق وكمرسل سلام و»كحاج» إلى الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفى عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة. أشكركم على دعوتكم لي لزيارة مصر التي تسمونها «أم الدنيا». هذه هي مصر في قلب وفكر «بابا الفاتيكان» ومن ثم لم يكن غريبا أن يوجة أبناء رعيته من الكاثوليك «للحج» إلى مصر وزيارة مسار العائلة المقدسة، الذي بدأ من رفح والعريش في شمال سيناء مرورا بالشرقية والغربية ومنها إلى كفر الشيخ ثم البحيرة والقاهرة ثم بني سويف والمنيا واسيوط حتى العودة إلى فلسطين مرورا بالأراضى المصرية في رحلة قطعت أكثر من ألفى كيلومتر وكان معظمها سيرا على الأقدام واستغرقت ثلاث سنوات و6 أشهر فقد حقق البابا حلم الكثيرين بإحياء رحلة العائلة المقدسة التي لو أحسن الترويج لها واستغلالها عالميا لأصبحت المورد الأول للعملة الصعبة والدخل القومي ولكن هل نحن حقا جاهزون لهذه المهمة القومية؟».
حسنين كروم