واشنطن ـ «القدس العربي»: ما يجرى في ليبيا في الوقت الحاضر يكفى لتوضيح لماذا لا يجب على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحدث عن النموذج الليبي في المحادثات المحتملة مع بيونغيانغ ولكن التعليقات الصادرة من مسؤولي الإدارة ما زالت تشير إلى ان البيت الابيض يتبنى بالفعل هذا النموذج في نزع السلاح النووي على الرغم من انها كادت ان تؤدى إلى الغاء المحادثات.
وقد طرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في الشهر الماضي فكرة ان على كوريا الشمالية تتبع النموذج الليبي في نزع الأسلحة النووية مما دفع بيونغيانغ إلى التشكيك في مستقبل المحادثات المزمعة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذا الأمر ولكن نائبه مايك بينس قال بطريقة غريبة للغاية في الاسبوع الماضي ان الأمور في كوريا الشمالية ستنتهى فقط كما انتهى النموذج الليبي إذا لم يبرم كيم جونغ أون الاتفاق.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أنه لا يريد التمييز بين النموذج الليبي لنزع السلاح النووي وبين الاشياء التدريجية الدقيقة.
وحذر خبراء أمريكيون من تكرار النموذج الليبي، وقالوا ان إدارة ترامب ترامب تواصل الحديث عن هذا النموذج على الرغم من علم الجميع بأن ليبيا ما زالت غير مستقرة بعد حوالي 15 سنة من موافقة قيادتها على التخلى عن برنامج الأسلحة النووية.
واكد مراقبون ان التطورات في ليبيا لا تحمل الكثير من الاخبار الجيدة اذ فشلت القوى المحلية المتصارعة في جلب الاستقرار إلى البلاد كما ان اقتصاد البلاد الغنية بالنفط يعانى من التدهور، والنظام المصرفي في حاجة ماسة إلى الإصلاح كما ان أنظمة التعليم والرعاية الصحية في حالة من الفوضى، وواصل بعض الخبراء ترديد مزاعم تقول ان ليبيا ما زالت مركزا للاتجار بالبشر وقاعدة للتنظيمات المتطرفة.
وقال ريتشارد نبيو الذى كان ضمن فريق التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران انه من الأفضل تجنب ذكر ليبيا لأن ذلك يؤدى فقط إلى إغضاب كوريا الشمالية كما ان المقارنة ليست ذات صلة.
إلى ذلك، وجد تقرير للمخابرات الأمريكية المركزية ان كوريا الشمالية لا تخطط للتخلى عن أسلحتها النووية في المستقبل القريب، وهو امر يتناقض مع تصريحات ترامب بأن البلاد ستفعل ذلك.
وقال مسؤولون أمريكيون ان التقرير تم تعميمه في وقت سابق من هذا الشهر، قبل قرار ترامب في الأسبوع الماضي بإلغاء قمته المقبلة مع الزعيم الكوري كيم جونغ أون، ومع ذلك، قال ترامب ثانية ان القمة يمكن ان تحدث، وسافر وفد أمريكي إلى كوريا الشمالية خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناقشة الاجتماع المحتمل.
واقترح تحليل المخابرات الأمريكية ان الولايات المتحدة قد تكون اكثر نجاحا في دفع كيم ليعكس تقدم البلاد الأخير في برنامجها النودي بدلا من من جعل البلاد خالية تماما من الأسلحة النووية.
وكشف مسؤولون في المخابرات الأمريكية ان زعيم كوريا الشمالية قد يكون مستعدا للسماح بافتتاح متاجر تبيع البرغر الأمريكي في العاصمة بيونغيانغ كايماءة حسن نية تجاه ترامب المعروف عنه تفضيله لمطاعم الوجبات السريعة مثل ماكدونالدز.
زعيم كوريا الشمالية ليس مجنونا ليتخلى عن المصدر الذي جعل أعظم دولة (حسب ما يشاع ويتردد) تسعى لمفاوضته.وهل يتصور عاقل أن شخصا ما أو دولة ما يتخلون عن سلاحهم؟.والزعيم الكوري الشمالي ليس الزعيم الليبي السابق.وزيارة وزير خارجية روسيا لكوريا الشمالية من المتوقع أن تحث كوريا الشمالية على الإحتفاظ بترسانتها وقوتها النووية،مهما كانت الضمانات.خاصة وأن أنسحاب أمريكا من الإتفاق النووي مع إيران يِؤأبو أشرفكد أن أمريكا وتراب بالذات لا يحترمون تعهداتهم.