بيروت ـ من أوليفر هولمز: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس السبت إن تنظيم الدولة الإسلامية بسط سيطرته على 90 في المئة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على مشارف دمشق حيث عانى 18 ألف مدني لسنوات من القصف وحصار الجيش وسيطرة الجماعات المسلحة.
ويمنح الهجوم على اليرموك للتنظيم المتشدد وجودا كبيرا في العاصمة السورية. وبذلك تصبح الدولة الإسلامية -أقوى جماعات المعارضة في سوريا- على بعد كيلومترات قليلة عن مقر سلطة الرئيس بشار الأسد.
وقالت الأمم المتحدة إنها قلقة للغاية بشأن سلامة وحماية السوريين والفلسطينيين في المخيم. ويعاني المدنيون المحاصرون في اليرموك منذ وقت طويل من حصار فرضته الحكومة أدى إلىلتجويع وانتشار الأمراض.
وقال كريس جانيس وهو متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) “إن الوضع في اليرموك مهين لإنسانيتنا جميعا ومصدر للعار العالمي.
اليرموك اختبار وتحد للمجتمع الدولي. يجب ألا نفشل. إن مصداقية النظام الدولي نفسها على المحك.”
وبدأ تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على جماعات أخرى من المقاتلين في اليرموك يوم الأربعاء خاصة جماعة أكناف بين المقدس المناهضة للأسد والتي تضم سوريين وفلسطينيين من أبناء المخيم.
وبث أنصار للدولة الإسلامية صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لقطع رأسي رجلين قالوا إنهما ذبحا لأنهما قاتلا في صفوف أكناف بيت المقدس.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا حققا مكاسب الليلة الماضية وتقدما في شمال شرقي المنطقة بالقرب من وسط دمشق. وأضافت أنهما يسيطران الآن على 90 في المئة من المخيم.
ويحكم تنظيم الدولة الإسلامية مناطق في شرق سوريا والعراق وتستهدفه غارات جوية تقودها الولايات المتحدة.
وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في 2011. وقتل 220 ألف شخص وتشرد الملايين منذ بدء الحرب في سوريا.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولي الحكومة السورية. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن “إرهابيين” في المخيم منعوا وصول المساعدات إلىلمدنيين. وأضافت أن الجيش طوق اليرموك.
وفي وقت سابق أكد سالم المسلط الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في وضع حرج وخطير للغاية.
وطالب الائتلاف الجامعة العربية والأمم المتحدة ووكالة الأونروا للتدخل العاجل وإجبار الحكومة السورية على فتح ممر آمن لتأمين المدنيين، ومنع وقوع جرائم بحق سكان المخيم المحاصرين ما بين تنظيم الدولة الاسلامية والقوات السورية.
وقال المسلط في بيان السبت إنه:”رداً على التقدم الذي يحققه ثوار سوريا على مختلف الجبهات خلال الأشهر الماضية، كرر نظام الأسد خططه الإجرامية التي تضع المدنيين رهائن وضحايا لسياساته وألاعيبه مستهدفاً هذه المرة مخيم اليرموك بعد أن فرض على ساكنيه من الفلسطينيين السوريين معاناة شديدة، فعمد مؤخراً لإفساح المجال لعناصر ومجموعات تابعة لتنظيم الدولة الإرهابي للوصول إلى لمنطقة”.
وأضاف انه “في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد على مخيم اليرموك بدمشق منذ قرابة 3 سنوات، ومع الأوضاع المأساوية التي يعيشها المدنيون هناك، ورغم وجود عشرات الحواجز التابعة له؛ مرت تلك العناصر الإرهابية وتجاوزت كل تلك الحواجز ودخلت المنطقة”.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية امس السبت، إنها تقوم بـ “سلسلة اتصالات مكثفة” مع عدة أطراف عربية ودولية وإنسانية” لوقف الاشتباكات الجارية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وذكرت الرئاسة في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن اتصالاتها تستهدف “إنقاذ مخيم اليرموك من المأساة التي يتعرض لها أهلنا في المخيم”.
وأكدت الرئاسة “على ضرورة عدم زج الفلسطينيين بالأحداث الجارية هناك (في سوريا)، وعلى الموقف الفلسطيني الثابت بعدم التدخل بالشؤون الداخلية العربية”.
وثمنت الرئاسة “الجهود التي تبذلها فصائل منظمة التحرير لتخفيف معاناة اللاجئين، وتجنيب المخيم ويلات هذا التدخل السافر من جهات ومجموعات ستؤدي إلى تدمير المخيم وتشريد أبناء شعبنا”.
وتجرى اشتباكات مسلحة عنيفة في مخيم اليرموك في جنوب دمشق منذ عدة أيام بعد اقتحامه من قبل مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية.
(رويترز)