بيروت – «القدس العربي» : تستمر المشاورات في بيروت حول البيان الذي سيصدره مجلس الوزراء فور انعقاده لدى عودة رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري الأول من روما والثاني من باريس .وزار وزير الداخلية نهاد المشنوق امس رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعلن «أن البحث تناول جوّ البلد والنقاش حول البيان الذي يفترض ان يصدر عن مجلس الوزراء ويردّ على الاسئلة التي طرحها الرئيس الحريري سواء التي تتعلق بالطائف او بالنأي بالنفس او بعلاقات لبنان بالدول العربية».
ولفت المشنوق إلى «أن الرئيس بري كان واضحاً ان الاجوبة على هذه الاسئلة الثلاثة في البيان ستكون صارمة واكيدة وواضحة وليست خاضعة لاي التباس من الالتباسات التي نسمعها في الاعلام يومياً وتضيّع الجهد الجدّي الذي يجري بين الرؤساء الثلاثة لهذه الصياغة. نحن من جهتنا ايضاً مصرون على ان يكون هذا البيان بالنفس الذي تكلم فيه دولة الرئيس بري، وان يكون واضحاً وبشكل اكيد وينهي هذه الأزمة اذا كان هناك من مجال ان ينهيها على خير وعلى صدق وجدية وتماسك. ويجب ان يكون واضحاَ ان الرئيس الحريري بكلامه عن التريث هو كلام يقصد منه تقديم مصلحة البلد وأمنه وأمان اهله على أي شيء آخر ، وهذا لا يعني انه باستطاعة الرئيس الحريري او برغبته ان يتجاهل رغبة اللبنانيين بأن يخدم النص مستقبلهم وليس فقط حاضرهم لليوم وللغد وبعد الغد، ويخدم مستقبل التماسك السياسي الموجود في البلد. ما لم يتم ذلك تبقى الأزمة مكانها ونكون لم نحل اية مشـكلة».
تزامناً، علّق المستشار في الكونغرس الأمريكي وليد فارس عبر حسابه الخاص على «تويتر»، على المقابلة الأخيرة لرئيس الحكومة سعد الحريري والتي قال فيها ان حزب الله لم يستخدم سلاحه بالداخل والتي عاد وزير الثقافة غطاس خوري ليوضح أن الحريري أراد القول إن الحـزب لن يستـخدم سلاحـه في الداخـل.
فغرّد فارس: «سيدي رئيس الوزراء سعد الحريري، حزب الله اجتاح بيروت وهاجم جبل لبنان بأسلحة ثقيلة في العام 2008، وقام باغتيال السياسيين والضباط والمواطنين اعتباراً من العام 2005. استخدم أسلحته ضد اللبنانيين وينبغي نزع سلاحه بموجب قرار مجلس الأمن 1559».
الى ذلك، أثار كلام رئيس حزب التوحيد وئام وهاب في برنامج «كلام الناس» جدلاً بعد قوله «إن هناك تفكيراً جدياً لدى المؤسسة العميقة في الدولة أنه إذا ثبت أن البعض يريد إعادة الفتنة والفوضى «فستتخذ الإجراءات القانونية والقضائية بحقهم»، لافتاً إلى أن «اي انسان يدخل في مشروع فتنة سوف يؤتى به امام العدل والقانون».
وفهم أن وهّاب يقصد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ما استدعى رداً من وزير الاعلام ملحم الرياشي، قبل أن يوضح وهّاب امس قائلاً «ليس المستهدف بكلامي القوات اللبنانيه كما فهم البعض بل قصدت أي طرف يحاول المس بالسلم الأهلي لأن قرار الاستقرار في لبنان أكبر من الجميع».
وجاء في رد وزير الاعلام على وهاب، حول «ان الدولة العميقة ستقاوم الفتنة» ناصحاً «الصديق سمير جعجع بعدم العودة إلى الحرب الأهلية…»، ما يلي «صديقي وئام، الدولة اللبنانية العميقة هي دولة الحرية والسيادة والديمقراطية والدستور والمصالحة والمؤسسات وهي أكثر ما تشبه، تشبه سمير جعجع في الفلسفة والكينونة والموقف، وما عدا ذلك فهو من زمن الدولة الأمنية الغابرة والغبية، لا الدولة اللبنانية العميقة، اي من زمن آخر لا عودة اليه ولا إلى شخوصـه».
وعن حقيقة العلاقة مع رئيس الجمهورية قال الرياشي: «فليتوقف المزايدون على علاقة القوات والحكيم، برئيس الجمهورية الذي هو شريك في مقاومة زمن الاضطهاد وهو الشريك في المصالحة التاريخية التي أرست دعائم الدولة وقواعد الجمهورية، وأكدت أصول العلاقة بين التيار والقوات التي ضمنتها وثيقة النيات سواء في الاتفاق او في الاختلاف وما أكثره، لكنه لن يؤدي إلى أي خلاف مهما رغب الراغبون».