«مسرحية بسيناريو مفضوح وإخراج سيىء، على مسرح متهالك، وممثلين لا يجيدون لعب الأدوار. وحدهم المنتفعون يصفقون»… هكذا لخّـص أحد السودانيين على موقع للتواصل الإجتماعي المشهد في بلاده مع هذه الانتخابات العامة البرلمانية والرئاسية الأخيرة… وقد صدق.
سيناريو مفضوح : انتخابات يعرف الجميع نتيجتها مسبقا قبل أن تبدأ، انتخابات صورية للحفاظ على وضع بائس قائم منذ خمسة وعشرين عاما. الانتخابات أسلوب إهتدى إليه الناس في العصر الحديث لمحاسبة الحكام على تقصيرهم والإتيان بغيرهم بديلا لتجديد العطاء البشري وتنشيط شرايين مؤسسات الدولة..إلا عندنا. السودان هنا حالة نموذجية تـُــدرّس فعلا لأنها لا تعني سوى أن الشعب الذي يختار التجديد الدائم لمسببي مأساته المتواصلة إما أنه غائب عن الوعي أو أنه يتلذذ بتعذيب نفسه، ومن الصعب قبول أي منهما عقلا وواقعا.
إخراج ســـيىء: محاولة إظهار أن هذا الموعد يجري على ما يرام بحيث أن أكثر من 13 مليون ناخب تقدموا بكل همة وحماسة إلى هذه الانتخابات «التاريخية» كما وصفها مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور بحيث كانت مشاركته «كبيرة» وفق تعبير الحاج آدم أحد قيادات الحزب الحاكم. ليس هذا فقط بل إن هذا الإقتراع جرى بوجود «مراقبين» من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي الذين لم يعرف عنهم سوى تزكية كل انتخابات مهما كانت خروقوتها أو حتى رداءتها.
مسرح متهــــــالك: بلد خسر ثلث أراضيه بانفصال جنوبه عام 2011 ومهدد فيما بقي بسبب حروب تمرد قتل فيها زهاء الـــ 300 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة. بلد فقد سكانه الــــ 38 مليون قرابة ثلاثة أرباع عائداتهم النفطية التي لم يستفيدوا منها أصلا لا في تطوير صناعة ولا زراعة ولا بنية تحتية ولا مدارس ولا مستشفيات ولا خدمات ولا غيرها فكيف إذا حرموا منها الآن؟!
ممثلون لا يجيدون لعب الأدوار: أولهم رئيس يحكم منذ 25 عاما وما زال يقول هل من مزيد، رجل مطلوب للعدالة الدولية وصدرت بحقه عام 2009 مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور وأخرى عام 2010 بتهمة ارتكاب إبادة فقرر التخلص من جنوب البلاد علّ ذلك يكون له شفيعا فلما فشل قرر أن يأخذ شعبه بالكامل درعا بشريا يحميه من قدر قد يتمكن من تأجيله لكنه لن يفلت منه. مع ذلك فالبشير ليس وحده، فها هم 44 حزبا يتنافسون في انتخابات يعلمون جيدا أنهم لن ينالوا منها سوى بعض الفتات إما لأنهم أضعف من أن ينالوا شيئا أو لأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم ليس مستعدا لأن يترك لهم شيئا والأرجح لكليهما. اما أولئك الـــ 15 مرشحا للرئاسية فغالبتهم الساحقة مجهولون من الشعب، كما تنقل أغلب التقارير، مما يجعلهم أقرب لمن رضي لنفسه أن يكون مجرد «كومبارس» يزين المشهد لكن لا يغير منه شيئا.
وحدهم المنتفعون يصفقون: هؤلاء على الأرجح من دائرة الرئيس وحزبه في بلد هو من الأوائل عالميا في مؤشرات الفساد مع أن لا شيء فيه المسكين جاهز للنهب مما يجعل هذا النهب من «اللحم الحي».أما البقية فهم من «الهتيفة» المغلوب على أمرهم، يصفق رجالهم وتزغرد نساؤهم كلما اجتمع بهم البشير فيرقص أمامهم ويرفع في وجوههم عصاه.
ويبدو أن ما تمر به المنطقة العربية عموما من اضطرابات دموية سعى البعض في السودان إلى «الاستفادة» منه لجهة الترويج للقبول بــ»القسمة والنصيب» على أساس أن الرمد أفضل من العمى وهو ما انعكس في تصريحات بعض المواطنين السودانيين التي أوردتها بعض وكالات الأنباء من قبيل تلك السيدة التي قالت لــ «رويترز» إن «الانتخابات أحسن من الحاصل في المنطقة..شوف القتل والموت». وتبقى في النهاية ملاحظتان على عجل:
– المعارضة التي قاطعت هذه الانتخابات لأنها «تقام حالياً في ظروف سياسية سيئة جدا خاصة والحرب مشتعلة وهناك أزمة حريات ومؤسسات» ولأنها «ستكرس وضعا سيئا جدا وسوف تكرر سيناريو الاستبداد والدكتاتورية ذاته الموجود في البلاد»، كما قال كمال عمر الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، هذه المعارضة هي جزء من معضلة البلد لأنها لم تعثر بعد على أفق واضح للتجاوز قادرة على قيادته وتحمل تبعاته.
– الجهات الدولية على غرار الإتحاد الأوروبي الذي رأى أن هذه الانتخابات «لا يمكن أن تسفر عن نتائج ذات مصداقية ولها صفة الشرعية» لم تعد لها، بعد كل تقلبات مواقفها وانتهازيتها في التعامل مع الثورات العربية المختلفة، أية مكانة أخلاقية أو سياسية تسمح لها بالتقييم المنصف المراعي لتطلعات الناس وطموحاتهم. هذا يعني أن المشهد السوداني سيمر، وسيمر غيره… حتى إشعار آخر.
٭ كاتب من تونس
محمد كريشان
* من الآخر : الشعب ( السوداني ) بسيط جدا و( مسالم )
وحاله يقول أنا مع المثل العربي الطريف :
* ( خليك ع شيطانك .. أحسن ما يجيك أشيطن ) !!!؟
** آثر ( السلامة ) والهدوء واستمرار الوضع الراهن .
* شكرا
للاسف فان هذه الانظمة غير قابلة للاصلاح و تسير نحو مصيرها المحتوم في دمارها و دمار بلادها. مثال المريض الذي يعاني من مشاكل صحية تم تشخيص سببها و نصحه الاطباء بتجنبها فيتوقف عن التدخين مثلا اضطرارا حتى يستعيد بعض صحته ثم يعود الى سيرته الاولى. واعجبي!
تحكم الإمبراطورية الأمريكية في المشهد الشرق أوسطي خصوصا وتوجيهه وفق أجندتها والأهداف المرسومة وبلمسة توراتية تلموذية ليست نتيجة امتلاكها لأضخم وأحدث جهاز استخبارات يرصد دبيب النمل ولا أقوى جيش بآفتك وسائل الدمار المتطورة فحسب والتي قد تفشل في تحقيق الغاية وتنجح القراءة والفهم الدقيق للقوى والتيارات المأثرة في المنطقة والإلمام بأسباب وعوامل تشكلها عبر التاريخ ونقاط القوة والضعف والتلاقي والتصادم بينها قصد توظيفها لاحقا في خلق وتوجيه الصراعات في المكان والزمن المناسب والتي هي ثمرة بحوث ودراسات مؤسسات أكاديمية عريقة تملك أحدث وسائل التمحيص والتدقيق للوصول لأحكام قطعية تبنى عليها المواقف ليس صدفة أن تطفو (داعش) على الساحة تملك فجأة جيش جرار يحسن التكيف مع وسائل ومناهج القتال التكنولوجية الحديثة يسيطر على نصفي العراق وسوريا ويمتد لحدود الدولة التركية المستقرة سياسيا والمزدهرة اقتصاديا في لحظات معدودة وفي نفس الوقت الذي تصدت فيه المقاومة في غزة بكل أطيافها تقودها كتائب القسام لأعتى كيان غاصب بجيشه المدجج وموصاده وشاباكه وعملائه الرسميين والعاديين وإفلاته من تنازلات قاسية أحدثت ولأول مرة موقف ضاغط للرأي العام الشعبي العالمي من البرازيل والأرجنتين الى لندن وباريس وو…أفرزت عزلة ومقاطعة وصلت حد طرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا وو…وهرولة برلمانات غربية لتغيير قوانين راسخة منذ قرون رغم محاولة نظام السيسي تركيع الوفد المفاوض من الذي غير المشهد وجعل الإسلام يتحول من ضحية يتعاطف وينتفض معه الجميع مسيحي وبوذي وعلماني وو…الى إرهابي يدينه الجميع يذبح ويفجر في (Charlie hebdo) و (متحف باردو) ويفرض الجزية عن مواطنون أصليون في 2014 ويبتدع مفهوم للخلافة بالسلاح وليس مبايعة الرعية كما فعل أبا بكر وعمر وعثمان وعلي (رضي) من الذي أستدرج صدام لتلك الحماقات ثم تفطن لاستبداده ووجوب إسقاطه من الذي نبش في الخلاف السني الشيعي وأجج الصراع في سوريا ثم اليمن وأصبحت كل الدماء مستباحة إلا دم الإسرائيلي في المنطقة هل يخدم هذا المصلحة القومية الفارسية الضيقة أم شعار الجمهورية الإسلامية والمقاومة الذي ترفعه الدولة الإيرانية وهل تتحقق الديمقراطية ويزول الخطر الذي يتهدد دول الخليج بالانقلاب على انتخابات شرعية في مصر أو تدمير جيش اليمن .
اصبحنا في موقف صعب يا سيد كريشان اما ان نقبل بالدكتاتور حاكما” او تحرق بلادنا وتجارب الربيع العربي حاضره في ازهاننا وايضا” السودان في اخر عشر سنوات طغت عليه اللهجه العنصريه فبمجرد الحديث عن الثوره تذهب عقولنا لما بعدها وهنا تظهر قضية دارفور واطراف الصراع فيها وان كان نظام البشير فاسدا” ودمويا” فالطرف الاخر يحمل مشروعا” اخطر من نظام البشير على السودان وفي حالة قيام ثوره وسقوط البشير وهو ليس بالصعب او المستحيل سوف يكون المشروع الاخر هو البديل وهذا هو مربط الفرس .
– استمرار على الوضع الراهن كارثة .
.
– الإستمرار أو الإستبداد ، صنوان . عنوانهماـ، ” الجريمة ” .
.
– الشعوب تتقدم .ولكي تتقدم ، يجب أن تتغير .
.
– الشعوب لا تبحث على الإستقرار في ….الويل والظلم والفساد والإستبداد …
.
*********************** الشعوب تبحث عن الإستقرار :
– في…. الكرامة،
– وفي الحقوق،
– وفي الحريات ،
– و في العدل …***********************************
اصبحنا في موقف صعب يا سيد كريشان اما أن نقبل بالدكتاتور حاكما” او تحرق بلادنا وتجارب الربيع العربي حاضره في ازهاننا ايضا” في اخر عشر سنوات طغت في السودان لهجة العنصريه بصوره شاذه لايعجبنا حال بلدنا ولا حاكمه الفاسد فبمجرد التفكير في الثوره تذهب عقولنا لما بعدها وهنا يكمن تعقيد المشهد وايضا” دارفور واطراف الصراع فيها فاذا كان نظام البشير فاسدا” ودمويا” فالطرف الاخر يحمل مشروع اخطر على السودان من البشير فهو افضل السيئين
هناك مقاطعة شبه تامة لهذه الانتخابات وليست المقاطعة لدعوة المعارضة كما يشاع بل من تلقاء الشعب ..
ربع قرن لم تستطع فيها الحكومة ان تغير شيئا فهل تكفيها ولاية اخري لتخرجنا من هذا النفق الحالك السواد؟!
نسبة المشاركة فى حدود الربع على احسن تقدير وكما ذكر فأن المقاطعين لم يقاطعوا تلبية لنداء “قوى الأجماع الخارجى” التى كانت السبب الرئيسى فى عدم خروج الشارع وأقسم لك أستاذ كريشان أذا قامت أنتخابات غير مقيدة فلن تفوز المعارضة بالأغلبية وبالتأكيد لن يفوز الحزب الحاكم أيضا لأن الأثنين (أقلية) خاصة معارضة الأرهاب العنصرى المسلح اللهم ولى علينا خيارنا ولا تولى علينا شرارنا
محمد كريشان…تحياتي
ألمظالم تجرجر ألظلمة…، 26 عام يحكمون بسم ألدين… أضاعوا ثلث ألوطن، هاجر نصف ألشعب ونصفه ألآخر بين حملة ألسلاح ومعسكرات ألنزوح…حكومة لن تقبل ألبهائم بهم رعاة….
أنشدت الشاعرة زينب محجوب
” دفق دم البلد وبسيل
علي الأرض السماها انقد ..
رعف أنف البلد والناس
بتمزج بالهظار الجد ..
نزل دم الرهيفة و سال
وكت فات الكتال الحد ..
منو الشيال تقيلة وحار
بشيل طوبو ويعلي السد ؟
ويفرد للشواطئ مكان
وكت بحر المظالم مد ..
ويمنع سيل دمانا يفيض
يخفف من قساوة الرد ..
منو السواي وما حداث؟
جدار الظلم بيو يتهد ”
………………………………….إحترامي