المعارضة التونسية تستنكر غياب الشاهد عن جلسة منح الثقة لمحافظ البنك المركزي

حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: انتقد عدد من نواب البرلمان التونسي غياب رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومحافظ البنك المركزي السابق الشاذلي العياري عن جلسة منح الثقة للمحافظ الجديد مروان العباسي، حيث اعتبرت إحدى نائبات المعارضة أن البرلمان تحول إلى «حديقة حيوانات» بسبب «استهتار» الحكومة به، فيما أكد نائب آخر أن سفيرا تونسيا «مخمورا» تسبب في إدراج تونس ضمن القائمة الأوروبية السوداء للدول الأكثر عرضة لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال.
وشهدت جلسة التصويت على منح الثقة للمحافظ الجديد جدلا كبيرا، حيث قال النائب عن حزب «نداء تونس» فاضل بن عمران «كنا نود حضور رئيس الحكومة ليجيبنا على عدد من الأسئلة، والإقرار بالخطأ في حالة وقوعه في علاقة بتصنيف تونس ضمن قائمة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب من قبل البرلمان الأوروبي»، مضيفا «من غير المقبول أخلاقيا وقانونيا حضور المرشّح بمفرده».
واعتبر النائب عن «الجبهة الشعبية» منجي الرحوي أن الشاهد يحاول «التنصل» من مسؤوليته في اقتراح إقالة العياري وتعيين العباسي، وتساءل النائب عن «الجبهة» أحمد الصديق «لماذا يخفي رئيس الحكومة وجهه عن هذه الجلسة العامّة؟ (…) فليحضر وليتحاور معنا وليناقشنا وليردّ على أسئلتنا. لماذا أتى محافظ البنك المركزي السابق يتيما وحده وفُرضت عليه الاستقالة؟»، منتقدا محاولة رئيس الحكومة «وضع حواجز» مع نواب البرلمان، مضيفا «التضييق على النواب أصبح عادة (…) إلى اين نتجه بهذا السلوك؟».
فيما قالت النائبة عن حزب «التيار الديمقراطي» سامية عبّو مخاطبة رئيس البرلمان محمد الناصر «عيب ما تقومون به في حق المجلس، ستجعلون منا فضيحة، استقال محافظ البنك المركزي وحمل الحكومة المسؤولية (حول إدراج تونس ضمن القائمة السوداء) واليوم نعرف أنه تم الضغط عليه للاستقالة، ونحن نتفرج في ذلك. حولتم البرلمان إلى ما يشبه السيرك أو حديقة الحيوانات»، مستنكرة غياب رئيس الحكومة عن الجلسة رغم أن البرلمان يناقش مقترحه لتعيين محافظ بنك مركزي جديد، كما طالبت بتقديم وثيقة حول استقالة المحافظ السابق واقتراح تعيين المحافظ الجديد، معتبرة أن الجلسة باطلة بغياب رئيس الحكومة والوثائق المذكورة.
من جانب آخر، كشف رئيس كتلة حزب «الاتحاد الوطني الحر» طارف الفتيتي عن معلومات تؤكد أن السفير التونسي في بروكسل هو من تسبب بإدراج البلاد ضمن القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال، مشيرا إلى أن السفير المذكور شارك في اجتماع لجنة تابعة للاتحاد الاوروبي عقدت قبل تصويت البرلمان الأوروبي على القرار، وهو في حالة سكر حيث استهزأ ببلاده نافيا وجود انتقال ديمقراطي فيها، كما قلل من إمكانية تنظيم انتخابات بلدية فيها، وهو ما أثر سلبا في القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي لاحقا حول هذا الأمر.
إلا أن كاتب الدولة لوزارة الخارجية صبري باش طبجي فند تصريحات الفتيتي، مشيرا إلى تصريحاته تشكك في وطنية السفير المذكور وتسيء للسلك الدبلوماسي التونسي.
فيما تحدث محافظ البنك المركزي الجديد مروان العباسي عن وجود مؤشرات اقتصادية مخيفة في تونس، معتبرا أن تضخم الأسعار أخطر من تصنيف تونس ضمن القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لتمويل الإرهاب وغسيل الأموال.
كما اعتبر أن هبوط قيمة الدينار هو نتيجة لضعف الاستثمار وعجز الميزان التجاري، داعيا إلى تغيير قانون الصرف في إطار المحافظة على الاستقرار الاقتصادي، ودعا أيضا إلى تطوير المنظومات المالية وإرجاع الثقة بين المؤسسات المالية عبر تدعيم قنوات التواصل والشراكة والتعاون.

المعارضة التونسية تستنكر غياب الشاهد عن جلسة منح الثقة لمحافظ البنك المركزي

حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية