الجزائر «القدس العربي» – من : اجتمع أقطاب المعارضة في الجزائر بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ 60 لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية، لدق الناقوس الخطر، والتأكيد على ان الوضع الذي تعيشه البلاد يفرض توحد المعارضة والتفاف الشعب حول مشروع واحد يهدف إلى إعادة بناء النظام على أسس صحيحة وديمقراطية.
وقالت الشخصيات والأحزاب المنضوية تحت لواء تنسيقية الانتقال الديمقراطي عقب اجتماع عقدته أمس الأحد بمقر حركة مجتمع السلم ( تيار إسلامي) إنها بمناسبة الاحتفالات بذكرى الثورة، توجه الدعوة إلى الشعب الجزائري لمرافقتها في مشروع الانتقال الديمقراطي، مؤكدين على ان المشروع الذي تقترحه المعارضة لا يمكن ان يكون له معنى، إلا إذا شاركت فيه كل شرائح المجتمع من رجال ونساء وشباب وشيوخ، وان مرافقة الشعب لهذا المسعى هو الذي سيمكن من بناء جزائر قوية وآمنة.
وأوضحت المعارضة ان الجزائر عرفت وضعا ماليا غير مسبوق، من خلال ارتفاع عائدتها النفطية، تقدر بمئات مليارات الدولارات خلال الـ 15 سنة الماضية، وان هذه الأموال الضخمة لا تخضع لأي رقابة، ولم تساهم لا في تحقيق التنمية المنشودة، ولا سلم اجتماعي حقيقي ودائم.
وأضافت ان الوضع الذي تعيشه البلاد ينذر بالخطر، وان الاضطرابات التي تعرفها مدينة غرداية ( 600 كيلومتر جنوب البلاد) منذ قرابة السنة، ما هي إلا دليل على التشخيص الذي تقدمه المعارضة للوضع الذي تعيشه البلاد.
وأكد أقطاب المعارضة ان السلطة ما زالت تمنع المعارضة من النشاط الحقيقي، ومن النزول إلى الميدان للالتقاء بالجماهير، وشرح تفاصيل وأبعاد مشروع الانتقال الديمقراطي الذي تقترحه المعارضة، في الوقت الذي تدعي فيه السلطة ان كل الأبواب مفتوحة أمام المعارضة من أجل النشاط والتعريف بمواقفها وبرامجها. وأشاد المشاركون في الاجتماع بدرجة الوعي الذي بلغته المعارضة، والتي تمكنت من وضع خلافاتها الإيديولوجية جانبا، من أجل العمل سويا وتحقيق هدف واحد، وهو تحقيق انتقال ديمقراطي، وتغيير سلمي وسلس للنظام القائم، وإعادة الكلمة للشعب، باعتباره مصدر الشرعية الحقيقية.
ورغم ان المعارضة تواصل ضغوطها على السلطة، إلا ان هذه الأخيرة تواصل من جهتها تجاهل هذه الأصوات، وكأن شيئا لما يكن، في الوقت الذي تتحرك فيه أحزاب أخرى مثل جبهة القوى الاشتراكية من أجل تقريب وجهات النظر بين هذه المعارضة وبين السلطة، وهو الأمر الذي ترفضه المعارضة الموحدة، معتبرة ان الوقت تأخر للتفاوض مع السلطة، وان بداية الحل لا يمكن ان تكون إلا من خلال تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تشرف على تنظيمها هيئة مستقلة، لضمان الشفافية والنزاهة، وعدم تكرار سيناريو الانتخابات الذي تعودت عليه الجزائر منذ الاستقلال.
كمال زايت
النظام لم ولن يسلم مقاليد السلطة الا اذا عاادت معجزة موسى