الرباط ـ «القدس العربي» من محمود معروف: صعد الناشطون المغاربة المناهضون للتطبيع مع الكيان الصهيوني احتجاجاتهم، مع هجمة تطبيعية تكثفت خلال الأيام الماضية، في وقت لا يزال المغرب الرسمي يؤكد التزامه بمقاطعة أي علاقة مع الدولة العبرية منذ قطع العلاقات بين الرباط وتل ابيب نهاية 2000.
واعتقلت قوات الأمن المغربية في مدينة طنجة، مساء السبت، ثلاثة نشطاء من مناصري القضية الفلسطينية، بعد رفعهم الأعلام الفلسطينية داخل حفل أحيته مغنية إسرائيلية كانت مجندة في سلاح الجو الإسرائيلي سابقا، وذلك في اليوم الثالث من الاحتجاجات المستمرة ضد مهرجان «طنجاز» الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس.
وقال بلال كركيش، منسق المبادرة الدولية «القدس أمانتي» في المغرب، أن النشطاء الثلاث قرروا الاحتجاج بطريقة خاصة، عبر حضور حفل المجندة الصهيونية نوعام فازانا ورفع أعلام فلسطين، مع كتابة عبارة «لا مرحبا بالإرهابيين على أرض المغرب» على بعض جدران الفضاء الذي يحتضن المهرجان.
ونقل موقع «العمق» عن كركيش أن حراس الأمن الخاص بالمهرجان احتجزوا النشطاء الثلاثة، اثنان منهم ينتميان لحركة BDS «الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل»، والثالث ينتمي لمبادرة «القدس أمانتي»، وحاولوا الاعتداء عليهم مع وابل من السب والشتم، قبل أن تعتقلهم قوات الأمن وتحقق معهم لحوالى 8 ساعات في مخفر الشرطة المركزي.
وأوضح أن الأمن أفرج عن عضوي حركة BDS بعد انتهاء التحقيق معهما، فيما أطلق سراح المعتقل الثالث من «لقدس أمانتي» صباح أمس الأحد.
وشاركت فازانا في سهرتين موسيقيتين يومي الجمعة والسبت رفقة تيما، وهي فنانة هولندية من أصول مغربية، في إطار فعاليات المهرجان الدولي «طنجة جاز» الذي تنظمه مؤسسة «لورين». واحتشد مساء أمس الأول السبت، المئات من نشطاء مناهضة التطبيع، أمام بوابة الفضاء الذي احتضن الحفلتين، في ثالث وقفة احتجاجية ضد حضور المجندة الصهيونية، رافعين شعارات تدعو لطرد جندية الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، ووقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ورفع المتظاهرون شعارات ترفض حضور الصهاينة على الأراضي المغربية، معتبرين أن هذه الخطوة تأتي ضمن محاولات بعض الجهات للتطبيع مع إسرائيل، مرددين وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية والمغربية هتافات «هذا عيب هذا عار التطبيع وسط الدار»، «الشعب يريد تجريم التطبيع»، «فلسطين أمانة والتطبيع خيانة»، «المغرب أرضي حرة والصهيوني يطلع برا».
ودعت للوقفة هيئات تنشط في مجال دعم القضية الفلسطينية في المغرب. وقام المتظاهرون بتوقيع لافتة تطالب بطرد المجندة الإسرائيلية ، مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج رفضا لهذه الخطوة التطبيعية، وذلك بعدما خرج المحتجون في وقفتين، الخميس والجمعة في المكان نفسه، للاحتجاج على إدارة المهرجان بسبب تجاهل مطلبهم بمنع حضور المشاركة المذكورة.
وقالت المجندة الإسرائيلية على حسابها في فيسبوك «تلقيت خلال 24 ساعة الأخيرة ضغوطا كبيرة من حركة «بي دي أس» (الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل) لإلغاء حفلي في المغرب، ولكن وصلتني أيضا كلمات ترحيب جميلة من الجمهور الذي حضر حفلتين سابقتين أحييتهما في هذا البلد».
وكانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، قد راسلت وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، بسبب «الجريمة التطبيعية بدعوة جندية صهيونية للغناء في مهرجان طنجة لموسيقى الجاز في دورته 18»، معتبرة أن هذه الخطوة «انتهاك فاضح وصادم لمشاعر ومواقف المغاربة من الصهاينة وكيانهم الإرهابي المحتل لفلسطين والذي يمارس منذ عقود أبشع الجرائم بحق الأرض والإنسان والمقدسات، بل وفي انتهاك للموقف الرسمي للدولة المغربية الذي ما انفك المسؤولون فيها يرددون أن لا وجود لأي تطبيع مع الصهاينة».
وطالبت مجموعة العمل الوزير الأعرج بـ»إصدار موقف عاجل بالعمل على طرد المغنية الصهيونية ورفع الدعم الرسمي لوزارتكم عن هذا المهرجان التطبيعي المشبوه الذي يرعاه شخص فرنسي الجنسية مقيم في طنجة لم يتوان عن التصريح بتحديه للمغاربة، إن كانوا يستطيعون فعل شيء لمنع دعوته للصهيونية المسماة ناعوم للغناء في قلب التراب الوطني في مدينة طنجة، في انتهاك فاضح معلن للسيادة الشعبية والوطنية يستوجب موقفا حازما من طرفكم ومن طرف السلطات المعنية».
وساءلت المجموعة وزير الثقافة والاتصال عن موقف الوزارة من فقرات المهرجان المذكور وضيوفه الصهاينة، خاصة مع وجود الإشارة في ملصق المهرجان لاسم وزارة الثقافة كداعم وشريك رسمي إلى جانب داعمين ورعاة آخرين، «وهو ما يشكل بموجب الموقف الشعبي العام خطيئة كبيرة باعتبار الوزارة جهة عمومية ملزمة بالوفاء للموقف الرسمي المعلن للحكومات المتعاقبة وللإرادة الجماعية للمغاربة ولمواقف أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة إزاء التطبيع مع العدو الصهيوني وعناصره».
كما يثير حضور رياضيين إسرائيليين في البطولة الدولية للتكواندو، المزمع تنظيمها في الرباط من 22 إلى 24 ايلول/ سبتمبر الجاري، ويرافق الرياضيين «الإسرائيليين» في هذه البطولة طاقم تدريبي ورياضي، إضافة إلى رجال أمن وحماية من إسرائيل، احتجاجات عدة جمعيات مغربية وطالبت بإلغاء هذه المشاركة. واعتبر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن «سعار التطبيع لا يزال مستمرا من بوابات الرياضة والثقافة».
ودعت المبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى «التدخل العاجل والفوري لمنع استضافة الصهاينة على أرض الرباط»، مطالبة «الجهات الداعمة لهذه التظاهرة من أجل توضيح موقفها أمام الرأي العام»، معبرة عن استنكارها لهذه «الجريمة التطبيعية»، منددة بـ»الخيانة لموقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية».
وأهابت المبادرة «الشعب المغربي وقواه الحية لمزيد من اليقظة والاستعداد للانحراط في كافة الأشكال والفعاليات المناهضة للتطبيع ببلادنا»، معتبرة أن استضافة الإسرائيليين هو حدث خطير وتطبيع من باب الرياضة، سيقدم عليه المنظمون لهذه التظاهرة والجهات الداعمة له.
وكانت الجامعة الملكية للتكواندو، قد أعلنت عن استضافة بطولة العالم للتكواندو أيام 22-23-24 ايلول/ سبتمبر الجاري في الرباط، وذلك بإشراف وزارة الشباب والرياضة واللجنة الدولية الأولمبية وبتعاون مع جهة الرباط سلا القنيطرة وولاية الرباط، بمشاركة حوالى 60 دولة وأكثر من 250 رياضيا، في حين كشف الموقع الدولي للتكواندو، مشاركة ثلاثة رياضيين يحملون جنسية الكيان الصهيوني في هذه التظاهرة.
كل الشعوب العربية ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني لكن الانظمة العربية كلها تطبع مع هذا الكيان في السر فعلاقة الانظمة وطيدة مع اسرائيل بل ان وجود بعض الانظمة من وجود اسرائيل
وما تصنيف حماس بمنظمة ارهابية الا دليل على دلك وسيأتي اليوم الذي تصنف فيه كل الانظمة العربية كل الفلسطينيين ارهابيين كما تصنفهم اسرائيل
سيصبح حتى انتقاد الكيان الصهيوني جريمة ضد “أمن الدولة” …