المغرب: تضامن واسع مع الأمير هشام وانتقادات لقرار السلطات التونسية طرده

حجم الخط
9

الرباط ـ «القدس العربي» من الطاهر الطويل: أعربت مجموعة من المثقفين والإعلاميين المغاربة عن تضامنهم مع الأمير هشام العلوي (ابن عم العاهل المغربي) إثر قيام السلطات التونسية بترحيله ،يوم الجمعة الماضي، من العاصمة، حيث كان يعتزم المشاركة في ندوة فكرية.
وانتشرت التدوينات في الشبكات الاجتماعية منددة بسلوك الإدارة التونسية، حيث تساءل الناشر الصحافي عبد النبي الشراط عن سبب طرد الأمير، داعيا الحكومة التونسية إلى تقديم التوضيحات اللازمة بهذا الخصوص. ووجه الصحافي كلمته إلى الأمير قائلا: «أعلن تضامني معك مهما كانت الأسباب والدواعي والدوافع فأنت مواطن مغربي ومثقف عربي قبل كل شيء… ما علمنا أنك إرهابي أو لص أو قاطع طريق…»
وكتب الإعلامي كريم السباعي: «الاختلاف مع آراء الأمير هشام العلوي لا يُبرر إهانته، كمواطن مغربي كامل المُواطنة، في تونس الثورة وحقوق الإنسان! فلتسقط فلول زين الهاربين بن علي!».
وأكد الكاتب والإعلامي حسين المجدوبي إدانته لما أقدمت عليه السلطات التونسية من تصرف يمس الديمقراطية، وأعرب عن تضامنه المطلق مع الأمير هشام في حقه في التعبير عن أفكاره.
وجاء في تدوينة الباحث الأكاديمي مراد بنيعيش: «وأنا أطلع على تدوينات بعضهم بخصوص أمر السلطات التونسية للأمير هشام العلوي بمغادرة التراب التونسي، لاحظت غلّ الكثير ونشرهم لمعطيات بعيدة كل البعد عن الصحة… لا أدافع عن الأمير هشام، فهو ما شاء الله كفيل بالدفاع عن نفسه لثقافته الواسعة ولغته الفصيحة، لكن يجب توضيح بعض الأمور. التقيت الأمير هشام أكثر من مرة سواء في كاليفورنيا أو كارولينا الشمالية أو واشنطن، وتحدثنا وتناقشنا في الكثير من المواضيع، وأوضح لي الكثير من المعطيات، وأفخر بصداقة هذا الرجل المتواضع».
وأضاف بنيعيش: «من يظن أن الأمير هشام كان له خلاف مع عمه أو مع ابن عمه فهو واهم جدا. ولعلم الجميع، فالأمير هشام لا يزال الرقم الثالث للصعود إلى العرش حال شغوره. فهل تظنون أن شخصا أميرا كان أو غير أمير سيحتفظ بهذا الامتياز لو كان ضد المؤسسة الملكية؟ أي منطق هذا تستعملون؟ الأمير هشام ليس ضد ابن عمه أو ضد نظام حكمه، أبدا… بل ضد محيط الملك (…)، وما يصل الرأي العام المغربي إنما هو صادر من منابر إعلامية تأتمر بأمر «خدام الدولة» الأوفياء و«مؤسسة المخزن» الذين يرون فيه خطرا على مصالحهم وامتيازاتهم في المغرب. آسف لما آلت إليه الأمور في تونس… قاموا بالثورة ضد الزين ليحكمهم ذنب من أذنابه… وهذا حال العرب، ألفوا الاستبداد لدرجة أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه… حكام تونس كانوا يريدونه مطبلا، لكنه ليس كذلك».
كما كتب الإعلامي مصطفى الفن: «لا ينبغي أن نتشفى أو ننتشي بواقعة طرد الأمير مولاي هشام من طرف السلطات الأمنية التونسية بتلك الطريقة المهينة الماسة بالكرامة الإنسانية».
المثير أن هناك من بالغ في التشفي بهذا القرار التونسي الأرعن، فقط لأن الأمير مغضوب عليه هنا في المغرب. لكن مهما تكن الملحوظات والمؤاخذات التي قد تكون لنا على الأمير مولاي هشام، فلا ينبغي أن ننسى أن هذا الذي تمت إهانته هو قبل كل شيء مواطن مغربي.
وأوضح صاحب التدوينة أن «الخلاف الحاصل بين الأمير وابن عمه ربما جزء منه هو شأن داخلي وعائلي ولا يهمنا نحن المغاربة في شيء، لكن الرسالة السلبية التي بعثتها السلطات التونسية إلى العالم هي أن هذا الذي بهدلته اليوم فوق أراضيها ليس مواطنا مغربيا فقط. إنه أمير مغربي من الأسرة الملكية التي يحظى أفرادها جميعهم باحترام خاص من طرف المغاربة أجمعين».
ويرى مصطفى الفن أنه على وزارة الخارجية المغربية «ألا تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الواقعة المسيئة لمواطن مغربي بوضع بروتوكولي واعتباري خاص، بل إن الواجب يفرض عليها أن تستدعي السفير التونسي في الرباط قصد تقديم توضيحات حول ما حدث».

المغرب: تضامن واسع مع الأمير هشام وانتقادات لقرار السلطات التونسية طرده
إعلاميون يستنكرون: «هو مواطن ومثقف وليس إرهابيا يا تونس الثورة وحقوق الإنسان!»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد السنوسي:

    الأمير هشام بن عبد الله العلوي يحظى في المغرب باحترام وتقدير النخب قبل العوام والقول بأنه مغضوب عليه في بلاده هو إفك. الأمير هشام مقيم في الولايات المتحدة لكنه يزور المغرب وأهله بانتظام وهو الثالث في ترتيب الأمراء في المغرب بعد بن عمه الرشيد بن الحسن. قرأت له عدة مقالات رزينة وخاصة ما نشر في le monde diplomatique وكذلك محاضرات في دول متعددة والرجل يتقن الحديث بثلاث لغات: الإسبانية والفرنسية والإنجليزية وفي الوقت الحاضر هو استاذ باحث بجامعة ستاندفورد ونحن في المغرب نفتخر بانتمائه للمغرب ليس كأمير وحسب بل كمثقف ورجل فكر وحوار. خلافاته مع بن عمه تتمحور حول تدبير المؤسسة الملكية بالمغرب المسار الديموقراطي بالبلد لكن لا يفسد الخلاف من الود قضية. في المقابل من المؤكد أن أقطاب الدولة العميقة في المغرب ومحيط الملك يتوجسون خيفة من الأمير هشام بسبب قوة الشخصية التي يتمتع بها وعدم قدرتهم على تطويعه أو التأثير فيه، فالأمير هشام رجل مواقف وقناعات مبنية على علم وكفاءة وبعد نظر يشهد بها الخصوم قبل الأصدقاء، ولو أن الملك محمد السادس اتخذه خلال ١٨ سنة الماضية من حكمه كمستشار وعون له لكان مسار دمقرطة البلد وبناء دولة الحق والقانون قد قطع أشواطا مهمة بدل الإنتكاسة تلو الإنتكاسة!
    أما قضية طلب السلطات التونسية له بمغادرة ترابها فهو دليل آخر على أن النظام القائم كما كان عليه الحال إبان حكم زين الهاربين بن علي يضيق ذرعا بالآراء المخالفة ولا يحتمل سماع إلا جوقة المطبلين، لو أن السلطات التونسية رفضت دخوله الى اراضيها لاحترمنا سيادة البلد وكل حر في استضافة من يشاء، لكن أن يدخل البلد بعد منحه الإذن بزيارته ثم يهان في آخر المطاف بتلك الطريقة الفظة فهو تصرف أرعن.

  2. يقول فثحي الجزائري:

    هذا الهجوم على الحكومة التونسية من الاخوة المغاربة بمختلف مشاربهم هو مثل هجوم الصحافة المصرية على كل خصم لحكومتهم التي تكون في احيان كثيرة اكثر اتزانا من الابواق التي تجري للدفاع عن هذه الحكومة
    نصيحة للمغاربة عليكم بتبين الامر ثم الحكم قد يكون سبب ترحيل هذا الامير من تدبير ابن عمه واذا كان كذلك فما ذنب الحكومى التونسية هل تخاصم دولتكم ام تطرد مواطنا منكم ممممممممما هو الحل لدولة تحترم الاعراف الدولية

  3. يقول الكروي داود:

    لا أدري :
    هل هذا الأمير متنور ويريد فعلاً أن يحكم الشعب المغربي نفسه, أم يزايد في سبيل أخذ الحكم من ابن عمه ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول جهاد العمري:

    نظام الحكم التونسي انقلب على الثورة و الشعب و يعمل لمصالحه الشخصية

  5. يقول تونسي ابن الثورة:

    هذا التّصرّف الأرعن مع الأمير المغربي تمّ بتنسيق بين أذناب بن علي والدّولة العميقة وبعض أفراد محيط الملك محمّد السّادس ولا صلة له بمبادئ الثّورة التّونسيّة المجيدة التي قامت من أجل احترام كرامة الإنسان وحرّيّته في التّعبير والتّنقّل والإقامة طالما كان يحترم القانون . ولكن هؤلاء الأذناب الذين لا يحترمون القانون ومبادئ الثّورة ستقضي عليهم حركة التّغيير الذي فرضته الثّورة .قال الله تعالى في محكم تنزيله : ” وأمّا الزّبدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمكثُ في الأرضِ”.

  6. يقول محمد uk:

    الامير هشام تم طرده لانه ينتقد طريقة حكم شيوخ قبائل الخليج ودكتاتوريات شمال افريقيا٠تونس كانت ولا زالت(خاصة بعد الانقلاب على الثورة بمساندة عسكر الجزائر الذي يهاب صحوة شعبه) دولة بوليسية ولا أستغرب الطرد.

  7. يقول أنيس:

    المغاربة اعتادوا على التهجم على الآخرين و تبرئة ملكهم رغم أنه المذنب في أغلب الأحيان. محمد السادس هو من طلب طرد ابن عمه فتهجموا على سادسكم إن كانت لكم جرأة الرجال.

    1. يقول هيثم:

      ليس التهجم من شيم المغاربة في السياسة. المغاربة يعارضون عندما يستبد ملوكهم وحكامهم. عارضت الأحزاب الشعبية المغربية استبداد وقمع الحسن الثاني في أيام سطوته وبأسه، على سبيل المثال لا الحصر. وفي تاريخ المغرب إسقاط الأمة لكثير من الملوك لأسباب متعددة… الملك الحالي أكثر الحكام العرب ديموقراطية رغم أن النظام السياسي في المغرب ما زال يحتاج إلى كثير من الإصلاحات الجذرية. الأمير هشام ابن عم الملك يحظى باحترام كبير من لدن الشعب المغربي وهو سليل الأسرة العلوية من جهة الأب وسليل أسرة آل الصلح الوطنية اللبنانية من جهة الأم. طبعا لنا جرأة الرجال الذين لا يطيقون حكم رئيس ( شافاه الله ) لا يحرك ساكنا ولا ينبس ببنت شفة ولا يسمع له صوت من لدن الشعب منذ ما يقرب من 5 سنوات. دعي الأمير إلى مغادرة تونس فاسأل سلطات هذا البلد عن السبب أو الأسباب وإن كان الطلب من محمد السادس فلنا كلام وموقف آخر. فلا تجهل علينا حتى لا نجهل فوق جهل الجاهلينا.

  8. يقول منور:

    بعض الجزائريين يتدخلون في مواضيع بعيدة عنهم، عندكم الحق في التعبير عن آراءكم ولكن ابتعدوا عن خلق المشاكل بين الإخوة التوانسة .تحي تونس و تحي الشعوب الحرة .

إشترك في قائمتنا البريدية