تونس – «القدس العربي»: أعلن النواب المستقيلون من حزب حركة «نداء تونس» عن تشكيل كتلة جديدة تحمل اسم «الحرة»، مؤكدين أنهم سيلتزمون بالبرنامج الانتخابي للنداء وسيتعاملون بشكل ندي ومتوازن مع حكومة الحبيب الصيد.
وقال النائب وليد الجلاد إن النواب المستقيلين تقدموا الجمعة رسميا بطلب لرئاسة البرلمان لتكوين كتلة نيابية تحمل اسم «الحرة»، مشيراً إلى أن الكتلة الجديدة سيرأسها النائب د.عبد الرؤوف الشريف وتضم حتى الآن 17 نائباً، وسينضم إليهم خمسة نواب آخرين بعد تفعيل استقالتهم من كتلة «نداء تونس»، ويتوقع أن يتم الإعلان رسمياً عن الكتلة مطلع الاسبوع المقبل.
وأضاف في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «الكتلة ستلتزم بالبرنامج الانتخابي (لحزب نداء تونس) وبالمشروع الوطني الإصلاحي الذي تقدمنا به لناخبينا، وسنتعامل مع الحكومة بندية، فأي مشروع حكومي يلتقي مع مشروعنا ويلبي طموحات الشعب التونسي سنتبناه، وأي مشروع يتعارض مع هذا الأمر سنصوت ضده، نحن لسنا معارضة لأجل المعارضة كما أننا لن ندعم الحكومة لأننا نتفق معها في الاتجاه السياسي، فالتزامنا الوحيد هو مع ناخبينا ومع الشعب التونسي».
وحول جدوى استقالة نواب الكتلة الجديدة من «نداء تونس» مع استمرار تبنيهم لبرنامجه الانتخابي، قال جلاد إن الاستقالة تمت بعد «عملية السطو على الحزب من قبل نجل الرئيس التونسي (حافظ قائد السبسي) بطريقة غير قانونية وغير شرعية وغير ديمقراطية وغير سياسية».
وأكد، في السياق، أن الكتلة الجديدة «منخرطة في تأسيس حزب آخر في الثاني من آذار/مارس المقبل سيعلن عنه الأمين العام السابق محسن مرزوق وعدة قيادات من نداء تونس وشخصيات وطنية خارج النداء نلتقي معها فكريا»، مشيرا إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد استقالة عدد آخر (لم يحدده) من نواب «نداء تونس» وانضمامه إلى الكتلة البرلمانية الجديدة.
وكان مرزوق أعلن مؤخراً «انفصاله التام» عن حزب «نداء تونس» وتأسيس «مشروع ديمقراطي وطني حداثي» منفتح على جميع القوى الحداثية التي رفضت الانضمام في وقت سابق لـ»النداء»، مشيرا إلى أن حزبه الجديد الذي سيعلن عنه رسميا في آذار/مارس المقبل سيواصل «المشروع البورقيبي» (الذي قام عليه النداء) وسيكون «المنافس الأول» للأحزاب الكبرى في الانتخابات البلدية المقبلة.
ويشهد حزب «نداء تونس» انشقاقات مستمرة في صفوفه، كان آخرها استقالة جماعية لأعضاء اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للحزب (17 عضواً) على خلفية المؤتمر «التوافقي» الذي عقده الحزب مؤخراً في مدينة «سوسة» الساحلية.
وانتقد الأعضاء المستقيلون عملية «السطو على هياكل الحزب والانقلاب على خارطة الطريق التي اعدتها لجنة الـ 13 لإنقاذ الحزب»، لكنهم أكدوا في بيان أصدروه الجمعة تمسكهم بالبرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لـ»نداء تونس» وعزمهم على مواصلة العمل من أجل تجسيده على أرض الواقع في جميع أنحاء البلاد.
يُذكر أن وزير الشؤون الاجتماعية محمود بن رمضان أعلن قبل أيام استقالته رسميا من حزب «نداء تونس»، فيما أعلنت مصادر إعلامية أن الصيد رفض استقالته من الحكومة، كما أعلن وزير الصحة سعيد العايدي تجميع عضويته في الحزب، مطالبا بإلغاء مقررات مؤتمر سوسة الأخير.
وأضاف على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك «أنا سعيد العايدي أجمّد اليوم عضويتي في المكتب السياسي وفي الحركة وأنضم إلى صفوف مناضلي تونس لأقول لهم عذراً لما صار وشوّه صورة النخلة (شعار نداء تونس) ولكن ندائي لكم جميعاً أن لا نترك النداء وأن نطلب تصحيح المسار حسب روزنامة واضحة وجليّة وأن نعيد الاعتبار لحزب أُريد تهميشه ولكن لن نسمح بتهميشه».
حسن سلمان