المنظومة الأمنية ووزير الداخلية القوي في الأردن بين الضغط الشعبي ورقابة القصر الملكي السياسية

عمان – «القدس العربي»: قد يكون الجنرال الذي غادر موقعه الأحد الماضي في الأردن عاطف السعودي الحلقة الأضعف في سلسلة المنظومة الأمنية.
لكن قرار الملك بالمصادقة على تنسيب مجلس الوزراء يوحي ضمنياً بأن ورشة التفكير فيما بعد «أخطاء وعثرات» حادثة قلعة الكرك الإرهابية الدموية بدأت ولا توجد إشارات قوية تحدد ما إذا كانت ستكمل مشوارها بإتجاه بقية الحلقات الأقوى في المنظومة نفسها.
الأهم من مغادرة مدير الأمن العام الجنرال عاطف السعودي لموقعه قبل نهاية عامين من رئاسته لهذا الجهاز خلافاً للعادة البيروقراطية هو الجنرال البديل اللواء أحمد سرحان الفقيه الذي كسر مجدداً تقليداً داخل إدارة الأمن العام يقضي بالاستعانة بقادة وجنرالات من الجيش وليس من مستوى سلك الشرطة لإدارة أول جهاز في الدولة يتفاعل في كل التفاصيل مع المواطنين.
لافت جداً أن القائد الجديد للأمن العام سبق له ان قاد مؤسستين عسكريتين في غاية الأهمية هما الاستخبارات والعمليات الخاصة. ويعني ذلك ان القرار السياسي يعزز من وجود رموز القوات الخاصة الخبيرة في الاشتباك في مركز الثقل الأمني فقبل عشرة ايام فقط عين قائد سابق للعمليات الخاصة في موقع إستشاري متقدم في رئاسة الأركان. ويفترض منطقياً ان يعمل الجنرال الفقيه على تعزيز القدرات الاستخبارية في جهاز الأمن العام.
وهي واحدة من نقاط الخلل التي يعتقد الخبراء انها برزت في هوامش عملية الكرك الإرهابية على ان نص الرسالة التي وجهها الملك شخصياً للجنرال الجديد تحدث بوضوح عن مستويات حرفية من هذا النوع بـ»التعاون مع بقية الأجهزة» في المنظومة الأمنية. وهي بكل حال الملاحظة السلبية التي كان الكبار يتداولونها داخل الطبقة السياسية بخصوص أداء الجنرال السعودي.
المدير الجديد للأمن العام من طبقة المستشارين في الديوان الملكي وهو وجه جديد ومخضرم يخرج للعلن بموقع متقدم بنكهة سياسية لأول مرة في اشارة إلى ان القصر الملكي يحتفظ بالكثير من الأوراق والخيارات.
وكان واضحاً أن الملك كلف الفقيه بالمزيد من الاحتراف وتمدين مراكز الشرطة أول مرافق الدولة التي يتعامل معها المواطن الأردني والأهم انه تحدث معه عن ظروف المنطقة الأمنية الصعبة والمعقدة وهو أمر نادر عادةً عندما يتعلق الأمر بالشرطة المعنية بواجبات محلية.
سياسياً توجه إقالة السعودي ضربة جانبية صغيرة للمنظومة البيروقراطية الأمنية التي يقودها وزير الداخلية القوي المثير للجدل سلامه حماد وبعد نحو اسبوع من لقاء جمع الأخير بالحكام الإداريين في وزارته وطمأنهم فيه على ان مذكرة حجب الثقة البرلمانية عنه لن يكتب لها النجاح عند التصويت.
وفقاً لخبير مخضرم عمل سنوات طويلة في وزارة الداخلية عبارات الوزير حماد تدلل على قناعته شخصياً بانه فقد القدرة على التعايش مع الطاقم الوزاري الحالي خصوصاً أن رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي لم يصطحب الوزير حماد في زيارة الدولة السياسية التي قام بها قبل ثلاثة ايام لبغداد حيث رافق الوفد الأمين العام لوزارة الداخلية سمير مبيضين وليس الوزير وهو ما لا يحصل بالعادة.
في كل الأحوال يوحي التغيير في أحد المواقع الأساسية لكن الأقل أهمية في المنظومة الأمنية بأن جدل الشارع بالخصوص لن يبقى دوماً خارج سياق التأثير والفعالية فأحد أكثر التقديرات نفوذاً ذلك الذي يقول بأن ثقة الرأي العام بالقيادات الأمنية ينبغي ان تبقى مسألة تتصدر الأولويات حتى لو حصلت تغييرات في المناصب العليا بين فترة وأخرى.
لذلك تبدو المنظومة السياسية الأمنية مستعدة لتقبل واستيعاب المزيد من الأجراءات التي يمكن توقعها بعد مغادرة مدير الأمن العام والتي لا زالت قيد الترقب دون أدلة مباشرة على أنها ستكتمل.

المنظومة الأمنية ووزير الداخلية القوي في الأردن بين الضغط الشعبي ورقابة القصر الملكي السياسية
ترقب المزيد بعد مغادرة الجنرال عاطف السعودي
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الاردن:

    *على الرغم من وجود ثغرات
    هنا وهناك ما زال بلدي (الأردن) الغالي
    واحة أمن وأمان بفضل الله أولا
    ويقظة النشامى( الأجهزة الامنية ) ثانيا
    والحمدلله رب العالمين.
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.
    سلام

  2. يقول zydoon:

    عندما استلم السعودي المنصب نال ما نال من المديح و تم وصفه بانه ابن الجهاز و القادر على ترتيب اوراقه و بمجرد خطا وحيد ظهر للعيان ناهيك عن ما تم اخفاءه تم الاطاحة بالرجل ليس لانه مذنب او غير مذنب او على قدر المسؤولية وا لا ولكن لانه الحلقة الاضعف في المنظومة التى تقف في مهب الريح
    القائد الجديد عاد ليكون ابن المؤسسة العسركية و الواقع انه من الشمال هذه المرة و قائد الاركان من الشمال و قائد الدرك من الشمال و قريبا وزير خارجية لا بدب ان يكون من الشمال و الشمال فقط حتى يتم التعاون بين الجميع لتشكيل منظومة امنية لا احد ينافس الاخر
    الاردن بلد فيه الكثير من التفرقات مثلا
    اردني فلسطيني
    شمالي جنوبي
    كركي سلطي
    شركسي شيشاني
    من اصول سورية او مختلط ما بين سوريا و فلسطين
    معارض و محسوب على القصر
    سياسي راضخ للقصر و سياسي تمرد على القصر
    و في القرى يوجد تفرقة بين الاخوان و ابناء العمومة و الحارات و و و و و و و هذا حال الاردن
    و دخل على الخط العراقي و الليبي و السوري و اللبناني و اليمني و و و و و

    و الاحزاب اخذت تتهتوى من جبهة عمل اسلامي الى احزاب اسلامية متناحرة الى شلل لا نفع بها و منها الى الى الى
    و بعد كل هذا نلقي اللوم على رجل اخطا و للامانة من يخطا يعمل و يداوم على التحسين و من لا يخطى و هم الطبقة اللصيقة بارفع المناصب لا يتزحزح احد من مكانه اطلاقا
    حمى الله البلد من هؤلاء الذين لا يعلمون ما يفعلون سوى منفعت حساباتهم البنكية و ترويث ابناءهم المناصب رفقة ازواج بناتهم و من له حق عليهم
    و لا يسعني سوى ان اردد ما قاله غوار يوما كاسك يا وطن

  3. يقول المحامي سليمان الشرعة/ المفرق:

    في اعتقادي الشخصي وكمواطن بسيط ارى ان تغيير الاشخاص لا يمكن ان يغير شي على ارض الواقع لحل مشكلات امنيه في ظروف قد تزداد فيه الاختلالات الامنيه المطلوب وضع استراتجيه كامله للتعايش مع الاوضاع الامنيه المحتمله .. الشخص الواحد لا يستطيع ان يغير شي اذا كانت المنظومه اعتادت التعامل مع اي ظرف باسلوب تقليدي

  4. يقول جهاد مغترب:

    يا اخوان المشكله كانت كيف المجموعه قطعت مسافه 45 كيلو بدون اي اعتراض من الدوريات المنتشره على طول الخط من القطرانه الى الكرك.فهناك شئ يدل انه لم يكن اتصال واخبار على مستوى تبليغ الخبر وقت حدوثه وليس كما يقول اخونا اردني فلسطيني شمالي جنوبي كركي سلطي .

  5. يقول حمود الفريحات /أبوبدر ،الولايات المتحده:

    عندما يكون هناك تهديد جدي ومباشر للوطن
    كوجود يصبح العزف على هذا الوتر المقرف [
    أردني /فلسطيني ،شمالي/جنوبي ،] عمل
    خياني بكل ماتعني هذه الكلمة ،ضاعت القدس
    وبغداد ،ودمشق ،وصنعاء ،وطرابلس الغرب ،ولا زلنا
    جهلةً نقود أنفسنا إلى الزوال ،كفوا عن هذا
    ولتكن الكلمة كلمة توحيد لاتفريق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    محمود الفريحات /أبوبدر ،الولايات المتحده

  6. يقول الدكتور يوسف ، ابوظبي:

    عيب هلحكي من بعض المعلقين
    الاردن لجميع أبنائه من مختلف الاصول
    جهاز الأمن الاردني محترف جدا ، واذا فشل بعمليه الكرك ، فقد نجح بمئات العمليات المعقدة
    مثلا ، ألمانيا بعظمتها شهر كامل لحتى لقوا سائق الحافله اللي تمكن من الوصول لإيطاليا
    لهيك جلد الذات معيب جدا
    بعض المعلقين شاطرين بس بالفلسفه فقط
    الاردن قوي ب أبنائه وجيشه وجهازه الامني
    اما بعض الاخوه المعقدين ، بالله عليكم تحلو عنا

  7. يقول Howard USA:

    ارجو الايضاح – ما معنى الوزير القوي ؟ وهل هناك بالمقابل وزير ضعيف ؟ اليس من المفروض ان كل الوزراء ممثلون للحكومة وبنفس المستوى ؟ ام ان مرجع هذا الاصطلاح هو الانتماء القبلي ؟

  8. يقول عمر العمري الاردن:

    الاستفاده من الاخطاء ونقد الذات وتصحيح المسار هو شيء صحي ، مدير الامن الجديد ذات خبرات عاليه في العمليات الخاصه و الاستخبارات وقوات حفظ السلام الدوليه في الامم المتحده حيث عمل قائد قاطع سيراليون الملتهب في افريقيا ونجح بفرض الاستقرا ر به بلا خسائر تذكر

إشترك في قائمتنا البريدية