القاهرة ـ مكتب «القدس العربي» : سيطرت على الأغلبية اهتمامات الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ اليوم الاثنين وتستمر الثلاثاء والأربعاء حيث ازداد التركيز الهائل في جميع وسائل الإعلام من صحف ومجلات وقنوات فضائية تليفزيونية مملوكة للدولة وللقطاع الخاص على الرئيس السيسي تحت شعار أنزل وشارك، واستعراض الإنجازات الاقتصادية التي حققها في فترة رئاسته الأولى، وإعادة مقاطع من الحوار الذي أجرته معه مخرجة الإفلام التسجيلية ساندرا نشأت، ثم أضيف إلى كل ذلك عنصر جديد وهو الأغاني التي شارك فيها عدد من المطربين منهم الإماراتي حسين الجسمي والتونسي صابر الرباعي. إلا أن الأغنية الأبرز كانت للمطرب حكيم الذي تجول في اتوبيس مكشوف في شوارع القاهرة، وفي أتوبيس نهري ليغني للرئيس ويشجع على النزول والانتخاب، وهو ما اجتذب اهتمامات الناس في كل الأماكن وخاصة النساء والفتيات والزغاريد التي أطلقنها. وتأكد أكثر من أي وقت معنى أن نسبة مشاركتهن ستزداد وهن مؤيدات للرئيس ويعتمد على كتلتهن الكبيرة ولديهن أسباب عديدة لتأييده قد لا يدركها من هم خارج مصر. أول وأهم هذه الأسباب هو استعادة الأمن الذي ظل مفقودا بعد ثورة يناير/كانون الثاني سنة 2011 حيث لم تجرؤ معظم الفتيات والسيدات النزول من بيوتهن خوفا من الاختطاف والسرقة والاعتداءات الجنسية ومهاجمة الشقق من جانب العصابات التي انتشرت بسبب انكسار الشرطة، وما تبع ذلك من تصرفات الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلى الحكم عام 2012 والنمو الهائل لنفوذ السلفيين لولا نزول الجيش للشوارع وحفظهم الأمن إلى حد ما ثم إطاحة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بحكم الإخوان واستعادة الشرطة لياقتها وقوتها. أدى انتشار العمليات الإرهابية وسقوط آلاف الشهداء من الشرطة والجيش إلى انحياز أمهاتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم إلى النظام.
وقد أخبرنا زمــــيلنا الرسام في «الأخبار» عمرو فهمي أنه سمع مواطنا مصريا يتصل هاتفيا بالرئيس الروسي بوتين ويقول له : أحنا بنبارك ونهني علي ثقة الشعب الروسي الشقيق للرئيس بوتين بولاية جديدة وعايزين الحلاوة تغير لنا أورجواي من المجموعة بتاعتنا.
لكن صدمة مفاجئة لم تكن على البال أو الخاطر، كما يقول المثل الشعبي، أصابت الجميع وهي العملية الإرهابية التي وقعت في شارع المعسكر الروماني حيث انفجرت عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة متوقفة أثناء مرور سيارة مدير الأمن اللواء مصطفى النمر وأدت إلى استشهاد سائق سيارة الحراسة ومجند معه. وسارع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بالسفر للمدينة ومعاينة الحادث، وأكد أنه تم التعرف على الفاعلين بما يعني أنه سيتم القبض عليهم لكن الحادث رغم أنه لا يقارن بغيره من الحوادث الإرهابية التي راح ضحيتها كثيرون من أفراد الجيش والشرطة الا أنها شديدة الخطورة أولا لأنها حدثت في شارع خلف فندق تيوليب خمسة نجوم المملوك للقوات المسلحة ومعظم نزلائه من المدنيين.
وإلى بعض مما عندنا:
انتخابات الرئاسة
ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة التي ستبدأ اليوم وتستمر الثلاثاء والأربعاء وتحدث عنها في «الأهرام» ورئيس مجلس إدارتها الأسبق مرسي عطا حول ضرورة خروج المصريين بكثافة وقال:
إن قيمة الخروج الكبير المنتظر لشعب مصر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية في أنه يعني استيعابا للدروس المؤلمة في الماضي القريب، وعنوانا للقوة الكامنة في الشخصية المصرية القادرة على تحدي المستحيل حتى يمكن إغلاق الأبواب أمام تجار الدجل السياسي وسماسرة تسويق وبيع الأوهام. ولست أجادل فيما يردده البعض بأن الانتخابات شبه محسومة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ثم يهمسون «خبثا» بعدم الحاجة للمشاركة وهذا دجل سياسي يخاصم جوهر وشكل الديمقراطية. فما أكثر المرات التي كانت فيها مثل هذه الانتخابات شبه محسومة في أعتى النظم الديمقراطية حسبما تقول استفتاءات الرأي العام المحترمة هناك. ومع ذلك يحرص الناخبون على التصويت لكي يقولوا كلمتهم لصالح من يرون أنه قيادة سياسية مستعدة لتحمل المسؤولية وقادرة على تلبية المطالب الشعبية بعيدا عن همس تجار الدجل السياسي.
هذا بينما فضل الدكتور أسامة الغزالي حرب في العدد نفسه التعبير عن انبهاره بالحديث الذي أجرته ساندرا نشأت مع الرئيس وقال عنه:
الأمر المعتاد والمتصور في أي انتخابات رئاسية في العالم هو أن يقدم المرشح أو المرشحون للرئاسة برامجهم الانتخابية لجمهور الناخبين للشعب الذي سوف يصوت. وقد اختار الرئيس السيسى أن يقدم برنامجه الانتخابي قبل الانتخابات بحوالي أسبوع من خلال الحديث الشامل الذى أجرته معه المخرجة ساندرا نشات. وأعتقد أن الحديث قدم صورة إيجابية للرئيس المرشح سواء فيما يتعلق بالتعرف عن قرب على بعض ملامح شخصيته ونشأته وتفكيره أو ما يتعلق بالمهام الأساسية للمرحلة المقبلة.
وفي «الجمهورية» كتب علاء طه: في كل الأحوال ستكون الانتخابات درساً سياسيا، تجربة تضاف لتجاربنا، لكن الأهم ما يليها من استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية: كيف سنقود مركبة الاقتصاد وسط أعباء الديون وعجز الموازنة وآمال النهوض؟ كيف نعيد السياسة ثانية للأحزاب من أجل الإعداد لمرشحين رئاسيين معتبرين يليقون بمصر أحدهم قادر على الفوز ببرنامج انتخابي واضح في 2022 ومؤهل للقيادة؟ كيف نجبر بخاطر الفئات التي طحنتها أعباء الغلاء من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي؟ كيف سنتعاطى مع الحروب والفوضى المحيطة بنا في الدول من الشرق والغرب والجنوب؟ كيف يمكن أن نتحول من سنوات التأسيس والإنشاء ورفع الروح المعنوية للشعب إلى مرحلة التصنيع والزراعة الواسعة والتصدير الكثيف؟ كيف يمكن أن نطور مستوى التعليم ونحوله من «محنة» للمصريين إلى حق يجدونه في المدارس دون الحاجة لدروس خصوصية تلتهم دخولهم البسيطة؟ كيف نمتلك منظومة صحية جيدة ومستشفيات تقدم العلاج للجميع؟ ما نحتاج إليه فور الانتخابات الجارية الآن الاشتباك الحقيقي مع هموم المواطنين من الأجور إلى توفير فرص العمل من رغيف الخبز إلى سعر لتر البنزين، من الحق في الحياة الكريمة إلى الحق في التعبير وممارسة السياسة دون تخوين أو تكفير. تحمل المصريون في السنوات الأربع الماضية الكثير ابدعوا في الصبر والجلد والصمت والتحمل أمام برنامج الإصلاح الاقتصادي وفي محاربة الإرهاب وآن أوان أن يحصدوا الثمار.
مواجهة أعداء الحياة
وفي «الوفد» أشادت رئيسة تحرير صحيفة «الأهالي» أمينة النقاش، في عمودها الأسبوعي، باللقاء بين الرئيس وساندرا نشأت:
المؤكد أن البرنامج نجح باقتدار في منح الانطباع بأن الآمال التي تعلقت بشخص الرئيس كانت في موضعها، وأنه مازل يمتلك من الثقة في المواطنين وفي نفسه وفي قدرات البلد ما يبعث على التفاؤل بوضع تلك الأحلام والآمال موضع التنفيذ، وأنه يستحق من الناخبين أن يصموا آذانهم عمن يزين لهم المقاطعة بزعم أن النتيجة محسومة سلفاً لأن النتيجة في روسيا مثلا كانت محسومة سلفاً في الانتخابات الرئاسية التي انتهت قبل أيام لكن نسبة التصويت فيها بلغت أكثر من 66 ٪ وحصل بوتين على أكثرمن 76٪ من أصوات الناخبين الذين أكدوا بهذه النتيجة دعمهم لبرنامجه لإعادة روسيا لمكانتها من جديد كقوة كبرى في العالم. وسوف يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية كما هي عادة المصريين دائما التي تتجلى في الإدراك الواعي بأهمية اللحظة التي يخوض فيها جيشهم حرب تحرير للوطن من أعداء الحياة فسوف يغدو احتشادهم للتصويت واجباً وطنياً للفوز بالنصر في هذه الحرب المقدسة.
وإلى «الشروق» يوم السبت وخالد سيد أحمد الذي ربط بين إقبال المصريين في الخارج على الانتخابات وأثره على الداخل وقال:
شكلت المشاركة الملحوظة للمغتربين المصريين في انتخابات الرئاسة في الخارج والتي عقدت في 138 لجنة بـ124 دولة قبل أسبوع لغزا محيرا للكثيرين وصادما لأولئك الذين كانوا يتوقعون أو يأملون في حدوث عزوف شبه جماعي عن التوجه إلى صناديق الاقتراع لاسيما أن هذه الانتخابات تفتقد المنافسة الجدية المعهودة في مثل هذه الاستحقاقات ونتيجتها محسومة ومعروفة سلفا للجميع قبل انطلاقها يصعب بالتأكيد التنبؤ بحجم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لكن عمليات الحشد الإعلامى والدعائي خلال الأسبوعين الأخيرين التي استهدفت في المقام الأول الفئة الأكثر مساندة للنظام الحالي خلال السنوات الأربع الماضية والمعروفة إعلاميا بـ«حزب الكنبة» سيكون لها على الأرجح تأثير إيجابي في رفع نسب المشاركة في التصويت.
المرأة والانتخابات
وإلى المرأة وانتخابات الرئاسة وانحياز أغلبيتهن الساحقة للرئيس السيسي ونزولهن للتصويت له حيث نشرت «الأهرام» لرئيس المجلس الاعلى للإعلام مكرم محمد أحمد يوم السبت ما كتبه:
شيء عظيم بالغ الدلالة والمعنى ويدعو للفخر والامتنان أن تتصدر سيدات مصر مشهد الخروج إلى صناديق الانتخابات الرئاسية هذا العام رغم أنها ليست انتخابات تنافسية يخوضها الرئيس السيسي لكسب المزيد من الأصوات تضمن له جدارة الاستحقاق، ولكن لأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة أخطر من ذلك بكثير، مهمتها أن تُثبت للعالم أن المصريين يقبلون التحدي وأنهم عازمون على اجتثاث الإرهاب. لهذه الأسباب فإن من يستحق أن يتصدر المشهد في هذا اليوم البالغ الدلالة المرأة المصرية أُم الشهيد وابنته وأخته، النسوة اللائي دفعن عبر استشهاد أعزائهن ثمناً باهظاً من أجل أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار. ولم يحدث أن تبرمت سيدة واحدة على امتداد هذه السنوات من التضحيات أو رفعت بصرها بنظرة عتاب رغم مصابها الجلل فى الابن والزوج والأخ الغالي الذين تم احتسابهم شهداء عند الله، ولهذا يحرص الرئيس السيسي على أن يُقبل رؤوسهن حباً وكرامة، وأن يكون في حضرتهن الابن الخاشع المدين المعترف دائماً بفضل هذه التضحيات. ولعظمة هذا المشهد الإنساني وروعته بلغت احتفالات عيد الأم هذا العام ذروتها الإنسانية والرئيس يكرم أم الشهيد ويكرم إلى جوارها سيدات فاضلات من أمهات مصر المثاليات في جميع المحافظات.
وأعرب المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات نقلا عن محسن المسيري في «الجمهورية»: عن ثقته الكبيرة في وعي المجتمع المصري شيوخا وشبابا بأهمية المشاركة في الانتخابات في الداخل خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تحيط به وجهود التنمية الرامية لإرساء دعائم الاستقرار في البلاد، مشيرا إلى أنه يعول بشكل خاص على الدور الحيوي للمرأة المصرية وحسها الوطني في النزول والتوجه إلى لجان الانتخاب خاصة وأنها كانت سباقة وفي مقدمة صفوف الناخبين في الاستحقاقات الانتخابية الماضية على نحو كان يمثل عاملا حاسما في نجاح تلك الاستحقاقات.
ونستمر مع المرأة ولكن من صنف الفنانات حيث نلتقي نادية الجندي في حديث أجرته معها ريم حمادة ونشرت لها «البوابة» يوم السبت قالت فيه إنها أجلت الاحتفال بعيد ميلادها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة لتحتفل به مع فوز الرئيس السيسي وجاء في الحديث:
أكدت الفنانة أنها تتمنى على المستوى الشخصي «الصحة والستر» كما تتمنى لمصر أن ينعم عليها الله بالأمن والأمان والخير والاستقرار قائلة: «نفسي أشوف مصر أعظم بلد في الدنيا»، ولفتت إلى أنها لن تحتفل بعيد ميلادها هذه الأيام وأنها قررت تأجيل الاحتفال به لبعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفة: «سوف أحتفل بعيد ميلادي ولكن بعد أن أطمئن على مستقبل بلدي بعد انتهاء العملية الانتخابية وظهور النتائج، لما الناس تنزل ونرفع رأس مصر أمام العالم وأشعر بالانتصار بعدها سوف أحتفل بالمناسبتين معًا، موضحة أن حفل عيد ميلادها ستحضره قائمة أصدقاء كبيرة جدًا من داخل الوسط الفني.
كما نشرت «المساء» في صفحة الفن التي يشرف عليها أمين الرفاعي تحقيقا له بالمشاركة مع إلهام عبد الرحمن. قالت الهام :
أتوقع أن نساء مصر اللاتي يشكلن نصف المجتمع سوف يحتشدن أمام صناديق الانتخابات كما احتشدنا في كل الميادين والشوارع يوم 30 يونيو/حزيران لانتشال مصر من مختطفيها، وأعتقد ستكون الإجابة بـ نعم لأن نساء مصر هن سند هذا الوطن.
وقالت الفنانة سوسن بدر: عندنا مثل شعبي شهير: «كل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه» وأنا عقلي وضميري دايما مع بلدي واستقرارها وتقدمها للأمام. الانتخابات الرئاسية استحقاق دستوري يعني حقي وواجبي فــــي الوقـــت نفسه لا يليق أن نمشي على سطر ونترك السطر الثاني، من يدعو للمقاطعة عقله وقف عند هذا الحد. لكن أنا وراء بلدي في كل خطوة حتى يعرف القريب والبعيد أن قرارنا من دماغنا محدش هيقول للمصريين إعملوا وما تعملوش.
تفجير الإسكندرية
وبالنسبة للعملية الإرهابية التي تعرض لها مدير الأمن في الإسكندرية اللواء مصطفى النمر باغتياله بوضع عبوة ناسفة أسفل سيارة متوقفة في الشارع الذي يمر منه ولكنه نجا بينما استشهد سائق سيارة الحراسة ومجند وأصيب خمسة أخرون، ولم يعلق على الحادث في صحف أمس إلا أربعة من كتاب البراويز اليومية ثلاثة منهم في «الأخبار» فعصام السباعي قال: الجريمة الإرهابية التي شهدتها الإسكندرية أمس ستجعل المصريين أكثر تصميما على النزول للتصويت في الانتخابات الرئاسية وإعطاء صوتهم لمن يستطيع أن يقودهم للتخلص من كل تلك «الأورام الحيوانية». رحم الله شهداءنا ودوما وأبدا: «تحيا مصر».
والثاني كان أحمد جلال وقوله :
التفجير الإرهابي في الإسكندرية في مثل هذه الأيام بالتحديد يحمل رسالة إلى المصريين مضمونها: «أرواحكم في خطر إذا نزلتم من بيوتكم إلى صناديق الانتخابات». الرسالة وصلت، قرأها ملايين المصريين وفكروا فيها جيدا واستوعبوها وزادتهم إصرارا على المشاركة في الانتخابات الرئاسية. كل من يتمتع بحق الانتخاب سيتوجه إلى لجنته وينتظر دوره في الطابور مهما طال الانتظار، ولن يفوته صبغ أصبعه بالحبر الفوسفوري ليتباهي أمام كل الناس بأنه أدى واجبه الانتخابي من أجل مصر ومن أجل مستقبل الأبناء والأحفاد ومن أجل القضاء نهائيا على الإرهاب. الرسالة وصلت وموعدنا غداً في الطابور.
والثالث كان محمد درويش الذي قال:
إلى المأجورين والمغيبين ومن وراءهم من دول بأجهزة مخابراتها وعدتها وعتادها ماذا تظنون بفعلتكم في الإسكندرية؟ ألا تعتقدون باستعداد هذا الجمع في المشاركة في الشهادة إذا ما قدر الله وانفجرت العبوة؟ إنها مصر وهذا شعبها، فمن أنتم غير حثالة البشر».
أما الرابع فهو ناجي قمحة في «الجمهورية» وقوله:
تتوهم الجماعات الإرهابية أنها بتدبير انفجار هنا أو هناك قادرة على التأثير على الإرادة الشعبية الجارفة التي ترى في الانتخابات الرئاسية، أيامها الثلاثة، عيدا وطنيا تشارك فيه الملايين مجددة روح ثورة 30 يونيو/ حزيران، مؤكدة الإصرار على تحقيق أهدافها في ظل قيادة وطنية قوية العزم، صادقة الوعد، محققة الإنجازات، مبشرة بالمستقبل الأفضل.
معارك وردود
وإلى المعارك والردود التي بدأها يوم السبت صابر شوكت في «أخبار اليوم» وقد أبدى سعادته من إنذار الرئيس السيسي في حديثه مع ساندرا نشأت عن أصحاب برامج التوك شو عندما قال إنه يتعجب من استمرار الواحد منهم يوميا ليتكلم ويقدم فقرات لساعات، ويركزون على المظاهر والتصرفات السيئة الموجود مثلها في كل دول العالم بحيث يعتقد الناس أن هذه هي مصر. ولكن هذا غير حقيقي فهناك إيجابيات كثيرة وأنه لا يعارض إبراز السلبيات ولكن ألا تعطي الانطباع بأنها مصر. وقال إن هذه الظاهرة سببها جلب الإعلانات ورغبات الرعاة.
وأما صابر فقال:
سنوات وجميع المخلصين في هذا الوطن يستغيثون من «جرائم» جنرالات الفضائيات الذين جاءوا من حيث لا يدري أحد 50٪ منهم ظهروا مع أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني منهم من كان «إمام مسجد» وآخر معتزل ملاعب وغيره صحافيين «نصف كم» في صحف بيرسلم. والأخطر راقصات وغانيات مستترات بالفن. وللأسف سار في ركابهم من كانوا إعلاميين كباراً قبل يناير/كانون الثاني جميعهم بلا استثناء وضعوا مصالحهم الخاصة وجمع الأموال فوق صالح مصر»شعبا وحكومة» المهم عندهم ارتفاع نسب المشاهدة ورضا رعاة برامجهم من المعلنين. وللأسف لو لم تسقط مصر في قبضة الانفلات والتآمر الإخواني الذي خطف ثورة الشعب وهبة الشعب في 30 يونيو/حزيران لاستعادة ثورته مع جيشنا العظيم وما صاحب ذلك من تفجر شلالات دم وخراب على المصريين من قوى العالم المتحالفة مع شياطين الإخوان حتى الآن. لولا هذا كله كان يستحيل أن يظهر. ولكن الأخطر هو ما وصفهم به المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي يوم الثلاثاء ببرنامج «شعب ورئيس»، إذ عبر الرجل عن معاناة مئة مليون مصري قال لهم بالنص «أنا لا أعرف كيف يستطيع الواحد منهم يبقى 3 أو 4 ساعات على الهواء لمدة سنة، ياترى هايجيب منين مادة إعلامية كل همهم المعلنين والمشاهدة وليس مصلحة وطن». وطالب السيسي الجميع بالتعبير والتكلم وعدم الخوف فقط نراعي مصالح هذا الوطن. ترى هل هذا التحذير النهائي لجنرالات الإعلام في مصر؟
وأثار المشكلة أيضا في اليوم نفسه عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» بقوله :
ارتباطا بالإعلام فقد صار واضحا أن الرئيس لا يحب برامج بعض الإعلاميين التي تمتد لساعات ولأيام متواصلة وحجته في ذلك :»هيجيبوا كلام منين لو استمروا على هذا النحو لمدة سنة مثلا؟»هذا هو انطباع الرئيس والسؤال الذي شغل بعض الإعلاميين بعد الحوار هو: هل سيكون هناك توجه في الفترة المقبلة بتغيير الصيغة الراهنة بحيث تكون مدة البرامج أقل علما أن الرئيس أبدى امتعاضه أيضا من نوعية بعض البرامج.النقطة الجوهرية أيضا التي أثارها الرئيس تتعلق بالتأهيل والاستعداد لدى الإعلاميين وضرورة امتلاكهم للمعلومات والرؤية والإلمام بالسياق العام، وهي نقطة صحيحة تماما فقد تراجع الأداء المهني فعلا بسبب تراجع المستويات ولكن لا ننسى أن الحكومة تتحمل جانبا من المسؤولية فهي متهمة بمحاباة نوعية إعلامية كانت الأكثر إساءة للمهنة في السنوات الأخيرة .
أما الكاتب وجيه وهبة فإنه في مقاله الاحد في «المصري اليوم» فقد شن هجوما ضد الرئيس السيسي بسبب استخدامه عبارات دينية في أحاديثه وقال عنه:
المصريون اختاروا رئيسهم فى انتخابات حرة من أجل الدفاع عن أرواحهم ومعيشتهم الحرة الكريمة وليس للدفاع عن الدين فلنتكلم بلغة السياسة والوطن. إقحام الدين واستخدامه في المجال السياسي سواء عن اقتناع أو عن توظيف عمدي هو من أسهل الوسائل لتعبئة وحشد الجماهير والتقرب إليها. ولكنه أيضاً، وعلى مدار التاريخ، من أكثر الأساليب خطورة على من يلجأ إليها وعلى المجتمع أيضا، وتاريخنا القريب يشهد بذلك.
مشاكل وانتقادات
وإلى المشاكل والانتقادات والكاتب محمد عمر في «أخبار اليوم» الذي كتب تحت عنوان «المتعظون» :
قدر لي أن أشارك في «جنازتين» متتاليتين إحداهما لقريب وأخرى لزميل ودائما «يا أخي» ما يشطح خيالي في الجنازات دون سبب لتصورات وهمية «خزعبلية» في الجنازة التانية كان الوضع مختلفا فقد انشغلت بأن أعرف «المدة الزمنية» التي يستغرقها كل «مشيع» للتحول من حالة «العظة من الموت» والخوف من حساب قريب وبين العودة إلى ارتكاب كل الذنوب والموبقات التي اعتادوا عليها كأسلوب حياة. دائما ما أرى «في الجنازات وتوديع المتوفين» الكل وقد أصبح في حالة من الخشوع والرهبة بما يشير إلى أن صاحبها يفكر الآن في مثواه الأخير وتلك الحالة تجعله يتخذ قرارات فورية بينه وبين نفسه في كيفية التقرب إلى الله والبعد عن الحرام والنميمة وكل ما يجعل آخرته «سودة» ابتغاء لسيرة حسنة يتمناها «لما يموت» لكن بعد انتهاء مراسم التشييع والوداع ينسى الكل ما سبق وقرره ويعود لسيرته الأولى بمجرد خروجه من حالة الإصلاح النفسية التي فرضتها عليه الجنازة وهناك من يستغرق ثواني أو دقائق لكن من المؤكد أن هناك من يتعظ فعلا من الموت لكن حتى الآن لم أصادف أحدا منهم.
وإلى مشكلة أخرى وهي حقوق الإنسان في مصر حيث طمأننا محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ووزير الإعلام في عهد عبد الناصر، على حالتها وضمان النظام لها إذ نشرت له «المصري اليوم» السبت حديثا على صفحة كاملة أجراه معه وائل علي تناول فيه قضايا عدة منها قوله:
المجلس قام بعمل جيد وأنجز عددا من الأشياء المهمة جدا منذ 2013 حتى الآن. وهنا أشير إلى أن الرئيس السيسي تدخل بنفسه في أكثر من مناسبة ووقف مع المجلس عندما لجأنا إليه في أكثر من مرة وهي شهادة حق علينا أن نقولها، وأيضا المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء. وهنا أيضا أقول ولأول مرة إن إسماعيل من نوعية مختلفة لم أجدها في الجهاز الحكومي شديد البيروقراطية حيث تدخل الرجل أكثر من مرة للحفاظ على استقلالية المجلس وكان سريع الاستجابة لمطالبنا وتوصياتنا مناقشة بعض القضايا التي تمس استقلالية المجلس وفقا للقانون الجديد. وهو مشكورا أكد لي هذا وأصدر تعليماته خلال اللقاء لباقي الوزارات والجهات المعنية بتسهيل مهمة عمل المجلس والتشديد على الحفاظ على استقلالية المجلس وعدم المساس بها حتى لا يتأثر وضعه وتصنيفه دوليا، وأيضا عندما طلبت الحكومة من البرلمان تفعيل حالة الطوارئ التقيته وطلبت ألا يكون لهذا القرار تأثير على وضعية الحريات وحالة حقوق الإنسان فى البلاد ووعد بأنه لن يستخدم إلا فى حدود المعلن عنه وهو مكافحة الإرهاب وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
البشر قبل الحجر
وطبعا حقوق الإنسان السياسية ترتبط بحقوقه الاقتصادية وضمان حياة كريمة له ولا يمكن أن تكون كذلك بالنسبة لسكان المناطق العشوائية لذلك تعمل الحكومة على ازالتها وخلق مجتمعات جديدة لهم قال عنها خالد صديق المدير التنفيذي لصندوق تطوير المناطق العشوائية في حديث نشرته له «الشروق» يوم السبت وأجراه معه محمد علاء وإسلام عبد المقصود:
لدينا 276 منطقة عشوائية غير أمنة في مصر تضم 200 ألف وحدة سكنية يقطنها نحو 850 ألف مواطن حسب آخر إحصاء وهو رقم متغير من وقت لآخر؛ ففي العام 2008 كان عدد المناطق غير الأمنة 405 مناطق وفي العام 2014 بلغ 366 منطقة ووصلت في عام 2016 إلى 351 منطقة، وسننتهي من تطوير جميع المناطق العشوائية غير الآمنة خلال العام الحالي بناء على تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن شاء الله، نأمل أن تكون خالية من العشوائيات بشكل نهائي مع حلول العام 2030 وأن تكون النظرة لمصر مختلفة وراقية. نراعي في كل مشروعاتنا أن نطور البشر قبل الحجر؛ وخطتنا القومية للتطوير تتضمن المحور النفسي والبيئي والاقتصادي للمواطن ساكن العشوائيات ونستعين بعدد من الجمعيات الأهلية في بعض المناطق لتأهيل المواطنين للعيش بطريقة جديدة ونطبق برامج اجتماعية وثقافية قبل انتقالهم لمساكنهم بعد اكتمال التطوير وتستمر المتابعة بعد ذلك لفترة من الزمن.
وخالد صديق يشير إلى عدد من المهازل والمخازي التي صدرت عن عدد من الذين تم نقلهم من مساكنهم غير الآدمية إلى المساكن الجديدة فقد عمد بعضهم إلى تأجير المسكن الجديد من الباطن وأخذ الأجرة والعودة إلى منطقته العشوائية، والبعض قام بسرقة أدوات كهرباء وغيرها.
حسنين كروم
مسرحية مبتذلة .. جوازعتريس من فؤاده باطل ..باطل ..باطل ..