الرياض ـ «القدس العربي»: قبل أكثر من أربعة شهور على انطلاق كأس العالم 2018، فرض الدوري السعودي نفسه بقوة على خريطة المونديال الروسي وسط توقعات بأن يكون من أكثر البطولات التي تشهد تواجد لاعبيها في البطولة العالمية.
وأسدل الستار الأربعاء على سوق الانتقالات الشتوية، معلنا عن طفرة واضحة في نزوح اللاعبين العرب إلى الدوري السعودي. واجتذبت بطولة الدوري السعودي خلال الانتقالات الشتوية المنقضية العديد من اللاعبين العرب، خاصة من مصر وتونس لأسباب عدة، بينها الرغبة في حجز مكان بالمونديال الروسي. ومع توافد العديد من لاعبي مصر وتونس على الدوري السعودي، ينتظر أن يشهد المونديال الروسي العديد من نجوم هذه البطولة سواء من لاعبي المنتخب السعودي أو نظيريه المصري والتونسي أو منتخبات أخرى.
وقبل بداية الموسم الحالي، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم زيادة عدد الأجانب المسموح بهم في كل ناد إلى ستة لاعبين للمرة الأولى في التاريخ، مع فتح الباب أمام التعاقد مع حراس أجانب. وساهم القراران في تزايد عدد اللاعبين العرب داخل الدوري السعودي، إضافة لانتقال اثنين من أبرز الحراس في تاريخ الكرة العربية إلى الدوري السعودي وهما المصري المخضرم عصام الحضري المنضم للتعاون والعماني الشهير علي الحبسي صاحب الخبرة الأوروبية الكبيرة والذي انتقل للهلال حامل اللقب. كما كان من أبرز النجوم العرب المنضمين للدوري السعودي قبل بداية الموسم النجم المصري محمود عبدالمنعم (كهربا) الذي جدد إعارته من الزمالك لاتحاد جدة والمغربي سعيد لكرو المنضم للنصر على سبيل الإعارة وحارس المرمى التونسي فاروق بن مصطفى المنتقل للشباب بعقد يمتد لعامين. كما انتقل المصري الموهوب مصطفى فتحي للتعاون على سبيل الإعارة من الزمالك لموسم واحد، وتعاقد التونسي عبدالقادر الوسلاتي مع الفتح بعقد يمتد لثلاثة أعوام.
ومع بدء سوق الانتقالات الشتوية في كانون الثاني/يناير المنقضي، أعلن الاتحاد السعودي مجددا عن زيادة أخرى في عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم في كل فريق ليصل إلى سبعة لاعبين بشرط أن يكون أحدهم في قائمة البدلاء. واستغلت الأندية السعودية هذه الزيادة في عدد اللاعبين الأجانب بصفوفها واستقدمت المزيد من اللاعبين العرب. وكان الأهلي المصري أكبر الأندية التي صدرت لاعبيها إلى الدوري السعودي في الميركاتو الشتوي حيث أعار وحده ستة لاعبين إلى الدوري السعودي، وهم: مؤمن زكريا (أهلي جدة) وعماد متعب (التعاون) وأحمد الشيخ وحسين السيد (الاتفاق) وصالح جمعة (الفيصلي) وعمرو بركات (الشباب) .
وساهم الفارق في سعر العملة بين البلدين في انتقال عدد كبير من لاعبي الدوري المصري إلى نظيره السعودي في فترتي الانتقالات قبل بداية الموسم، وفي منتصف الموسم كما كانت رغبة بعض اللاعبين في إيجاد فرص أفضل للمشاركة في المباريات مثل متعب وحسين السيد (مارسيلو) وجمعة، بين الأسباب الرئيسية في الانتقال خاصة مع رغبة بعض اللاعبين في فرض أنفسهم بقوة على قائمة المنتخب المصري في المونديال الروسي.
وإضافة لهذا، كانت الاتفاقية المبرمة بين الهيئة العامة للرياضة السعودية بقيادة تركي آل الشيخ ورابطة الدوري الإسباني والتي انتقل على إثرها تسعة لاعبين إلى الدوري الإسباني سببا في بحث الأندية السعودية عن بدائل لنجومها المنتقلين إلى إسبانيا. وأشارت العديد من التقارير إلى الدور الواضح لآل الشيخ في استقدام بعض اللاعبين المصريين إلى الدوري السعودي كوسيلة لدعم هذه الأندية. وأعلن الاهلي عن تحمل آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ورئيس الهيئة العامة للرياضة بالسعودية تكاليف صفقة اللاعب صلاح محسن مهاجم إنبي المنضم للأهلي لخمس سنوات، في صفقة تجاوزت 20 مليون جنيه بينما أشارت تقارير إلى أن الصفقة تجاوزت 30 مليون جنيه.
وقدمت تحركات اللاعبين المصريين إلى الدوري السعودي في الميركاتو الشتوي فائدة مشتركة للجانبين، حيث منح الأندية السعودية الفرصة لتدعيم صفوفها وتعويض المنتقلين إلى الدوري الإسباني مع الاستفادة من الفارق في المقابل المالي بين اللاعبين العرب ولاعبي أوروبا وأمريكا الجنوبية، في حين استفادت الأندية المصرية وخاصة الأهلي من منح لاعبيها فرص أفضل للمشاركة في المباريات خاصة في ظل ازدحام صفوف الأهلي بالعديد من النجوم المتميزين وضرورة تقييمهم قبل الموسم المقبل، بخلاف الاستفادة المالية حيث انتعشت خزينة النادي بعشرات الملايين من الجنيهات نتيجة هذه الإعارات. ولم يختلف الحال كثيرا لنزوح اللاعبين التوانسة إلى الدوري السعودي وإن اختلفت الأسباب عن نظيرتها المصريين. وكانت المشاكل المالية في بعض الأندية التونسية سببا في انتقال بعض لاعبيها للدوري السعودي. وكان أبرز المنضمين من تونس إلى الدوري السعودي في الميركاتو الشتوي هو محمد أمين بن عمر لاعب النجم الساحلي والمنتقل لأهلي جدة، وفرجاني ساسي نجم الترجي المنضم للنصر.
وبغض النظر عن الأسباب وراء انتقالات نجوم الفراعنة ونسور قرطاج إلى الدوري السعودي، لعب الميركاتو الشتوي دورا في توفير فرصة جيدة لعدد من لاعبي مصر وتونس لإثبات الوجود ونيل فرصة للاستعداد والمشاركة في المونديال الروسي خاصة في ظل قوة المسابقة بالدوري السعودي وما يمكن أن يقدمه من اختبارات وتحديات للاعبين. وإذا نجح العديد من المصريين والتوانسة المنضمين للدوري السعودي في إثبات وجودهم واللحاق بركب المشاركين في المونديال، سيصبح الدوري السعودي من أكثر الدوريات تمثيلا في المونديال.