«النصرة» تجلي مقاتليها من مخيم اليرموك مقابل تسليم 38 أسيراً للنظام وتصعيد عسكري له ضد تنظيم «الدولة»

حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي» : يرتقب استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق «مخيم اليرموك – كفريا والفوعة» الذي توصل اليه النظام السوري مع هيئة تحرير الشام المحاصرة في ساحة الرجية غرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذي يقضي بإجلاء مقاتلي الهيئة من ريف دمشق الجنوبي إلى إدلب، مقابل اجلاء مقاتلين من حلفاء النظام من الميليشيات الشيعية في كفريا والفوعة مع عائلاتهم إلى دمشق، تزامناً مع بدء تنفيذ اتفاق آخر في بلدات «يلدا ببيلا بيت سحم» جنوب العاصمة، يقضي باجلاء مقاتلي «جيش الإسلام واحرار الشام وجيش الابابيل» مع عائلاتهم والمدنيين الرافضين للتسوية مع النظام، إلى مناطق سيطرة المعارضة في جرابلس وادلب ودرعا، مقابل تسليم المدن للنظام السوري برعاية وضمانة روسية.

تقسيم ريف دمشق الجنوبي

وبذلك يكون النظام السوري، قد فصل ريف دمشق الجنوبي إلى قسمين، الأول «مخيم اليرموك – التضامن – القدم – العسالي – الحجر الأسود» حيث تنظيم الدولة، والقسم الثاني الذي يرتقب بسط سيطرة قوات النظام عليه في اعقاب خروج فصائل المعارضة من «يلدا – ببيلا – بيت سحم».
وتنفيذاً للاتفاق الأول، تجهزت الحافلات في مدخل مخيم اليرموك الغربي، لاجلاء مقاتلي الهيئة التي تشكل «النصرة» مكونها الرئيسي، مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرتها في إدلب شمالي سوريا، مقابل، إفراج الأخيرة عن أسرى للنظام في بلدة «اشتبرق» غربي إدلب والبالغ عددهم قرابة 38 أسيراً.
كما دخلت نحو 20 حافلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين والمحاصرتين من قبل فصائل المعارضة في ريف ادلب الشمالي، لإجلاء ما يقارب 1200 مقاتل من ميليشيات النظام مع عائلاتهم ونقلهم إلى مناطق سيطرة النظام في دمشق جنوباً.
ومن المقرر ان تسير الحافلات التي تقل مقاتلي الميليشيات الشيعية عبر مناطق سيطرة المعارضة في ريف ادلب وصولاً إلى معبر «الحاضر – العيس» في ريف حلب الجنوبي ومنها إلى اماكن اقامة مؤقتة، حسب مصادر موالية، فيما قال الناشط الإعلامي رامي السيد من ريف دمشق الجنوبي لـ»القدس العربي»، ان الحافلات التي دخلت مخيم اليرموك لنقل مقاتلي هيئة تحرير الشام، ستقل نحو 85 مقاتلاً من الهيئة المحاصرين في ساحة الريجة برفقة عائلاتهم، إلى إدلب شمالاً، مرجحاً ان لا يفوق اعداد الخارجين من ساحة الريجة 150 شخصاً ما بين مقاتلين ومدنيين.
ويخضع 70 ٪ من مساحة مخيم اليرموك لسيطرة تنظيم «الدولة» فيما تسيطر النصرة على حي الريجة غربي المخيم بمساحة كيلو متر واحد، ويبلغ عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام قرابة 85 مقاتلاً، وبخروج النصرة من منطقتها، يكون النظام قد اخترق مخيم اليرموك وقضم مساحة إضافية منه دون خسائر، وزاد في تضييق الخناق على تنظيم الدولة هناك، التي تحاصر معها نحو 1000 مدني، في ظل تعثر المفاوضات بين الطرفين، وتعنت النظام واصراره على الحل العسكري.

النصرة

ويعود أصل جماعة النصرة في مخيم اليرموك إلى ما قبل دخول تنطيم الدولة إلى المخيم، حينما كانت المجموعة تطلق على نفسها «سرايا اليرموك» حيث قاتلت النظام السوري وصدت عمليات الاقتحام كما قاتلت تنظيم الدولة إبان اقتحامه وسيطرته على مخيم اليرموك عام 2015 وخلال التحالفات العسكرية أصبحت هذه المجموعة جزءاً من هيئة تحرير الشام واخذت على عاتقها قتال تنظيم الدولة وقوات النظام التي تحاول اقتحام المخيم من محاورها القتالية.
وفي هذه الأثناء وقعت جماعة النصرة داخل حصار ضمن ساحة الريجة، حيث حاصرها تنظيم الدولة من الجهة الجنوبية، بعد العملية العسكرية التي شنها التنظيم عليها نهاية عام 2016، وبين قوات النظام والميليشيات الموالية له من المداخل الشمالية للساحة.
ومع انجاز اتفاق المدن الأربع «كفريا – الفوعة ومضايا – الزبداني» تم الاتفاق ايضا مع الهيئة على خروجها الكامل من غرب اليرموك إلى الشمال السوري وبدأ الاتفاق بإخراج الحالات المرضية مقابل اخراج آخرين من كفريا والفوعة ايضاً الا ان قوات النظام نقضت الاتفاق، ومع الانتهاء من ملف الغوطة دوما وحرستا وعربين وقّعت المجموعة المحاصرة في ساحة الريجة على موافقتها الخروج من المخيم إلى شمال سوريا وتحديداً لمدينة ادلب لتجنيب المخيم عملية عسكرية وهدمه على رؤوس اصحابه، الا ان النظام عاد ورفض اخراجهم من المنطقة واصـر على الحـل العسـكري.

محاصرة التنظيم

وفيما يخص معظم مساحة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وإحياء التضامن والحجر الأسود حيث ينتشر تنظيم الدولة، يواصل النظام السوري تصعيده العسكري بمساندة الميليشيات الإيرانية والفلسطينية الموالية له، باسناد جوي روسي، وقصف صاروخي ومدفعي، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات المهاجمة وتنظيم الدولة على محاور عدة.
الناشط الإعلامي عزالدين الدمشقي أوضح، ان قوات النظام تسلمت نقاط الثوار الفاصلة بين بلدة « يلدا» من جهة وإحياء «التضامن والمخيم» من جهة أخرى، وذلك ضمن الاتفاق المبرم بين الطرفين. وأضاف لـ «القدس العربي» ان المواجهات مشتعلة بين قوات النظام وتنظيم الدولة على محاور «جبهات حي التضامن» والمحاور القتالية في «مخيم اليرموك» محور «شارع فلسطين ومحور الشهداء ومحور حي الزين ويلدا» إضافة إلى جبهات «الحجر الأسود» من محور «معمل بردى وقاعدة الصواريخ» وجبهات حي التضامن من محور «شارع دعبول – ابنية الإسكان – فرن الأمين – شارع السبورات».

اتفاق البلدات الجنوبية

ووجدت فصائل المعارضة العاملة في بلدات «يلدا- ببيلا – بيت سحم» ابرزها «جيش الإسلام واحرار الشام» نفسها مجبرة على ابرام اتفاق مشابه للاتفاق الذي عقدته قيادتها في دوما وحرستا وبلدات القلمون الشرقي الشهر الفائت مع الجانب الروسي، لتجنيب المنطقة مزيدًا من التصعيد العسكري، حيث بدأ امس الاثنين تنفيذ بنود الاتفاق بتسليم جبهات التماس مع تنظيم الدولة، للنظام، تمهيداً لإجلاء المقاتلين، وتهجير المدنيين المعارضين للنظام من مناطقهم إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة في ادلب وجرابلس وقسم قليل جداً منهم إلى درعا، فيما سينقل المدنيون إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية.
وينص الاتفاق على تسليم فصائل المعارضة العاملة في بلدة يلدا جنوبي دمشق نقاط التماس مع تنظيم الدولة، وقال الناشط الإعلامي «رامي السيد» ان العدد التقريبي للخارجين من بلدات «يلدا – ببيلا – بيت سحم» يتراوح ما بين 15 الف شخص، إلى 20 الفاً، بينهم نسبة قليلة من اهالي البلدات، فيما ستكون النسبة الأكبر من اهالي الحجر الاسود ومخيم اليرموك النازحين إلى المنطقة، إضافة إلى مدنيين وعسكرين من أهالي محافظة ادلب من سكان حي التضامن، ومدنيين نازحين من بلدات السبينة وحجيرة والسيدة زينب التي سيطر عليها النظام اواخر عام 2013 مشيراً إلى ان نسبة اللاجئين الفلسطينين الخارجين بموجب هذا الاتفاق لا تتجاوز 15 بالمئة، فيما سيبقى في البلدات نحو 75 الف شخص، سيقوم المطلوبون منهم بتسوية وضعهم ومصالحة النظام السوري، بينما ستدخل قوات روسية لضمان امن المنطقة.

«النصرة» تجلي مقاتليها من مخيم اليرموك مقابل تسليم 38 أسيراً للنظام وتصعيد عسكري له ضد تنظيم «الدولة»
«تحرير الشام» والمعارضة تسلّمان مناطقهما جنوبي دمشق
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عماد الحواد:

    يدمرون اوطانهم بايديهم

إشترك في قائمتنا البريدية