تقع الموصل والرقة قرب نطاق نفوذ كردي بالعراق وسوريا، وهما مدينتان كبيرتان تحتاج السيطرة عليهما لأعداد كبيرة من المقاتلين المهيئين لقتال الشوارع بالمدينتين ولتأمين خطوط إمداد ستتعرض لهجمات استنزاف كلما طالت.
والأهم من ذلك أن اقتحام المدن يبقى مهمة أسهل من البقاء فيها على المدى الطويل، عندما يتعلق الأمر بقوات ذات انتماء عرقي مغاير لحاضرتين عربيتين كبيرتين شمال العراق وسوريا.
بالنسبة للموصل فإن قوات البيشمركه التي تحيط بها لم تفلح في تحقيق تقدم حقيقي نحو الموصل او الحويجة جنوبا على مدى العامين الماضيين، وهذا يظهر ان تلك القوات ورغم تلقيها لدعم من قوات التحالف إلا أنها لا تمتلك القدرة اللازمة لمواجهة تنظيم «الدولة»، بينما تمكنت قوات كان مكونها الرئيس ميليشيات الحشد الشيعي مستعينة بقوات التحالف الجوية من استعادة عدة مدن من التنظيم، مستفيدة من ميزة تتمتع بها تلك الميليشيات وهي قدرتها على الزج والتضحية بأعداد كبيرة من المقاتلين المندفعين عقائديا، بينما تبدو إحدى نقاط ضعف قوات البيشمركه في كردستان العراق، عدم قدرتها على التضحية باعداد كبيرة من عناصرها المنتمين لكردستان العراق، على عكس مقاتلي الميليشيات الشيعية التي ينتمي ابناؤها لمناطق الجنوب الشيعي ولا تبدو أنها تكترث بأعداد القتلى الكبيرة التي تكبدتها على مدى ثلاثة اعوام من قتال تنظيم «الدولة». وبما أن الأطراف الكردية التي تمتلك السيطرة على محيط الموصل ترفض مشاركة كبيرة لقوات الحشد الشيعي، وهي كما قلنا الاكثر فعالية في مواجهة التنظيم، فإن هذا الامر سيجعل القوات المهاجمة أقل تأثيرا، ولو احتوت فرقا عسكرية من جهاز مكافحة الارهاب الحكومي العراقي وغيرها من التشكيلات الحكومية، لأن هذه القوات الحكومية هي نفسها التي فشلت في التصدي للتنظيم في الموصل، عندما سيطر عليها قبل نحو عامين ونصف العام، ليتم تشكيل الحشد الشيعي حينها لمواجهة هذا القصور.
هذا لا يعني ان هذه القوات من دون الحشد الشعبي ستفشل في دخول الموصل، ولكن مهمتها ستكون أكثر صعوبة وأطول زمنا، وان ساندها القصف الجوي للتحالف وهو العامل الأهم الذي رجح كفة كل القوى المهاجمة ضد مناطق التنظيم في العراق وسوريا.
أما إن تم التوافق من خلال القيادات السياسية على زج اعداد أكبر من قوات الحشد الشيعي فإن ذلك سيحدث على الاغلب باتجاه جبهة تلعفر، حيث ينتمي نسبة من السكان التركمان هناك للطائفة الشيعية، وهكذا فإن الجبهة الغربية للموصل حيث تلعفر ستكون على الاغلب المنطقة التي ستتولى فيها قوات الحشد الشيعي مهمة قتال التنظيم فيها. وقد تستغرق معارك السيطرة على محيط الموصل الجنوبية والغربية فترة ليست بالقليلة، حيث حمام العليل والصحراء الممتدة نحو البعاج التي ستكون بقراها العشائرية المنفذ المفضل لمقاتلي التنظيم، إذا قرروا الانسحاب بعد معارك المدينة الطاحنة داخل الموصل، التي ستكون مثالية لقتال الشوارع، وستسبب خسائر كبيرة للقوات المهاجمة، ما سيدفعها ربما للاكتفاء بالسيطرة على بعض الأحياء بأطراف المدينة ثم حصارها بدلا من التوغل لإحكام السيطرة على كل احيائها ودفع فاتورة باهظة من الخسائر.
في هذه الاثناء فإن هجمات التنظيم الخاطفة على الثكنات العسكرية في عدة نقاط بالانبار وصلاح الدين، كما حصل قبل ايام في الرطبة، وكما سيحصل كلما ازداد طول خطوط الامداد لقوات الحشد والحكومة العراقية وانتشارها في القرى، قد يدخل تلك القوات بدوامة استنزاف، ستزيد حتما كلما خرج التنظيم من المدن، لأنه سيتحرر من الاستهداف الجوي كما كان يحدث في المدن التي يتمركز فيها، وستصبح هجمات مجموعاته خاطفة لا يُعرف من أين أتت ولا إلى أين ستعود لتختبئ!
بالنسبة للرقة، فإن معركتها تبدو أبعد زمنيا من الموصل، فما زالت تتمتع بمساحات واسعة من أحزمة الدفاع في محيطها، إن كان شرقها المفتوح نحو دير الزور، أو شمالا حيث عين عيسى، وما تزال مدينة الباب بريف حلب الشرقي تشكل خط دفاع أولي غرب الرقة ودابق والقرى المحيطة التي اوشكت على السقوط كليا بيد قوات درع الفرات، تشكل بدورها خط دفاع عن مدينة الباب.
النطاق الكردي ايضا شمال الرقة هو الاكثر تأثيرا، مع الفرق أنه قدم أداء افضل من البيشمركه وحقق تقدما في العامين الماضيين في الحزام الكردي قرب الرقة، إن كان في الشدادي وتل أبيض وكوباني وأخيرا منبج، وهذا ما دفع المسؤولين العسكريين الامريكيين للقول ان الاكراد هم الخلفاء الاكثر فعالية في مواجهة التنظيم.
ولكن القوات الكردية أيضا ستحتاج لأعداد كبيرة من المقاتلين في حال ارادت الغوص اكثر جنوبا نحو القرى الصحراوية العربية حول الرقة، وإن استعانت تلك القوات بتحالفات مع قوات عشائرية عربية كقوات الصناديد المنتمية لقبيلة شمر، فإن التمدد اكثر نحو المناطق العشائرية لن يكون مهمة سهلة، خصوصا انها مناطق عربية خالصة وليست كالمناطق الشمالية حيث مئات القرى الكردية التي وفرت لها زخما بشريا ولوجستيا كبيرين.
ورأينا كيف أن تلك القوات القادمة من الحسكة لم تتمكن من التقدم جنوبا اكثر من الشدادي، فكلما تقدمت اكثر، ستطول خطوط الامداد وتصبح اكثر تعرضا لهجمات استنزاف خاطفة في مناطق صحراوية خالية من أي قرى كردية موالية تؤمن حماية لتلك القوات. وهكذا فإن الواقع الديمغرافي يفرض نفسه كعامل مؤثر في المعارك حول الرقة، وهو يميل لصالح التنظيم كلما اتجهت المعارك جنوبا بعمق بادية الشام، آخذين بالاعتبار عامل الحساسية القومية من قبل السكان المحليين، حيث لن تكون القوات الكردية محل ترحيب في قرى عربية. وستبقى مهمة قوات الحماية الشعبية الكردية في الاستقرار وإدامة السيطرة على المدن والقرى العربية كمنبج مهددة مستقبلا، ولن يحل هذه المعضلة إشراك قوات عربية خاضعة لها، سينظر لها بانها ديكور عربي لهيمنة كردية. وتبدو القوات النظامية السورية مهتمة هي الاخرى بالتقدم صوب الرقة، من جنوبها الغربي، وهي ايضا تملك تحالفات مع ميليشيات عشائرية بعضها ينتمي لقبيلة الشعيطات المدفوعة بأحقاد قبلية ضد العشائر الموالية للتنظيم في الرقة ودير الزور.
وتبدو مدينة الباب مفتاح المعركة نحو الرقة، يتسابق للوصول لها ثلاثة اطراف، الاكراد القادمون من منبج شرقا، وشمالا قوات الجيش الحر الموصوفة أمريكيا بالمفحوصة والمدعومة تركيا من جهة بلدة دابق التي أوشكت تلك القوات على السيطرة عليها، وغربا تبدو الباب مهددة بهجوم آخر من قوات النظام، قادمة من مطار كويريس ومن المدينة التي ستكون السيطرة عليها مفتاح انطلاق قوات النظام نحو الباب والرقة، مدينة حلب .
فإن تمكن النظام من تحييد مدينة حلب، سواء بالسيطرة عليها، او باتفاق مع الفصائل داخل المدينة يقضي بتسوية تقود لهدنة (كما هو حاصل عمليا منذ عامين في حلب حيث يندر ان تقع معارك كبيرة بين النظام وفصائل الحر داخل حلب المدينة)، فإن هذا يعني أن آلافا من قوات النظام داخل حلب ستصبح مفرغة تماما، وستتوجه شرقا باتجاه الباب، ليتكرر سيناريو تدمر، عندما استغل النظام الهدنة مع الفصائل في مناطق المعارضة وتوجه لينفرد بمدينة تدمر ويستحوذ عليها بعد معارك شرسة خسر فيها مئات الجنود والضباط على يد التنظيم.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
وائل عصام
بالعكس قوات البشمركة استطاعت ان تحرر مساحات واسعة و تحرر مناطق كثيرة كانت بيد داعش بل هزيمة داعش بدأت اصلا عندما تصدت لها قوات البشمركة و حررت سدة موصل و مناطق زمار و سنجار و مناطق مخمور و كوير و جنوب غرب كركوك و جلولاء..اما الحشد الشعبي لم يستطع تحرير بلدة صغيرة اسمها بشير و هي تقع جنوب كركوك حتى فلوجة لم تستطع الحشد الشعبي تحريرها الا بعد عامين و بواسطة الجيش العراقي و بتغطية طائرات التحالف..المعروف ان كل المعارك التي خاضها قوات البشمركة انتصرت فيها اما الحشد الشعبي تقريبا عاجزة ان تهزم داعش..حتى في مناطق موصل الان قوات البشمركة تحاصر موصل من ثلاثة جهات اما الحشد الشعبي لازالوا في مناطق كياره و بعيدين عن موصل ب 50 كيلومتر
تنظيم داعش مخترق من عدة أجهزة مخابرات محلية تسيره حيث تريد – ولهذا لا تعرف وجهة التنظيم القادمة أهي للدفاع أم للهجوم
هناك هوة سحيقة بين قيادة داعش وأفرادها – وهناك أجندات لهذه القيادة لا يوافق عليها معظم منتسبيهم وهي خارجة عن الجهاد
الداخل لداعش مفقود والخارج منها مولود ! فداعش لا تسمح لأفرادها بمغادرتها حتى ولو بالعودة لبلادهم ورؤية أقربائهم
أغلب من دخل داعش يخطط الآن كيف سيهرب منها لأنهم عرفوا حقيقتها وأنها غير مخلصة وصادقة بطرحها لهم !
ولا حول ولا قوة الا بالله
قوات البشمركة زي الي بتتغزل بشعر بنت عمهما.
اخ كازان المناطق التي تم احتلالها من هذه القوات المتحالفة مع(الامبريالية الامريكية) لم تكن لشجاعتها وبسالتها بل يعود للغطاء الجوي الذي توفزة طائرات قوات التحالف. فهم لا يحتلون منطقة الا بعد تدميرها من طائرات التحالف. هذه القوات التي تسمونها عقائدية. الحقيقية غائبة.
الأخ حرحشي الپيشمرگة وشعب كردستان معروفون بشجاعتهم و بسالتهم لكن المنزلية التي تجري الان هي ليست مع منظمة ارهابية محدودة بل الداعش هي قوة لا تستهان به كونها تمثل قوة مدعومة إقليميا حيث تشارك فيها خيرة خبراء عسكريين من دول سنية عدة و من ضمنهم الاْردن . والهدف من تأسيس داعش كانت لعدة أسباب أولهما محاولة اجهاض الحلم الكردي والثاني محاربة النظام السوري والثالث ضرب شيعة العراق إذن الدول السنية في المنطقة هم من اسسوا الداعش حتى لا
تنهض دولة عراقية شيعية و كردية قوية من حيث الاقتصاد في المنطقة كما اشرت المستهدف فقط النفط والكرد والشيعة
هذه أصل حكاية داعش ،