النظام السوري يجبر شبان عائلات الغوطة المحتجزة لديه على التطوع في «جيش الوفاء»

حجم الخط
0

دوما ـ «القدس العربي» أكدت مصادر ميدانية خاصة أن النظام السوري لا يزل يحتجز 60 عائلة من أهالي الغوطة الشرقية داخل مدرسة في ضاحية قدسيا الخاضعة لسيطرة جيش النظام في العاصمة السورية دمشق.
وقال أبو المعتصم الناشط الإعلامي من داخل دوما في حديث خاص لـ»القدس العربي»: إن قرابة 600 شخص أغلبهم من النساء والأطفال، وهم من الدفعة الثالثة والرابعة الذين كانوا بمثابة طعم بعد وصول الدفعتين الأولى والثانية إلى داخل العاصمة دمشق بأمان، لا يزالوا محتجزين ضمن مدرسة، حيث يخضع الأهالي فيها وخاصة من هم في عمر الشباب إلى تدريس ممنهج وصفه المصدر «بغسيل الأدمغة» من قبل الإدارة السياسية التابعة لجيش النظام في محاولة منها لتطويع الشبان في ما يسمى بـ»جيش الوفاء».
وبين أن النظام لا يسمح للأهالي بالخروج من المدرسة ولا حتى زيارة أقاربهم، ويصف النظام السوري «جيش الوفاء» بالجيش الحيادي المكون من كتائب المعارضة المسلحة من جهة، وجيش النظام من جهة ثانية، في نية لتجيش أبناء الطائــفة الواحـــدة على جبهتين متضادتين على تخوم بلداتهم بحسب المصدر.
«جيش الوفاء» الذي أُنشئ حديثاً من قبل النظام، يتكون بشكل أساسي من شبان من الغوطة الشرقية الذين نزحوا إلى مدينة دمشق بسبب الظروف القاسية التي يعيشها أهالي الغوطة، فاعتقلتهم قوات النظام لتزج بهم قسراً على جبهات الغوطة الشرقية.
يشار إلى أن جيش النظام سمح لقرابة 120 عائلة من المحاصرين داخل بلدات الغوطة الشرقية بالخروج من داخل الريف المحاصر إلى مدينة دمشق في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي أي قبل شهر، وذلك عبر معبر مخيم الوافدين الخاضع للجيش، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها خلال فترة حصار ريف دمشق الشرقي التي زادت عن العام.
ولم يكن الاتفاق على إخراج الأهالي بصفة رسمية أو اتفاق مع نظام الأسد، ولم تشرف عليه كتائب المعارضة المسلحة، بل قامت به شخصيات من أهالي دوما الموالين لحكم الأسد، والذين يتعاونون معه في ملف يطلق عليه النظام اسم «تسوية الأوضاع»، ومن ضمن هؤلاء «عمر عيبور»، وهو مذيع في إذاعة دمشق الحكومية، و«محـــروس الشغري» وهو «شبيح لصالح جيش الأسد»، بحسب المصدر.
وتم فتح حاجز مخيم الوافدين العسكري أمام العائلات فقط مرتين، الأولى لمدة ساعتين، والثانية بعد يوم واحد من الأولى، وبشروط من قبل اللجنة الموكلة من نظام الأسد، حيث يربط هذا الحاجز ما بين مدينة دوما من الجهة الشمالية الشرقية، أكبر معاقل المعارضة المسلحة من جهة، ومخيم الوافدين الخاضع لسيطرة جيش النظام، بالقرب من سجن دمشق المركزي من جهة أخرى.
وبين المصدر ذاته أنه سمح بالخروج لكبار السن والأطفال والنساء فقط، وكان بانتظارهم حافلات نقل كبيرة بإشراف جيش النظام وشخصيات موالية من أهالي مدينة دوما، وتم نقلهم إلى بلدة «ضاحية قدسيا» حيث مراكز إيواء لحصر العائلات هناك، وتم التحقيق مع ذوي الشبان المطلوبين لفروع الأمن التابعة لبشار الأسد.
وكان السبب الأول لخروج الأهالي هو فرار الكثير من الأطباء والمسعفين القائمين على المشافي الميدانية والنقاط الطبية الموزعة في بلدات الريف الشرقي المحاصر، بسبب سوء الأوضاع المعيشية ولجوئهم إلى تسوية وضعهم مع جيش النظام، الأمر الذي أدى إلى إنهاك الكوادر الطبية المتبقية، واضطرارهم إلى تعليم أشخاص ليس لهم علاقة بالسلك الطبي لإجراء الإسعافات والإشراف على المرضى وأدويتهم وعلاجهم، الأمر الذي نتج عنه انتشار الكثير من الأمراض، عدا ندرة الأدوية المطلوبة لعلاج الجرحى والمصابين.
أما السبب الآخر فهو إغلاق جيش الأسد للمعبر الإنساني الوحيد المؤدي إلى الغوطة الشرقية مع بداية الشهر الحالي، وما نتج عنه من الارتفاع الهائل لأسعار المواد الغذائية إن توفرت، بعد أن كان يسمح لتجار النظام من أهالي المنطقة بالدخول إلى مناطق الحصار وبلدات الغوطة لمدة تقارب ستة شهور، وهم محملون بالمواد الغذائية والتموينية والخضار، بهدف بيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة والمحاصرة من قبل جيش النظام من أكثر من عام ونصف، مع إغلاق جميع المنافذ.

هبة محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية