النظام يرسل تعزيزات باتجاه جنوبي سوريا والمعارضة تتصدى له

حجم الخط
0

عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ـ وكالات: بينما يحشد النظام السوري عسكرياً، وفق مصادره الرسمية، باتجاه منطقة «مثلث الموت» جنوب غربي سوريا، وهو عقدة اتصال محافظات ريف دمشق مع القنيطرة ودرعا، قال مصدر عسكري في المعارضة السورية لـ «القدس العربي»: «إن تشكيلات الجيش السوري الحر في محافظة درعا، مستعدة لكافة الاحتمالات، وفي حال فرضت المعركة، فإنها قادرة على خوض غمارها، وإن ما تملكه الجبهة الجنوبية المعارضة من أسلحة مع بقية التشكيلات، يكفيها للقتال لأعوام، لا لأشهر»، فيما هدد رئيس النظام السوري بشار الأسد باللجوء إلى القوة لاستعادة مناطق واسعة من البلاد تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكياً، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق له، الأمر الذي عده محللون رسائل بكل الاتجاهات لتحريك بت مصير الشمال والشرق السوري الذي تحكمه حسابات معقدة إقليمية ودولية.
كلام الأسد جاء في مقابلة بثتها قناة «روسيا اليوم» صباح أمس، قال الأسد فيها إنه بعد تحرير مناطق عدة في البلاد «باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن.
وقال الأسد «سنتعامل معها (قوات سوريا الديمقراطية) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (..). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم».
بينما رد في وقت لاحق، كينو غابرييل المتحدث باسم هذا الفصيل «نحن كقوات سوريا الديمقراطية قوات سورية حقيقية وبامتياز، ولسنا لعبة في أيدي أي جهة سواء داخلية او خارجية». وأضاف «لا يوجد أي مفاوضات مع النظام من طرف قوات سوريا الديمقراطية». وكرر أن الحل العسكري ليس هو الحل الذي يوصل إلى أي نتيجة. وقال غابرييل في رسالة صوتية لرويترز «أي حل عسكري بما يخص قوات سوريا الديمقراطية سوف يؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري».
تزامناً قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس الخميس، «إنّ سيناريو انسحاب إرهابيي تنظيم «ب ي د» الكردي من غربي الفرات في سوريا سيطبق لا محالة على شرقه أيضاً». وجاءت تصريحات يلدريم هذه خلال لقائه ممثلي المنظمات المدنية في ولاية غريسون شمالي البلاد.
وحول جبهات الجنوب قال مراسل الأناضول، إن النظام السوري يواصل استقدام تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، في إطار التحضير لعملية عسكرية مرتقبة باتجاه معبر حدودي مع الأردن، وسط استعداد فصائل المعارضة للتصدي لها.
وتقوم أرتال قوات النظام بالمرور ليلاً إلى الثكنات العسكرية في شمال درعا وبلدة خربة غزالة على الأوتوستراد الدولي الرابط بين العاصمتين السورية دمشق والأردنية عمان، وتتألف من دبابات ومنصات صواريخ ورشاشات ثقيلة ومتوسطة.
وقال أبو شيماء الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» (تجمع فصائل معارضة) في درعا، للأناضول، إن فصائل المعارضة رصدت عبور بعض الأرتال العسكرية إلى درعا من ريفها الشمالي والعاصمة دمشق، وتمركز بعضها في اللواء 32 قرب مدينة درعا، وأخرى على أطراف بلدة خربة غزالة. وأضاف أن الفصائل استهدفت أمس رتلاً عسكرياً مؤلفاً من 12 دبابة قرب مدينة درعا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام بينهم ضابطان، ما منع استكمال الرتل طريقه إلى المدينة.
من جهة أخرى سيطرت فصائل المعارضة السورية على ثلاثة مواقع لتنظيم «الدولة» في هجوم شنته فجر أمس الخميس في محافظة درعا. وقال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) «سيطرت قواتنا اليوم على ثلاثة مواقع على أطراف بلدة حيط التي يحاصرها مسلحو جيش خالد المبايع لتنظيم داعش في منطقة اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي». وأشار إلى مقتل أربعة عناصر من «الدولة» وإصابة سبعة آخرين واغتنام كمية كبيرة من الاسلحة، مؤكدا أن «الجيش الحر أطلق عملية ضد مسلحي داعش لاقتلاعهم من المنطقة».(تفاصيل ص 4)

النظام يرسل تعزيزات باتجاه جنوبي سوريا والمعارضة تتصدى له
الأسد يهدد باستخدام القوة ضد القوات الكردية المدعومة أمريكيا

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية