غزة ـ «القدس العربي»: تراجعت حدة المواجهات في المنطقة الحدودية داخل قطاع غزة بعد يوم الجمعة الدامي، لكن التوتر لا يزال قائماً مع استمرار الاعتصامات والدعوة الى مزيد من المسيرات والتجمعات.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا المشرفة على مسيرة «العودة الكبرى» أن المواطنين يواصلون لليوم الرابع «التدفق اليومي الى الخيام» المقامة على بعد مئات الأمتار من الحدود الشرقية والشمالية للقطاع مع إسرائيل تأكيداً «للتمسك بحق العودة الى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وصولا ليوم الزحف الكبير في الذكرى الـ70 للنكبة» في 15 أيار/مايو المقبل.
وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة «استشهاد فارس الرقب (29 عاما) صباح الإثنين متاثرًا بجروح أصيب بها الجمعة بعيار ناري في البطن شرق خان يونس». ونعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين «ابنها البار فارس الرقب شهيد».
وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 17 في هذه المواجهات التي جرح فيها نحو «1490 فلسطينيا منذ الجمعة حتى مساء الأحد من بينهم 815 بالرصاص الحي والمتفجر، منها 154 في منطقة الرأس والرقبة، و52 في الصدر والظهر، و3 في البطن والحوض، و97 في الأطراف العلوية، و89 في الأطراف السفلية وغيرها «، كما أعلن القدرة.
وأضاف القدرة ان «46 مصابا لا يزالون في حالة خطرة او حرجة. وأوضح أن من بين المصابين 196 طفلا و57 سيدة، مؤكدا في الوقت ذاته وجود نية مبيته لدى الاحتلال لاستهداف المدنيين العزل خلال المسيرة»، مشيرا أيضا أن معظم الإصابات كانت تحتاج لعمليات جراحية طويلة. وتجمع عشرات من أقارب الرقب عند بوابة ثلاجة الموتى في مستشفى «غزة الأوروبي» في خان يونس قبل تشييعه. وقال أحد أقاربه انه «لم يكن يشكل أي خطر» على الجنود الإسرائيليين عندما جرح بينما كان يساعد في نقل مصابين الى سيارات الإسعاف. والتقط مصور وكالة فرانس برس الجمعة صورة لفارس الرقب وهو يساعد في نقل جريح في منطقة شرق خان يونس.
وتواصلت المواجهات قرب السياج الحدودي حيث احتشد الإثنين عشرت الشبان والصبية على بعد عشرات الأمتار من السياج شرق مدينة غزة. وأشعل بعضهم إطارات السيارات وأطلق الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع وأحيانا العيارات النارية لتفريقهم.
واعتصم عدد من عائلات اللاجئين داخل الخيام المواجهة للحدود والتي تحمل أسماء بلدات فلسطينية وعائلات لاجئة، قرب منطقة المنطار – كارني شرق غزة. وتجمع عشرات الفتية قرب الخيام المنصوبة بالقرب من معبر ايريز.
وأعلنت الهيئة الوطنية العليا التي تضم الفصائل الفلسطينية والمجتمع الأهلي تشكيل «لجنة قانونية دولية تضم خبراء قانونيين وحقوقيين من عدة دول حول العالم لملاحقة جنود وقادة جيش الاحتلال لارتكابهم جريمة حرب ضد المدنيين العزل» خلال أحداث الجمعة.
وأشارت إلى أن المتظاهرين كانوا يطالبون بحقهم بتطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحق العودة وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة رقم 194، وأكدت انها ستسعى لملاحقة الاحتلال «في كل الأروقة القضائية الدولية».
ودعت كل من يملك أدلة أو صوراً أو فيديوهات تثبت «جرائم الاحتلال وجيشه» ضد المشاركين العزل في «يوم الأرض»، لأن يسلمها لها عبر بريد إلكتروني خاص بها، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مسعى إسرائيلي لحرف الأنظار والانتقادات الدولية الموجهة إليها على خلفية مهاجمة تظاهرات الحدود الشعبية، زعم جيش الاحتلال قيامه بتفجير عبوات ناسفة زرعت على الحدود الشمالية لقطاع غزة، وقال الجيش إنه اكتشف عبوتين على الحدود وقام بتفجيرهما تحت السيطرة. واتهم الناطق باسم جيش الاحتلال حركة حماس بمحاولة استغلال المظاهرات لزرع عبوات على الحدود.
وضمن مخططات إسرائيل للتصدي المتظاهرين، باشرت قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي وضع أسلاك شائكة جديدة على طول حدود القطاع، بعرض يصل لنحو ثلاثة أمتار، وبطول مماثل، تجهيزا ليوم «الزحف الكبير» المقرر يوم 15 مايو المقبل.