كارثةٌ حلَّتْ بالمدرسة!
/لا تُشعِلوا مَصابيحَ الجَيْبِ
المَسْألةُ ليستْ مسألة إضاءة/
…
تضجُّ الإدارةُ،ولا يُمكِنُ احتواؤها بتشبيهٍ تقليديّ:
) كخليّةِ نَحْلٍ..(
ويُقالُ تدخّلَتْ جهاتٌ عُليا تبرَّأتْ منها الجهاتُ..
…
الطّاولاتُ قذفَتْ حقائبَ المُدرِّسينَ منَ النّوافذ
والمقاعدُ الجامِدة منذُ عُقود
أحرقتْ نفْسَها بالكُتُب والدّفاتر.
… السُّبّورةُ وشَمَتْ على جَسَدِها فجراً غريباً ودرجاتُ السّلالمِ
تبادَلَتِ الهمسَ المُريبَ في آذان بعضها بعضاً.
…
تجمَّعوا في المَمرّات
غنُّوا للوجهِ المَقلوبِ منَ الرّيح
وصفَّقوا بقوّةٍ على أكُفِّ الأبواب:
إرْحلي إرْحلي أيَّتُها الجُدرانُ الجاهِلة
…
اهتاجَ الغُبارُ الكسولُ
واكتشفَ الصَّمتُ العتيقُ حلّاً
يُخلِّصُ الأجنحةَ من عَجْزِ الوُصول.
…
لنْ يترهَّلَ الصَّبرُ بعدَ الآن
الطُّلابُ يُحطِّمونَ الأصنامَ
ويُعَشِّبونَ المُشاغبات الرَّحبة في قُلوبِهِم
ودرسُ الأبَد: كيفَ نُتوِّجُ صخرةَ سيزيف الفاشِلة على مَملكةِ العالَم
…
/استطالَتْ أذرعُ الدَّهشة
وتشعَّبَتْ على مُحيط الأرض،
وصارَ المُستحيلُ
بِمذاق مُعجِزة/
…
وصَلَ المُوَجِّهونَ من كُلِّ ثَغرةٍ
فردَّدَتِ الأسوارُ الهارِبة:
لا شيءَ يَرجعُ إلى الوراءِ
إلّا الوراء.
وهؤلاءِ المُحارِبونَ
سينكمِشونَ من تلقاءِ أنفُسِهِم:
(القَمْعُ خُردةٌ تُطعِمُ المَخاوِفَ
والغدُ مُبادَرةُ الفاتحينَ نحوَ الحيا)…
هذا خَرابٌ يُبطِّنُهُ لقاء
اقتَلَعَ عبارات المُربِّينَ من أوتادِها
هذهِ كارِثةٌ لها إشراقةُ الوَباء الجديد
روَّعَتْ مَناهِجَ التَّعليم.
…
لا الرّأسُ مَعروفٌ، ولا الذّيْلُ،
والفُرْجَةُ جلُّ ما يستطيعونَ فِعْلَهُ:
…
)غُيومٌ انتحاريّة تحُطُّ في باحةِ المدرسة
تحملُ الطُّلّابَ، وتصعَدُ بعيداً،
تُسَرِّبُ لهُم أجوبةَ الامتحانات ثُمَّ تعودُ بهِم ناجحين)
كاتب سوري
مازن أكثم سليمان