تعز ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر عسكرية أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي سيطرت بالكامل على معسكر ماس، الواقع في آخر نقطة فاصلة بين محافظة مأرب ومحافظة صنعاء، والذي يبعد عن العاصمة بنحو 80 كيلو متر.
وقال لـ(القدس العربي) ان «قوات المقاومة الشعبية ووحدات من الجيش الوطني تمكنت الخميس من السيطرة الكاملة على معسكر ماس الاستراتيجي، والذي يعد آخر قلعة مسلحة كانت بيد المسلحين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح، في أطراف محافظة مأرب باتجاه العاصمة صنعاء، والذي كان حجر عثرة أمام تقدم المقاومة الشعبية باتجاه العاصمة صنعاء».
وأوضح أن «السيطرة الكاملة على معسكر ماس من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني، والتي جاءت بعد شهور طويلة من المحاولات المتكررة لتحقيق ذلك، يعد انتصارا كبيرا وتقدما عسكريا مهما نحو محاصرة العاصمة صنعاء، التي أصبحت على مرمى نيران المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، بعد التقدم العسكري الذي تحقق اليوم».
وذكت مصادر قبلية أن القوات الموالية للرئيس هادي تحركت عقب سيطرتها على معسكر ماس، نحو المناطق الاستراتيجية باتجاه العاصمة صنعاء وسيطرت على العديد منها، حتى وصلت إلى مفرق الجوف في الطريق العام بين محافظات صنعاء والجوف ومأرب، والذي يعتبر الشريان الرئيسي بين العاصمة صنعاء وهذه المناطق القبلية.
وأشارت مصادر سياسية إلى أن الجميع يتمنون ألا يتم الزج بالعاصمة صنعاء في أي مواجهة عسكرية، حتى لا تتضرر المدينة وسكانها بشكل كبير، خاصة وأنها لا تمثل طرفا بعينه، بقدر ما يقطنها سكان من كافة أرجاء اليمن ومن جميع الأطياف السياسية والتيارات المذهبية.
الى ذلك قال مصدر رسمي في وفد المفاوضات الحكومي في سويسرا لـ(القدس العربي) ان «الهدنة تعثرت بسبب الاختراقات الدائمة لوقف إطلاق النار من قبل المتمردين الحوثيين وأتباع المخلوع علي صالح، وهو ما دفع بقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقات التحالف إلى الرد بالمثل في أكثر من جبهة ومن ضمنها جبهة مأرب وحجة وتعز وغيرها».
وأوضح أن «مباحثات إحلال السلام بين الحكومة والمتمردين الحوثيين التي بدأت الثلاثاء الماضي في سويسرا لا زالت متعثرة حتى مساء الخميس ما عدا الموافقة الحوثية بدخول المواد الاغاثية المحدودة إلى مدينة تعز».
وأعرب عن تفاؤله في أن تحقق هذه المباحثات نتائج إيجابية وأن تضع حدا لشلال الدم الذي يراق في العديد من جبهات القتال وأنه حان الوقت لوقف إطلاق النار بشكل دائم بين اليمنيين، لكنه أعرب عن إحباطه من التعنت الشديد الذي يبديه وفد الحوثي/صالح المفاوض في أمور جانبية وإضاعة الوقت في قضايا متفق عليها سلفا مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ كشرط للمشاركة في هذه المباحثات.
وأوضح أن الخلاف لا زال محتدم بين الوفدين المتفاوضيين، إثر محاولة الوفد الحوثي/صالح إضاعة الوقت بأمور فنية متفق عليها سلفا، بعيدا عن القضايا الجوهرية، حيث يحاول أعضاء الوفد الحوثي/صالح ان يطرحوا أنفسهم على أساس وفدين مستقلين، بينما يرفض الوفد الحكومي ذلك، الذي يصر على أن تكون المباحثات بين وفد (الحكومة) ووفد (المتمردين)، وفقا لما تم الاتفاق عليه مع مبعوث الأمم المتحدة، والذي على أساسه تم عقد هذه المباحثات.
في غضون ذلك ذكرت مصادر محلية ان وساطة قبلية في محافظة لحج نجحت صباح أمس في التوصل إلى عملية تبادل للأسرى بين ميليشيا الحوثيين والمقاومة الجنوبية، بعيدا عن مجريات المفاوضات الجارية في سويسرا بين وفد الحوثيين/صالح والوفد الحكومي.
وقالت لـ(القدس العربي) ان «عملية التبادل للأسرى بين الجانبين الجنوبي والحوثي تمت عبر وساطة قبلية في مقدمتها الشيخ ياسر الحدي، وأن عملية تبادل الأسرى تضمنت الإفراج عن 340 أسيرا من الحوثيين، مقابل الافراج عن 265 أسيرا من المقاومة الجنوبية، والذين وصل عدد منهم إلى محافظة عدن ولحج بعد ظهر أمس».
من جهة أخرى خاطب الرئيس هادي خريجين مستجدين من قوات المقاومة في الجنوب الذين استوعبتهم الحكومة في الجيش الوطني بقوله «انكم اليوم تمثلون نواة الجيش الوطني الحق الذي ولاءه لله ثم للوطن وليس لفرد او لأصحاب المشاريع الصغيرة».
وأضاف «هناك عدد من الدورات والدفع في طريقها إلى التخرج وستستمر العملية تباعا لبناء جيش وطني خالي من العقد ورواسب الماضي البغيضة لبناء جيش وطني عصري يمثل اليمن الاتحادي الجديد».
وقال «ان الخبرات التي اكتسبها الخريجون الجدد ستكون عونا لهم وإضافة نوعية في تأدية وسلاسة تنفيذ المهام العسكرية القادمة في مواجهة قوى الشر والطغيان التي تتلبس بأشكال وأوجه مختلفة لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن».
وشدد هادي «ستنتصرون حتما على تلك القوى التي تحمل أجندة دخيلة على وطننا ومجتمعنا وعقيدتنا لخدمة اطراف خارجية من خلال عملها بالوكالة لتدمير البلد واستعداء محيطنا وعمقنا الأخوي والاستراتيجي العربي، ولكن في النهاية سننتصر لأننا اصحاب قضية وندافع عن مصير أمة ومستقبل بلد ويرفض أبناءه الأفكار الدخيلة ومصيرها في النهاية الزوال».
خالد الحمادي