تعز-صنعاء ـ «القدس العربي» : أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام تمسكه بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للحزب خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي أعدمته الميليشيا الانقلابية الحوثية في صنعاء في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
جاء ذلك في اللقاء التنظيمي الموسع الثالث لقيادات حزب المؤتمر في المحافظات الجنوبية اليمنية، حيث أكد تمسكه بالرئيس هادي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام وفقا للنظام الداخلي للمؤتمر، وشدد على أهمية الوحدة التنظيمية لحزب المؤتمر والعمل على تجاوز ما يوجهه من صعوبات.
وأكد البيان الختامي الصادر عن اللقاء الحزبي الموسع الذي عقد أمس بعدن بمشاركة أكثر من 1173 عضو، تحت شعار (معا لتعزيز شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام) على ضرورة الاستمرار في دعم مخرجات الحوار الوطني وتقديم الدعم اللامحدود للمقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال و بناء دولة المؤسسات في جميع المناطق المحررة ضمن النظام والقانون.
وأعلن عن موقف حزب المؤتمر من القضية الجنوبية الذي وصفه بـ(الثابت) وعن الشراكة مع مكونات الحراك الجنوبي السلمي والقوى السياسية الأخرى «والعمل سويا لما فيه مصلحة الجنوب دون تفريط أو إفراط».
وأشاد بدور التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية بقيادة السعودية مع اليمن ووصفه (بالموقف التاريخي) لما لعبه من دور «في مساندة الشعب والقضاء على الانقلابيين وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة بقيادة رئيس الجمهورية الذي حمل راية الشعب في التصدي للمشروع الفارسي الدخيل على الوطن».
وأدان المشاركون في اللقاء الموسع لحزب المؤتمر «الاعمال الإرهابية الإجرامية لأذناب فارس في إطلاقهم الصواريخ على التجمعات السكانية في المملكة العربية السعودية وأعمال قتل أئمة المساجد والدعاة والناشطين والضباط التي تتم معظمها في عدن».
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، احمد الميسري، ان «حزب المؤتمر الشعبي العام حاضر في مجمل القضايا التي تمر بها البلاد، وقدم الكثير من الشهداء الذي شاركوا إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحرير أراضيه من قوى الانقلاب باعتبارهم شركاء مسؤولين على هذا الوطن».
وكانت قيادات حزب المؤتمر في محافظتي مأرب وتعز عقدت في وقت سابق لقاءات عامة، أكدت على تمسكها بالرئيس هادي رئيسا للحزب وفقا للنظام الداخلي لحزب لمؤتمر، كما أصدرت قيادات فروع المحافظات الأخرى بيانات سابقة أكدت فيها على تمسكها بقيادة هادي رئيسا لحزب المؤتمر.
وتسعى الحكومة اليمنية التي تحتل قيادة الحزب أعلى المواقع الحكومية فيها إلى لم شتات حزب المؤتمر ومحاولة دمج الفصائل والأجنحة في إطار حزبي موحد يجمع الجميع، بحيث يستعيد الحزب عافيته ويظهر من جديد كحزب سياسي فاعل ومؤثر في الحياة السياسية اليمنية.
وقال مصدر حزبي لـ(القدس العربي) إنه بعد انهيار الشراكة بين حزب المؤتمر والانقلابيين الحوثيين نهاية العام المنصرم شن المسلحون الحوثيون حملة اعتقالات واسعة في اوساط قيادات حزب المؤتمر بصنعاء وأجبروهم على ممارسة العمل السياسي باسم حزب المؤتمر من صنعاء ولكن بما يخدم التوجه الحوثي.
إلى ذلك، أكدت لقاءات المبعوث الأممي الجديد لليمن، البريطاني» مارتن غريفيث»، في صنعاء أن ثمة تحولاً حقيقياً سيشهده مسار التسوية السياسية للأزمة اليمنية في الفترة المقبلة.
ومنذ وصوله صنعاء في 24 اذار/ مارس التقى المبعوث الجديد بعددٍ من قيادات سلطة الانقلاب بما فيهم رئيس وزراء ما يعرف بحكومة الإنقاذ ورئيس مجلس النواب ووزيري النقل وحقوق الانسان ووزير الخارجية ونائبه بالإضافة إلى قوى سياسية مثل ما يعرف بمكون الحراك الجنوبي في صنعاء وقيادات أحزاب اللقاء المشترك المؤيدة للحوثيين بالإضافة إلى لقاء المبعوث لزعيم جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) عبدالملك الحوثي (الأربعاء) وفق ما تداولته أخبار محلية غير رسمية نقلا عن تغريدة للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي.
واعتبر متابعون لقاء المبعوث بزعيم حركة الحوثيين في ظل توقف التحالف عن قصف العاصمة صنعاء خلال أيام زيارة المبعوث لصنعاء يؤكد مدى حرص الطرفين على ابداء نوايا إيجابية باتجاه مساعدة تحركات المبعوث الجديد لحل الأزمة.
وكان المبعوث أوضح أن لقاءاته تأتي في إطار حرصه على الاستماع لجميع الأطراف والقوى السياسية في الساحة اليمنية.
وقال مصدر سياسي يمني لـ»القدس العربي» إن اللقاءات التي عقدها المبعوث الجديد خلال زيارته لصنعاء تؤشر إلى أن تحولاً جديداً سيشهده مسار تسوية الأزمة اليمنية في الفترة المقبلة، حيث يحرص المبعوث على الاستماع للجميع على الأرض في سياق حرصه على استيعاب واقع المشكلة واستعادة ثقة الحوثيين بالمنظمة الدولية بالإضافة إلى معرفة المطالب الملحة وبخاصة ذات العلاقة بالجانب الإنساني.
وهو ما أكده مراقبون رأوا في لقاءات المبعوث الجديد في صنعاء ما يعبر عن أن ثمة توجه دولي واضح نحو تسوية سياسية للأزمة في اليمن لاسيما بعدما أثبت العمليات العسكرية فشلاً على كل المستويات علاوة على تسببت به في تعميق وتوسيع المأساة الإنسانية في هذا البلد بالإضافة إلى ظهور مشاكل على الأرض تزيد من تعقيد الأزمة ما يضاعف من مخاطرها وتهديداتها لأمن المنطقة وطريق الملاحة الدولية…وهو ما أصبح معه البحث عن حل سياسي حقيقي مساراً وحيداً لتجاوز الوضع الراهن في اليمن وإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة في البلاد.
خالد الحمادي وأحمد الأغبري