اليمن: الهدوء يعم الجبهات العسكرية الحدودية مع السعودية ومساع لإعادة المسار السياسي

حجم الخط
0

تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت العديد من المصادر أن هدوءا نسبيا شهدته الجبهات العسكرية الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية من جهة معقل الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي اليمن، في حين اعتبرته مصادر أخرى مؤشرا قويا على قرب نهاية الحرب في اليمن بين الميليشيا الحوثية وصالح وبين القوات الحكومية.
وأوضحت أن الايام القليلة الماضية شهدت هدوءا نسبيا على الصعيد العسكري في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وأرجعت ذلك إلى مساع قوية لانهاء الحرب في اليمن عبر المسار السياسي، إثر الغموض الكبير الذي أثير حيال الوضع الصحي للرئيس السابق علي صالح، وكذا المصير المحتوم الذي قد ينتظر الحوثيين في حال أغلق ملف صالح برحيله المفاجئ في هذا الوقت العصيب.
وقالت لـ(القدس العربي) «ان التحركات السياسية الراهنة التي يلعبها الحوثيون وكذا أتباع صالح ربما تكون في إطار المساعي المتسارعة للخروج من الحرب الحالية بأقل الخسائر ومحاولة الحصول على بعض الغنائم عبر الموافقة على وضع حد للحرب مقابل مكاسب ولو محدودة».
وأوضحت أن دوائر صنع القرار لدى القوى الاقليمية والدولية شهدت تحركات دبلوماسية مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية مع تردد أنباء عن تدهور الوضع الصحي للرئيس السابق علي صالح واتجهت جميعها نحو الدفع بعملية السلام للأمام لوقف الحرب في اليمن، في محاولة منها للإبقاء على الحوثيين وأتباع صالح في المشهد السياسي القادم بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وأوضحت مصادر إعلامية يمنية أن اليومين الماضيين شهدت تحركات سلمية غير طبيعية بين معقل الحوثيين في محافظة صعدة، شمالي اليمن، وبين المملكة العربية السعودية، من خلال دخول وخروج وفود من الجانبين شملت شخصيات مهمة.
ولا زال الغموض يكتنف هذه الزيارات المتبادلة، حيث لم يتم الكشف حتى اللحظة عن طبيعة هذه التحركات بين الجانبين، على الرغم من أن بعض المصادر أشارت إلى احتمال وجود مباحثات سرية بين الحوثيين والسعودية عبر طرف ثالث، يعتقد أنه الامارات لإنهاء الحرب في اليمن، بعد أن أنهكت قوات الحوثيين وأتباع صالح، وأن هذه المباحثات ربما تحاول الخروج من هذه الحرب بماء الوجه، عبر الاحتفاظ بموضع قدم في المشهد السياسي القادم في اليمن.
ونسب موقع (المصدر أونلاين) الاخباري المستقل إلى شهود عيان امس الاثنين، قولهم ان «عددا من الأشخاص يرتدون الزي الخليجي برفقة عربات للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح وصلوا إلى مديرية مجز بصعدة معقل الجماعة المسلحة قدموا من المملكة العربية السعودية، في حين عبر وفد من الحوثيين أيضا عبر منفذ علب الحدودي باتجاه السعودية، برفقتهم جندي سعودي أسير لدى جماعة الحوثي».
وفي الوقت الذي ذكرت فيه بعض المصادر ان الوفد الإماراتي حقوقي وربما يرعى عملية تبادل أسرى بين الطرفين السعودي والحوثي، ذهبت مصادر أخرى إلى احتمال أن تكون هذه التحركات تأتي في إطار مباحثات سرّية وبعيدة عن الأضواء بدأت لإيجاد تسوية للحرب الراهنة في اليمن.
في غضون ذلك أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس الاثنين دعم الكتلة الأوروبية للجهود التي تبذلها الامم المتحدة في اليمن والخاصة باستئناف المفاوضات.
وقالت في بيان صحافي عقب لقائها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي لمناقشة الوضع السياسي والإنساني الراهن في اليمن وآفاق حل الصراع الدائر هناك.
وأكدت أن «الاتحاد الاوروبي يدعم تماما الجهود الجارية التي يقوم بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بهدف استئناف المفاوضات تماشيا مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».
وشددت على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل لإنهاء الصراع الحالي في اليمن لمواجهة المحاولات المتزايدة لتقسيم البلاد ورفع المعاناة عن الشعب وتنامي الإرهاب واحتمال انتشاره إقليميا.
الى ذلك أكدت فرنسا امس الإثنين الحاجة الطارئة للتوصل إلى اتفاق سياسي بين القوى السياسية في اليمن وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 حتى يتسنى مكافحة الاٍرهاب هناك بفاعلية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن بلاده تدعو كافة الاطراف اليمنية إلى استئناف الحوار، وتؤكد دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وخليجيا اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في الرياض، امس الاثنين، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن والجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لاستئناف المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية لإعادة الأمن والسلم إلى اليمن وفق مرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية