اليمن: سقوط قمة استراتيجية مطلة على تعز في يد الحوثيين

حجم الخط
6

تعز «القدس العربي» من خالد الحمادي ووكالات: ذكرت مصادر المقاومة الشعبية في محافظة تعز ان قمة العروس الاستراتيجي في جبل صبر المطل على مدينة تعز سقط الجمعة عقب انسحاب رجال المقاومة الشعبية منه إثر انتهاء الذخيرة منهم بعد أسبوعين من الدفاع المستميت عنه فيما أكدت مصادر قبلية يمنية، أمس الثلاثاء، أن غارة جوية لطائرة أمريكية من دون طيار، قصفت مواقع المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في محافظة الجوف شرقي اليمن.
وقالت مصادر المقاومة لـ»القدس العربي» ان قمة العروس في جبل صبر سقط بيد المسلحين الحوثيين بعد نفاد الذخيرة من رجال المقاومة رغم المناشدات المتواصلة مع قوات التحالف العربي لدعمهم بالأسلحة النوعية والذخائر دون جدوى، حيث  تلقى رجال المقاومة في جبل صبر وعودا كثيرة بتلقي الدعم والتعزيزات العسكرية قبيل اضطرار رجال المقاومة الى الانسحاب من موقع قمة العروس في جبل صبر وسقوطه في أيدي المسلحين الحوثيين.
وقالت لـ»القدس العربي» ان الامكانيات المادية والعسكرية لرجال المقاومة الشعبية في قمة العروس كانت محدودة جدا أمام ميليشيات الحوثيين وقوات صالح الذين يحاربون بجيش الدولة السابق وان المقاومة الشعبية في قمة العروس عجزت حتى عن ايواء وتوفير الغذاء لرجال المقاومة الذين توافدوا من كل مناطق جبل صبر.
وأوضحوا أن رجال المقاومة في قمة العروس أبلوا بلاء حسنا لمدة أسبوعين في الدفاع عنه أملا في الحصول على بعض الدعم العسكري من قوات التحالف العريي التي تجاهلت مطالبهم والتي كانت السبب الرئيس في سقوط قمة العروس، لدرجة أن بعض
المقاتلين هناك شككوا في نوايا قوات التحالف العربي حيال دعم المقاومة الشعبية.
وكانت المقاومة الشعبية قالت في بيان رسمي عقب الانسحاب من قمة العروس ان سقوط موقع العروس لا يعني سقوط المقاومة الشعبية في صبر وان الحرب كر وفر.
وأوضحت «صحيح ان موقع العروس سقط في أيدي مليشيات الحوثي ولكن رجال المقاومة قاتلوا بكل بسالة وبكل إخلاص لله ثم للوطن وبررت سقوط هذا الموقع الاستراتيجي بعدة أسباب:
أولا الخيانة الموجودة في الداخل ثم الخيانة في القرى المحيطة بهذا الموقع والتي أبرمت اتفاقا مع الحوثيين بعدم التعرض لمسلحيهم والسماح لهم بالمرور مقابل ان لا يعتدي عليهم الحوثيون، بالاضافة الى الخذلان من جهات الدعم وفي مقدمتها قوات التحالف العربي والسعودية تحديدا، «حيث انه تم التواصل معهم عدة مرات واعطائهم احداثيات تواجد مخازن الأسلحة وتواجد المقاتلين الحوثيين دون ان يبدوا اي تصرف عدا الوعود».
وأضاف بيان المقاومة في صبر «تم إبلاغهم بعدم وجود السلاح الكافي وإمكانية سقوط الموقع في أي لحظة وأبلغونا بأنه سيتم إنزال سلاح ولم يتم الإنزال وكان هذا على مدى الأسبوعين الماضيين ولم نتلق اي سلاح او تجاوب عدا الوعود لا غير».
وأضاف «هناك أسباب أخرى لسقوط هذا الموقع العسكري الاستراتيجي ومنها صعوبة وصول السلاح والتعزيزات العسكرية من داخل مدينة تعز وان رجال المقاومه في صبر قاتلوا حتى آخر لحظة مع نفاد الذخيرة المتوفرة لديهم وبعدها تم ترتيب الانسحاب
الكلي من هذا الموقع».
وفي الوقت الذي أشار فيه محللون الى أن سقوط قمة العروس قد تؤدي وتسهل سقوط مدينة تعز، نظرا لأن سقوط جبل صبر يعني سقوط مدينة تعز نظرا لإطلالته عليها من كل الجوانب، غير أن خبراء عسكريون قللوا من خطورة سقوط قمة العروس على مدينة
تعز وأنه مثلما تمت السيطرة عليه من قبل رجال المقاومة ثم إعادة السيطرة عليه من قبل قوات الحوثيين يمكن استعادته في أي لحظة من قبل رجال المقاومة بعد الاستعداد الجيد لذلك ولكنهم أكدوا ان فاتورة استعادته من قبل المقاومة قد تكون باهظة الثمن.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر ميدانية ان الخلايا النائمة التابعة للمسلحين الحوثيين وقوات صالح بدأت بممارسة عمليات القنص في العديد من أحياء مدينة تعز للمواطنين من المارة وقاطني الأحياء السكنية.
وأوضحت أنه سقط جراء ذلك العديد من الضحايا بين قتيل وجريح، في حين لم تبارح المواجهات المسلحة بين رجال المقاومة وميليشيات الحوثيين مكانها في أحياء وشوارع مدينة تعز منذ أيام وأن الطرفين يقومون بعمليات كر وفر بشكل متقطع.
وتزامنت هذه العمليات مع تقدم كبير لقوات المقاومة الشعبية في محافظة الجوف باتجاه محافظة صعده معقل جماعة الحوثي المتمردة وان رجال المقاومة حققوا مكاسب عسكرية كبيرة على الأرض باتجاه منطقة البقع الاستراتيجية التي يوجد فيها منفذا
بريا الى السعودية وفقا للعديد من المصادر المحلية.
وفي محافظة عدن، جنوبي اليمن، يعيش السكان معاناة كبيرة جراء انعدام المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وتوسع دائرة معاناة سكانها بعد ثلاثة أشهر من المواجهات المتواصلة بين رجال المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثيين المدعومة بقوات الرئيس السابق علي صالح.
وذكرت مصادر إغاثية في عدن انه لم تصل أي مواد من المساعدات الإنسانية الخارجية سوى سفينة مساعدات اماراتية تحوي سلة غذائية محدودة عديمة الجدوى نظرا لأنها لا تكفي الا ليومين أو ثلاثة على أقصى تقدير لأي أسرة متوسطة العدد.
وأعرب العديد من سكان محافظة عدن عن استياءهم الشديد جراء هذا الاستهتار الشديد الذي يقابلونه من قبل المانحين للمساعدات الانسانية الخارجية.
وقال أحدهم لـ»القدس العربي» بعد شهور طويلة من المعاناة والانتظار للمعونات والمساعدات الانسانية التي ضجتنا بها وسائل الاعلام وصلنا هذا الفتات من المواد الغذائية التي لا تستاهل حتى الوقوف تحت حرارة الشمس الحارقة في الطابور الطويل جدا أثناء استلامها.
وقالت المصادر إن غارة جوية لطائرة أمريكية من دون طيار قصفت مواقع للمقاومة الشعبية في منطقة اليتمة بمحافظة الجوف، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 وإصابة آخرين.
وأوضحت أن الغارة استهدفت ثلاث دوريات عسكرية على متنها أفراد المقاومة الشعبية وهي متقدمة نحو منطقة اليتمة.
وأوضحت أن اشتباكات مسلحة اندلعت بعد الغارة الجوية بين أفراد المقاومة والمسلحين الحوثيين الذين حاولوا التقدم نحو المواقع التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في المنطقة ذاتها الواقعة على حدود محافظة صعدة المعقل الرئيسي لجماعة أنصار الله الحوثية.
وقال نبيل الشرجبي استاذ العلاقات الدولية وإدارة الأزمات إن الطائرات الأمريكية استهدفت أمس خلية تابعة لتنظيم القاعدة تحركت باسم المقاومة الشعبية: «لا نستطيع أن نخفي انضمام عناصر القاعدة إلى ألوية المقاومة الشعبية باسم الدفاع عن المناطق التي تقع في داخلها».
واشار الشرجبي إلى أن ذلك لا يعني أن جميع أفراد المقاومة الشعبية هم تابعون لتنظيم القاعدة، ولكن قلة منهم هم كذلك في المناطق التي كانت في داخلها تلك العناصر.
وأكد الشرجبي أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست بحاجة للحوثيين كي تستهدف المقاومة الشعبية لصالحهم بل هو العكس:»جماعة الحوثي هم من بحاجة للولايات المتحدة وظهر ذلك جلياً في التنازلات التي قدموها لأمريكا للضغط على المملكة العربية السعودية لتخفيف الحرب الدائرة على اليمن ومشاركة الحكومة في مؤتمر جنيف».
ومن بين تلك التنازلات قال الشرجبي، الإفراج عن مختطف أمريكي كان لدى جماعة الحوثي، والاتفاق على الإفراج عن مختطفين أجانب آخرين خلال الأيام القادمة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Twofik:

    لن ينتصر الشعب اليمني على الحوثيون طالما قوات التحالف ليس لديهم استراتيجية بتحويل المقاومة الشعبية الى جيش منظم وتزيده بالسلاح المستمر النوعي بدون انقطاع وانما الحوثيون من سوف يتقوى مع مرور الوقت باستمرارهم بالسلطة واستحواذهم على الاموال في البنك المركزي ودخل الدولة من ضرائب وجمارك واستيلائهم على كل المواني اليمنية التي تدر عليهم الاموال الطائلة وهم الان مبسوطين وهم جاثمون على ثروات الشعب ويوزعها فيما بينهم وحرمان الشعب منها .

  2. يقول تيمور:

    اول حرب في العالم كل جنودها مستاجرين مثلن الطيران كلهم اجانب

  3. يقول سامي حداد. العراق:

    في هذا الخبر سقطت ورقة التوت عن دور امريكا في نشر الفوضى في اليمن بالتعاون مع ايران كما حصل للعراق وسوريا.. وحتما ستعتذر امريكا وتقول انه حصل خطأ !!!

  4. يقول اليافعي المنتصر:

    الجيش اليمني في المناطق الشماليه يحارب الحوثين وفي المناطق الجنوبيه يحارب مع الحوثين
    الإسراء الشمالين لداء المقاومه الجنوبيه أغلبهم من محافظة تعز يقاتلون مع الحوثين
    المقاومه التعزية هي فلم هندي بقيادة الإصلاحي حمود المخلافي من أجل استنزاف السعوديه
    تعز تقدم الدعم اللوجستي للحوثيين وقوات المخلوع صالح وتفتح لهم الحدود بالدخول إلى عدن و90% من القوات الشماليه تهاجم الجنوب عن طريق بوابة تعز
    من يقول أن تعز تقاوم فهو كذاب انا في تعز ولا يوجد أي مشاكل في تعز
    تعز تحتلها طقمين من قوات الحوثي والناس تعيش في تعز عادي وطبيعي

  5. يقول اسامه القرشي اليمن:

    الامريكان مع الحوثة متفقين بدليل ولا غاره عليهم ههههه

  6. يقول Algerien libre:

    إن هذا التحالف الذي يدمّر بشكل منهجي بلداً عربياً عريقاً هو أصل العرب والعروبة يفعل ذلك بأيد وتخطيط إسرائيلي وأميركي، وقد يكون اختيار الأهداف أيضاً من مهمات الإسرائيليين إذ إن القصف يطول حتى أعرق الأماكن الأثرية والتي لا يوجد بها بشر على الإطلاق.

إشترك في قائمتنا البريدية