تعز «القدس العربي» من خالد الحمادي: خلقت حالات الاغتيالات المتكررة لخطباء وأئمة المساجد في محافظة عدن، جنوبي اليمن، حالة من الأرق والقلق لسكان هذه المحافظة المسالمة، وذلك بعد أن شهدت الكثير من حالات الاغتيال للخطباء وأئمة المساجد مؤخرا حتى أصبحت ظاهرة، بالإضافة الى الاغتيالات الأخرى التي وصفها سياسيون بأنها «جرائم سياسية» وليست «اغتيالات جنائية».
وصحت محافظة عدن صباح أمس على فاجعة اغتيال ثالث إمام مسجد خلال أقل من شهر، وهو ما عزز بقوة الاتهامات بأنها اغتيالات ممنهجة وموجهة سياسيا من قبل أطراف، بدا التواطؤ واضحا معها من قبل المسيطرين على عدن أمنيا وعسكريا وهي قوات الحزام الأمني الممولة والموالية لدولة الإمارات، التي أنشأتها القوات الإماراتية بعدن لحماية المحافظة من القلاقل الأمنية.
وأعلن مصدر مسؤول في الجهاز الأمني بعدن أن أحد مشائخ العلم اغتيل صباح أمس السبت، برصاص مسلحين مجهولين فجرا من دون أن يوجه أصابع الاتهام لأي طرف، بالوقوف وراء هذه الحادثة.
وذكر شهود عيان أن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارتين مختلفتين أطلقوا النار الحي على إمام وخطيب جامع سعد ابن أبي وقاص في حي مدينة إنماء السكنية، واسمه عادل الشهري، والذي فارق الحياة على الفور بعد تعرضه لخمس طلقات نارية قاتلة عندما كان متوجها نحو المسجد لأداء الصلاة، فيما لاذ المسلحون بالفرار عقب ارتكابهم عملية الاغتيال. وأوضحوا أن الشهري هو ثالث إمام مسجد يُقتل في محافظة عدن في غضون ثلاثة أسابيع، حيث لقي إمام وخطيب جامع زايد بمدينة عدن الشيخ ياسين العدني مصرعه بتفجير عبوة ناسفة زُرعت في سيارته، في العاشر من الشهر الجاري، وفي 18 الشهر الجاري قُتل شيخ العلم فهد اليونسي وفي 22 من الشهر نفسه نجا الشيخ محمد علي الناشري من محاولة اغتيال فاشلة، وسجلت جميع هذه الحالات أمنيا ضد مجهول، لأنهم قتلوا برصاص مجهولين، ولم تقم الأجهزة الأمنية المسيطرة على محافظة عدن بتعقب الجناة أو متابعة قضايا المجني عليهم.
وأشاروا إلى أن حالات اغتيال الخطباء وأئمة المساجد في عدن لم تعد مجرد حالات فردية بقدر ما أصبحت ظاهرة تؤرق حياة سكان محافظة عدن، وأن هذه الحالات الأخيرة ما هي إلا حلقات بسيطة في سلسلة حالات الاغتيالات التي طالت رجال العلم وأئمة المساجد والقيادات العسكرية والسياسية خلال الفترة الماضية والتي تجاوزت عشرات الحالات خلال السنتين الماضيتين منذ تحررت عدن من ميليشيا الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي صالح وتسلم القوات الإماراتية إدارة الشؤون الأمنية والعسكرية والتي أصبحت القوة الفاعلة في المحافظة على حساب سلطات الدولة والحكومة الشرعية.
ولكثرة حالات الاغتيال لأئمة المساجد ومشائخ العلم هناك طالب رئيس حزب الرشاد السلفي الدكتور محمد بن موسى العامري أئمة المساجد في عدن بأداء صلاة الفجر في منازلهم بدلاً عن المساجد، لتفادي عمليات الاغتيال التي طالت العديد من نظرائهم خلال الفترة الماضية.
وقال العامري وهو مستشارا لرئيس الجمهورية في منشور له «خذوا حذركم وصلّوا في رحالكم.. إلى أئمة المساجد في عدن، صلوا الفجر في رحالكم يرحمكم الله».
وقال مصدر سياسي في عدن لـ «القدس العربي»، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن الاتهامات حول حالات الاغتيالات هذه موجهة نحو أربع جهات أولها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له، ويتهم الرئيس السابق علي صالح بتحريكه عبر أدواته الاستخباراتية المخترقة للتنظيم، وثانيها دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر أدواتها الأمنية في محافظة عدن، والتي اشتهرت عبر الحزام الأمني التابع لها بارتكاب حالات انتهاكات خطيرة تمثلت في الاعتقالات وحالات الاختطاف والتعذيب في المعتقلات، وثالث الجهات المتهمة بالوقوف وراء حالات الاغتيال التي طالت محافظة عدن هي المجلس الانتقالي المدعوم والممول من أبوظبي أيضا، والذي يسعى إلى الانقلاب على الحكم في الجنوب، عبر تحريكه الشارع للمطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال ويقدم هذا المجلس نفسه بديلا عن السلطة الشرعية.
وأوضح أن الغرض يبدو واضحا من وراء تصفية أئمة المساجد ومشائخ العلم الذين لا يوالون دولة الإمارات ولا أدواتها في محافظة عدن، والذين وجدوا صعوبة في تغييرهم بمشائخ موالين لهم بالطرق التقليدية، لأنهم ليسوا مجرد موظفين، يمكن تغييرهم في أي لحظة من قبل السلطة المتحكمة بمصير عدن والجنوب عموما بعيدا عن سلطات الدولة، بدليل أنه يعقب كل عملية اغتيال لأي إمام مسجد بتعيين إمام جديد من الموالين لدولة الإمارات رغم عدم كفاءتهم لذلك.
خالد الحمادي
لازالت هناك خلايا نائمة تتبع الرئيس المخلوع صالح بعدن !
وهي لا تملك معتقلات ولذلك فهي تغتال فقط
ولا حول ولا قوة الا بالله