اليمن: عدن بلا خطباء إثر مغادرة أكثر من 120 لها تفاديا للاغتيال والعدوى تنتقل إلى تعز

حجم الخط
0

تعز-«القدس العربي» : كشف مصدر رسمي أمس عن مغادرة أكثر من 120 امام وخطيب مسجد من محافظة عدن إلى خارج اليمن بعد تصاعد عمليات الاغتيال للأئمة والخطباء خلال الفترة الماضية وذهب ضحيتها أكثر من 20 إماما وخطيبا، دون أن تحرك الأجهزة الأمنية ساكنا إزاء ذلك.
وذكر مصدر رسمي في مكتب الأوقاف والإرشاد في محافظة عدن، جنوبي اليمن، ان 123 إماما وخطيب مسجد غادروا محافظة عدن إلى خارج اليمن، بحثا عن الأمان، بعد أن طالت عمليات الاغتيال الكثير منهم خلال الشهور الماضية.
وأوضح أن أن اغلب الخطباء اضطروا إلى ترك مدينتهم نحو مصر والسعودية ودول عربية اخرى بعد أن أصبحوا هدفا دائما للعابثين بالأمن ولعمليات الاغتيال التي تستهدفتهم بشكل مستمر.
وكانت العديد من الأصوات الرسمية والدينية أوصت مؤخرا بإلغاء خطبة الجمعة وصلاة الفجر جماعة في المساجد، للتخفيف من عمليات الاغتيالات التي تطال الخطباء وأئمة المساجد في مدينة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمنية غير النظامية التابعة لدولة الإمارات والمعروفة باسم (قوات الحزام الأمني) والتي تعد من القوات الخارجة على سلطة الدولة وتعمل لتقويض السلطات الحكومية لتحل محلها، ضمن مشروع انفصال الجنوب الذي تطالب به.
في غضون ذلك نجا إمام وخطيب جامع العيسائي في مدينة تعز، المجاورة لمدينة عدن، أمس من محاولة إغتيال تعرض لها عقب خروجه من أداء صلاة الجمعة، وسط المدينة.
وذكر شهود عيان لـ(القدس العربي) أن إمام وخطيب جامع العيسائي، بمدينة تعز، الشيخ عمر دوكم، نجا من محاولة اغتيال بعد ظهر أمس، بينما توفي أحد المارة في الحال، من محاولة الاغتيال لدوكم التي تعد الأولى من نوعها التي يتعرض لها خطيب في مدينة تعز.
وأوضحوا أن دوكم تعرض لاصابات خطيرة في منطقتي الكتف والبطن برصاص مسلحين مجهولين، بينما توفي أحد المارة كان بجواره أثناء الحادثة، يدعى رفيق الأكحلي، وذلك أثناء خروجهما من صلاة الجمعة، من جامع العيسائي في حي الأجينات، وسط مدينة تعز.
وكانت مدينة تعز شهدت خلال الفترة الماضية حالات اغتيالات عديدة لسياسيين وعسكريين، غير أن هذه الحادثة تعد الحالة الأولى التي تستهدف خطيب مسجد، وهي الظاهرة التي انتشرت في محافظة عدن، بشكل ملفت للنظر وأصبحت أحد أبرز القضايا الأمنية التي تقلق السكينة فيها. وعبرت مصادر محلية عن قلقها من حادثة أمس في مدينة تعز، خشية أن تكون (عدوى) انتقلت من مدينة عدن ضمن خطة ممنهجة لاستهداف أئمة وخطباء المساجد في المناطق التي يتواجد فيها نفوذ للقوات الإماراتية في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة.
وقالت «لم نلحظ مرقفا واضحا للحكومة الشرعية ولا لقوات التحالف إزاء ما حدث في مدينة عدن من تجريف للخطباء وأئمة المساجد، بل إن أصابع الاتهام تتجه نحو دولة الإمارات بالوقوف وراء عمليات الاغتيال هناك والداعم لها». وأضافت «ونتيجة لصمت الحكومة الشرعية قرر العابثون فتح فرع لمشروع الاغتيالات في مدينة تعز المجاورة لعدن، تجلت بوادره بمحاولة الاغتيال التي طالت الشيخ دوكم، حيث يراد لمدينة تعز ان تتحول إلى عدن أخرى من خلال استنساخ الفوضى الأمنية فيها».
وكان محتجون نظموا مظاهرة بعد صلاة الجمعة أمس في حي كريتر بمدينة عدن يطالبون بالافراج عن امام وخطيب جامع الذهيبي الشيخ نضال باحويرث الذي اختطفته قوات أمنية موالية للامارات أمام مرآى ومسمع المارة، الأسبوع الماضي قبيل دخوله الجامع لإمامة المصلين، واحتجزته في احد معتقلات أمن محافظة عدن وفقا لمصدر في عائلة باحويرث.
واختطف مسلحون يرتدون ملابس وأقنعة سوداء شبيهة بزي «قوات مكافحة الإرهاب»، الأربعاء، إمام مسجد «الذهيبي»، الشيخ نضال باحويرث، من أمام مسجده الواقع بحي الهريش، في مدينة كريتر، في عدن.
ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات كتب عليها شعارات منها «إلى السلطات الأمنية، أطلقوا سراح إمام المسجد وخطيبه الشيخ نضال باحويرث»، و»لا للاعتقالات التعسفية»، و«اختطاف الشيخ باحويرث عمل جبان ولا أخلاقي». وحسب مراسلين، استنكر المحتجون الاغتيالات والاعتقالات التي تطال أئمة المساجد في عدن، وطالبوا الأجهزة الأمنية بالقيام بدورها في حمايتهم. واعتبر المحتجون اختطاف «باحويرث»، سلوكا مشينا وخارجا عن النظام والقانون، محملين أمن عدن كامل المسؤولية عن سلامته. ويعد باحويرث، واحداً من أبرز الشخصيات الاجتماعية بمديرية كريتر، خاصة ومدينة عدن، العاصمة المؤقتة، بشكل عام.
يشار إلى أن باحويرث، تقلد منصب أمين عام المجلس المحلي في كريتر، وسبق وشغل منصب الأمين العام لجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية (غير حكومية).
وتشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، منذ تموز/ يوليو 2015، عمليات تفجير استهدفت مقاراً أمنية وحكومية، واغتيالات وعمليات اختطاف لخطباء وأئمة مساجد وضباط في الأمن والجيش والمقاومة الشعبية ورجال قضاء.

اليمن: عدن بلا خطباء إثر مغادرة أكثر من 120 لها تفاديا للاغتيال والعدوى تنتقل إلى تعز

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية