اليمن: مقتل زعيم قبلي و11 آخرين بـ«الخطأ» إثر غارة لطيران التحالف في مأرب

حجم الخط
0

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: قُتل زعيم قبلي، و11 آخرون، أمس الأحد، في غارة نفذها طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، عن «طريق الخطأ»، على محافظة مأرب، شرقي اليمن، وفق مصدر قبلي.
وقال المصدر مفضلاً عدم ذكر هويته، إن «غارة لطيران التحالف استهدفت عن طريق الخطأ، منزل الزعيم القبلي الشيخ، أحمد العوبلي الجهمي، في منطقة كنة، شمالي مديرية صرواح، (غربي المحافظة)، ما أسفر عن مقتل الجهمي، وأحد أولاده، و10 مدنيين آخرين، كانوا في نفس المكان».
وأضاف أن 3 جرحى مدنيين بينهم نساء وأطفال سقطوا جراء الغارة، مشيراً إلى أن الجهمي «غير موال للحوثيين، ولا يقاتل في صفوفهم». ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قبل قيادة التحالف، يؤكد أو ينفي فيه ما جاء على لسان هذا المصدر.
يأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب «المقاومة الشعبية»، الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، من مركز مديرية صرواح، في إطار المعارك التي تدور في المديرية، منذ أسابيع، بهدف تحريرها.
وقال مصدر في المقاومة مفضلاً عدم ذكر هويته، إن مسلحي المقاومة سيطروا اليوم على مواقع جبلية استراتيجية في منطقتي «الملح»، و»الربيعية»، المطلتين على مركز مديرية صرواح، من الجهة الجنوبية، بعد أن كانوا قد سيطروا، السبت، على مواقع مهمة أخرى في الجهة الشمالية الشرقية.
ويسيطر الحوثيون على مركز صرواح، وتدور منذ أشهر، مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني مسنوداً بـ«المقاومة الشعبية» وطيران التحالف، من جهة، والحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، بهدف تحرير المديرية من قبضة الطرف الأخير.
إلى ذلك، تبنى تنظيم الدولة الإسلامية فرع اليمن المعروف إعلاميا باسم (داعش) عملية اغتيال محافظ عدن، جعفر محمد سعد، الذي اغتيل صباح أمس ضمن سلسلة اغتيالات طالت العديد من الشخصيات العسكرية والأمنية والسياسية في محافظة عدن، جنوبي اليمن، منذ عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليها قبل أسابيع للاستقرار فيها كعاصمة مؤقتة.
وقال تنظيم داعش في تغريدة منسوبة له في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ان عناصره نجحوا في اغتيال محافظ عدن جعفر محمد سعد و8 من مرافقيه، بواسطة تفجير
سيارة مفخخة كانت مركونة في الطريق العام التي مر بها موكبه صباح أمس في منطقة التواهي في محافظة عدن.
وشكك العديد من المحللين السياسيين في صحة نسب هذا البيان إلى تنظيم داعش، الذي تبنى فيه مسؤولية التنظيم عن عملية اغتيال محافظ عدن، وقالوا يمكن لأي
جهة القيام بمثل هذه العملية وفتح حساب في موقع تويتر أو فيسبوك باسم داعش.
وتبني المسؤولية عن العملية، للهروب من المسؤولية الجنائية والقانونية جراء ذلك.
وبرروا توقعاتهم هذه بدلالات التوقيت الحساس لارتكاب هذه العملية التي لا تخدم سوى المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح مع قرب انعقاد مؤتمر جنيف 2 في 15 الشهر الجاري بشأن المفاوضات بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من أتباع صالح، لرفع سقف الورقة التفاوضية لصالحهم.
وقالوا لـ(القدس العربي) «اللعبة مكشوفة، وداعش ما هي إلا الشماعة الجاهزة التي يرمون عليها جرائمهم، بهدف لفت الأنظار وحرف مسار معركة التحالف العربي من مواجهة المتمردين الحوثيين إلى مواجهة داعش، كمطلب دولي، والذي قد يدفع بالمجتمع الدولي إلى الوقوف إلى صف المتمردين الحوثيين بذريعة محاربة داعش».
وأوضحوا أن «الهدف واضح من هذه العملية وهو محاولة لعب دور مهم في خلط أوراق اللعبة الاقليمية والدولية في اليمن، وحرفها عن مسارها التي كانت دول التحالف العربي تطمح إلى تحقيقه، خاصة مع احتمال وجود بعض الأطراف في دول التحالف تدفع نحو هذا الاتجاه المضاد للتوجهات السعودية، خدمة للرغبة الغربية».
وتساءلوا «لماذا لم يقم تنظيم داعش حتى الآن بتنفيذ عمليات ضد المتمردين الحوثيين الذين يصفهم بأقذع الأوصاف أو يستهدف مواقع مهمة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، واقتصرت عملياته المعلنة على المناطق التي تسيطر عليها الدولة في المحافظات الجنوبية؟».
وكان محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد اغتيل صباح أمس إثر انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه في منطقة التواهي بمدينة عدن جنوبي اليمن، وأسفرت العملية عن وفاته ووفاة 5 من مرافقيه على الأقل بينهم مسؤول محلي وفقا لشهود عيان.
وذكرت مصادر محلية أن عملية الاغتيال استهدفت موكب سعد أثناء تحركه في مديرية التواهي عقب خروجه من منزله باتجاه ممارسة عمله الحكومي، الذي عيّن فيه في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، بناء على طلب إماراتي، خلفا لقائد المقاومة في عدن نائف البكري، الذي عيّنه هادي محافظا لمحافظة عدن عقب تحريرها من المتمردين الحوثيين ومسلحي علي صالح وسرعان ما قام هادي بتغييره بجعفر سعد بشكل مفاجئ وغير مبرر.
وذكرت مصادر حكومية أن الرئيس هادي شكل لجنة تحقيق عاجلة في عملية اغتيال محافظ عدن أمس للكشف عن مرتكبي هذه العملية الحقيقيين وعن ملابساتها وتداعياتها، رغم التقصير الشديد والخلل الأمني الواضح الذي صاحب وأعقب عملية ارتكاب عملية الاغتيال.
وأكدت أن هادي شكل لجنة التحقيق خلال اجتماع طارئ بقيادات أمنية وعسكرية في محافظة عدن، من بينها وزير الداخلية المعين الأسبوع الماضي اللواء حسين عرب.
وفي الوقت الذي أبدى فيه العديد من المراقبين مخاوفهم من تداعيات هذه الحادثة وتأثيراتها على مسار الوضع الأمني في عدن وعلى استقرار الرئيس هادي فيها في ظل هذه الاختلالات الأمنية التي شهدت فيها محافظة عدن سلسلة من عمليات الاغتيال للرموز السياسية والعسكرية والأمنية التي توجت أمس باغتيال محافظ عدن، قال وزير الإعلام محمد عبدالمجيد قباطي أن هادي لن يغادر محافظة عدن وسيواصل ممارسة عمله منها.

خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية