تعز ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي: أكدت مصادر محلية مسؤولة أن ميليشيات النخبة الشبوانية المدعومة والموالية لدولة الإمارات العربية المتحدة سيطرت يوم أمس على مدينة عَتَق، عاصمة محافظة شبوه، جنوبي اليمن، والعديد من المدن والبلدات الأخرى، بالإضافة إلى سيطرتها على حقول النفط في المحافظة.
وقالت لـ(القدس العربي) إن «قوات النخبة الشبوانية سيطرت الخميس على مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوه، وواصلت تحركاتها العسكرية للسيطرة على منطقة العقلة وجردان النفطية، القريبة من مدينة عتق والتي تقع فيها حقول إنتاج النفط في شبوه وأحكمت سيطرتها عليها بالكامل».
وأوضحت أن «قوات النخبة الشبوانية كانت سيطرت أيضا على بلدات أخرى، قبيل اقتحامها وسيطرتها على مدينة عتق، وفي مقدمة ذلك سيطرتها على بلدتي عزّان وحبّان المشهورتين بتواجد عناصر من القاعدة فيها».
وذكرت أن تحركات قوات النخبة الشبوانية ترافقت بغطاء جوي متواصل من طائرات قوات التحالف العربي والتي تعد دولة الإمارات ثاني أكبر قوة عسكرية فيها. وأكدت أن قوات النخبة الشبوانية أحكمت قبضتها أمس على عاصمة المحافظة وعلى حقول إنتاج النفط في شبوه، في حين كانت أحكمت سيطرتها في وقت سابق على ميناء بَلحاف النفطي لتصدير الغاز اليمني المسال.
وذكرت مصادر عسكرية، فضّلت عدم ذكر اسمها، لـ(القدس العربي) أن قوات النخبة الشبوانية، تكونت من قوات غير نظامية على أساس مناطقي، من أبناء القبائل الموالية لدولة الإمارات في شبوه، وقد قامت بإجبار القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، على تسليم مدينة عتق وهذه المنشآت الحيوية تحت تهديد السلاح الثقيل الذي تم ضخه بشكل كثيف إلى هذه المناطق خلال الأيام الماضية وبغطاء جوي كثيف، ما خلق قلقا بالغا لدى السلطة المحلية والقوات الحكومية التي أصبحت تعيش أمام تهديد المواجهة المسلحة مع هذه القوات التي تناصبها العداء، وتديرها القوات الإماراتية بشكل مباشر.
من جانبه ذكر المركز الإعلامي لقوات النخبة العسكرية في محافظة شبوة أن (قوات النخبة الشبوانية) هي «مؤسسة عسكرية خضع منتسبوها لتدريبات مكثفة لأكثر من عام كامل على يد ضباط عسكريين يمنيين وبإشراف من أشقائنا في دول التحالف قبل دخولنا اليوم إلى المديريات الجنوبية من محافظة شبوة» .
وأوضح أن الهدف منها هو «بسط نفوذ النخبة على جغرافيا محافظة شبوة، لخلق الأمن والاستقرار»، مشيرا إلى أن الغاية من ذلك الاستقرار الأمني عودة الشركات النفطية واستئناف عملها في محافظة شبوه.
وقال إن «هذا الاستقرار سيعيد عمل مشاريع التنمية في المحافظة التابعة لهذه الشركات ويرفد خزينة السلطة المحلية بعائدات ضريبة الشركات»، دون الإشارة إلى رفد خزينة الدولة بهذه العائدات النفطية.
ووجه انتقادات شديدة واتهامات خطيرة للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية وقال إن وجود قوات النخبة الشبوانية «سينهي الدور الميليشاوي للمقاومات المرتزقة والألوية الانتهازية التي لم تبن وفق آلية ومعايير عسكرية».
وأشار إلى أن «وجود قوات النخبة سينهي دور عصابات تهريب الأفارقة والإتجار بهم، كما سيقلص دور مافيا المخدرات وتجار السلاح وتتلاشى جرائم قطاع الطرق والفوضى في الأسواق».
وذكر موقع (عدن تايم) الإخباري المحسوب على دولة الإمارات أن المهمة الرئيسية لقوات النخبة الشبوانية التي انتشرت في مدينة عتق وبقية المدن الأخرى في محافظة شبوه هي «مهمة تأمين أنبوب النفط والغاز المسال الذي يتم تفجيره بين فترة وأخرى» .
إلى ذلك أعرب العديد من السياسيين اليمنيين عن مخاوفهم من سيطرة قوات النخبة الشبوانية على محافظة شبوه، وعلى المنشآت النفطية فيها، والتي جاءت على غرار سيطرة قوات النخبة الحضرمية على محافظة حضرموت ومنشآتها النفطية وكذا سيطرة الحزام الأمني على محافظة عدن ومنشآتها الحيوية وفي مقدمتها الموانئ والمنطقة الحرة، وكل هذه القوات غير النظامية تم إنشاؤها وتمويلها وتسليحها من قبل القوات الإماراتية والتي لا تعترف بها السلطات الحكومية اليمنية وترفض إدراجها ضمن قوات الجيش أو القوات الأمنية اليمنية، لأن عقيدتها العسكرية بنيت على أساس الموالاة لدولة الإمارات ورفض أوامر وسياسات الحكومة اليمنية، والتي وصل وضعها في إحدى الحالات إلى قصف قوات الحماية الرئاسية في مدينة عدن والتابعة مباشرة للرئيس عبدربه منصور هادي قبل شهور.