تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: فاجأ نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر الجنود المرابطين في جبهات الخطوط الأمامية في منطقة نِهِم القبلية الواقعة على مشارف العاصمة صنعاء أمس بزيارتهم وتقفد أحوالهم.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية «إن نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر تفقد المنطقة العسكرية السابعة ومواقع الجيش والمقاومة الشعبية في مديرية نهم في محافظة صنعاء».
وأوضحت أنه تفقد الفريق محسن المواقع الأمامية لأبطال الجيش والمقاومة في مديرية نهم.. مشيداً ببسالتهم وتضحياتهم وما يحققونه من انتصارات في مواجهة الميليشيات الانقلابية التي تحلم بعودة الحكم الإمامي الكهنوتي السلالي.
مشيرة إلى أنه كان في استقباله قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن إسماعيل زحزوح وعدد من قادة الألوية والوحدات العسكرية وقادة المقاومة، فيما رافقه في هذه الزيارة المفاجأة رئيس هيئة الأركان لشؤون التدريب اللواء صغير بن عزيز و ممثل دول التحالف العميد إبراهيم الحربي.
وأضافت أن نائب رئيس الجمهورية نقل خلال الزيارة للجنود المرابطين في مشارف العاصمة صنعاء تحيات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وتمنياته لهم بالنصر والتوفيق، مؤكداً «اهتمام القيادة السياسية بتسوية أوضاع الأبطال وتقدير التضحيات والجهود التي يبذلونها».
وأوضحت انه أشاد بـ«الدعم الكبير من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وما قدمته من مساندة للشرعية في اليمن في مختلف المجالات، وأن هذه الأدوار الأخوية الصادقة ستظل محط تقدير الأجيال وشاهداً على حزم وتلاحم الأشقاء والأصدقاء في مواجهة أخطار التمدد الإيراني الطائفي».
ونسبت إليه قوله «ان حلم اليمنيين ببناء الدولة الاتحادية وإرساء مداميك الجمهورية وتحقيق أهداف ثورتي أيلول/سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر هي الضامن الوحيد لمستقبل أبنائنا وأجيالنا المقبلة». وقالت انه «دعا الأحرار من أبناء القوات المسلحة والأمن والقيادات السياسية والاجتماعية إلى الالتحام بصفوف الشرعية وجبهات الجيش والمقاومة بما يحقق إنهاء المعاناة ووضع حد للجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي».
وعلمت (القدس العربي) من مصدر عسكري أن هذه الزيارة التي قام بها نائب رئيس الجمهورية إلى جبهات منطقة نهم، تحمل في طياتها العديد من الرسائل الهامة، وفي مقدمتها رفع معنويات قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المرابطين في منطقة نهم القبلية، التي تعتبر البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، والاطلاع على الاستعدادات العسكرية الميدانية، وتلمّس هموم واحتياجات الجبهات في هذه المناطق الهامة، والتي تأتي في إطار الاستعدادات العسكرية للتقدم نحو العاصمة صنعاء.
وفي رده على سؤال لـ(القدس العربي) عما إذا كانت هذه الخطوة الجريئة من قبل نائب رئيس الجمهورية إلى هذه المناطق الخطرة تعتبر ضمن الاستعدادات لعملية الحسم العسكرية، قال «نعم تأتي هذه الزيارة في إطار التحركات العسكرية التي تسعى قوات الجيش الوطني الحكومية إلى تحقيق مكاسب عسكرية من خلالها نحو العاصمة صنعاء والتي يطمح الجميع إلى أن تكون ضمن خطوات الحسم العسكري لاستعادة السيطرة على العاصمة صنعاء من أيدي الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح».
وذكر أن الجيش الوطني المسنود برا من قوات المقاومة الشعبية وجوا من قوات التحالف العربي، «رفع وتيرة الاستعدادات العسكرية في جبهات نهم والعديد من الجبهات المحيطة بها، وحققت العديد من هذه الجبهات تقدما عسكريا مهما حققت معها مكاسب ذات أهمية استراتيجية في معركة تحرير العاصمة صنعاء».
وذكرت العديد من المصادر الميدانية أن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية حققت تقدما خلال الأيام القليلة الماضية في جبهات نهم والمناطق المحيطة بها، والتي تلعب جميعها تكتلا تؤازر كل منها الأخرى وتلعب بعضها دور السياج الحامي لجبهات الأمامية على مشارف العاصمة صنعاء.
من جانبه، قال الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده عبد الله مجلي إن وحدات القوات المسلحة مسنودة بطيران التحالف العربي تمكنت صباح أمس من تحرير عدة مواقع في جبهة نهم، شرق صنعاء، كان أهمها جبلي الحمراء و المدفون والجبال المجاورة لسلسة جبل القتب الاستراتيجي.
وأشار مجلي إلى أن المعارك على أشدها والساعات المقبلة ستشهد تطوراً كبيرا لاسيما ونقيل ابن غيلان في مرمى نيران القوات المسلحة.
وذكر ناطق الجيش أن القوات المسلحة تواصل تقدمها في محافظة صعدة بعد ان تمت السيطرة في الأيام الماضية على جبل السنترال الذي يطل على مركز قيادة اللواء 101 مشاه وهي الآن على بعد 70 كيلو من مركز المحافظة الذي يعد المعقل الرئيسي للميليشيات.
وفي محور تعز أفاد مجلي أن وحدات القوات المسلحة تحرز انتصارات كبيرة في الجبهة الشرقية وتقف على أسوار معسكر التشريفات مكبدةً ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية خسائر كبيرة في العتاد والارواح.
وفي صعيد متصل أشار ناطق الجيش إلى ان جبهة مريس في محافظة الضالع تشهد هي الأخرى معارك متواصلة تمكنت خلال قوات الجيش من دحر الميليشيات الانقلابية وأجبرتها على التراجع والانسحاب.
وأوضح ناطق القوات المسلحة أن هذه المعارك تأتي ضمن الخطط المرسومة التي تشرف عليها القيادة العسكرية بقيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس هيئة الأركان اللواء الركن محمد علي المقدشي.
وهنأ رئيس مجلس مقاومة صنعاء الشيخ «منصور الحنق» أفراد المقاومة والجيش الوطني بالانتصارات النوعية التي حققوها بإسناد من طيران التحالف، في مديرية نهم أمس وامس الأول.
وقال الحنق في تصريح للمركز الإعلامي لمقاومة صنعاء «أبارك لأبطال المقاومة والجيش هذه الانتصارات النوعية، التي سيكون لها ما بعدها من التقدمات الكبيرة في جبهات القتال».
وخاطب الحنق أفراد المقاومة والجيش قائلا « لن تنسى لكم اليمن، ولا التاريخ بطولاتكم العظيمة وتضحياتكم الجسيمة في سبيل استعادة الوطن والأمن والسلام من قبضة مليشيات الحوثي وصالح الإرهابية التي عاثت في البلاد قتلا ودمارا».
مضيفا « أنتم مبعث فخرنا واعتزازنا، وطليعة شبابنا المناضل والمقاوم الذي نعتد به ونعلق الآمال عليه في بناء يمن يعمه الأمن والرخاء والاستقرار».
وكان مقاتلو الجيش الوطني والمقاومة الشعبية استكملوا السيطرة على مواقع جديدة في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء منها قرين ودعة وتويلبة وجبل السفينة الذي تمكنوا من السيطرة على أجزاء منه يوم أمس الأول.
وقد تمكن الجيش من السيطرة على جبل القتب الاستراتيجي صباح أمس وبدأ بالتقدم صوب مناطق جديدة بعد فرار مليشيات الحوثي ودحرها من الموقع المحررة.
وتعاني المليشيات من انهيارات كبيرة في صفوفها وفرار جماعي باتجاه مفرق أرحب ومنطقة محلي بعد تكبدها أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى خلال المعارك الأخيرة.
وتدور المعارك وسط تغطية من طيران التحالف الذي شن عدة غارات على مواقع المليشيات ودمر عيار 23 ومدرعتين BMB وثلاثة اطقم عسكرية تابعة للمليشات.
خالد الحمادي