اليمن: هادي يدخل معركة «كسر العظم» مع القوات الإماراتية إثر مساعي أبوظبي إلى إسقاط حكومته

حجم الخط
4

تعز ـ «القدس العربي»: دخلت الخلافات والصراعات القائمة في اليمن بين القوات التابعة للإمارات العربية المتحدة وبين الحكومة اليمنية الشرعية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، مرحلة متقدمة جدا، وصفها البعض بمعركة (كسر العظم) بين الطرفين، اللذين أصبحا في مواجهة مباشرة ضد بعضهما البعض، بعد أن وصلت المواجهة حد مساعي أبوظبي للإطاحة بسلطات حكومة الرئيس هادي.
وبرزت معالم هذه المواجهة خلال اليومين الماضيين بشكل واضح من خلال العديد من الأحداث والاختراقات الإماراتية في أكثر من محافظة يمنية، التي انكشفت فيها (أوراق اللعبة) الاماراتية التي تكشف أن أبوظبي تسعى من خلالها إلى (الإطاحة) بحكومة الرئيس هادي عبر أدواتها العسكرية التي تسيطر بعضها على العديد من المناطق والمحافظات اليمنية، التي تقع صوريا تحت سلطة الحكومة الشرعية، بينما النفوذ الفعلي فيها للقوات الإماراتية.
وتعددت هذه الأحداث بين القصف الجوي الإماراتي لقوات حكومية يمنية في أكثر من جبهة خلال اليومين الماضيين، والتي قتل فيها عشرات العسكريين الحكوميين اليمنيين، وبين حادثة إطلاق النار في الكلية العسكرية من قبل قوات محلية تابعة للإمارات ومقتل أحد الضباط الخريجين من الكلية الحربية وإصابة اثنين آخران، بالإضافة إلى مظاهرة مدعومة من الإمارات في جزيرة سقطرى للإطاحة بالسلطة المحلية الموالية للرئيس هادي هناك.
ووصف سياسيون لـ(القدس العربي) هذه الأحداث بأنها «أصبحت مواجهات مكشوفة بين حكومة الرئيس هادي والقوات الإماراتية والتي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق التي تقع تحت سلطة الحكومة الشرعية».
وأوضحوا أن «أبوظبي تسعى من خلال هذه الأحداث إلى لي ذراع حكومة الرئيس هادي أو محاولة ابتزازه لتحقيق مصالح إماراتية في اليمن على حساب مصالح الحكومة اليمنية، وهي ما يرفضها الرئيس هادي جملة وتفصيلا ودخل بشأنها في خلافات حادة مع أبوظبي، وصلت حد المواجهات العسكرية المحدودة بين قوات الطرفين في محافظة عدن والعديد من المحافظات الأخرى».
وأسفرت غارات جوية إماراتية تحت مظلة التحالف العربي في اليمن يومي الأحد والجمعة عن مقتل 23 على الأقل من قوات الجيش التابع للحكومة الشرعية في جبهات محافظتي حجة والجوف، الواقعتين شمالي غرب وشرق اليمن، بالإضافة إلى العديد من الجرحى.
وقالت المصادر المحلية ان غارة جوية إماراتية أسفرت عن مقتل 13 من ضباط وجنود القوات الحكومية اليمنية وإصابة اثنين آخرين، في جبهة حيران في محافظة حجة، شمالي غرب اليمن مساء الأحد، إثر سيطرة القوات الحكومية على موقع الموازع، مركز مديرية حيران التي تمكنت القوات الحكومية اليمنية من السيطرة عليها الجمعة الماضية.
وجاءت هذه الحادثة بعد يوم واحد فقط من غارة جوية مماثلة يعتقد أنها إماراتية أودت بحياة عشرة من ضباط وجنود القوات الحكومية، بينهم خمسة ضباط برتب رفيعة واصابة عدد آخر في محافظة الجوف، شمالي شرق اليمن.
في غضون ذلك اقتحمت قوات أمنية غير نظامية تابعة للقوات الإماراتية بعدن، مقر الكلية العسكرية بعدن وأطلقت النيران على منتسبي الكلية العسكرية، ما أسفر عن مقتل أحد الضباط الخريجين وإصابة اثنين آخرين.
وذكرت مصادر رسمية أن مسلحين من قوات اللواء الأول دعم وإسناد، وهو أحد مكونات قوات الحزام الأمني في عدن التابعة للإمارات، اقتحموا مقر الكلية العسكرية في محافظة عدن بالتزامن مع حفل تخرج عدد من الدفع العسكرية منها، وأطلقوا النار بشكل عشوائي على الضباط الخريجين، بسبب رفعهم العلم اليمني، أثناء حفل التخرج، وهو ما أسفر عن مقتل احد منتسبي الكلية العسكرية واصابة اثنان آخران.
وأكدت هذه المصادر أن الرئيس هادي وجّه بإلقاء القبض على اثنين من عناصر الحزام الأمني التابع للإمارات إاحالتهم للمحاكمة العسكرية والتي ستشمل كل من يثبت تورطه في قضية إطلاق النار على منتسبي الكلية العسكرية في عدن.
وفي محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية تسعى القوات الإماراتية إلى خلق عمليات تمرد ضد السلطة المحلية هناك الموالية للحكومة الشرعية. واتهم محافظ سقطرى رمزي محروس دولة الامارات العربية المتحدة بتشجيع عمليات التمرد على السلطة المحلية في محافظة سقطرى، إثر محاولة الإمارات إنشاء قوات أمنية موازية للقوات الحكومية في سقطرى، ودفعت أبوظبي باتجاه خلق قلاقل أمنية في سقطرى، حيث شهدت خلال الايام الماضية توترا امنيا وصل حد التهديد باستخدام القوة ضد السلطة المحلية هناك.
وكانت الغارات الجوية الإماراتية والأحداث المتزامنة معها المدعومة إماراتيا المخلة بالأمن في أكثر من محافظة يمنية وفي مقدمتها عدن وسقطرى تسببت في خلق (أزمة ثقة) بين أبوظبي والحكومة اليمنية، والتي أصبحت تنظر للقوات الإماراتية بـ(عين الريبة) والشك وبالذات لتصرفاتها وعملياتها العسكرية التي أصبحت تعزز مواقف الانقلابيين الحوثيين الذين تخوض الحكومة اليمنية ضدهم حربا مصيرية منذ مطلع العام 2015.

اليمن: هادي يدخل معركة «كسر العظم» مع القوات الإماراتية إثر مساعي أبوظبي إلى إسقاط حكومته
شجعت تمرداً في سقطرى وعرقلت حفل تخرج طلبة كلية عسكرية في عدن
خالد الحمادي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Mhyub:

    اليمن لن تتحر من الحوثيون وبقى الحوثيون على حدود عدن هي خطة اماراتية حتى تتفرغ لاحتلال كل شواطئ الجنوب .

  2. يقول عصام حمادي:

    أقسم بالله العظيم أن هناك تواصلات سرية بين الإمارات والحوثيين لضرب الشرعية وأنهم يفضلون الحوثيين على شرعية هادي والغريب صمت السعودية الغريب ولكن ليس غريبا اذا عرفنا أن هدف السعودية الحقيقي تدمير اليمن وتمزيق النسيج الاجتماعي لكي تستقر حدودها الجنوبية لفترة طويلة جدا

  3. يقول فيصل بن مرشد الرولة - حائل:

    ماذا يريد بن زايد… هل قرأ (او تمت تهجتة لة) سطراً عن جنكيز خان للمرة الاولى وحلم انة من سلالتة وصحى بعد ذلك ليعيد مجدة. هو لا يعلم ان جنكيز كان بلا حضارةٍ ولم ينشر الا الخراب و الدمار في البلدان التي غزاها.

  4. يقول محمد:

    فرق تسد ، كل هذه الخلافات هي أصلا بالتنسيق مع السعودية لأجل عدم استقرار اليمن و أمريكا هي تورد السلاح و الصواريخ الحوثيين من اجل استمرار الحرب و بيع السلاح للدول الخليجية و السعودية و أمريكا و اسرائيل تستخدم ايران كفزاعة للدول الخليجية.

إشترك في قائمتنا البريدية