انتخابات لبنان: عودة رموز من زمن الوصاية السورية… ومفاجآت في الفرز النهائي

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: بدأت تتظهّر بشكل كبير النتائج التي خرجت بها الانتخابات النيابية في الأحد الكبير، والتي سجّلت انتصارات لأحزاب وخيبات لأحزاب أخرى. ولم يتم احتساب النتائج على أساس فريقي 8 و14 آذار خصوصاً أن التحالفات تبدلّت، وأن خريطة تحالفات جديدة برزت ولا سيما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر اللذين كانا على خلاف شديد قبل التسوية الرئاسية التي جاءت بالرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية وبسعد الحريري رئيساً للحكومة. فيما يُسجّل تحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وتفاهم بين الرئيس نبيه بري وتيار المردة وتقارب بين بري والقوات اللبنانية والرئيس نجيب ميقاتي. وعادت إلى المجلس النيابي وجوه من فترة الوصاية السورية خرجت في انتخابات عام 2005، وأبرز الوجوه التي دخلت للمرة الأولى وتمثّل رمزاً للنظام الأمني اللبناني السوري هو اللواء جميل السيّد.
ومن شأن خلط أوراق التحالفات أن ينعكس على موضوع تأليف الحكومة العتيدة، حيث تعتبر حكومة سعد الحريري مستقيلة وبحكم تصريف الأعمال في 20 أيار/مايو الحالي. وبدأ شد الحبال باكراً على الموضوع الحكومي وتحديداً وزارة المال التي يتمسك بها الرئيس بري للطائفة الشيعية، حسب ما جاء في اتفاق الطائف، وردّ عليه الرئيس سعد الحريري بالدعوة الى «عدم وضع أعراف جديدة لأننا بغنى عنها «. وقال «بنظري إن العرف الوحيد في البلد هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب، هذا هو العرف الوحيد، الذي نتوافق حوله جميعاً، ولكن لا مانع من أن يكون هناك وزراء من طوائف معينة. المهم ألا نفرض على أنفسنا وعلى بعضنا أموراً لم ترد في الطائف ولا في أي مكان آخر». وأضاف الحريري « في الأساس، إذا قمت بتشكيل الحكومة فلن أقبل بأن يفرض عليّ أحد أي شروط، وإذا كانت هناك من شروط، فيجب أن تكون لمصلحة البلد. إذا تمت تسميتي ولم يعجبني أمر ما «بمشي» لا مشكل لدي في ذلك».
وجاء توزيع المقاعد على الأحزاب على الشكل الآتي: تكتل لبنان القوي الذي يضم التيار الوطني الحر والطاشناق ومستقلين 29 نائباً بعدما كان 22 في تكتل التغيير والاصلاح، تيار المستقبل 21 بعدما كان 33، التنمية والتحرير 17 بينهم مسيحيان وسني ودرزي، حزب الله 14 بينهم سنّي وربما جميل السيّد، القوات اللبنانية 15 بعدما كانت تحظى بـ 8، اللقاء الديموقراطي الذي يضم الحزب التقدمي الاشتراكي 9 نواب بعدما كان 11، الكتائب 3 متراجعاً عن 5، العزم برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي 4 نواب بعدما كان اثنين، الحزب السوري القومي الاجتماعي 3 بعدما كان 2، لبنان الحر الموحد أو تيار المردة 3 وكان 3، وفاز فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار وعبد الرحيم مراد رئيس حزب الاتحاد وعدنان طرابلسي ممثل جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وأسامة سعد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري ومستقلون أبرزهم ميشال المر.
أبرز الخاسرين في المعركة الانتخابية هم: النائب نقولا فتوش صاحب اقتراح التمديد لولاية المجلس النيابي. واللافت أنه رسب رغم نيله حوالى 5000 صوت تفضيلي، فيما فاز مرشح أرمني على لائحته رغم نيله فقط 77 صوتاً. كذلك خرج من المجلس الوزير والنائب عن الأشرفية ميشال فرعون والنائب بطرس حرب الذي كان من نواب الطائف، وقد دخل مكانه الوزير السابق البير منصور من مرحلة الطائف.
وفي المفارقات أن مرشح حزب الله حسين زعيتر في جبيل الذي نال حوالى 7000 صوت تفضيلي سقط بسبب عدم نيل اللائحة الحاصل الانتخابي، ونجح منافسه على لائحة الوزير السابق فريد هيكل الخازن مصطفى حسين رغم نيله 269 صوتاً.
كذلك فإن مرشح القوات اللبنانية في الكورة النائب فادي كرم الذي نال أعلى نسبة أصوات في الدائرة وبلغت حوالى 7800 صوت تفضيلي لم يجتز الامتحان بسبب عدم نيل القوات 4 حواصل انتخابية، فيما فاز مرشح التيار الوطني الحر جورج عطاالله الذي نال فقط حوالى 2300 صوت.
ومساء أمس أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق نتائج الانتخابات النيابية وسيرسلها إلى رئيس المجلس النيابي ورئيس المجلس الدستوري.
وفي ختام اليوم الطويل للنتائج وخلال مسيرة للدراجات النارية لمناصري حزب الله وحركة أمل في منطقة عائشة بكار سجل إشكال كبير مع مناصري تيار المستقبل، وتدخل الجيش لتطويقه.

انتخابات لبنان: عودة رموز من زمن الوصاية السورية… ومفاجآت في الفرز النهائي
الجيش يتدخل لفك اشتباك أمني بين مناصري «حزب الله» و«المستقبل»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية