انتخابات مصر: مشاركة واسعة للنساء ومتوسطة للرجال وعدلي منصور يطالب المعارضة بالتصويت لمصطفى موسى

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: اعتبر أن إعداد هذا التقرير كان صعبا جدا بالنسبة إلي رغم أنني أعده منذ ثمانية وعشرين عاما لقلة عدد الموضوعات والقضايا في الصحف وسيادة الصور والعناوين بسبب انتخابات رئاسة الجمهورية، ولأن معظم التعليقات والمقالات كانت تأييدا للرئيس السيسي، ولم يكن هناك ما يقابلها من وجهات نظر مضادة أنقلها لإحداث توازن موضوعي خاصة التركيز على الحضور الكبير للناخبين والتصويت له.
وكانت المفاجأة هي إقبال الناخبين في شمال سيناء بما يعني أن الإرهاب في النزع الأخير، وأن العملية الشاملة «سيناء 2018 « التي كانت وتقوم بها الشرطة أدت إلى نتائج كبيرة، وأصبحت القبائل تتعاون مع الشرطة والجيش في الإبلاغ عن الإرهابيين وأسمائهم وأماكن تواجدهم بعد أن كشر النظام عن أنيابه لهم واعتبار كل متستر مثله مثل الإرهابي وستتم معاملته على هذا الاساس، وفي الوقت نفسه تقديم مغريات كبيرة مثل توزيع السلع الغذائية مجانا وبيعها بأسعار مخفضة للغاية.
وإلى ما عندنا…

التكفير كذب وافتراء

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة التي بدأت يوم الاثنين والثلاثاء وتنتهي اليوم الأربعاء وأولها من جريدة «عقيدتي» الدينية الأسبوعية. ففي تحقيق لجمال سالم وإيهاب نافع جاء عن مرصد الافتاء تحت عنوان « تكفير التنظيمات الإرهابية للمشاركين في الانتخابات كذب وافتراء»، وعن فيديو أخر لوجدي غنيم، القيادي في جماعة الإخوان: إن الفيديو الأخير لغنيم حاول ترويج عدد من الأكاذيب والافتراءات بحق كل من يشارك في العملية الانتخابية مستخدما في ذلك أداة التدليس في تفسير النصوص الدينية من القرآن الكريم وإسقاطها على الواقع المصري عنوة واختلاق قصص ومظلوميات لا وجود لها على الأرض. وقد تنوع التدليس ما بين استخدام الأحاديث النبوية والآيات القرآنية في غير سياقها أو تأويلها بشكل خاطئ بما يعضد من روايته المشوهة عن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية المختلفة. كما تطرَّق الإرهابي الهارب غنيم إلى الإخوة المسيحيين متهما الدولة المصرية بمحاباتهم على حساب المسلمين ووصل الأمر إلى اتهام رموز الدولة المصرية بالكفر؛ نظرا للعلاقة الطيبة مع الإخوة المسيحيين داعيا إلى معاداة الكنائس والرهبان وكل المصريين المسيحيين في مصر. ومن جانبه أكد مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية على أن هذا الإصدار المرئي يأتي في سياق الدعوات المتكررة من الجماعات التكفيرية «القاعدة ـ داعش ـ الإخوان» لمقاطعة الانتخابات والإعراض عن الذهاب إلى المقار الانتخابية حيث وردت فى الإصدار الأخير لتنظيم «أنصار بيت المقدس» تحت عنوان «المجابهة الفاشلة» تحذيرات متكررة من المشاركة فى العملية الانتخابية أو الاقتراب من مقار الانتخاب؛ نظرا لكونها أهدافا محتملة للتنظيم الإرهابي. كما جاء الخطاب الصوتي لزعيم تنظيم القاعدة تحت عنوان «رسالة لأمة منتصرة … بشرى لأهلنا في مصر» دعوة إلى إسقاط النظام المصري بجميع الوسائل الإرهابية والعنيفة وذلك قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية؛ مما يجعل الجماعات الإرهابية الثلاثة متحدة في الأهداف والوسائل والغايات.
والمظهر المحرج لوجدي هو نزول أنصار جمعية الدعوة السلفية وحزب النور للتصويت للسيسي، الرجال بلحاهم وجلابيبهم وبنطلوناتهم ونساؤهم وبناتهم المنتقبات، فهل هؤلاء كفرة؟

صورنا يا زمان

وعموما من رد الإفتاء على غنيم بالآيات والأحاديث إلى الرد بكلمات الأغاني أيام عبد الناصر بعد تحويرها وهو ما تكفل به عصام السباعي في «الأخبار» بقوله في بروازه اليومي «بوكس»: «يا زمان صورنا يا زمان هنقرب من بعض كمان واللي هيبعد عن اللجان عمره ما هيبان في الصورة. انزل وشارك بصوتك، خليك معانا في أجمل صورة للبلد وهو يلبي نداء الوطن وينتخب الرئيس. و«صور يا زمان» من أغنية «صورة» للفنان الراحل عبد الحليم حافظ وكلمات صلاح جاهين.
وفي «المساء» نظر أبو الحديد بشماتة وغضب إلى عملية الإخوان الأخيرة لتفجير سيارة مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر لإثارة خوف المواطنين وعدم النزول للتصويت وقال:
وهي رسالة سوف يكون لها مفعول السحر على موقف كل مصري ومصرية من الانتخابات الرئاسية وسلوكهم الانتخابي أمس واليوم وغدا. كل من قرر النزول والتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوته سوف يتأكد من صحة موقفه وتزداد ثقته بأنه يلبي نداء وطنه عندما يحتاج وطنه إليه وكل من تردد في النزول سيحسم أمره وسيصر على المشاركة، فالعبوة بقدر ما كانت ناسفة كانت أيضا كاشفة. هذا ما يتعلق بحجم المشاركة ولسنا في حاجة إلى أكثر من ذلك فكل صوت في الصندوق هو بمثابة رصاصة في صدر الإرهاب ردا على جريمته وإصرارا على هزيمته.

«ما يصحش كده»

أما الجديد فهو ما قاله الرئيس السابق المستشار عدلي منصور الذي كان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا وتولى الرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013 لمدة عام تحدث إلى لميس الحديدي على قناة «اكسترا نيوز» مساء الاثنين وقالت عنه «المصري اليوم» تحت عنوان «منصور للمعارضة صوتوا لموسى أو أبطلوا أصواتكم»: المشاركة هي دعم للوطن وللدولة وليست لمرشح دون آخر، وأن الهدف منها هو ممارسة الحق الدستوري والقانوني في اختيار الأجدر بقيادة سفينة الوطن لمدة أربع سنوات مقبلة، مشيرا إلى وجود بعض المعارضين للرئيس السيسي وهذا حقهم الذي يحترم إلا أن تقاعسهم عن أداء واجبهم الوطني لن يفيد، داعيا إياهم إلى التصويت سواء بمنح أصواتهم لموسى مصطفى موسى منافس الرئيس في الانتخابات أو إبطال أصواتهم، معتبرا أن إبطال الأصوات رسالة للرئيس بأن قطاعا من المواطنين لديه بعض الملاحظات على الأداء فى الفترة الأولى، معربا عن ثقته في أن الرئيس سيتلقى الرسالة ويوليها أهمية خاصة. إن مؤيدي سياسات الرئيس عليهم المشاركة أيضا وألا يركنوا لفكرة أنه سيفوز.
وكان غريبا جدا أن تخبرنا دعاء العدل في عدد «المصري اليوم» نفسه أنها شاهدت على قناة تلفزيونية مقدمة برامج تسأل موسى مصطفى: كمرشح رقم 2 تحب تقول أيه للناس اللي هاتنتخبك؟ فارتبك وقال لها: أقولهم ما ما ما يصحش كده.
وفي «الشروق» قال رئيس تحريرها عماد الدين حسين عن التصويت الكبير لأهالي شمال سيناء: حينما يتم فتح لجان للتصويت في شمال سيناء وتأمينها فهذا خبر مفرح وتطور إيجابي، وحينما يذهب البعض إلى هذه اللجان فهو خبر أكثر من إيجابي، ىوالمعنى الرئيسي أن كل ــ أو معظم ــ ما فعله الإرهابيون والمتطرفون أو حاولوا أن يفعلوه طوال سنوات قد ذهب أدراج الرياح خصوصا أنهم يتعاملون مع الانتخابات باعتبارها بدعة. بالطبع ما كان ممكنا أن يذهب الناخبون في شمال سيناء إلى 11 لجنة أساسية و61 لجنة فرعية فها 49 مركزا انتخابيا من دون الشعور بالأمن. وما كان يمكن تحقيق هذا الأمن لولا جهود الجيش والشرطة وأهالي سيناء منذ سنوات خصوصا منذ بدء عملية «سيناء 2018» .

أهم من الديمقراطية

وإلى «الوفد» حيث قالت فيها عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الدكتورة عزة أحمد هيكل:
هذا الجيل الواعي أدرك أن الانتخابات حتى وإن كانت بلا منافسة حقيقية، وحتى وإن كانت في الظاهر منافسة غير متكافئة وغير واقعية وأن النتيجة محسومة منذ البداية في شخص الرئيس، إلا أن هذا الجيل يعي جيدا أن الاستقرار والأمن والأمان وعدم دخول الوطن في منعطف التمزق أو منزلق الفتنة أو منحدر الحرب الأهلية أو بئر الإرهاب الأسود أهم بمراحل من الديمقراطية التي يرغب فيها الجيل الحالي من الشباب والذي لديه مطالب مشروعة من حق في العمل والتعليم والسكن والمواصلات والرعاية الصحية ومظاهر الحياة الكريمة. ذلك الجيل الشاب الذي يريد أن يحقق مطالب ثورته من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية فينظر إلى الانتخابات بصورة سلبية لأنه كان يريد منافسة سياسية وبرامج اقتصادية لمرشحين تمكنه من الاختيار وممارسة الديمقراطية كما يراها وكما يريدها ذلك الجيل الشاب الذي يخشى أن يدخل في منعطف الديكتاتورية وسياسة الفرد وألا تقوم المؤسسات بدورها السياسي في الفصل بين السلطات. ولهذا فإن هؤلاء الشباب قد يرفضون ويقاطعون الانتخابات وهم بهذا يتخلون عن واجبهم الدستوري والقومي.
ومن «الوفد إلى آخر محطة لنا في هذه القضية وستكون عند جريدة «المساء» ورئيس تحريرها الأسبق خالد إمام الذي خرج من اللجنة بعد أن أدلى بصوته وصرخ: يا خوارج العصر، ويا كل من يدعمونكم وحتى أحرق دمكم أكثر لقد أهملنا دعواتكم وألقيناها في صناديق القمامة ولم يرهبنا إرهابكم ونزلنا بالملايين وانتخبنا رئيسنا وحافظنا على أم الدنيا التي تريدون إسقاطها ولن نسمح بإسقاطها.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها للأستاذ في جامعة الإسكندرية الدكتور إبراهيم السايح الذي قال في «الوطن» عن الإعلام الحزبي: الإعلام الحزبى انتقل إلى رحمة الله تعالى مع فقيدة الشباب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، ولكنه لم يكن على قيد الحياة في السنوات القليلة التي سبقت الرحيل ففي حزب التجمع ـ مثلا ـ تخلصت قيادة الحزب قبل ثورة يناير/كانون الثاني من كل الصحافيين أصحاب الرأي والكفاءة في جريدة «الأهالي» التي تحولت حاليا إلى جريدة رمزية تعبّر عن حزب افتراضي.
وفي الحزب الناصري قضت الخلافات الشخصية على جريدة «العربي» التي تحولت قبل الثورة إلى جريدتين بالاسم نفسه والشكل نفسه، وتصدر كل منهما في اليوم نفسه. ثم انتقلت الصحيفتان وحزبهما إلى الرفيق الأعلى في ظروف غامضة. وفى حزب «الأحرار» توفي الحزب أولا ثم تبعته الجريدة رغم ازدهارها المفاجئ في عهد الأستاذ محمود عوض. ولم يتبقَّ حاليا من الإعلام الحزبي سوى جريدة «الوفد» التي تقدم كل يوم أفضل عرض لمواقيت الصلاة في القاهرة والإسكندرية ودرجات الحرارة الصغرى والكبرى في شتى المحافظات، فضلا عن مقالات الأستاذ عباس الطرابيلي والأستاذ سليمان جودة وبعض الأشياء الأخر من الإعلام المكتوب أو المرئي أو الإذاعي من الهواة والمتطوعين يسهل التخلص منهم حال عدم درايتهم بخريطة المناطق الخضراء والحمراء والرمادية في هذا المجال.
المشكلة في المحترفين الذين ينبغي أن تفكر كليات الإعلام في طرق علمية لإعداد الأجيال المقبلة منهم تمنعهم من الوقوع في أخطاء جسيمة قد يفقدون بسببها وظائفهم أو حريتهم. وأقترح في هذا الصدد استحداث مادة تحت اسم «جغرافيا إعلامية» في أقسام الصحافة والإذاعة والتليفزيون يدرس فيها الطالب مواقع الموضوعات الإعلامية الآمنة ودرجات الخطورة في الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكيفية التعامل مع الشؤون السيادية ومهارة الابتعاد عن حقول الألغام في شتى جوانب التناول الإعلامي فضلا عن آداب الحديث مع أو عن أي صاحب شأن في هذا البلد والبلدان الأخرى.

لا مجال للمزايدين

وإلى معركة أخرى مختلفة خاصة بالتعليق على مباراة المنتخب المصري لكرة القدم مع البرتغال وذلك من جانب عدد من المعلقين وهم مجدي عبد الغني وأحمد حسام الشهير بميدو وحازم إمام وسيف زاهر على المباراة. وأثناء الاستراحة تلفظوا بألفاظ وأوصاف قبيحة قام بتسجيلها أحدهم وسربها وهاجت الدنيا وماجت في صحف الاثنين ومع ذلك وجدنا الدكتور محمود خليل في «الوطن» يستنكر ما قالوه ولكنه اعتبرها ظاهرة متكررة من كثيرين استخدام مثل هذه الألفاظ. ووجه الهجوم ضد من قام بالتسريب. كما دافع عنهم في «المصري اليوم» علاء الغطريفي لكن عبد الناصر سلامة في العدد نفسه لم يعجبه هذا وذاك وقال تحت عنوان «السفالة الكروية»:لا مجال لعديمى التربية، لا مجال للمزايدينن لا مجال لأنصاف المتعلمين ولا أنصاف الموهوبين، ولا حتى أنصاف الرجال، يجب ألا نستمع مرة أخرى إلى مذيع أو معلق غير مقنع أو ضعيف أو يخلط الحابل بالنابل أو اعتاد السفسطة واللت والعجن فيما هو خارج الموضوع، أو يخلط بين الشأن العام والكروي على طريقة النفاق والمزايدة أو يرى في بلدان مستحدثة أنها الشقيقة الكبرى لأم الدنيا إلى آخر ذلك من هراء أصبح حديث الشارع الآن إن بالنقد العلني وإن بالامتعاض والاستنكار. لا يجب أبدا أن تكون ضمن الوفد الرسمي للمونديال أو ضمن الاستديو التحليلي مستقبلا هذه العينة التي شاهدنا تسريباتها البكابورتية من داخل الاستديو، تلك التسريبات التي وصلت بيوتا محترمة وآذانا نقية وأطفالا في عمر الزهور.
بالتأكيد هناك في هذا المجال خبرات محترمة من أمثال حسن شحاتة وعصام عبدالمنعم وغيرهما، خبرات نالت قسطا وافيا من التربية. أمر التحليل يجب ألا يُترك لمافيا الفضائيات ولا لمن لديهم القدرة على الهرتلة فقط. نحن أمام ميكروفونات تدخل كل البيوت وتخاطب كل الفئات بالتالي يجب أن يكون القائمون عليها من ذوي الأخلاق الحميدة أولا وأخيرا من نوعية محمد صلاح ومحمد أبوتريكة وغيرهم كثير. أتصور أن القناة التليفزيونية المعنية يجب أن يكون لها موقف كما الهيئة الوطنية للإعلام كما وزير الشباب والرياضة .سمعنا من المذيع مرات عديدة أن اللاعب الأول في العالم رونالدو «بيغل» من اللاعبين المصريين.
وعبد الناصر سلامة يقصد مدحت شلبي لأنه الذي كان يصف رونالدو بأنه يغل في نفسه، أي يكتم غيظه ويكاد ينفجر، من محمد صلاح.

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وأولها في «الأخبار» لمحمد الهواري الذي أشاد يوم الاحد بمشروع شهادة أمان وقال عنها: شهادة أمان تنقذ ملايين الأسر المصرية من عمال اليومية وحراس المنازل والباعة الجائلين والعمالة الزراعية من العوز وضمان استقرار أسرهم خاصة أن لهم أبناء في مراحل التعليم المختلفة يحتاجون للرعاية. إن الملايين الذين يعملون دون تغطية تأمينية من عمالة غير منتظمة يستحقون النظر إلى أوضاعهم حماية للأسرة المصرية لذا فإن طرح شهادة أمان ومشاركة هؤلاء في التأمينات يساعد على استقرارهم وتأمين مستقبل أبنائهم من أجل حياة كريمة تسعى لها الدولة من خلال مشروعات أخرى مماثلة مثل الضمان الاجتماعي ومشروع تكافل وكرامة استجابة لأهداف ثورتين شهدتهما مصر ثورة 25 يناير/كانون الثاني وثورة 30 يونيو/حزيران وحتى لا يكون المواطن المصري تحت رحمة الحصول على مساعدات من القادرين لذا يجب أن توجه هذه المساعدات في جانب منها إلى مشروع شهادة أمان تحمي المواطن في الحاضر والمستقبل.
وظهرت مشكلة أخرى تهم ملايين المواطنين الذين يستخدمون سيارات شركتي «أوبر» و«كريم» بعد أن أصدرت محكمة القضاء الاداري في مجلس الدولة حكما بوقف نشاطهما بعد الدعوى التي رفعها أصحاب التاكسيات وهو ما دفع جمال نافع في «الأهرام» إلى أن يقول يوم الاثنين: يبدو أننا اعتدنا أن نغمض أعيننا على بعض الظواهر حتى تصبح حقيقة واقعة وقد ترتبت عليها حقوق ثم نصحو من غفوتنا ولنعلن أنها غير قانونية ويجب وقفها. ولعل أحدث مثال على ذلك وقف نشاط شركتي أوبر وكريم والشركات المماثلة لهما بحكم محكمة القضاء الإداري وهو حكم ليس نهائيا وباتا ولكن يجوز الطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا.
ووجود أوبر وكريم ليس سرا بل كان أمام الجميع حتى أصبح واقعا وحقق انتشارا كبيرا كونه يقدم خدمات أفضـــل وأكثر أمنا وأرخص من التاكسي، كما أنه حقـــــق فرص عمل للشباب في ظل بطالة كبيرة. فوجىء الجميع بهذا الحكم الذي أغضب مستخدمي هذه الشركات من المواطنين كما صرخ أصحاب السيارات بأنهم اشتروها بالتقسيط. ولم يفرح للحكم سوى أصحاب التاكسي الذين اعترفوا في آخر مظاهرة لهم ضد هاتين الشركتين أنهم أساءوا استغلال الركاب ومعاملتهم.
ويبدو أننا سندخل في جدل قضائي حيث طعن أحد المحامين رسميا على الحكم للمطالبة بإصدار حكم قضائي بوقف تنفيذ القرار السلبي بامتناع الجهة الإدارية عن اتخاذ ما يلزم قانونا فىيتقنين وضع شركتي أوبر وكريم وجميع السيارات التابعة لهما حفاظا على حقوق العاملين فيهما وجمهور المتعامين معهما. وأنسب حل لهذه القضية هو تقنين هذه الشركات بحيث تدفع حقوق الدولة من ضرائب ورسوم وبما يتفق مع قانون المرور حفاظا على حقوق العاملين بهما ولحماية جمهور المتعاملين معهما. ولعل السماح لهاتين الشركتين بالعمل يفتح مجالا للعمل للشباب وسيجد «التاكسي» منافسا شرعيا له عسى أن يقدم خدمات أفضل. وبعد أوبر وكريم ليت المسؤولين ينتبهون إلى «سرطان» يجري في شوارع مصر اسمه «التوك توك» فيجدون له حلا.

وأنا مالي

وفي «المصري اليوم» قالت أمينة خيري في اليوم نفسه:
صحيح أن الأوضاع يجب تقنينها لكن ماذا عن التاكسى الأبيض الذي بات ينافس مملكة الميكروباص في البلطجة وإمبراطورية التكاتك في العشوائية وسلطنة «الثُمناية» في الهمجية؟ ألا يعلم المناط بهم تطبيق القانون أن غالبية التاكسي الأبيض خارجة تماما عن القوانين؟ عدادات لا تعمل، سيارات قذرة، سائقون منفلتون، تدخين أثناء العمل، أغنيات مسفّة، وألفاظ خارجة، حديث في المحمول أثناء القيادة. إمارة وتحكم في خط السير ووجهة الرحلة وقائمة السفه طويلة جدا ولا مجال للحديث عن اللجوء إلى الشرطة لأن رد الفعل يأتي دائما في إطار «وأنا مالي» .
وإلى مشكلة أخرى أو مشاكل أخرى تغلبت عليها الحكومة وما سبقها من حكومات حدثنا عنها وزير الصحة الأسبق في عهد مبارك أمام إحدى جلسات مؤتمر إطلاق طاقات المصريين الذي افتتح أعماله الرئيس السيسي يوم السبت وقدمت لنا أميرة فكري عرضا لها في «الوطن» يوم الاثنين بقولها: قال الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ومقرر مجلس البحوث الطبية إن الدولة المصرية بكل أجهزتها نجحت خلال السنوات الماضية في القضاء على مرض «البلهارسيا» الذي كان مرضا خطيرا وبلغت نسبة الإصابة به 39٪ من تعداد السكان وأدى إلى انخفاض عمر المصابين به إلى 40 عاما في المتوسط، مشيرا إلى أننا «نجحنا في مكافحة هذا المرض وأنتجنا علاجا مصريا. وكشف تاج الدين عن أن «من أبرز نتائج التطور الصحي في مصر رفع متوسط أعمار المصريين إلى 72 عاما بعدما كان المتوسط في الثمانينات ما بين الأربعينيات والخمسينيات، وأنا أفتخر كوزير صحة قضيت على مرض شلل الأطفال بوسائل ابتكارية غير أننا لا نزال نعاني من أمراض العصر ومنها الضغط والسكر ونعد خريطة للأورام في مصر، كما نعد حملات للتشخيص المبكر لسرطان الثدي من شأنها أن ترفع نسب الشفاء من هذا المرض العضال».

القمة العربية وفلسطين

وعن مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في السعودية قال الدكتور محمد السعيد إدريس في «الأهرام» أمس:
بعد أن أكدت الأطراف العربية المعنية أمر انعقاد القمة العربية الدورية المؤجلة وقررت أن انعقادها سيكون في العاصمة السعودية الرياض يوم 15 أبريل/نيسان المقبل أضحى واجبا التساؤل عن مضمون وأجندة هذه القمة في وقت بلغت فيه الأزمات العربية ذروتها، وبعضها أضحى مرشحا لتفجير صدام مروع قد يحدث بين القوى الدولية والإقليمية على النحو الذي تتدافع إليه تطورات الأزمة السورية. وفي وقت وصل فيه حال النظام العربي، وعلى الأخص من منظور محدودية دوره في توجيه وحل هذه الأزمات، ذروة مأساويته هل سيبقى العرب مغيبين سواء بإرادتهم أو بدون إرادتهم عن مخططات تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والهيمنة وفرضه حليفا للعرب؟ وهل سيبقى العرب على تناقضاتهم في الأزمة السورية التي باتت تهدد المستقبل العربي كله في ظل مشاهد الاندفاع الأمريكى والروسي نحو حرب باردة جديدة قد لا تبقى باردة كثيرا مع عودة مظفرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا للمرة الرابعة مدعوما بتأييد شعبي غير مسبوق، ومع إدارة أمريكية باتت متخمة بكبار الجنرالات ورموز وعتاة تيار المحافظين والمحافظين الجدد عقب إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون واستبداله برئيس المخابرات المركزية الجنرال مايك بومبيو وإقالة مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر واستبداله بجون بولتون اليميني المتشدد المتباهي بـ «صهيونيته» والمصنف بأنه «سلاح إسرائيل السري» .

ذكرى أحمد زكي

وإلى ذكرى الفنان أحمد زكي في السابع والعشرين من شهر مارس/آذار سنة 2005 وقال عنه سعيد الشحات في «اليوم السابع» أمس:
أثناء تصوير فيلم «معالي الوزير» كان بطله الفنان أحمد زكى يضع أمامه أربع علب سجائر من أنواع مختلفة حسب تأكيد صديقه الماكيير محمد عشوب وأمام غرابة المنظر سأله عشوب عن السبب فأجاب: «عشان السرطان يخش بسرعة» وبالفعل مع نهاية تصوير الفيلم هاجمه المرض» «العربية نت 27 مارس/آذار 2017». ربما نفسر هذه الرواية على أنها رغبة من «زكي» في مغادرة الحياة التي غادرها بالفعل يوم 27 مارس/آذار مثل هذا اليوم 2005». غير أن سيرة هذا الممثل الاستثنائي فيها ألف شاهد وشاهد على حبه للحياة. يذكر الدكتور تامر النحاس أحد أطبائه: «كان نوعية مختلفة من المرضى الذين قليلا ما نجدهم حاليا لأنه قاوم المرض بشكل يتعجب له الجميع لدرجة إنني تفاءلت في بعض اللحظات وتوقعت أن تغلب إرادته المرض وهذا ضد الواقع والعلم والطبيعة». واجه زكي الألم بالأمل وإصراره أن يكون لبقائه معنى مختلف فصار هذا «الاستثنائي» الذي قدم للسينما 56 فيلما وللتليفزيون «الأيام» و«هو وهي». كان حاصل ذلك في رأى المخرج محمد خان الذي أخرج له «زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا»: «أحمد من أهم النجوم الموهوبين الذين عملت معهم على الإطلاق كان غولا أمام الكاميرا ونجح فى أن يعايش كل الشخصيات من دون أن تكون هناك أي مشكلة تواجهه. كان بديعا في تناوله للشخصية، ماهرا في السطو على القلوب» «جريدة الخليج ـ الإمارات 28 مارس/آذار 2005». وتوقع الناقد اللبناني إبراهيم العريس في نعيه له أن السينما المصرية والعربية ستحتاج إلى سنوات كي تعوضه «الحياة ـ لندن 28 مارس/آذار 2005». واعتبره طارق الشناوى: «الأول والأروع بين نجوم التمثيل بشهادة العديد من زملائه».

انتخابات مصر: مشاركة واسعة للنساء ومتوسطة للرجال وعدلي منصور يطالب المعارضة بالتصويت لمصطفى موسى

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. خالد أبو أشرف/ ماليزيا:

    “كل صوت في الصندوق هو بمثابة رصاصة في صدر الإرهاب ردا على جريمته وإصرارا على هزيمته”.
    الله أكبر وتحيا مصر

إشترك في قائمتنا البريدية