الرباط – القدس العربي من : دعا الاتحاد البرلماني الأفريقي، دول القارة إلى إنهاء النزاعات السياسية، والرقي بالديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة، وتعزيز الحكامة وحقوق الإنسان ومكافحة التمييز الاجتماعي والإقصاء السياسي كتدابير ضرورية من أجل القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب.
وأوصى الاتحاد، مساء الاحد، بعد انتهاء اجتماعات الدورة 37 لمؤتمر الاتحاد والدورة 65 للجنة التنفيذية بالرباط، الحكومات في البلدان التي تواجه نزاعات مسلحة داخلية إلى اتخاذ «جميع التدابير السياسية والقانونية التي يقتضيها الوضع، من أجل وقف العنف واستعادة التماسك الاجتماعي وتعزيز السلم والمصالحة».
ودعا الدول الافريقية إلى تطوير مناطق التعاون الاقتصادي في أفق تشجيع التكامل الإقليمي والجهوي بين هذه البلدان، وتحديد تعريف واضع المعالم للإرهاب بغية تجنب أي التباس بينه وبين الكفاح الشرعي من أجل التحرر. وحث الاتحاد البرلماني الافريقي، الدول الأفريقية على أن تجعل من التوقيع على المواثيق الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتصديق عليها، وأن يكون تطبيقها من بين الأولويات، بالإضافة إلى وضع برامج تدريبية لفائدة القوات المسلحة الوطنية في هذا المجال بالاعتماد على التعاون الإقليمي والدولي. ودعا الى التعاون الأمني بين دول القارة والتنسيق بين أجهزة الأمن في مختلف بلدان القارة الأفريقية لدعم التعاون المتبادل، ورفع درجة فعالية العمل الجماعي في مجال محاربة الإرهاب، مع المطالبة بالعمل من خلال الأجهزة المختصة في الاتحاد الأفريقي وتعزيز المساعدة القضائية بين الدول.
وكان الاتحاد قد انتخب رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، رئيسا له بإجماع البلدان المشاركة وقال الطالبي العلمي ان الثقة التي حظي بها من لدن الدول الأعضاء بصفته رئيسا لمجلس النواب، والتي وضعت في الشخص المعنوي لبرلمان المملكة المغربية، هي ثقة في الجهد الجماعي الذي يبذله المغرب من أجل القارة الأفريقية وقضاياها وآفاقها.
وأعرب الطالبي عن تطلعه إلى المضي بالاتحاد البرلماني الأفريقي إلى مزيد من الحضور الفعلي القوي المؤثر في المنتديات الدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا على مستوى الأمم المتحدة ومنظماتها ومكوناتها المختلفة، مؤكدا انه سيعمل إلى جانب أعضاء الاتحاد على التفكير في صيغ للارتقاء بالأداء البرلماني الأفريقي من خلال دورات تكوينية ولقاءات مشتركة مع نظرائهم في الفضاء المتوسطي والبرلمان الأوروبي وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وشدد رئيس مجلس النواب المغربي على أهمية استثمار الرصيد الدبلوماسي البرلماني المغربي والأفريقي والعربي لمد الجسور وتقوية العلاقات البرلمانية والإنسانية خدمة للقارة الأفريقية، والانخراط في قضاياها الحيوية ومواجهة الكوارث والآفات المقلقة التي تحدق بها، معربا عن تطلعه لإعطاء أدوار أكبر للاتحاد وكذا للمؤسسات التشريعية، بالنظر للإشكاليات والتحديات المطروحة على المؤسسات التشريعية الإفريقية وإعادة النظر في أدوارها وعلاقاتها، وفي تفاعلها مع محيطها الإقليمي والدولي.
ودعا الطالبي العلمي أعضاء البرلمانات الأفريقية المشاركة في المؤتمر إلى ضرورة تجاوز الصراعات الهامشية التي تنخر كيانات وطاقات وموارد القارة وتوظيف الذكاء الجماعي لأبنائها من أجل بناء مستقبل في مستوى تطلعات الشعوب.
محمود معروف