كان أسبوعاً حافلاً لنجوم العملاقين ريال مدريد وبرشلونة حول العالم، حيث لم تخل عناوين الصحف والمواقع الرياضية العالمية من أخبار وتصريحات نجومهما، لكن منها ما كان مقبولاً وأخرى تسببت بحرج للجميع.
لا يخفى على الجميع بغض مدافع برشلونة جيرارد بيكي للعملاق الملكي ريال مدريد، فهو لا يدخر فرصة الا لاقتناصها والتجريح به، وربما يعتبر كثيرون ان هذه التصريحات المليئة بالكره والبغض نابعة من المنافسة الشرسة بين الناديين وبين لاعبيهما فحسب، لكن عند بيكي هناك عامل آخر، وهو الوطنية العميقة التي تؤمن بالنزعة الانفصالية لاقليم كتالونيا، الذي يضم مدينة برشلونة، عن اسبانيا، البلد الذي تديره ملكية يعتبرها كثيرون في الباسك وكتالونيا، ديكتاتورية غير عادلة، وبالنسبة لبيكي فان ريال مدريد هو مجسم صغير لاسبانيا، ولهذا قال: «لا تعجبني القيم التي يعبر عنها ريال مدريد، أقدر اللاعبين كثيرا، والكثيرون منهم أصدقاء لي، لكن ما لا أحبه في الريال هو سلوك أشخاص في الطاقم الإداري وكيفية تلاعبهم بالأشياء في بلادنا… هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يروق لي». في اشارة واضحة الى الدور السياسي الذي يحظى به النادي الملكي، خصوصا بالمعاملة الخاصة من مارتا سيلفا، التي كانت تشغل منصب المدعي العام، واتهمت نجم برشلونة ليونيل ميسي بالاحتيال الضريبي لكنها رحلت عن المنصب خلال التحقيقات في قضايا مالية لرونالدو، حيث التقطتها الكاميرات تجلس خلف بيريز في مدرجات البرنابيو خلال إحدى المباريات في كانون الثاني/ يناير الماضي.
ورغم أن لبيكي الحق في التعبير عن رأيه، لكن لسخرية القدر فان في الوقت الذي أدلى بهذه التصريحات النارية ضد العدو اللدود، كان نجم فريقه ميسي يعكس قيماً أخرى، في بيونس ايرس عاصمة بلده الارجنتين، حيث رفضت الصحف نشر الكلمات والشتائم التي تفوه بها تجاه مساعد الحكم البرازيلي وقادته الى عقوبة الايقاف 4 مباريات مع منتخب بلاده، في صورة تنافي «القيم» و»المبادئ» التي من المفترض ان يمثلها برشلونة ونجومه حول العالم، قبل أن تنهال ذكريات الأحداث المؤسفة طيلة العامين الاخيرين، من تهرب نجوم برشلونة من الضرائب، التي تورط فيها ميسي ونيمار وداني ألفيش وخافيير ماسكيرانو وغيرهم، عدا عن صفقة ضم نيمار المشبوهة والملايين الغائبة، بالاضافة الى معاقبة النادي بحرمانه من سوق الانتقالات بسبب سوء تصرفه بضم لاعبين قصر، وبعد هذا كله لا يروق لبيكي انعدام القيم عند الريال.
طبعاً هذا لا يعني أن الريال منزه، أو أنه فعلاً مثلما يدعي رئيسه فلورنتينو بيريز، عندما قال: «أهلاً بكم في المكان الذي يهتم فقط بالقيم الرياضية»، لأنه لو كان هذا صحيحا لما عوقب هو الآخر بحرمانه من سوق الانتقالات. لكن على الاقل سيفتخر الريال بحدث سعيد خلال الاسبوع الماضي، عندما أصبح المطار الرئيسي في جزيرة ماديرا يعرف باسم «مطار كريستيانو رونالدو»، في اشادة جلية بالنجم البرتغالي وتأثيره على سمعة بلاده ومسقط رأسه في الجزيرة البرتغالية، لكن أكثر ما أثار الاشمئزاز كان التمثال المجسم لرونالدو عند مدخل المطار الذي لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد هداف ريال مدريد، بل رأيته يشبه متسابق فورمولا-1 السابق كولتهارد. لنعود مرة أخرى الى تصريحات بيكي، التي لن تفيد الا لزيادة نعرات الكراهية والحساسية بين الجماهير، رغم أن هدف بيكي منها سياسي بحت.
twitter: @khaldounElcheik
خلدون الشيخ