لم يهدر أرسنال وقتاً في ايجاد بديل للمدرب الاسطوري آرسين فينغر، ليعين للمرة الاولى منذ 22 عاماً مدرباً جديداً، ليظهر الاسباني اوناي ايمري في مؤتمر صحفي متوترا تملأه الرهبة، ولكن أيضا تملأه الرغبة في قبول هذا التحدي الكبير، رغم ان كثيرين باتوا يتمنون ان يكون مردوده مع الفريق أفضل من حديثه بانكليزية مرتبكة وبدائية.
ادارة ارسنال بهيكلتها الجديدة، وبقيادة المدير التنفيذي ايفان غازيديس تحدثت مع 8 مدربين منذ الاعلان عن رحيل فينغر في ابريل الماضي، رغم ان أكثر من 50 اسماً ارتبطوا بتدريب الفريق خلفا للمدرب الفرنسي، واعتبر غازيديس ان الخيار وقع على ايمري كونه لبى كل الشروط والمتطلبات التي كانوا يبحثون عنها.
طبعا، كثيرون من أنصار أرسنال كانوا يتمنون مدربا مخضرما، مثل كارلو أنشيلوتي او مانويل بيلغريني، لكن هذا سيكون بمثابة اقالة آرسين فينغر وتعيين فينغر آرسين، أي ان الامر لن يختلف كثيرا عن السابق، فيما كانت الادارة تبحث عن مدرب شاب مليء بالحيوية والافكار الثورية التي تعيد احياء الفريق واعادة النشاط للاعبيه، وطبعا برز على رأس المرشحين قائدا أرسنال السابقان باتريك فييرا وميكيل أرتيتا، وفعلاً كان الاخير قريبا جداً من اعلانه مدربا، وهو ما أصاب بعض انصار «الغانرز» بالدهشة، كون كلا اللاعبين السابقين ليست لديهما الخبرة الكافية في ادارة فريق بحجم أرسنال. وأيضا مرشحون آخرون مثل لويس انريكي وماسيمو أليغري كانت سلبياتهم أكثر من ايجابياتهم التي لا تتماشى مع متطلبات الادارة الجديدة، أهمها الميزانية المحدودة التي خصصتها لضم لاعبين جدد.
وهنا كان ايمري الاكثر تناسقاً مع رؤى الادارة الجديدة، من جهة ان المدرب الاسباني لا يزال شاباً في منتصف الاربعينات من عمره، ويملك ما يكفي من الطاقة والافكار التي يمكن ان يزرعها في لاعبيه، على عكس فينغر الهادئ والرزين، الذي دائما كانت عقليته وشخصيته الرقيقة تنعكس على اداء لاعبيه في داخل الملعب، ولهذا السبب كان دائما الانتقاد للفريق بانه ينقصه القائد والمقاتل الشرس، رغم ان ربما يكون بينهم هذا المقاتل الشرس لكن عقلية فينغر اخفتها ووارتها. ولهذا يستعد نجوم ارسنال عقب المونديال الى حصص تدريبية غير مسبوقة مع ايمري، ربما بينها أكثر من حصة في اليوم وهو ما لم يتعودوا عليه في السابق.
الادارة وجدت في ايمري أيضاً انه درب أندية متوسطة وكبيرة، بل نجح في احراز العديد من الالقاب، فهو صاحب الانجاز التاريخي باحراز ثلاثة كؤوس دوري اوروبي متتالية مع اشبيلية، وخرج من فرنسا بخمسة القاب في عامين، رغم ان هدف وجوده في باريس سان جيرمان لم يكن الا للفوز بدوري أبطال اوروبا. وصحيح ان فريقه اخفق بالخسارة بسداسية في دوري الابطال امام برشلونة، لكن هو أيضا قاده قبلها باسابيع الى سحق البارسا برباعية نظيفة وبأداء رهيب وتكتيك عالي الجودة.
اذن فكرة التعامل مع نجوم كبار واحراز الألقاب ليست غريبة عليه، لكن الأهم ان فلسفة ايمري القائمة على اللعب الهجومي والضغط على المنافسين ستتطلب نوعية مختلفة من اللاعبين الموجودة في أرسنال حالياً، ولكن له ماض في استخراج افضل ما في جعبة لاعبيه، مثلما فعل في فالنسيا واشبيلية، ما يعني ان التغييرات قد تكون طفيفة ومعدودة، ولكن الاهم انه يزرع العقلية الانضباطية والسلوك القويم. لكن مثلما فعل ايمري مع المدير الكروي في اشبيلية مونشي في جلب ابرز الصاعدين وتحويلهم الى «سوبر تارز» فان أرسنال دائما يملك من الواعدين ما يكفي لاعجاب ايمري الذي لن يتوان في اعطائهم فرصهم.
هل سينجح ايمري في مهمته؟ المعروف في أرسنال ان لديه من الصبر والجلادة ما يكفي لمنح المدرب الوقت كي يخرج كامل ما في جعبته، ولكن النادي لن يكرر سيناريو آرسين بالصبر عقدين، لكن المقارنات مع فينغر بعد كل كبوة او هفوة او هزيمة قد تقود الى اعتباره مجرد مدرب «ارتدادي» يسخن الكرسي للمدرب «الحقيقي» الذي سيأتي من بعده، رغم انه هو نفسه سيقاتل بشراسة للحفاظ على سمعته كمدرب نخبة لان تجربة سان جيرمان تصب في خانة خيباته وليست نجاحاته.
twitter: @khaldounElcheik
أخي خلدون: الرجاء الكتابة عن الاحتكاك الذي حدث بين راموس و صلاح التي أصيب على أثرها صلاح.
إذا كنت تعتقد أنها متعمدة ما هي العقوبة التي يجب تطبيقها على راموس
سي خلدون …
ماذا عن بركة “زيدان” … لقد سبق و تنبات بنهاية اسطورتها (البركة) هذا العام