نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: قال برناردينو ليون، الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، في إحاطته أمام مجلس الأمن الأربعاء، إنه يمكن لحكومة الوفاق الوطني أن تكون المحور الوحيد الذي يمكن من خلالها التصدي للتهديد المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المرتبطة به بشكل فعال.
وأكد في كلمته ضرورة دعم الأمم المتحدة في ضمان الملكية الوطنية في العملية الانتقالية: «أنا على ثقة من أن المجتمع الدولي مستعد لتقديم الدعم اللازم بناء على الأولويات التي سيحددها الليبيون». وأضاف أن الانتقال السلمي سينجح فقط في ليبيا من خلال جهد كبير ومنسق في دعم الحكومة المقبلة من الوفاق الوطني، وضمان أن يتم تحقيق الأمن الكافي في طرابلس وجميع أنحاء البلاد، للتأكد من أن المهام الرئيسية للإدارة العامة يمكن استئنافها. ويمكن لحكومة الوفاق الوطني أن تكون المحور الوحيد الذي من خلالها يمكن التصدي للتهديد المتزايد من تنظيم الدولة والجماعات التابعة لها بشكل فعال.
وأوضح ليون أنه خلال الشهر الماضي استمر الوضع في ليبيا في التدهور في ظل انقسام سياسي كبير وأعمال عنف. وساهمت «الفوضى» على أرض الواقع أيضا في توسيع نفوذ الجماعات المتطرفة. كما استغل مهربو البشر «الفراغ في السلطة»، حيث يستخدم العديد من اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين البلاد كمنطقة انطلاق لعبور البحر الأبيض المتوسط.
وقال «لا يزال الوضع في بنغازي، مهد الثورة، يثير قلقا بالغا. يجب تركيز جهودنا على هذه المدينة تحديدا، في محاولة لوضع حد للقتال، الذي تسبب في الكثير من الدمار. ولا يزال الوضع الإنساني يبعث على القلق»، مشيرا إلى أن عدد النازحين داخليا تضاعف منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
وأشار ليون إلى الاتفاق السياسي الليبي الذي تم التوصل إليه في الصخيرات في المغرب في الحادي عشر من تموز/يوليو. وأوضح أن هذا الاتفاق، سوف يسمح لليبيا باستكمال المرحلة الانتقالية التي بدأت في عام 2011، كما يوفر المبادئ التوجيهية وآليات صنع القرار وتلك المتعلقة بالمؤسسات لتوجيه عملية الانتقال لحين اعتماد دستور دائم.
وحول الوضع الأمني على الأرض أشار الممثل الخاص إلى أنه، في غرب ليبيا، تحسن الوضع الأمني ما كان من شأنه تحسين الوضع الإنساني. أما في وسط ليبيا فقد سيطر المتشددون التابعون لتنظيم الدولة سيطرة كاملة على مدينة سرت والمنطقة الساحلية المحيطة بها. بينما تستمر الاشتباكات في بنغازي بين مجلس شورى ثوار بنغازي وعملية الكرامة بدون أن يحقق أي من الجانبين مكاسب كبيرة.
من جهته قال الممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم الدباشي، إن الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في الصخيرات بالمغرب يعد انجازا كبيرا يمهد الطريق لحل سلمي يؤكد وحدة الشعب الليبي ووحدة التراب الليبي، ولكنه ما زال محفوفا بالعوائق التي تحتاج إلى جهد كبير من الليبيين والأمم المتحدة لإزالتها. وقال الدباشي في جلسة مجلس الأمن التي عقدت حول الوضع في ليبيا: «هناك المصالح الشخصية والتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي لا تؤمن بالديمقراطية والدولة الوطنية، والتي ما زال بعضها مكونا أساسيا داخل تحالف ميليشيات فجر ليبيا الذي يحتل العاصمة طرابلس، ويرفض التوقيع على الاتفاق، ويراهن على إفشاله. ومن ثم يبقى تنفيذ الاتفاق مرهونا بمدى حزم المجتمع الدولي في إقناع جميع الأطراف ودفعهم إلى الالتزام به، ودعم الجهود الرامية لتنفيذه بحسن نية، وتوفير البيئة الآمنة لعمل حكومة الوفاق الوطني».
وسلط المندوب الليبي في كلمته الضوء على لجنة العقوبات التي ساهمت بطريقة غير مباشرة، على حد قوله، في استدامة عدم الاستقرار، وتعزيز تمركز الإرهاب في ليبيا، بإصرارها على ممارسة فيتو غير مباشر على تسليح الجيش الليبي، في مخالفة صريحة للفقرة السابعة من قرار مجلس الأمن رقم 2214. وأضاف:
«لقد رفض المتطرفون وحلفاؤهم التوقيع على اتفاق الصخيرات متشجعين بتلكؤ مجلس الأمن في السماح بتسليح الجيش الليبي واستمرار حصولهم على الدعم بالمال والسلاح من حلفائهم في الخارج، وظهور رغبة الحكومة الشرعية في تحاشي استخدام القوة لاستعادة العاصمة، وبسط سلطتها على جميع الأراضي الليبية، ونأمل أن يتغير هذا الواقع، بخطوات عملية فعالة من هذا المجلس والمجتمع الدولي تتمركز حول تعزيز قدرات الجيش الليبي، والانخراط بصورة مباشرة في مكافحة الإرهاب في أقرب وقت ممكن».
ودعا الدباشي اللجنة إلى تغيير ممارساتها وأن تأخذ بالاعتبار حقيقة أن الشفافية والتعاون مع بعثات الدول المعنية واحترام جميع أحكام قرارات مجلس الأمن، هو السبيل الأمثل لجعل نظام العقوبات فعالا وضمان فرض أي عقوبات جديدة على أسس سليمة.
بعد تقريره لمجلس الأمن حول الأوضاع في ليبيا التقى السيد برناردينو ليون، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، بالصحافة المعتمدة لدى المنظمة الدولية للإجابة عن العديد من التساؤلات المتعلقة بالاتفاقية وفرص نجاحها ومدى إمكانية
وردا على سؤال من«القدس العربي» حول تخصيص شكره لمساهمة قطر والسعودية والإمارات وتركيا في إنجاح الاتفاقية، وإذا ما كان الاقتتال في ليبيا لم يعد حربا بالوكالة، كما كان يوصف، قال ليون: إن جميع هذه الأطراف قد ساهمت في نجاح الاتفاقية وذلك كان جليا من مواقفهم أثناء عملية المفاوضات والبيانات الصادرة عن تلك الدول بعد توقيع الاتفاق بالحروف الأولى. وقال لقد اقتنع الجميع بأن لا بديل للمفاوضات والحل السياسي وهو ما تم التوصل إليه في اتفاقية الصخيرات.
عبد الحميد صيام
لو كان للعرب عقل ماحل بليبيا ماحل بها.ليت الحكام العرب يعقلون.