برنامج «هروب ماكر» يصيب إسرائيل بـ «هوس أمني»

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: أصاب برنامج وثائقي بثته القناة الوثائقية «ناشيونال جيوغرافيك» قادة مصلحة السجون الإسرائيلية بالجنون، دفعتهم الى اتخاذ قرار تعسفي، حظرت بموجبه بث هذه القناة في سجون الأسرى الفلسطينيين، لتضاف إلى قائمة قنوات أخرى ممنوعة، وإلى سلسلة العقوبات الانتقامية التي تتخذ بحق أكثر من سبعة آلاف معتقل.
وجاء قرار الحظر بعدما بثت هذه القناة فيلما باسم «هروب ماكر» يتحدث عن تجربة عدد من السجناء في الفرار من أحد السجون الأمريكية.
ويتحدث البرنامج عن طرق الهرب، وتبرر إسرائيل علتها، خشية من أن يحاول الأسرى محاكاة البرنامج على حد تعبيرها، وهو ما أثار حالة من التذمر وسط الأسرى.
وتمنع إسرائيل الكثير من القنوات التلفزيونية عن الأسرى، منها قناة «الجزيرة» الإخبارية.
وفي هذا الصدد قال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس إن رزمة العقوبات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على أسرى «مجدو» لا تزال مستمرة، وإنه لم يطرأ عليها أي تغيير إيجابي، على الرغم من وعودات الإدارة بتقليصها.
وقال المحامي بولس إن «هوساً أمنيا» أصاب إدارة السجن وأقدمت على وقف بث قناة «ناشونال جيوغرافيك» الوثائقية التعليمية من الأسرى، بذريعة أنها تقدم برامج قد يستفيد منها الأسرى للهروب خارج السجن.
وأوضح أن العقوبات والظروف التنكيلية التي يعيشها الأسرى في «مجدو» تتمثل بالتنقيل المستمر للأسرى المحكومين وتنقيل الأسرى في الأقسام الداخلية بشكل غير مبرر، بالإضافة إلى منع ممثلي الأسرى من التنقل داخل الأقسام، والتشديد خلال زيارة الأهالي وتقليص كميات اللحوم والخضراوات والفاكهة للأسرى.
ويقول المحامي الفلسطيني إن الهوس الأمني والخشية من حفر الأنفاق كما تدعي الإدارة، وصلا إلى حد نصب قضبان حديدية داخل حفر الحمامات، وإلى التفتيشات المتواصلة للسجن.
ويعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال ظروفا صعبة، وتفرض عليهم إسرائيل رزمة عقوبات، ويشتكون من عدم حصولهم على طعام لائق، ومن قلة الألبسة والأغطية خاصة في فصل الشتاء، ويشتكي من يقبعون في سجن النقب الصحراوي من انتشار الحشرات والزواحف الضارة كالأفاعي، وجميعهم يعيشون وسط سجون محصنة باستخدام التقنيات العالية ويصعب الفرار منها.
وكان هؤلاء الأسرى قد خاضوا لمدة شهرين متتالين إضرابا، انتهى في حزيران / يونيو الماضي
وأدت ظروف الاعتقال السيئة إلى تفشي الأمراض المعدية بينهم، وكذلك الأمراض الخبيثة، التي أدت إلى وفاة عدد منهم، علاوة عن أربعة آخرين قضوا العام الماضي والحالي نتيجة التعذيب.
وهناك من بين الأسرى أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما، ونساء، ورجال مسنون ومرضى بحالة الخطر.

أشرف الهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية