المفارقة بتقديري الشخصي أصبحت واضحة تماما وبدون التباس أو مبرر لممارسة الخطأ البصري والنكران.
المواطن العربي الذي لا يستطيع فتح فمه إلا عند طبيب الأسنان سيبقى فمه في حالة الإغلاق عندما يتعلق الأمر بالتفاعل سلبا أو ايجابيا مع الظواهر الاجتماعية المتشددة والعنيفة وتحديدا في تلك اللحظات العصيبة التي تواجهها الدول والأنظمة والحكومات وهي تثير هواجس المساس بها أو حتى بقائها وأجهزتها ومؤسساتها عندما يعشش الإرهاب بمختلف أشكاله وأصنافه أو يظهر فجأة ليثير القلاقل في المجتمعات الصامتة.
لماذا يتساهل المواطن العربي مع التشدد الديني والطائفي؟ لماذا يتفهمه وفي بعض الأحيان يبرره حتى أمام نفسه ؟.. هذه حصريا الأسئلة الحساسة رغم رفضنا المبدئي لأي محاولة لتبرير أو تمرير الإرهاب والعنف الطائفي أو التشدد الذي يطال كل المساحة الغائبة في عالمنا العربي باسم «الرأي الآخر».
لم أقرأ في مدرسة النظام العربي الرسمي اي صفحة تحاول الاعتراف بدور الحكومات والأنظمة الرسمية وتصرفات الرموز والنخب وممارسات الأجهزة الأمنية وقوة الفساد في إنتاج الإرهاب .
لم أقرأ بعد ولو اعترافا رسميا واحدا بأن وجود إسرائيل في عمق الجرح النازف كان ولا زال المنتج الأكبر لاحتمالات ومشاريع الإرهاب أو بأن غياب العدالة الاجتماعية والتشريعات الحامية للمواطنة والحقوق المدنية والانتخابات غير المزورة قد يكون من بين أسباب تسرب الخيار الديني المتشدد عند المواطن العربي .
أؤمن بما قاله أحد الزملاء بأن دولة خلافة داعش المجنونة ليست بالحجم السرطاني الذي يتحدث عنه الإعلام والساسة حتى تتمكن من الضرب في اليمن وتونس والكويت وفرنسا في الوقت نفسه… الداعشية أصبحت فكرة لا يمكن رصدها بتلك الأبواب الإلكترونية المزروعة على الحدود ولا مصادرتها عبر المطارات والموانئ.
هي فكرة تظهر أبشع ما في الإنسان العربي والمسلم والمتأسلم وهو يحاول البحث عن هويته الضائعة…قابلة للتقليد والتقمص والتمثيل وقد قرأنا في الصف الأول الابتدائي بأن الفكرة لا تناجزها إلا فكرة مثلها وما يفعله القوم بالنظام الرسمي العربي اليوم التركيز على المتاجرة بالأعراض وترك تشخيص المرض نفسه حتى أن التصدي لداعش يحمل في باطنه «مغذيات» لا يمكن إنكارها لأخلاقيات وسلوكيات الإنسان عندما يتطرف ويميل للبشاعة والوضاعة في التعبير عن ذاته الجديدة.
ما يفعله هؤلاء القوم هو أنهم فقط يكثرون من الكلام بسطح المسألة حتى اصبح التصدي لداعش عبارة عن «تجارة رابحة» في بعض الأحيان وبزنس يعزز «إبتزاز» الأنظمة الرعوية الخائفة أو تلك التي تنطبق عليها عندما يتعلق الأمر بالفساد مقولة فيلم الرعب الأمريكي الشهير «..أعرف ماذا فعلت الصيف الماضي».
ندوات ولقاءات ونشاطات ممولة وأجهزة تلد أجهزة وملايين الدولارات تدفع في الكواليس أو تسرق خلف الستارة وكتب ومؤلفات ومخصصات للإعلام وشخصيات تقفز وأخرى تصعد.
والعنوان الأبرز المتاجر به دوما هو التصدي للإرهاب والحرص والسهر على منع داعش «الفكرة» من العبور للحدود رغم انه يخيل إلي أحيانا بأن الهدف الأعمق من الحالة الداعشية قد يكون ذلك وأقصد «إبتزاز» من الطراز العصاباتي للأنظمة الريعية القمعية الفاسدة والأغراض بعد التشتيت والتقسيم وإعادة إنتاج سايكس بيكو طائفي في المنطقة هو دوما سياسي ولا تستفيد منه إلا إسرائيل.
داعش اليوم وبعيدا عن أصوات المدافع ومشاهد قطع الرؤوس وإطلاق الرصاص هي «بزنس» بالنسبة للكثير من الجهات الاستثمارية وتحديدا تلك التي تجيد نغمة الاستثمار في الأزمة والخوف البشري واللحظة البشعة.
ظهرت طبقات من المتاجرين الانتهازيين بالخوف المتأصل الذي تثيره تنظيمات ومقترحات الحياة كما يعرضها متجر التدعوش والتشدد الديني.. ثمة وكلاء وسماسرة يتاجرون بالخوف كما يتاجر الساسة بأزمات الشعوب وفي أفق المجتمعات العربية «جيوش» من الدواعش المستترين المتأهبين للتقليد و للتمثيل وبعضهم لا ينتظر أوامر الخليفة المركزية ولا مجالس الشورى الجهادية وكل ما يتطلبه المشهد حمل السلاح الرشاش او تزنير الخصر بالمتفجرات وتنظيم زيارة لمكان مزدحم بالأبرياء وسط خاصرة أمنية متهالكة ثم إطلاق عبارة الله أكبر والقيام بالمهمة في إنتظار الجنة.
«المقلدون» للحالة الداعشية اليوم هم الأخطر من تلك القوافل المنظمة المسلحة التي استقطبها الجهاد المفترض في العراق وسوريا.. هؤلاء بيننا الآن غاضبون محتقنون يبحثون عن طريق الخلاص ومصالحهم متأثرة ولا أحد في الأنظمة يخاطبهم وتتجاهلهم كل مايكروفونات الحكام العرب المضللة وهم دوما «مهمشون» بلا أمل بسبب ثنائية الاستبداد والفساد التي تعيش مع إبن المنطقة العربية.
يحصل ذلك فيما تزيد اعداد الأوراق التي تقدم للحاكم العربي على انها وصفات مبرمجة وهادفة ومدفوعة الثمن بعنوان إستراتيجي لمواجهة التطرف واحتمالات الإرهاب وفيما تتجول مئات الملايين من الدولارات خلف الستارة هنا وهناك بإسم التصدي للإرهاب.
يحصل ذلك فيما الأجهزة الأمنية العربية منشغلة في سفاسف الأمور وتراقب النشطاء السياسيين والمعارضين والإعلاميين والمثقفين رغم ان الطبقة الأخيرة هي التي تتصدى فعلا لداعش الداخل النائم بيننا وليس طبقة رجال الدول ورموز الأنظمة والموظفين.
أعتقد شخصيا بأن الرقابة صارمة في البلدان العربية على كل صاحب رأي ومثقف ومنتقد يقول بروح إيجابية «..يا جماعة لا تحاربوا الإرهاب والتطرف إلا عبر العدالة ووقف الفساد».. وأتصور بان أجهزة المخابرات في العديد من بلدان العرب وتحديدا في مصر والخليج منشغلة بتصوير المعارضين وصولات وجولات الناقدين وأصحاب الرأي وسجلات الشركات أكثر بكثيرمن انشغالها بالجهد الحقيقي الفعلي لمطاردة الإرهاب …تلك بكل الأحوال قصة أخرى.
❊٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»
بسام البدارين
اختفاء العدل أدى الى ظهور داعش
والعكس صحيح
فظهور العدل سيؤدي الى اختفاء داعش
الشعور بالظلم هو المغذي الرئيسي لداعش
فكما تفضلت : اسرائيل كانت سببا للظلم
وكذلك بعض حكام العرب الطغاة
قال عمر بن عبد العزيز :
ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا وليس جابيا
ونحن معظم حكامنا المسلمين جباة وعصاة وطغاة
ولا حول ولا قوة الا بالله
هل تعلم اننا في تكرار لا ينتهي ، ارهاب وقتل بإسم الدين ونفس التحليل و المقالات من الصحفيين منذ ايام القاعدة في افغانستان وصولآ الى داعش
بين ال 13 الى ال18 فى حياة الانسان يطلق عليها تحقيرا لا تفسيرا بفترة المراهقة بينما هى هى اهم واخطر مرحلة في عمر الانسان والتى اسميها الفترة الانتقالية او التكوينية في هذه الفترة الكل يتكالب على الفتى والفتاة بالتقريع واللوم والمحاسبة فبدل ان ينتقل الفتى والفتاة من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج واحترام الكينونة تراهم ينتقلون الى مرحلة ساكون بان لااكون ولا يحقق لهم ذلك لا قانون ولا سلطة ولا حكومة بل يحققه لهم من يدعوهم الى المعالى لاصحاب الهمم العالية
(ورد ان على فى خلافته راى رجلا يؤدب ابنه (المراهق) ويغلظ عليه في التقريع والاهانة فقال له ياهذا دعه مما يفعل فانهم خلقوا لزمان غير زمانك)
هو قانون ربانى الدفاع عن النفس سموه قانون الطبيعة او غريزة البقاء والاعتراف بوجود وكينونة الانسان مع الاحترام وليس منة وتفضلا في الغرب يتحقق هذا كثيرا وليس دائما
قبل اسبوع في الغارديان صرخ صحفى انسان من بريطانيا كفانا تدخلا فى شؤون الناس في الشرق الاوسط الا يكفى استعمارهم ثم سرقة خيراتهم والان نعمل بكل قوة على اذلالهم دينيا واجتماعيا
هذا جواب على ذلك السؤال الاحمق من احمق امريكا بوش الذى يتسائل ببلاهة (لماذا يكرهوننا) في المحصلة داعش هي رد فعل طبيعى جدا ويتماشى مع قوانين السنن والطبيعة كما يتماشى مع قوانين الفيزياء النيوتنى وشريعة الامم المتحدة وقوانين الدول التى تؤكد على حق الفرد والجماعة والدول في الدفاع عن النفس عند حصول اعتداء
تريدون مثالا على الاعتداء (فلسطين الحبيبة جرح ينزف من القلب)
انظروا من اشعل الحرائق في القرون الثلاثة الماضية بريطانيا وفرنسا وامريكا وكيان بنى صهيون وامبراطورية بنى صفيون وستعرفون السبب
لا اؤمن ابدا بوجود دولة دينية حددها القرآن الكريم او اي من الكتب السماوية اصلا. فالسياسة شأن دنيوي لا يخرج عن مبادئ الدين التي تحكم كل مناحي الحياة.
ولكن عندما ارى اعداء داعش وقد ضموا اسرائيل و من وراء اسرائيل و الانقلابيين و الطائفيين و الطغاة فاني اقف محتارا.