■ عاشت سورية ثلاثين عاما تحت حكم حافظ أسد لا يستطيع الأخ أن ينبس ببنت شفة أمام أخيه، خوفا من أن تكون للجدران آذان، فيذهب هو وأخوه ومن خلفوه.
كان السوريون من قبل ذلك، كما اللبنانيون، صحافيي العرب بحق. عندما هلك حافظ وورثه ابنه بشار استبشر البعض، حسب مقولة القائل «موت الرؤساء رحمة للأمة».
وبدأ المثقفون يلتقون في بعض الدارات التي فتحت صالاتها لهم، مثل «منتدى الأتاسي»، وقرأنا عن بيان الـ»99» الذي وقعه 99 مثقفا، ثم بيان الـ «1000»، حيث رفع موقعو البيانين من وتيرة كلامهم مطالبين ببعض الحرية. تصدى لهم حرس النظام القديم مثل عبد الحليم خدام، يسفهون كلامهم، قبل أن ينشق هو عن نظام خدمه قرابة 40 عاما، ولم يقف الأمر عند التسفيه فقد أودع بعض المثقفين المعتقل.
تغيرت الأمور منذ 15 آذار/مارس 2011 وحتى اليوم، فلم يعد الأمر مسألة خوف أو جرأة، فمتظاهرو الأمس وجد أغلبهم طريقة أو أخرى ليحمل السلاح وينضم مع الفصائل التي كانت تقاتل جيش بشار أسد، فقتل من الطرفين خلق كثير. ورغم الدعم الذي قدمته طهران وموسكو، فقد استطاع الثوار أن يحاصروا قصر بشار حتى رأيناه يستقبل زواره في غرفة صغيرة في مبنى صغير. كما استطاع الثوار أن يعطلوا مطار دمشق عن استقبال الطائرات وإقلاعها. حتى أن وليد المعلم كان مضطرا للذهاب إلى بيروت ليطير إلى الوجهة التي يريدها لنقل رسائل بشار.
وعندما كان سقوط نظام بشار قاب قوسين أو أدنى، تحرك أوباما بنصيحة من مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، وبتعليمات من اللوبي اليهودي لمنع سقوط بشار الأسد، بحجة دعمها الحل السلمي، رغم نصائح كل من الوزيرة كلينتون ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الـ(cia) كي يسلح المعارضة السورية. رفض اوباما تسليح المعارضة السورية. يومها لم يكن زعيم «تنظيم الدولة» سوى مقاتل يقود مجموعات قليلة، وقد طالب أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة ليتوحدا تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
اليوم يبحث الكتاب العرب والأجانب مآلات الحل في سورية. فمنهم من يعلق آمالا على تدخل واشنطن لتفرض حلا سلميا تحت البند السابع، يبقي سورية مقسمة، وكل جهة تحكم ما تحت يدها من مدن بموجب الأمر الواقع. وآخرون يتوقعون أن ينقلب ضباط علويون على بشار أسد بعد أن قُتل منهم خلق كثير، فيأتلفون مع من تبقى من ضباط سنيين ألجأهم الراتب أو الخوف، إلى البقاء في جيش بشار. وبالمناسبة يعتقد هؤلاء أن واشنطن سترتب لانقلاب كهذا، وينسون أن واشنطن هي من دعم بقاء بشار حين اهتز كرسيه تحته من ضربات الثوار.
الأكيد أن الشعب الذي يعيش داخل سورية لن يرضى أن يتعايش مع من تسبب بقتل ربع مليون سوري. فلم يبق بيت إلا قتل من أهله واحد أو أكثر. والفصائل المقاتلة كلها صنفتها واشنطن تحت بند الإرهاب، وأي مقاتل يعرف أن إلقاء سلاحه يعني ذهابه إلى محكمة لاهاي ليحاكم بصفته إرهابيا.
يعتقد السوريون أن «تنظيم الدولة» وزعيمه أبو بكر البغدادي سيضمحل كسحابة صيف مهما عظم خطره. وأنه لا يستطيع أن يمتلك حاضنة شعبية تجعله يطمئن كأنه يعيش بين عشيرته، التي تدفع عنه تكالب أعدائه. أما الفصائل المقاتلة الأخرى بما فيها جبهة النصرة فستترسخ داخل محيطها لأن أفرادها جزء من الشعب السوري، وسيأتي يوم على بشار الأسد لينفض عنه مناصروه ويعودون إلى جبل العلويين. وحين يذهب إلى المطار ليغادر سورية فلن يجد الوقت كي يقول إلى لقاء، أما ما سيتبقى من كتائب علوية ناصرته، فلن يكون أمامها إلا الصلح مع الكتائب السنية المقاتلة، وعندها لن يكون لواشنطن ما تفعله إلا التسليم بما اتفق عليه السوريون.
قد يقول قائل هذه أضغاث أحلام، أما نحن فنقول هذا ما نعرفه عن سورية، قبل أن يفسد حافظ الأسد السلم الأهلي بين مكوناتها. قد يطول الأمر أو يقصر، لكن لا بد أن يدرك الجميع أن الحل يجب أن يأتي من الذين اكتووا بنار الحرب الأهلية، لا من واشنطن وطهران.
٭ كاتب سوري
الطاهر إبراهيم
سلمت يداك يا أستاذ الطاهر
فعلا الحل سيكون بيد السوريين
المشكلة بالتدخلات الاقليمية وأعني ايران
سوريا لن ترجع كما كانت أيام الأسدين بل ستكون أفضل باءذن الله
ولا حول ولا قوة الا بالله
الكلمة أعلاه تتضمن الكثير من الحقائق وتبعد بعض الشيء عن منطق الواقع .؛؛ ولا بد من اعطاء الكاتب كمواطن حر ؛ عذرا لما يفتقده النص ..فليس بامكان أي كان أن يحصر كارثة دامت خمسين عاما مشبعة بمآسي تندى لها جبين الانسانية لاستثنائها في التاريخ الانساني ..؛؛ ولا بد من الاتيان على أن النظام بكامل كيانه الفعال هو نظام طائفي يشمل احتضان ( النصيرية ) كطائفة ؛؛ لفئة كانت مغمورة لدرجة ..مجهولة ..وهي أسرة ما ـسمي بعدا .. ب( الأسد ) ؟؟ ويجب التركيز باهتمام على أن النصيرية لا علاقة لها بالاسلام أو أي دين سماوي قطعا ؟؟..لم يكن ولن يكون .؛؛ فليس في جبال النصيرية أي مسجد أو كنيسة …اطلاقا ؛ . كما أن الكثيرون ممن يكتبون أحيانا وبغض النظر عن نواياهم المختلفة الهدف فلا يحق تزوير التاريخ وتسمية النظام النصيري بنظـام (( البعث )) ؛؛فالبعث قد انتهي منذ جريمة الانفصال المشؤم 1961 وأجهز النصيرية عليه بعد أن تم لهم الاستيلاء على المراكز الاسترانيجية لأجهزة الدولة العسكرية ثم المدنية بعد التصفيات التي تمت ما بين 63 ـ 1965..؛ وما بقي من مخلفات البعث لا يعدون عن هلاميات وأمعات لأشخاص لا تملك شرف الانتماء ..لا ..للوطن ولا للبعث .؛؛ فبقيت ( شماعة ) وستار يقبع النصيرية خلفـه للتضليل وفقط لمن يجهل تاريخ الوطن الصغير والكبير ؛ ان موقف واشنطن لم يظهر بعد تدخل طهران وموسكو ..أبدا بل على العكس ؛ فان واشنطن وحرصا استراتيجيا لأمن قاعدتهم فوق التراب الفلسطيني المحتل ( اسرائيل ) دفع بها للدفع بالطابور الخامس الى استانبول ممولا بالبترودولار بغية العمل على اختراق الثورة الطاهرة لا حتوائها واجهاضهــا ؛؛؛ كسبا لعامل الزمن وايجــاد(( بديــل )) يتولى القيام بتفس المهمة التي أنيطت بالنصيرية قبلا .؛؛ولقد كتبت الكثير حول هذا المنحى الرهيب …ومن الأسى والعار معا أن هذا الطابور الخامس وانطلاقا من مؤتمر استانبول التآمري وعلى أيدى ادعت طويلا تمسكها بالوطن وعروبته …فلقد حققت للعدو أقصى غاياته الآثمة ..و ..( اجهضـت الثــورة ) .؟؟ وما الواقع الحالي الا اثباتا للحقيقة وليس ادعاء .؛ الأمـر الآخر وباعتقادي الجازم ..فانه سـواء نحجت واشنطن بانجاح ( انقلاب عسكري ) يشترك فيه بعض من سيشترون من ( النصيرية ) وضمان سلامتهم بعد التحرير ..؛؛ فان لأجزم مرة أخرى بأن أمرا كهذا لن يخرج الوطن ولـن ( يحـرره ) ؛؛؟ فالثورة قامت وضحى الوطن بما لم يضحيه شعب قاطبة ..لا ..لتجلس الضحية الذبيحة الى جانب المجرم السفاح والذي يغمر وجوده كلا ..الدم والذي غسل ثرى الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه … فلقد قامت الثورة للتحرير و(( التطهير )).؛؛ وليس للجلوس اعترافا بشرعية من لم تكن لـه شرعية ومنذ كارثة ظهوره ودفن الجريمة التي لا تسعها مقابر الأرض كلها ..فهذه ان تمت .؟؟ فهي جريمة تفوق جرائم النظام النصيري ..ولن يكون بمقدور أي فصيل كان تحمل ((عـار )) جريمتها ….لن يتــم هذا ..؛؛؛ ومن يبحث عن الحــل عليه التشخيص الصادق ليصــل للعلاج السليم وكيفية استخدام هذا العـــلاج .؟؟؟ فان أوصـدت كافة الأبواب أمام الضحايا….فلن يبقى وعلى القطع سوى ….اللجــــوء الفردي والجماعي …للثـــــــــــــأر والثـــــــــــــأر فقط فلقد أجــرم العالم كلــه بدم الشعب العربي السوري ….فليس من ..نصيري …بــريء ؛؛؛؟ ولكــل جريمة عقـاب ..وعلى نفسها جنت براقش ..؛؛؛ ومهما طال الزمن . د/ طارق الخطيب ـ القوميون العرب
الاخ الكروي:سمعنا من قبل :العراق والعالم سيكون اكثر امنا بعد رحيل صدام وليبيا ستكون أفضل واكثر امنا بعد رحيل القذافي ؟ ماذا حصل غير انفلات الامن والاقتتال بين مكونات الشعوب والفوضى وبالتاكيد لن تكون سوريا استئناء ،ارحموا الشعوب العربية بأرائكم وفتاوبكم التي نخرت الأمة وأشعلت الفتن فيها ونسيت عدوها الاول كيان بني صهيون وقضيتها الاولى وتحرير اولى القبلتين.
مع كل الاحترام للسيد الكاتب والاخوة المعلقين فلا بد من إيجاد حل والا فالجميع في هاوية تزداد عمقا يوما بعد يوم. لم يعد احدا يكترث بالثورة السورية ، الا اعدائها المهتمين بتميعها وتفتيتها وهو ما نجحوا فيه حتى الان. فإما ان نقتل بَعضُنَا يوميا وأما ان نجد حلا ينقذ ما تبقي من هذا الوطن المتفتح والمتشرذم يوميا. اننا في حالة انتحار ولا بد من التفكير في إنقاذ هذا الوطن الذي نحبه جميعا بأولادنا ونسائنا مشردين في بقاع الارض القاحلة تنتهك اعراضهم وكرامتهم كل يوم بيننا نحن نجتر المقالات والطعن في كل مصداقية، كفي بالله عليكم قبل ان تتمزق سوريا والى الأبد.